حوارﹲ بعد الموت أو السلطان و المفتي...!
الأستاذ : سلمان إسماعيل
عندما حضرت السلطان بايزيد الذي عرف بالولي لورعه الوفاة ، أشار على ابنه السلطان سليم بأن يحضر من غرفته الخاصة صندوقين مقفلين مملوءين أوراقاً لا أحد يعلم غير السلطان على ما انطوت عليه ، أوصى السلطان المحتضر أن يدفن هذان الصندوقان معه حرص السلطان سليم على تنفيذ وصية والده ، ولكن شيخ الإسلام المولى ((علي أفندي)) اعترض معللاً : ما دمنا لا نعلم ما في هذين الصندوقين فلا يجوز لنا أن ندفنهما مع رجل ذاهب إلى لقاء ربه ، ألا يمكن أن يكون فيهما ما هو محرم شرعاً ؟!! عُمل بإشارة الشيخ وفتح الصندوقان ، وتبين أن بهما ألوفاً من الفتاوى ، وألقيت ورقة بخط السلطان الراحل فوقها ، وكتب على هذه الورقة ( إن جميع الأحكام التي أصدرتها في أيامي مستندة إلى هذه الفتاوى ، فإذا سألني ربي عنها أقدمها له ، وأنجو من السؤال ) تبسم شيخ الإسلام وقال :أتهددني يا مولاي ، فوالله ما أفتيتك إلا عن رسول الله عن جبريل عن الله . فافعل ما أنت فاعل .
** تُرى .. هل كان الحاكم بايزيد الذي اعتمد الإفتاء في حل المهمات التي تعترضه يدرك أن الأحكام الذي نفذها تنطوي على حيدة عن الحق ، وتتعارض مع حقوق البشر ، ولهذا أراد بسذاجة أن يعلقها في رقبة من أعتمده شيخاً للإسلام !؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ