Announcement

Collapse
No announcement yet.

حوارﹲ بعد الموت أو السلطان و المفتي...! - الأستاذ : سلمان إسماعيل

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • حوارﹲ بعد الموت أو السلطان و المفتي...! - الأستاذ : سلمان إسماعيل

    حوار بعد الموت أو السلطان و المفتي...!
    الأستاذ : سلمان إسماعيل
    بعد وفاة السلطان محمد الفاتح آلت السلطنة لابنه بايزيد سنة 886 ﻫ . واجه من البداية منافسة أخيه ( جم ) على الملك ، ولكنه استطاع أن يتخلص منه بمساومة البابا (إ ينوشنسيوس ) الثامن على قتله لقاء أربعين ألف دوكا ، وتم ذلك بالسم في نابولي 24 فبراير 1495 ﻡ . وكان للسلطان بايزيد منازلات متكررة مع الطليان و الألمان ، وتحالف الفرنسيين و الإسبان و المجر و البابا ، ولم يكن تقسيمه السلطنة إلى ولايات موزعة على أبنائه تدبيراً حكيماً ، ذ لك لأن الإخوة سرعان ما لجؤوا إلى الاقتتال فيما بينهم ، و استطاع أحد أبنائه ( سليم ) وبمساعدة الإنكشارية أن يقنعه بالاعتزال فاستجاب له ، و توفي بعد قليل من اعتزاله ، وقد اقترنت سيرته ، رغم ذلك كله بحب العلم وتقريب العلماء و الشعراء ، و الميل إلى الإصلاح ، وقد نبغ في مرحلته كثير من العلماء ، وقد آلت مشيخة الإسلام في زمانه إلى المولى علاء الدين علي بن أحمد الجمالي الذي اعتاد أن يتخذ مجلسه في أعلى داره ، وقد أدلى منه زنبيلاً خصص لأوراق المستفتين ((يلقي المستفتي ورقته في الزنبيل المدلى ثم يحركه فيجذبه شيخ الإسلام المولى ( علي أفندي ) ويأخذ الورقة ثم يكتب الجواب وهكذا يأخد الورقة ويكتب الجواب و كان يسارع بالفتاوي ولا يدع الناس ينتظرون )).
    عندما حضرت السلطان بايزيد الذي عرف بالولي لورعه الوفاة ، أشار على ابنه السلطان سليم بأن يحضر من غرفته الخاصة صندوقين مقفلين مملوءين أوراقاً لا أحد يعلم غير السلطان على ما انطوت عليه ، أوصى السلطان المحتضر أن يدفن هذان الصندوقان معه حرص السلطان سليم على تنفيذ وصية والده ، ولكن شيخ الإسلام المولى ((علي أفندي)) اعترض معللاً : ما دمنا لا نعلم ما في هذين الصندوقين فلا يجوز لنا أن ندفنهما مع رجل ذاهب إلى لقاء ربه ، ألا يمكن أن يكون فيهما ما هو محرم شرعاً ؟!! عُمل بإشارة الشيخ وفتح الصندوقان ، وتبين أن بهما ألوفاً من الفتاوى ، وألقيت ورقة بخط السلطان الراحل فوقها ، وكتب على هذه الورقة ( إن جميع الأحكام التي أصدرتها في أيامي مستندة إلى هذه الفتاوى ، فإذا سألني ربي عنها أقدمها له ، وأنجو من السؤال ) تبسم شيخ الإسلام وقال :أتهددني يا مولاي ، فوالله ما أفتيتك إلا عن رسول الله عن جبريل عن الله . فافعل ما أنت فاعل .
    ** تُرى .. هل كان الحاكم بايزيد الذي اعتمد الإفتاء في حل المهمات التي تعترضه يدرك أن الأحكام الذي نفذها تنطوي على حيدة عن الحق ، وتتعارض مع حقوق البشر ، ولهذا أراد بسذاجة أن يعلقها في رقبة من أعتمده شيخاً للإسلام !؟؟
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
Working...
X