Announcement

Collapse
No announcement yet.

تأثيرالإيحاء الاجتماعي على سلوك الفرد - بقلم رقية عبوش الجميلي

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • تأثيرالإيحاء الاجتماعي على سلوك الفرد - بقلم رقية عبوش الجميلي

    الإيحاء الاجتماعي

    وتأثيره على سلوك الفرد


    رقية عبوش الجميلي
    كاتبة عراقية



    بقلم رقية عبوش الجميلي


    يقع كل فرد منا تحت تأثير الإيحاءات الاجتماعية المحيطة به. وكأننا لا نستطيع العيش من دون تلك الايحاءات. وخير مثال على ذلك إذا رأى أحدنا إعلاناً تلفزيونياً عن سلعة معينة. انقاد إليها. حتى وإن كانت ليست بذات أهمية في استعماله اليومي؛ ويأتي هذا من جرّاء ما أصابه من تأثير الإيحاء الإعلاني. أما الايحاء الذي يشكل جزءً من حياتنا اليومية. ويسيطر على عقولنا. فهو ما يدور في المجتمع من حولنا. ان كان صواباً أو خطاً. فقد وقعنا تحت تأثيره. وقد نكون وقعنا تحت تأثير إيحاءات أجدادنا ومن سبقونا. وما زالت تلك المعتقدات تسيطر على عقولنا. إلى يومنا هذا.
    فإذا رأى أحدنا سيدة ترتدي الزي الإسلامي. او ثياباً تغطي جسدها بالكامل. فقد أخذت - في نظره - طابع العفة والوقار. وقد يكون الأمر على عكس ذلك اذا ما كانت ثيابها غير محتشمة. وغير شرعية. فسيأخذ عنها طابع المرأة الفاسقة غير الوقورة المتحررة بدنياً. وقد تكون هي على عكس ذلك. وهذا كله يأتي من الإيحاء المسيطر على أفكارنا من جراء ما نسمع ونرى في المجتمع. دون ان نركز على الصواب. ونبحث عن منطق مقنع. ولا أعني - في قولي هذا - أن كل سافرةٍ هي وقورةٌ. ولا كل محتشمةٍ هي فاجرةٌ. وإنما أعني ما تحمله الأرواح. وما يتسم به المرء من عفة. ليس لها علاقة بظاهر الأمور.
    حدثت قصة. ربما تكون ليست هي الأولى. لشخص تربطني به علاقة قربى. وكان لها وقع في عملية التأثير والسيطرة. شخص له مرتبة من العلم. وقد التزم بجانب من الدين. ودائماً ما يدور في حواراته حول العفة والاحتشام والسلوك. وخصوصاً لـ(بناتكم ونسائكم). وكان لذلك الشخص بنت وحيدة أرادت ان تبتاع بعض الثياب. وأول الشروط ان تكون مطابقة وملائمة للشرع. وبطبيعة الحال رفضت البنت الاستماع الى الاب. وما يمليه عليها من نصائح وإيحاءات محولة. وينبع رفض الابنة من التأثيرات المحيطة بها من الزميلات في الجامعة وخارجها. فهي تقع تحت تأثير إيحائهن اثناء الحوارات التي تدور في مجالات الموضة ومواكبتها.
    ابتاعت ما شاء لها من ثياب. وعند وصولها البيت. ذهل الأب ورفض ان تلبس ما ابتاعت. وهنا جاء دور الام. المسيطر الأول. وبدأت بإيحاءاتها المعتادة. وبمجرد كلمات أقنعت الأب ان الابنة ليست على خطأ. وإنما هذا حال المجتمع. وعلينا ان نسايره لا أن يسايرنا! اقتنع الأب. وليس له سوى الصمت. فهو مسيطرٌ عليه من الأم والمجتمع. وما يقتنع به قد ركن على جنب. وهذه هي الكارثة... إننا لا نـُجهد أنفسنا في البحث عن الحقائق. وإنما نترك أنفسنا تتأثر بتيارات مجتمعية. ليس لها سوى ظاهر الأمور. وكأننا منومون مغناطيسياً. والمنوم هو المجتمع.
Working...
X