إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الطيور ترى عالماً آخر - المترجم : محمد الدنيا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الطيور ترى عالماً آخر - المترجم : محمد الدنيا

    الطيور ترى عالماً آخر
    المترجم : محمد الدنيا
    لو كان الإنسان يرى في الأشعة فوق البنفسجية، لاختلفت عاداته!هذا ما استخلصته دراسة كشفت مؤخراً عن الرابط بين رؤية الطيور للعالم وسلوكها.
    فهم سلوك الكائن الحي يتطلب فهم طريقته في الرؤية. تلك هي إحدى نتائج الدراسة المدهشة التي قام بها " فيليب هيب "، الباحث في فرع البيئة والتطور، جامعة لوزان السويسرية، على طيور الزرزور والقُرقُف. فسر هذا الباحث مؤخراً كيف تحل هذه الطيور المأزق القاسي الذي تواجهه حين تأتي بالطعام إلى فراخها النهمة. بما أنها غير قادرة على إشباعها جميعها في المرة الواحدة، فإنها تطعم أولاً الفرخ الذي يعكس جسمه قدراً أكبر من الأشعة فوق النفسجية. ومن المعروف منذ عدة عقود أنه إذا كان الضوء فوق البنفسجي غير مرئي لعيوننا، فإن غالبية الطيور تدركه. وتلك هي الحال بالنسبة للعديد من الحشرات، والعناكب، والأسماك، والزواحف، وحتى بعض الثدييات النادرة ( بعض القوارض )؛ غير أن الطيور كانت دائماً موضع دراسة خاصة نظراً لتشابهات سلوكها العديدة مع سلوك الإنسان.
    بُعْدٌ لوني رابع:
    إلا أن شبكيتها مختلفة جذرياً عن شبكية الإنسان، التي لا تحتوي إلا على ثلاثة أنواع من المخاريط الحساسة للأطوال الموجية الحساسة لضوء اللون الأحمر، والأخضر، والأزرق، بينما تحتوي شبكية هذه الحيوانات على نوع رابع من لاقطات الضوء، الحساسة للأشعة فوق البنفسجية. بعبارة أخرى، لا يرى الإنسان العالم نفسه الذي تراه الطيور.
    لم تتح لاختصاصيي سلوك الطيور دراسة الرؤية في الأشعة فوق البنفسجية عند الطيور، في الميدان مباشرة، إلا منذ عشر سنوات تقريباً، من خلال تحليل شدة الإشعاعات الضوئية بوساطة المقياس الضوئي الطيفي spectrophotomètre الموصول بحواسيب محمولة. " تبين لنا كم أن إدراك الألوان، وبالأخص دور الأشعة فوق البنفسجية، هو عنصر هام بالنسبة للطيور "، يختصر " جون إندلر "، عالم الأحياء الاختصاصي في التطور. وكان "أندريو بنيت" و " إنيس كوثيل " من جامعة بريستول البريطانية قد بينا عام 1996 كيف تتدخل رؤية الطيور في الأشعة فوق البنفسجية في انتقاء الشركاء عند بعض الأنواع. وأثبتا أن إناث البط ( المسمى mandarin الذي يتميز بريش غني الألوان ) تفضل الذكور التي زيناها بشرائط من الألماس تعكس الأشعة فوق البنفسجية على الذكور " العادية " الأخرى.
    معيار جاذبية:
    في وقت لاحق، كشفت دراسات جديدة عن أن بعض الطيور تحدد فرائسها من خلال آثار البول الذي يعكس الأشعة فوق البنفسجية؛ وبهذه الطريقة تميز طيور أخرى الثمار التي تتناولها... . واكتشفت بذلك معلومات إبصارية غير متوقعة تفسر سلوكيات يمكن أن تنتقل إلى أنواع أخرى. ومؤخراً، بين علماء بيئة هولنديون أن ضرباً من طيور القرقف الإناث ليس فقط هي أكثر انجذاباً إلى الذكور التي على رأسها تاج من الريش الذي يعكس حداً أقصى من الأشعة فوق البنفسجية، بل تظهر قدراً أكبر من العناية بصغارها إذا كان والد هذه أكثر توافقاً مع هذه " المعايير الجمالية ". ليس ذلك وحسب، فهذا الذكر هو أكثر جاذبية أيضاً بالنسبة للحيوانات التي تفترسه، وإذا نجا فلأنه يتمتع بشرط بدني جيد. ولدى ذريته فرص أكبر في أن تكون مثله أيضاً وفي أن تتكاثر بدورها بسهولة.
    انتقاء صارم:
    درس عالم السلوك السويسري فراخ الزرازير، وحصل على نتيجة أولية غير متوقعة: " رأيت أن نقاط الاتصال في جسم الطير، بل أيضاً جلده، تلمع في الأشعة فوق البنفسجية. راودني شعور مسبق بأنه يمكن أن يكون لذلك دور في تعرف الطير إلى صغاره ". في وقت لاحق، قارن مع فريقه ازدياد الوزن عند فراخ " عاديين " بمثيله عند أخرى لا تعكس الأشعة فوق البنفسجية. كانت نتائجه، التي نشرت في سبتمبر 2004، واضحة: ظهر أن فراخ الزرزور، التي دهنت بطبقة " جِل هلامي " مضادة للأشعة فوق البنفسجية، أقل ازدياد وزن من تلك التي طليت بـ " جل مراقبة " لا يؤثر عليها. بعبارة أخرى، الفراخ " الأكثر أشعة فوق بنفسجية " هي التي تلقت قدراً أكبر من الطعام!. يعقب المؤلفون: " ربما تكون الفراخ التي لا تعكس هذه الأشعة بسهولة أصعب كشفاً بالنسبة لآبائها وهي قابعة في أعشاش معتمة ". يبدو التفسير منطقياً، فبما أنها مرئية بشكل أقل، تكون أقل إطعاماً. مع ذلك، لم يجد الباحثون أي ترابط بين انعكاسية جلد كل الفراخ ( الطيف المرئي والأشعة فوق البنفسجية ) ووزنها وحجمها.
    ويمهد ذلك الطريق لتفسير آخر أكثر مفاجأة تدعمه ملاحظات أخرى: بين باحثو لوزان وجود ترابط بين انعكاسية الفرخ في الأشعة فوق البنفسجية وشدة استجابته المناعية، أي كلما كانت انعكاسيته أعلى ازدادت متانة حالته الفيزيولوجية. من هنا الفرضية الجديدة: تبدو الفراخ التي لا تعكس الأشعة فوق البنفسجية، بعيون آبائها، ذات وضع فيزيولوجي أدنى، وبالتالي لا تطعمها مثلما تطعم الأخرى، التي تشجعها لأنها أقوى وأقدر على البقاء. انتقاء طبيعي لا يرحم!. وهكذا، ربما كان البعد اللوني الرابع ينطوي على معيار جوهري لبقاء الفراخ، وتمييز إبصاري لا تلحظه عيوننا. يقول " جون كربس "، أحد آباء علم الأحياء السلوكي: " تبين هذه الأعمال أهمية رؤية الأشعة فوق البنفسجية عند الطيور وتفتتح ميداناً مشوقاً لدراسات جديدة ".
    المخ هو الذي " يرى ":
    في الواقع، تكشف هذه الدراسات اللثام عن زاوية أخرى حول علاقتنا بالعالم: أياً كان المستوى الذي بلغه تطورنا، فإنه ينقصنا بالفعل بُعْدٌ كي ندرك ما يحيط بنا، وهو ما ينبىء بأن يترك تأثيراً على سلوكنا وطريقة حياتنا. ذلك أن " رؤيتنا للعالم " ليست سوى رؤيتنا نحن، ففي مملكة الحيوان لا توجد طريقة للرؤية، بل نظرات عديدة مكيفة مع كل نوع. وللأمر ما يبرره: إذا كانت العين هي التي تدرك، فإن المخ هو الذي يرى في النهاية. العين لا تصنع الصور، بل تلتقط المعلومات الضويئية ( الفوتونية ) التي تحولها إلى دفعات كهربائية باتجاه المخ، الذي يعيد بناء الصور. يبدو إدراكنا للعالم بذلك نسبياً، مرتبطاً بقدراتنا الدماغية، وطريقة حياتنا وبيئتنا. لقد طورت الوظيفة العين وفقاً لأسلوب حياة النوع: رؤية نهارية أو ليلية، فضلاً عن رؤية الألوان...لدى الحيوان المفترس رؤية مزدوجة الإبصار بالعينين، إذن دقيقة، ولكن مع ساحة إبصار ضعيفة؛ ذلك على عكس الفريسة. وقد اكتشف العلماء أيضاً أن الحيوانات لا تتواصل فقط في الضوء غير المرئي بل أيضاً بالصوت غير المسموع. ويعكف الباحثان " د. ويلسون " و " ج. هير "، من فرع علم الحيوان في جامعة " مانيتوبا " الكندية، على دراسة السنجاب المسمى " هوقل ريتشاردسون "، الذي يعيش في سهول أمريكا الشمالية. وقد بينا مؤخراً أن هذا الحيوان يطلق إشارات إنذار على شكل أصوات فوقية ( اهتزازات صوتية بتردد أعلى من 20000 هرتز، لا تدركها الأذن البشرية، والحالة هنا 50 كيلوهرتز، أي غير مسموعة بتاتاً من الحيوانات المفترسة ) لتنبيه رفاقه. وهذه أول مرة يكتشف فيها مثل هذا التواصل في المملكة الحيوانية. وإذا كان الخفاش أو الدلفين يستخدمان الأصوات الفوقية فذلك فقط من أجل الاهتداء أو تحديد موضع الفريسة. أخيراً، أليس لدى الإسكيمو عشرات الكلمات لوصف تدرجات اللون الأبيض الدقيقة في العالم المحيط بهم؟... .
    المصدر: " Science & Vie " الفرنسية ترجمة محمد الدنيا
    [email protected]












    كيف ترى الكائنات العالم...
    الإنسان
    يدرك الضوء من خلال مستقبلات الضوء في الشبكية: مخاريط ( رؤية نهارية، حساسية للون ) وعُصيّات ( رؤية ليلية بالأسود والأبيض، حساسية للإضاءة ). عند الإنسان، الرؤية المحيطية تسيطر عليها العُصيّات بينما المخاريط موجودة بشكل خاص في مركز الشبكية. وهكذا، لرؤية نجم يسطع قليلاً، يلزم النظر جانبياً. لدى الإنسان حقل رؤية بانورامية أحادية الإبصار بين 170 و190 درجة وحقل رؤية مزدوجة الإبصار بين 110 و130 درجة.
    النحلة
    ترى في الأشعة فوق البنفسجية واللونين الأخضر والأزرق، وليس لديها حساسية للون الأحمر. زاوية رؤيتها أحادية الإبصار هي 270 درجة. لعينها سُطيحات صغيرة تتألف من عُيينات ( مستقبلات إبصارية صغيرة مستقلة )، وعددها 4500 لكل عين عند العاملة، و3500 عند الملكة، و7500 عند الذكر. تدرك عين النحلة جيداً الحركات واستقطاب الضوء.
    العُقاب
    يرى الأشعة فوق البنفسجية. لديه رؤية أحادية الإبصار بزاوية 40 درجة، ورؤية مزدوجة الإبصار بزاوية 270 درجة. يتميز بعين كبيرة وعميقة تحتاج لكثير من الضوء. تتضخم الصورة في مركز رؤيته ( 4 إلى 8 مرات ). لعين العقاب نقرتان ( وهدتان صغيرتان في الشبكية حيث تبلغ الرؤية الحد الأعلى من الوضوح ): أحادية إبصار عامة ومزدوجة إبصار مركزية. رؤيته دقيقة جداً.
    الثور
    لديه عصيات بشكل خاص. لا يرى الأشعة فوق البنفسجية. زاوية رؤيته أحادية الإبصار بزاوية 330 – 360 درجة. زاوية رؤيته مزدوجة الإبصار بزاوية 25 – 50 درجة. لا يرى تقريباً بالألوان. ويتفاعل بشكل خاص مع الحركات.
    الهر
    يرى في الضوء المرئي اللونين الأزرق والأخضر. لا يرى الأشعة فوق البنفسجية. لديه رؤية مزدوجة الإبصار بزاوية 100 – 130 درجة. يمكن أن تتوسع حدقته حتى 90% من سطح العين في الظلام. رؤيته الليلية متطورة جداً. عينه مزودة بـ " بساط "، وهو غشاء يعكس الضوء إلى خلف الشبكية ويرسله إلى مستقبلات الضوء، وهو ما يفسر لمعانها ليلاً.

    المصدر: " Science & Vie " الفرنسية ترجمة محمد الدنيا
    [email protected]





  • #2
    رد: الطيور ترى عالماً آخر - المترجم : محمد الدنيا

    معلومات هامة وشبكية رابعة للطيور, و و ...
    تلم الأيادي معلومات جديدة...شكرا!!!

    تعليق

    يعمل...
    X