تويت
النجمة الدرامية السورية "نبيلة النابلسي"في ذمّة الله
دمشق ـ المفاتح ـ علاء الجمّال
ووريت الراحلة "نبيلة النابلسي" الثرى قبل ظهر الأمس 30/6/2010 في مقبرة عائلتها في دمشق، تاركة خلفها تاريخاً من الأعمال والشخصيات... فهي وعلى الرغم من مرضها وشعورها بمصيرها بقيت متقدّة بالأمل والطموح والحياة التي أحاطت بها جمهورها كما أحاطت بها منزلها وعائلتها، وكانت على مدار 4 عقود من الزمن نجمة متألقة في حضورها الحياتي والسينمائي والدرامي، ولكن معاناة المرض لاحقتها حتى أيامها الأخيرة، فكان صراعها مع مرض "العضال" طريقاً لموتها المفاجئ في المستشفى الفرنسي بدمشق، الذي أنهى مسيرة فنانة اعتبرت من أشهر أمهات الدراما السورية، ولا ننسى تجربتها وحضورها المسرحي ودورها في إنجاح المسرح السوري، ويذكر من أعمالها المسرحية: «لحظة من فضلك»، «مطلوب مسؤول»، «الناس التي تحت»، «شباب آخر زمن»، «خيوط العنكبوت»، كذلك مشاركتها في العديد من الأعمال الإذاعية، وهي عضو في نقابة الفنانين منذ العام 1970، وتعمل كفنانة تشكيلية بأسلوب خاص ينتمي إلى فطرتها وعفويتها في اللون والتكوين.
*المولد ورحلة الشقاء
ولدت الفنانة الراحلة "نبيلة النابلسي" عام 1949 في حي (العمارة الدمشقي) في بيت أرهقه الفقر وشظف العيش... الظروف التي دفعتها لأن تحلم بصنع حياة مستقلة لنفسها تقهر بها ظروف الفقر، وتتمكن من إعانة عائلتها مادياً ولاسيما بعد رحيل والدها، من هنا كانت رحلة شقاءها التي دامت 61 عاماً، بدأتها بالعمل على الآلة الكاتبة منذ بلوغها 13 ثم ممرضة لمدة عامين. ثم العمل في الإعلانات التجارية التي أعانتها وأعانت أسرتها مادياً، وما هي إلا سنوات قليلة حتى فتحت الإعلانات أمامها بوابة العمل في السينما على يد المخرج السينمائي السوري "نبيل المالح" الذي رأى في تركيبة شخصيتها مستقبلاً لفنانة سينمائية ودرامية مهمة، فأسند إليها عام 1970 دوراً في فيلم «المخاض» الجزء الأول من ثلاثية «رجال تحت الشمس» المقتبسة عن رواية للأديب الراحل "غسان كنفاني"، فحققت به نجاحاً لافتاً جعل الأدوار السينمائية تتوالى عليها، منها دورها في فيلم «وجه آخر للحب» عام 1973 للمخرج السوري "محمد شاهين"، «دمي ودموعي وابتسامتي» للمخرج السوري "حسين كمال"، «العار» عام 1974 للمخرج السوري "وديع يوسف".
وما أن تراجعت السينما السورية حتى بدأت مسيرتها في الدراما، فكانت أول مشاركتها دورها في مسلسل «دموع الملائكة» عام 1983 للمخرج السوري "غسان جبري". ثم توالت مشاركتها بأدوار متنوعة تركت بصمة عميقة الأثر في ذاكرة الناس، مثل: دورها في جزئي «حمام القيشاني» الأول عام 1994 والثاني عام 1997 للمخرج السوري الراحل "هاني الروماني"، وفي عمل «الفصول الأربعة» عام 1999 للمخرج السوري "حاتم علي"، وفي عمل «ليالي الصالحية» عام 2004 للمخرج السوري "بسام الملا"، وفي عمل «الحور العين» عام 2005 للمخرج السوري "نجدت أنزور"، وفي عمل «أولاد القيمرية» عام 2008 للمخرج السوري "سيف الدين السبيعي"، وغيرها قديماً مثل عمل: «كهف المغاريب» و«الفراري» و«الأرجوحة» و«أحلام لا تموت» و«اليتيم» و«قلوب في الميزان»، وآخر أعمالها «ليس سراباً» عام 2008 للمخرج السوري "المثنى صبح".
ستبقى الفنانة "نبيلة النابلسي" في الذاكرة السورية مثالاً للفتاة والإمرأة والأم العصامية المحبة بكل ظروفها وتغيُراتِها... وهي التي كانت تقول: «أتمنى لو أني أتعافى من مرضي، فأعود إلى جمهوري الذي أحب، وإلى متابعة عملي في الدراما».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــ
الراحلة "نبيلة النابلسي"
«النجمة السورية "نبيلة النابلسي" في ذمّة الله» دمشق ـ علاء الجمّال
Alaa Jamall
تعليق