إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سامر أنور الشمالي‏ - السعودية ( رجاء عالم ) جائزة البوكر العربية عن روايتها الجديدة(طوق الحمام)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سامر أنور الشمالي‏ - السعودية ( رجاء عالم ) جائزة البوكر العربية عن روايتها الجديدة(طوق الحمام)


    بين طوق الحمام وطوق البوكر

    سامر أنور الشمالي‏
    نالت الكاتبة السعودية المعروفة (رجاء عالم) جائزة البوكر العربية مناصفة لهذا العام عن روايتها الجديدة(طوق الحمام)متخطية عشرات الروايات المرشحة. وبغض النظر عن التساؤلات التي قد تثيرها تلك الجائزة التي أثارت جدلا لم يحسم بعد على صفحات الجرائد العربية،لا نستطيع الإنكار أنها روجت
    للرواية وجعلتها في قائمة الروايات الأكثر قراءة لهذا الموسم البوكري- نسبة إلى البوكر- ورشحتها للترجمة إلى لغات أجنبية عدة، وحفزت المتابع للرواية العربية للبحث عنها لاقتنائها. رواية (طوق الحمام) من الأعمال الإشكالية على أكثر من صعيد، حتى تجعل القارئ يتساءل أكثر من مرة وهو يتابع قراءة صفحاتها:-ما المبرر لأن تكتب روائية معروفة رواية على هذا النحو؟ هل تريد أن تكتب رواية بأسلوبها الخاص جدا بغض النظر عن القواعد الكلاسيكية في الكتابة الروائية؟ أم أنها كتبت تلك السطور لرغبتها في الكتابة لا غير؟. بل لعلها اختارت الانضمام إلى الحشد الجديد الذي يكتب الرواية العربية المعاصرة بهذه الطريقة؟. منذ العنوان حاولت الكاتبة أن تمنح روايتها أبعادا كبيرة، فالعنوان مقتبس بتصرف من كتاب ابن حزم الأندلسي (طوق الحمامة) الذي يتحدث فيه عن الحب وأنواعه، ويروي فيه الكثير من قصص الحب وحكاياته المألوفة والغريبة!. الرواية بدورها سعت إلى رصد حكايات الحب وأساطيره في أحد الأحياء الشعبية القديمة في مكة، وهذا الحي (أبوالرووس) الذي هجره سكانه قبل هدمه لتشييد أبنية حديثة يتحدث في صفحات طويلة عن سكانه من النساء المحرومات من الحب، والرجال الذين لا يجدون الحب، والشهوة المحرمة المتوارية في الغرف المظلمة والأزقة الضيقة. دون غياب قصص متفرقة تناولت أوجه عدة من الحياة اليومية، بعضها مما هو شائع في الحياة، والبعض الآخر يخرج عن ذلك.تغص الرواية بالكثير من الشخصيات، بعضها أساسي تتكرر دائما،والأخرى هامشية تمر بين زحمة باقي الشخصيات حتى تختلط في ذهن القارئ لكثرتها. فهناك المعلمة التي تقضي يومها في توجيه رسائلها لشخص أجنبي في ألمانيا، وفتاة أخرى ترسم بالفحم على بياض الورق قبل أن يدفنها والدها بظروف غامضة، والشاب الذي كتب مذكرات لا تخلو من فضح بعض الأسرار، والمصور الذي لديه شغف بتصوير النساء وتأمل كواحلهن، والشيخ الذي يكتفي من الدين ببعض الروايات المتوارثة، والعامل الذي يقوم بتنظيف الصرف الصحي بمهارة ومتعة، والشاب المولع بدمى عارضات الأزياء البلاستيكية، والمرأة التي حبسها إخوتها طمعا في ثروتها فاخفت المجوهرات التي ورثتها عن أمها في رحمها لسنوات طويلة،والمحقق الذي يبحث في أسرار الناس ليكشف عن قاتل المرأة التي عثروا عليها شبه عارية مرمية في الشارع، والهارب من الشرطة خوفا من القبض عليه. وفي القسم الثاني تبرز شخصيات أخرى أبرزها الرسامة المقيمة في مدريد، والشيخ الثري صاحب النفوذ الذي لا يتورع عن ضربها حين تتمرد عليه. تتحدث تلك الشخصيات عن نفسها بضمير المتكلم،أو هناك من يروي عنها بضمير الغائب، وقد افتقدت معظم تلك الشخصيات إلى المعالجة النفسية المركزة، حيث يبدو أن الكاتبة كانت ترغب بحشد أكبر عدد من الشخصيات في روايتها،أكثر من عنايتها بالاشتغال على شخصيات مميزة، حتى بدت الكثير من شخصيات الرواية إلىأشباح هلامية لا حياة فيها. كما ازدحمت الرواية بتفاصيل الحياة اليومية، دون مبرر فني مقنع أحيانا، وكأن الكاتبة لم يكن في ذهنها من رؤية واضحة الملامح أثناء الكتابة سوى الخروج برواية كبيرة الحجم تشبه روايات (دستوفسكي) في ضخامتها الشكلية، كما حاولت الكاتبة أن تقتبس من (ماركيز)شيئا من واقعيته السحرية، فأتت شذور من حكايات غريبة ولكنها غير موظفة كما يجب ضمن سياق السرد المثقل بالوصف، ولعلها حاولت أيضاالاستعانة بـ(كافكا) ولكنها أخفقت في هذا الأمر حتى بدت مواضيعها السوداوية الكابوسية زينة زائدة. فقد بلغ السرد حالة عجيبة من السرد المفكك الذي لا يمكن إسعافه وإنقاذه من ما هو فيه بيسر وسهولة. لا شك أن السرد الطويل الذي تكثر فيه المذكرات والرسائل قد فلت من بين أصابع الكاتبة وجعل نصها أشبه بصفحات مبعثرة تم تجميعها على عجل، حتى إن الناقد يحار في تصنيف النص الذي بين يديه ضمن جنس الرواية المستوفية لشروطها الفنية، حتى يمكن القول إن النص مسودة لرواية كان على كاتبتها إعادة صياغتها لضبط إيقاع الحدث من جديد، والعناية بالشخصيات وبنيتها النفسية، وحذف الحشو الذي يحتل الصفحات الزائدة. وربما لو اشتغلت الكاتبة على هذا الأمر لقدمت نصا روائياً مقنعا فيها الكثير من المتعة المفتقدة. العنوان: طوق الحمامالمؤلفة: رجاء عالمالناشر: المركز الثقافي العربي- المغرب لبنان 2010‏

يعمل...
X