إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التقصير في إقامة السدود بمحافظة طرطوس - تحقيق: هيثم يحيى محمد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التقصير في إقامة السدود بمحافظة طرطوس - تحقيق: هيثم يحيى محمد

    من المسؤول عن التقصير في إقامة السدود بمحافظة طرطوس
    تخزين 111 مليون م3 من أصل 3 مليارات والباقي إلى البحر


    تحقيق: هيثم يحيى محمد
    تقدر كميات المياه التي تهطل سنوياً فوق الحوض الصباب لمحافظة طرطوس بنحو ثلاثة مليارات متر مكعب.. ومعظم هذه الكميات تذهب هدراً إلى البحر لعدم إنشاء سدود في المحافظة رغم الشعار الذي رفعناه والمتضمن ضرورة الاستفادة من كل قطرة مياه تسقط على أرضنا أو تمر عبرها!!


    والأسئلة التي تفرض نفسها في ضوء ذلك... لماذا قصرنا في الاستفادة من كل قطرة مياه تهطل فوق أراضينا ؟.... ومن المسؤول عن هذا التقصير وكيف تنجح الجهات الحكومية ذات العلاقة في إقامة ستة عشر سداً في محافظة اللاذقية تخزن نحو (367)مليون م3.... بينما فشلت في إقامة أي سد في محافظة طرطوس باستثناء سد واحد هو سد الباسل الذي لا يخزن سوى /103/ ملايين متر مكعب إضافة لسدين صغيرين (خليفة ثلاثة ملايين م3 والصوراني خمسة ملايين م3) ؟ هذه الأسئلة وغيرها سنحاول الأجابة عليها‏
    أكثر من مليار م3‏
    تشكل محافظة طرطوس الجزء الجنوبي من حوض الساحل الذي يتميز بمعدل مطري جيد يزيد عن الألف مم وسطياً.... وخلال العام الماضي بلغت كمية الأمطار الهاطلة فوق الحوض الهيدرولوجي للمحافظة البالغة مساحته نحو 2500 كيلو متر مربع. نحو /1250/ مم ووفقاً للدراسات الهيدرولوجية يتوزع الهاطل المطري إلى ثلاثة أقسام:‏
    الأول: جريان سطحي ويشكل نحو /30% من الكميات الهاطلة.‏
    الثاني: جريان جوفي ويشكل نحو 58 %.‏
    الثالث (التبخر): ويشكل نحو /12%.‏
    ومن هذه الأرقام يتضح ان نحو مليار متر مكعب (وسطياً) يذهب هدراً إلى البحر من أصل ثلاثة مليارات متر مكعب عبر الجريانات السطحية (أنهار – مسيلات – روافد) ونعتقد ان هذا الرقم يزداد مع ازدياد الشدة المطرية المعروفة بها المحافظة كما حصل في الشتاء الحالي.‏
    سد الدريكيش المتعثر‏
    كما ذكرنا في البداية فإنه لم يتم خلال السنوات والعقود الماضية إنشاء سدود كافية حيث تم تنفيذ سدين صغيرين: خليفة يخزن بحدود ثلاثة ملايين متر مكعب، وسد الصوراني في منطقة الشيخ بدر /5/ملايين متر مكعب وسد الباسل على نهر الأبرش يخزن / 103 ملايين متر مكعب أما في مجال السدود قيد التنفيذ فهناك سد وحيد صغير هو سد الدريكيش ويقع على نهر قيس ويهدف لتخزين /6/ ملايين م 3 مخصص لأغراض الشرب وتم الانتهاء من تنفيذ أعمال جسم السد وملحقاته منذ عام 2008 وتقوم الشركة حالياً باتخاذ الإجرءات اللازمة لتنفيذ الأعمال المتبقية (تنفيد الشاشة الإسفلتية) مع بداية موسم العمل الحالي بموجب محضر الاجتماع برئاسة السيد وزير الري رقم /28/ تاريخ 26/10/2011 علماً ان نسبة التنفيذ العامة 86.4% وقد سجل هذا السد تأخيراً كبيراً جداً في التنفيذ حيث بوشر به عام /1998/ وحددت مدة التنفيذ بـ/36/ شهراً.. واليوم تصل مدة التأخير لـ /132/ شهراً بسبب الخلافات بين طرفي العقد على الشاشة الإسفلتية وغيرها وتصل التكلفة الزائدة لأضعاف أضعاف قيمة العقد.‏
    سدود تنتظر التنفيذ‏
    هناك مجموعة من السدود ذات الأضابير الفنية الجاهزة للتنفيذ كما يؤكد مدير الموارد المائية هي:‏
    < سد مرقية: يقع على نهر مرقية ويهدف لتخزين /98/ مليون م3 وهو مخصص لأغراض الشرب كجزء من منظومة تزويد محافظة دمشق وريفها بمياه الشرب إضافة لإفادة القرى المحيطة بالسد بمياه الري والشرب إذ يمكن إرواء حوالي 1000 هكتار من السهول المجاورة للسد.. والإضبارة الفنية للسد مدروسة ومدققة وجاهزة للتنفيذ منذ عام 2005 بانتظار اتخاذ القرار من الجهات صاحبة الصلاحية للمباشرة بتنفيذه لصالح وزارة الإسكان والتعمير علماً أنه تم إدراج تنفيذ السد في الخطة الخمسية الحادية عشرة الجارية من بداية العام.‏
    < سد البلوطة: يقع على نهر البلوطة في منطقة الشيخ بدر ويتسع لتخزين /2.566/ م. م3 مخصص لأغراض الري والشرب والإضبارة الفنية للسد مدروسة ومدققة وجاهزة للتنفيذ وتتم حالياً إجراءات التعاقد بالتراضي مع الشركة العامة للمشاريع المائية – فرع السدود – للمباشرة بتنفيذ السد بعد الحصول على الموافقة وفق الأصول وتم وضع رقم تأشيري للمباشرة بتنفيذ السد في خطة المديرية لعام 2012.‏
    سدود قيد الدراسة‏
    توجد سدود قيد متابعة الدراسة والتدقيق هي:‏
    < سد الحصين: يقع على نهر الحصين ويهدف لتخزين /63/ م. م3 وهو مخصص كجزء من منظومة تزويد محافظة دمشق وريفها بمياه الشرب, الإضبارة الفنية جاهزة بعد استلام التقرير النهائي من الشركة المدققة واتخاذ الإجراءات المباشرة بتنفيذ لسد مرتبط باتخاذ القرار من الجهات العليا صاحبة الصلاحية.‏
    < سد قنية: يقع على نهر كاف الحمام – برمانة المشايخ – الشيخ بدر ويتسع لتخزين /1.7/ م. م3 مخصص لأغراض الري والشرب – الإضبارة الفنية مدروسة وقيد التدقيق النهائي لدى الشركة العامة للدراسات المائية بحمص.‏
    < سد عين الكبيرة: يقع في أعالي روافد نهر الغمقة في منطقة صافيتا ويتسع لتخزين /2/ م. م3 مخصص لأغراض الري والشرب الإضبارة مدروسة وقيد التدقيق النهائي لدى الشركة العامة الدراسات المائية بحمص.‏
    سدود تعاد دراستها‏
    أما السدود المدروسة والتي تعاد دراستها فهي:‏
    < سد خربة كسيح: يقع على نهر جوبر في منطقة القدموس ويتسع لتخزين /4.5/ م.م 3 ومخصص لأغراض الري والشرب، إضبارته مدروسة كسد ترشيحي ويعاد تنفيذ تحريات إضافية للموقع بهدف دراسته وتصميمه كسد تخزيني.‏
    < سد بيت المرج: يقع على نهر تعنيتا بمنطقة القدموس (رافد نهر مرقية) ويتسع لتخزين /3/ م. م3 ومخصص لاغراض الري والشرب إضبارة السد مدروسة كسد ترشيحي وهو قيد التحريات لإعادة دراسته وتصميمه كسد تخزيني.‏
    < سد أبو ذكرى: يقع على نهر أبو ذكرى بمنطقة الدريكيش ويتسع لتخزين /1.5/ م.م3 وهومخصص لأغراض الري والشرب الإضبارة الفنية للسد مدروسة وسيتم تدقيق الدراسة من قبل جهة فنية وفق الأصول في ضوء خطة الوزارة.‏
    بعض السدود السطحية‏
    واستكمالاً لإمكانية الاستفادة من كافة المصادر المائية تتم الدراسة لإنشاء سدود سطحية إضافية هي:‏
    < سد الغمقة: يقع على نهر الغمقة في منطقة صافيتا ويتسع لتخزين /12/م.م3 وهو مخصص لإرواء ما يزيد عن /3000/هكتار في وادي الغمقة والوديان المجاورة ولتغذية سد الباسل بوارد سنوي لا يقل عن /10/م.م3 السد قيد التحريات الأولية.‏
    < سد بيت القاضي: يقع على نهر كاف الحمام في منطقة الشيخ بدر ويهدف لتخزين /5/م.م3 مخصص لأغراض الري والشرب.. السد قيد التحريات والدراسات البيرولوجية لتحديد وارده المائي بدقة.‏
    < سد على نهر العروس: يقع على نهر العروس في منطقة صافيتا مخصص للري ورفد سد الباسل بوارد مائي إضافي عبر قناة التزويد المنفذة حالياً على نهر العروس.‏
    إضافة إلى إرواء مساحات زراعية جديدة في وادي نهر العروس ومنطقة برج عرب والسد قيد التحريات الأولية..‏
    إضافة لما تقدم يجري العمل لإشادة سدات مائية ورامات على مجاري المسيلات وذلك في إطار خطة وزارة الري بالتنسيق مع وزارة الزراعة من أجل حصاد المياه في المناسيب العليا من حوض المحافظة.. وتؤكد مديرية الموارد المائية أنها قامت بإعادة تأهيل ثلاث رامات في (بلوسين – دير الجرد) تخزن /13/ ألف م3 وتعمل حالياً لتأهيل رامة النواطيف بحجم تخزيني قدره /5000/م3.‏
    لنا كلمة‏
    إن ما تقدم ذكره بالنسبة لسدود الدريكيش المدروسة والسدود التي مازالت قيد الدراسات والتحريات.. كلام يتم تداوله كما هو تقريباً ضمن تقارير الموارد المائية وقبلها ضمن تقارير حوض الساحل وذلك على مدى سنوات عديدة ماضية.. ومن يطلع على تلك التقارير ويقارنها مع التقارير الحالية.. يشعر أن الزمن توقف منذ منتصف التسعينات وما بعدها بالنسبة للخطوات العملية التنفيذية في مجال السدود لمحافظة طرطوس.. والدليل ان الجهات المعنية لم تخرج عن دائرة الدراسات والوعود ولم تنفذ أي سد بعد تنفيذ سدي الباسل والصوراني وحتى ان العمل توقف بشكل شبه كامل منذ ما يزيد عن خمس سنوات في سد الدريكيش لأسباب سنتوقف عندها في تحقيق لاحق.. أما بالنسبة لسدي مرقية والحصين اللذين يهدفان لتخزين نحو / 170/ مليون م3 من المياه فالوضع بالنسبة لهما ليس أحسن حالاً.. إذ تم انجاز دراساتهما وتم تجهيز اضابيرهما التنفيذية وحددت تكلفتهما التقديرية منذ عام/ 2003/ واعلنت وزارة الري انها ستتعاقد عليهما.. لكن منذ ذلك التاريخ جمد الحديث عنهما ولم تنجز وزارتا الري والإسكان بشكل خاص والحكومة بشكل عام أي خطوات عملية باتجاه البدء بتنفيذ هذين السدين رغم أهميتهما الاستراتيجية للبلد بشكل عام وأهميتهما الزراعية والجمالية والسياحة والاجتماعية والتنموية للمحافظة بشكل خاص وإضافة لما تقدم يجري العمل لإشادة سدات مائية ورامات على مجاري المسيلات وذلك في إطار خطة وزارة الري بالتنسيق مع وزارة الزراعة من أجل حصاد المياه في المناسيب العليا من حوض المحافظة.. وتؤكد مديرية الموارد المائية أنها قامت بإعادة تأهيل ثلاث رامات في (بلوسين – دير الجرد) تخزن / 13/ ألف م3 وتعمل حالياً لتأهيل رامة النواطيف بحجم تخزيني قدره 5000م3.. ويبدو ان المباشرة بهذين السدين وغيرهما يتطلب – كما يقول مدير الموارد المائية بطرطوس قرارات مركزية من الجهات صاحبة الصلاحية 00 كما يتطلب إعادة النظر في تقييم الجدوى الاقتصادية ووضع معايير جديدة تفضي إلى الإسراع في انجاز السدود المدروسة والمدققة في محافظة طرطوس ذات الطاقات التخزينية الكبيرة والمتوسطة أو الصغيرة.‏
    وهنا نشير إلى أن عدم اتخاذ القرارات القاضية بتنفيذ السدود المدروسة والمقررة يعني المزيد من هدر المياه والمزيد من الخسائر حاضراً ومستقبلاً.. وبالتالي فأملنا كبير أن تباشر الحكومة بتنفيذ تلك السدود فور توفر الظروف والإمكانات المناسبة واللازمة.‏
يعمل...
X