إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رسالتي إليَّ ـ قصيدة للشاعر عبـّاس سليمان علي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رسالتي إليَّ ـ قصيدة للشاعر عبـّاس سليمان علي

    رسالتي إليَّ

    أوقـــدتـُني بالفتنــــــة الســَّــــوداءِ ***** وســــــــقيتـُني مـُـــرّاً بغيــــر دواءِ
    ورميتـُنــي في لــُــجـَّتي مـُتهالكــــاً ***** مـُتمـرِّغــــاً في الحـُمـَّــةِ الحمــــراءِ
    بين الــورى كنتُ السـَّــعيدَ بموطني ***** مســــتوثقــاً بالألفـــة الخضــــــراءِ
    حيث السـَّــــكينةُ والأمــــانُ يلفـُّني ***** إذ كـــــان في دفءِ الإخــــاءِ ردائي
    حيــن انتعلــــتَ منابــراً لمكــــــائدٍ ***** نـَكـــــَــرَ النـَّعيــقُ أمانــةَ الأُمنـــاءِ
    مــــن جيفــةٍ تجترُّ تحت عـِمامــــةٍ ***** أزكيـــــتَ نــارَ الغـِــــلِّ بالغـَثــراءِ
    زعـزعـتُ جـدراني بــدكِّ جذورهـــا ***** بيتــي غـــدا كوخــاً بـدون غـِمــــاءِ
    حتى نعبـــتُ على خـرائب ظـُلمتـي ***** أدركــــتُ أنـّي غــارقٌ بغـُثائــــــي
    فكما ادّعيتُ سـُــموَّ فكــر شـــرائعي ***** كنــتُ السـَّـــــفيه بدعوتي ودعائي
    فنكثتُ عهــديَ واتـَّبعتُ ضـــــلالةً ***** فيهــا التحقــــتُ بعـِرَّة الســـُّـفهاءِ
    ورفعــــتُ رايـــاتِ الخيانـة والخنا ***** جهــلاً محـــقت نفائس العلمـــــاءِ
    فخبطــتُ في وحلـي ولـُذتُ بطـُمـَّتي ***** مـُسـتوحشـاً كالغـِــرِّ في البهمــــــاءِ
    أنكرتُ إرثي واســـتبحتُ نفيســَــه ***** مارســـتُ بـُغضـاً يســتطيبُ عدائي
    ومضــيتُ كالجروِ المعرعـــر جاعــراً ***** فوجـدتُ في أرضــي صــدىً لعـُوائي
    إذ قلتَ أنـَّك صــاحبي يا صــاحبي ***** دسـَّـــــــيتَ سـُــــمـّاً قاتلاً بإنائـي
    إذ أدَّعي أنـّي شــــقيق طفـــــــولةٍ ***** ببـــــــــراءةٍ ووداعـــــــــــةٍ ورُواءِ
    أرســـلتُ في صـــدر الأخـــوّة غادراً ***** ذا خنجـرُ الأحقـــــادِ والبغضـــــاءِ
    إنـّي وأنت الغــــارقان بلا هــُــــدى ***** لنــذوبَ في غـــيٍّ طمـــى وبـــــلاءِ
    " فرِّقْ تسـُـدْ " ، ســاد الغويُّ بكفرنا ***** صــــرنا عبيـد عـِمامةٍ وعـَبــــــــاءِ
    صــــرنا ذيـــول مخنـَّثٍ ولقيطــــــةٍ ***** نـَرضى ونـُرضي غايـــة الأعــــــــداءِ
    لا ليس من خــطَّ التـّآمــرَ منهجـــــاً ***** إلاّ كمثلـــيَ إذ أخــــونُ ندائـــــــي
    إذ خنـْتُ نفســيَ قاصــــداً متعمـِّــداً ***** مـُتنكـِّــــــراً لكــــرامتي وســــنائي
    فغــرقـْتُ بالدَّنـَسِ المزخرف داعــــراً ***** مـُســـتســلماً لمشـــيئة الأمـــــــراءِ
    إذ صـــرتُ للصـَّــهيون خيرَ مطــيـَّةٍ ***** لبقـــــائه أســــــعى بـدكِّ بقـائـي
    فأطعـــتُ أمـــرَه غافــلاً مـُتغافــــلاً ***** مـُتســـربلاً بعبــــــاءتي وغبـــــائي
    ونســـيت أنـّيَ من ســـلالة " آدمِ " ***** لله أمــــريَ وارتفــــاع رجـــــائـي
    شـــــوَّهــتُ تاريخــــاً تمثـَّل إرثـُه ***** بجليــــل علـــــمٍ حاز كــلَّ ثنـــاءِ
    دنـّستُ عـِرضيَ وانتهكتُ فضــائلي ***** وبخـَسـتُ طوعـاً حـُرمة الشـُّــهداءِ
    وســـلختُ عنـّيَ طـُهرَ ثوب مجاهدٍ
    ***** أنكــرتُ من روّى الثـّـرى بدمـــــاءِ
    فاصفحْ " صلاح الدّين " إنـّي جاحدٌ
    ***** أغرقــتُ " عـوّام " الفـِدا بعمــــائي
    واعــذرْ أيا " ســلطان " قبح فعائلي
    ***** ضــيـَّعتُ جهلاً مجدكـــم بجفــائي
    واسمحْ أيا " شيخ الجهـــاد " فإنني ***** طوعاً تبعــتُ حـُثالـَــة الأقـــــــذاءِ
    واشفعْ " هنانو " إذ نكثتُ عهودكـمْ ***** أنـّي رضـــيتُ القســـرَ بعد جـــلاءِ
    هل لي من " السـَّلـُّوم " نظرة غـافـرٍ ***** أو من " عريضةَ " مســحةُ الشــُّفعاءِ
    صرتُ الطـَّميسَ فقد طـَمَسـتُ هويـَّتي ***** إذ بعـت بالبخس الخســيـس ولائي
    حين اســـتجرتُ بمـن أجـار عـدوَّتي ***** داويـتُ دائــي مــن براثـــن دائـــي
    فاســتنهض الوحش اللـَّئيمُ لنـُصـرتي ***** ســـــاويـتُ بيـن الأهـــل والغربـــاءِ
    في بـؤرة الأنـذال لو قـد أحـتـمـــــي ***** كنت الحميَّ يلــــــوذ بالرَّمضــــــاءِ
    كـلاّ فلـن أبقــى أســـــير غرائـــزي ***** لن أشــــتري ذلـّي بهــا وفنائـــــي
    ســــوريـّتي خضـــع الزّمـان لأمرهـا ***** بشـــــموخهـا صـــانت ذرا العليــاءِ
    فانظــــر أيا الملك الهــزيلُ المـُرتخي ***** كيف اســـــتـُبيحت قـُبـّة الإســراءِ
    مـا كنـتَ للإســــلام يوماً ناصـــــراً ***** بـل أنـت عبـدُ غـوايـةٍ وبـغـــــــاءِ
    يـا ذا الأميـرُ المســخُ يا ســـقطَ الزِّنـا ***** لا لســـــت إلاّ عـاريـــاً بعــــــراءِ
    ذا عبد ذات العهـر والدَّنسِ الخســي ***** أحبابـُــه الغـلمــان قبـل نســــــــاءِ
    إذ أنت للبهتــــــان خيــر مطيـّــــة ***** يعلــوك ســـــرج النـّاقـة الجربــــاءِ
    إذ أنـت ترعى عـاهـــراً وســــفيهةً ***** يا راعــيَ الظـَّــربـانِ والـرَّقطـــــــاءِ
    إن كنـت تســـعى لانطفـاءة جذوتي ***** فالكـــون أوقـــدَ جــذوَه بجــِــذائي
    لـن ينطــفي نـوري بفــحِّ فجــوركـم ***** نـوري يشــــــعُّ بصـــــفوتي ونقائي
    أرضــي الأبيـّـة لن يـُـدنـَّـسَ طهرُهـا ***** إذ أفـتــدي طهــرَ الثـَّـرى بـدمـائـي
    أرضـــي لأمجاد الحضــــارة قـِبلــةٌ ***** فيهــــا تـراثُ الجـــــدِّ للأبنـــــاءِ
    أرضـــي لصـــُــنـّاع الرّجولـة أمـُّهم ***** أرضـــي مـِهـــاد الجبهة الشـــَّمـَّاءِ
    فيها الخـريـفُ يـذرُّ كـلَّ يبيســـــة ***** وغيـومـُـه ذخـــــرٌ لغـيـثِ نمــــاءِ
    ويـوزِّع الخـيـرَ العـميـمَ شــــتـاؤُهـا ***** كي تـرتـدي ثـوب الغـِنى غضـرائي
    لربـيعـهــا الألـوانُ نفــحُ نضــــارةٍ
    ***** والشـَّـمس نبضُ التـُّربة الخضـــراءِ
    وتسيلُ في صــيفي الثـِّمــار غنيـَّــةً ***** فتـفـيـضُ دُرّاً من جنى الغضــــفاءِ
    إنـّي أنا السـّـــوريُّ حـرٌّ شـــــامخٌ ***** بـكـرامـتـي وبـرفـعـتـي وثـرائـــي
    ســـطـَّرت للأزمـان مجدَ حضــارةٍ ***** جـدّدتـُه ومـَدَدتـُه بـعـطــائــــــي
    أثـبـتُّ في أرضـــي الجـذورَ عميقةً ***** مكـَّنـتُ فـي الـوطـن المـنيع بنائي
    وجـَدلتُ مـن خير العـروق أخـوَّتي ***** تـزهـو بأرفـع نســــبةٍ أســــمائي
    فـخـري بـأنَّ الحـقِّ يرفـعُ هـامـتي ***** لـن أنـحـنـي للـرّيح والأنـــــــواءِ
    للمسـتجير بســطـتُ وُسعَ فسـاحةً ***** نـاصـــــرتـُـه فــي حـِــدَّةِ الأرزاءِ
    حتى تـمـتـَّع بـالجـِـوار مـُـكـرَّمـاً ***** قاســــمتـُه فرشـــي وخبز غدائي
    أمـّا الذي خــطَّ العـَـداءَ لأمـَّتـــي
    ***** يلقـيه في حـرِّ الجحيم مضــــائي
    سـوريـَّتي عـِرضــي وتاج كرامتي ***** عنـوان مجـدي وافـتخــار إبائـي
    مـن جـاءهـا يســتلُّ خنجر فتنـة ***** ســـأدقُّ جـُمـَّة رأســــه بحذائي
    [ الغـَثراءُ : جماعة من غوغاء الناس ][ الغـِماء : سقف البيت ][ الغـُثاء : رغوة السّيل ـ الفـُتات ـ رغوة القـِدر ][ الرُّواء : المنظر البديع الحسن ][ العـَباء : العـَباءة ][ السّلـّوم : الشّهيد رفيق رزق سلـّوم ][ عريضة : الشّهيد نسبي عريضة ][ الحميُّ : من أصابته الحـُمـّى ][ الجذاء : جمع جذوة ][ الغضراء : الأرض الخصبة وتربتها ليـّنة خيـّرة ][ الغضفاء : الأرض المخصبة -الغنيّة المتنعـّمة كثيرة الخير والثمرات ]
    = شــ25/2012ــباط = جميع الحقوق محفوظة باسم ناظمها
    = عبـّاس سليمان علي =
يعمل...
X