تويت
الخطاط الجزائري محمد لمين لـ "فنون الخليج "رأينا كثيرا
من اللوحات الحروفية ممن ليس لأصحابها دراية بقواعد الحرف العربي
من اللوحات الحروفية ممن ليس لأصحابها دراية بقواعد الحرف العربي
الخطاط الجزائري محمد لمين خاص " فنون الخليج "
• الخطاط محمد .. هل كتبت المصحف او اجزاء منه وكيف تجد الشعور في كتابة المصحف؟
أبدأ بالشطر الثاني من السؤال: كتابة المصحف الشريف عند الخطاط الملتزم – الخطاط الذي يحترم القواعد الخطية ولا يجاوزها ويجتهد في تحقيقها – تتطلب توفر أمرين أراهما هامين، أولهما : إكتمال الآلة الخطية عنده، من خبرة بفن الخط وإلمام بالقواعد الخطية ونقصد هنا خط النسخ وهو الخط المشهور في كتابة المصاحف، وكذا اكتساب طول النفس الذي يمكنه من كتابة المصحف كله وبنفس قوة الأداء، إضافة إلى إلمامه بقواعد الرسم العثماني ، وكذا تحكمه التام في أدواته الخطية من أقلام وأحبار وورق .
أما ثاني الأمرين: ألا وهو استحضار عظمة ما يقوم به كاتب المصحف عند ربه سبحانه، وهذا من أهم الأمور المساعدة على كتابة المصحف والصبر على إتقانها ، فهذا هو الشق الروحي في كتابة المصحف بعد أن ذكرنا الشق المادي أو الجسماني منها، وأراهما لازمين عند كل من يكتب المصحف الشريف، و لأن يغلب الشق الروحي على الشق المادي أحسن من العكس، لذلك نجد بعض إخواننا من كتبة المصاحف ممن لم تكتمل عندهم آلة الكتابة أو ممن هم جديدو عهد بفن الخط، يتجهون مباشرة إلى كتابة المصحف، لقاء الكسب المادي، وهذا الأمر على الرغم من أنه مشروع إلا أنني شخصيا لا أحض عليه، لكي لا نفتح الباب أمام كل هب ودب، فكتابة المصحف هي من الحفظ لكلام الله تعالى الذي جاء في القرآن الكريم: وإنا له لحافظون. لذلك يجب أن نعطيها ذلك المقام السامي الذي لا يصل إليه إلا ذوي الخبرة والاستعداد.
حاليا لم أكتب المصحف الشريف ولا جزءا منه، ولكنه طموحي وغاية ما أتمناه، وأسأل الله أن لا يقبضني إليه حتى يوفقني لكتابته كاملا ابتغاء مرضاته سبحانه.
• حدثنا عن التجربة الجزائرية في الخط العربي؟ وهل لها مهرجانات ومسابقات للخط العربي؟
للجزائر مؤخرا سمعتها الرائدة في مجال الخط العربي، سواء من حيث كثرة الخطاطين أو من حيث قوتهم وريادتهم في هذا المجال وسمعتهم الدولية، أو من حيث المهرجانات والتظاهرات الخطية السنوية، ومن أبرز الخطاطين المرموقين نجد الدكتور محمد بن سعيد شريفي والذي هو أب روحي لكل الخطاطين الجزائريين، وقد درس الخط في اسطنبول ونال الاجازة من شيخ الخطاطين الاتراك الا وهو الخطاط حامد الامدي رحمه الله، ودرس ايضا على يد الخطاطين المصريين، ونال الإجازة من شيخهم أيضا الخطاط سيد ابراهيم، وله دراسات في تاريخ الخط وهو يدرس حاليا بالمدرسة العليا للفنون الجميلة، هناك أيضا الخطاط محمد بحيري ، وقد درس الخط في اسطنبول على يدي شيخ الجيل في الخط العربي الشيخ حسن جلبي حفظه الله، وقد تشرف بنيل أول إجازة منه ، وقد درس –بتشديد الراء- الخط في الامارات ثم بالأردن، ثم عاد مؤخرا إلى الجزائر ليدرس –بتشديد الراء- الخط بالمدرسة العليا لفنون الجميلة ، ومن أبرز خطاطي الجيل الجديد بالجزائر الخطاط امحمد صفار باتي الذي دخل مصاف كبار الخطاطين في الساحة الدولية من خلال إتقانه لكثير من الخطوط العربية، وظهر إبداعه في خط النسخ، الذي حاز به المراتب الأولى وتقدم على كثير من أقرانه، وهو حاليا عاكف على كتابة المصحف الشريف الذي نسأل الله تعالى أن يمده بالعون منه لإتمامه.
وغيرهم كثير من الخطاطين المرموقين الذين لهم مشاركات في المحافل الوطنية والدولية.
وقد شهدت الجزائر في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين عدة مهرجانات وتظاهرات من بينها المهرجان الثقافي الدولي لفن الخط العربي، الذي يقام كل سنة بالعاصمة، ويستقطب خيرة خطاطي العالم الاسلامي، وتقام على هامشه ورشات خطية ومسابقات بجوائز جد قيمة. كذلك يوجد كثير من التظاهرات والمسابقات الخطية في كثير من ولايات الوطن، كالايام الوطنية لفن الخط ببسكرة وهي في طبعتها الخامسة، وكذا ورشات الخط العربي بولاية المدية وهي في طبعتها السابعة، إضافة إلى ملتقى مدينة الأغواط لفن الخط وصالون باتنة لفن الخط، دون ذكر المعارض الخطية هنا وهناك.
• وهل برزت الجزائر في الخط أم في الزخرفة؟ ولماذا؟
الخط العربي قديم الصلة بالثقافة الجزائرية، حتى في الفترة الاستعمارية، برز خطاطون لا أقول مجودين، ولكن حافظوا عليه من الزوال، أمثال الخطاط المنمنم عمر راسم الذي وصلتنا لوحاته الرائعة في هذا المجال، لكن بروز فن الزخرفة والمنمنمات غلب على الخط العربي قديما، لذلك عرفت الجزائر بهذين الفنين قبل ان تعرف بفن الخط، ولعل من أبرز الأمور التي ساعدت على ذلك هو ظهور الاخوة راسم عمر ومحمد وأبوهما ، وأشهرهم في فن الزخرفية والمنمنمات محمد راسم الذي أطبقت شهرته العالم من خلال لوحاته القيمة التي نالت مكانتها في مختلف المتاحف العالمية، وكون جيلا من المنمنمين أمثال الفنان محمد تمام وتلاميذه ، وقد أصبح محمد راسم أب المنمنمات في الجزائر رحمة الله عليهم جميعا.
إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل
• ماالسر وراء اتجاه خطاطي العالم الإسلامي للشارقة وتركيا؟
أولا تركيا هي مركز الخط العربي قديما وحديثا من خلال الارث الذي خلفه الخطاطون العثمانيون المجيدون لفن الخط، والكل يأخذ الخط من كتبهم وانتاجاتهم الخطية، وتعتبر تركيا بلدا غنيا بتراث الفن الاسلامي من خلال مساجدها ومتاحفها الزاخرة بالروائع الخطية وحتى عمائرها المزدانة بكتابات كبار الخطاطين الاتراك المتقنين، لذلك تعتبر المقصد الأول لكثير من الخطاطين في العالم، وتركيا كما هو معلوم بلد سياحي بدرجة أولى، لذلك فهي مزار عالمي ايضا.
أما إمارة الشارقة فلها فضل السبق في هذه النهضة الخطية التي يشهدها العالم العربي والاسلامي من خلال احتضانها للخط والخطاطين وبرز ذلك من اهتمام حاكمها الشيخ محمد بن سلطان القاسمي حفظه الله، ورعايته لملتقى الشارقة لفن الخط العربي، في جميع دوراته وهو الان في الدورة الخامسة، وقد استقطبت امارة الشارقة كثيرا من المواهب الخطية فأصبحوا نجوما لامعة في سماء الخط، وأصبح ملتقى الشارقة محط اهتمام كثير من الخطاطين في العالمين العربي والاسلامي.
وهنا وجب أن نذكر إمارة دبي ومختلف الفعاليات الخطية التي تجرى بها أيضا، وكذا الكويت من خلال ملتقاها السنوي لفن الخط، والجزائر بمهرجاناتها الدولية لفن الخط، وقطر والعراق وسوريا وتونس والمغرب ...
• في السعودية خطاطون هل شاهدت تجاربهم ومارايك بها؟وهل تنافس في قوتها أم أنها اقتصرت على بعض الأسماء؟
طبعا السعودية لها ريادتها في هذا المجال، أنا شخصيا لي كثير من الأصدقاء الخطاطين المرموقين، ولهم من الجوائز الدولية ما يجعل السعودية في مصاف البلدان الاولى في مجال الخط العربي، أمثال الخطاط ناصر الميمون والخطاط ابراهيم العرافي والخطاط عبد الرحمن امجد وغيرهم كثير وما منهم الا السابق في ميدانه.
طبعا تجاربهم نافست حتى الاتراك وحازت المراتب الاولى في كثير من المسابقات العالمية، كمسابقة اسطنبول مثلا.
وقد احتضنت السعودية مؤخرا ، في اطار اهتمامها بكتاب الله تعالى وكل ما يتعلق به، ملتقى لأشهر خطاطي المصحف الشريف بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم نظمه مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وقد كان حقا ملتقى لخطاطي العالم الاسلامي من خلال دعوته لأكبر تجمع لخطاطي العالم وتكريمهم، ويعد أضخم تظاهرة خطية على الاطلاق، وقد تشرفت بحضوره والاستفادة من الخبرات العالمية في هذا المجال.
•كيف ابدعت بالزخرفة وفن الاوبرو... وماذا يحتاجه هذين الفنين؟
أولا فن الزخرفة وفن الابرو يعدان من مكملات اللوحة الخطية، طبعا هما فنين قائمين بذاتهما، وفي اطار ممارستي لفن الخط العربي ، وجدت نفسي أميل لهذين الفنين، وأفرد كل واحد منهما بالبحث ، ففن الابرو مثلا- ebru - ادهشتني روعته وأخذني سحره، فأخذت أتابع كل جديد عنه، وقد خضت التجربة معتمدا على ما تحصلت عليه من الادوات اللازمة ، وهذا الفن له أدوات خاصة ،وتحضيره يتطلب خبرة كافية في تحضير الالوان التي تعتبر المادة الاساسية فيه، لذلك تلقيت صعوبات كثيرة في الحصول عليها ومع ذلك توصلت الى تجارب جد ناجحة بشهادة الاتراك انفسهم، وأشبعت نهمي منه، والان أجد الكفاية من اعمالي في هذا المجال دون اللجوء إلى أعمال الأتراك ، مع احترامي للفنانين الاتراك واعتقادي بأنهم الاجود والاتقن في هذا الميدان.
أما فن الزخرفة، فقد وجدت نفسي غائصا في متاهاتها اللامتناهية وألوانها الجميلة وعقدها وأزهارها الرائعة، إلا أنني لا أوفيها حقها الكامل لاشتغالي بأعمالي الخطية، فلابد من أولويات، وأنا خطاط بدرجة اولى، إلا أنني وبتوفيق من الله عز وجل ، وصلت إلى مراحل جد متقدمة في هذا المجال والحمد لله، لكن لم أصل مرحلة الابداع كما تفضلتم في سؤالكم، فما زالت هناك مراحل عديدة لأصل إلى الابداع في فن الزخرفة، وهنا ملاحظة حول اخواننا الاتراك، نجد منهم الخطاطين ومنهم المزخرفين ومنهم من يمارس فن الابرو، لذلك قلما تجد خطاطا وفي نفس الوقت مزخرفا وفنان ابرو، والعكس أيضا، فهم يحترمون التخصص، فالخطاط يعطي كل حياته لفن الخط، ولكنه في نفس الوقت له إلمام بالفنون الاخرى ولو لم يمارسها، ولكن لا يجعلها كل اهتمامه، والمزخرف أيضا، لذلك تجد منهم من يتخصص في خط الثلث فقط أو في الخط النسخ والاخر في الديواني والرقعة الخ، وكل واحد يكمل الاخر ، وكل فن يكمل غيره.
وهذه نصيحة أوجهها لنفسي أولا ولكل اخواننا الفنانين، أن يتخصصوا بفن واحد ويبدعوا فيه، وهذه نصيحة تصلح في كل مجالات المعرفة والعلم، وكما قيل عن الثقافة: الثقافة أن تعرف شيئا ما عن كل شيء، وتعرف كل شيئ عن شيئ ما.
• هل وفق العرب في الزخرفة وفن الاوبرو؟ ولماذا؟
نعم لقد قطع العرب اشواطا كبيرة في هذا المجال لكنها تكاد تكون محدودة بالنسبة لانتاج الاتراك والايرانيين، فهذين مدرستين عريقتين في هذه الفنون، ولأن الخط العربي حاز الاهتمام الأكبر لدى الفنانين العرب، إلا أنه يوجد اهتمام كبير بفن الزخرفة والابرو ، وخاصة فن الزخرفة من قبل الفنانين العرب، فالعراق مثلا لها اساليبها في فن الزخرفة، والمغرب العربي اشتهر بزخرفته وعقده الهندسية الجميلة التي تستعمل في مختلف العمائر الاسلامية، وللزخرفة المغاربية طابعها الذي يميزها عن اختها في المشرق الاسلامي، الا أنه ينقصها الاهتمام والدراسة الوافية.
• الفنون التشكيلية تعددت مدارسها ومجالاتها.... هل الخط العربي أوجد مدارس مختلفة ,,, حدثنا عن ذلك وما رأيك فيها؟
هذه نقطة دراسة وبحث، الا انني اقول إن الخط العربي أوجد مدارس مختلفة لكن اختلافها ليس جوهريا، كما في الفنون التشكيلية الغربية، لأن فلسفة الفن الاسلامي ليست كفلسفة الفن الغربي، فهي مبنية اساسا على الوحدة وملأ الفراغ، لذلك الفروق بين مختلف المدارس الخطية، كالعراقية والتركية والمغاربية في الخط المغاربي، ليست جوهرية، وانما اختلافات في بعض الجزيئات، أو في بعض قواعد الخط، لكن لكل مدرسة سمتها التي تعرف بها، وروادها الذين اشتهروا بها، فهاشم البغدادي صاحب المدرسة البغدادية في الخط واسلوبه يدرس في كثير من البلدان العربية، والمدرسة المصرية ومشايخها الكبار امثال سيد ابراهيم ومحمد عبد القادر وغيرهم، كما برزت اساليب مختلفة في بعض الخطوط العربية، فالديواني مثلا، هناك المدرسة المصرية التي أسس لها الخطاط غزلان بك، فاصبح يقال الديواني الغزلاني، وهناك الديواني على طريقة الخطاط محمد عزت التركي، وهو المعتمد في تركيا، وكل له مميزاته وخصائصه.ومثل هذا في خط النسخ وخط الاجازة وخط التعليق الذي اشتهر عند الفرس وابدعوا فيه ايما ابداع. وعلى هذا أظننا لا نستطيع القياس بمقاييس الفن الغربي، فالخط العربي بدأ في بغداد وتطورثم انتقل الى الاتراك خلال الخلافة العثمانية عبر مختلف مراحلها وازداد تطورا، حيث وصل الى تمامه، وهو الان في أوج تألقه في مختلف البلدان الاسلامية، وظهرت في سمائه ابداعات جديدة من خلال الاخوة اوزجاي، وغيرهم من الخطاطين في العالم الاسلامي.
• كيف تجد مشاركة المرأة في الخط العربي؟ هل أتقنت الخط كما أتقنت الزخرفة؟
المرأة في عصرنا الحاضر برزت في كثير من المجالات، ففي الخط شهدنا كثيرا من الاسماء اللامعة قديما وحديثا، من خلال المشاركات والجوائز العالمية ولعل ابرز دليل من الخطاطات في القديم نجد الخطاطة اسماء عبرت زوجة الخطاط جلال الدين، لذلك تجد اسمها في كثير من المراجع الخطية، وغيرها، وفي عصرنا نجد الخطاطة الاسبانية المسلمة نورية كارسيا التي ابدعت ابداعا فاقت به كثيرا من الخطاطين من الرجال وحازت السبق في عديد المهرجانات والمسابقات الخطية من دبي الى الشارقة الى الصين الخ، كما برزت عدة أسماء تستحق الثناء والتقدير كالخطاطة نبيهة الرفاعي من مصر والخطاطة فاطمة حسين من الامارات والخطاطة ايتن ترياكي من تركيا وكثير من الخطاطات الايرانيات وغيرذلك كثير، إلا أن الامر اللافت للانتباه، ان اهتمام العنصر النسوي بفن الزخرفة اكثر منه بفن الخط العربي، لذلك تجد المزخرفات أكثر من المزخرفين، والخطاطين اكثر من الخطاطات سواء في تركيا او في غيرها من البلدان الاسلامية.
• تميزتم في كتابة "الفارسي" .. كيف تميزتم به؟
صحيح، اهتمامي بالخط الفارسي او ما يصطلح عليه بخط التعليق، ظهر جليا من خلال أعمالي، فأكثر أعمالي جاءت في لوحات خط الثلث الجلي والتعليق الجلي، وفي خط التعليق اسلوبين مختلفين: الايراني والتركي، اما التركي فعمدته الخطاط اسعد اليساري رحمه الله وقد ابدع فيه واجاد ووصل به الى اعلى مستويات الاتقان، والمدرسة التركية معروفة بدقة التنفيذ وجودة الاداء ، ترى ذلك جليا في خط التعليق التركي وانا من محبي هذه المدرسة وهذا الاسلوب في الكتابة، لذلك تجدني أميل الى الخطوط التي تتطلب الدقة في التنفيذ ، اما المدرسة الايرانية في خط التعليق وهي الاشهر، فاسلوبها راق ، وعمادها الخطاط مير عماد الحسني، الا انها شهدت مؤخرا قفزة نوعية في طريقة الكتابة، نحو الليونة وقوة الاداء من أول حركة للقلم.
• وهل خدم استخدام الحرف العربي في اللوحة التشكيلية في الخط العربي أم أساء له؟
هذا سؤال رائع وقيم، ولكنه في نفس الوقت متعب وأسال كثيرا من الحبر، فلا أظن أن الباحثين قد وصلوا فيه الى القول الفصل، لكن من منطلقي كخطاط كلاسيكي، أرى أنه يجب احترام الميراث الخطي الذي تركه اسلافنا والمحافظة عليه، وفي نفس الوقت نفسية الفنان المسلم تتوق الى الابداع، نحن نقول في الجزائر: - الجديد حبو والقديم لا تفرط فيه- لذلك وللتوفيق بين هذا وذاك أرى أن توضع ضوابط يسير عليها هذا الاتجاه، وقد رأينا كثيرا من اللوحات الحروفية ممن ليس لأصحابها دراية بقواعد الحرف العربي، فيها تشويه للحرف وتقزيم لدوره ، حتى اذا سألته يقول لك : المهم الفكرة والاخراج، اما الحرف فلا اهمية له، نحن نريد أن يكون الحرف العربي من اساسات اللوحة التشكيلية، فهل بعد كل مساهمات الاجيال السابقة في الوصول به الى اعلى المستويات يكون مصيره ثانويا في اللوحة التشكيلية، لكن بالموازاة مع ذلك هناك من الخطاطين الذين استعملوه في لوحات تشكيلية رائعة في مبناها ومعناها، امثال الخطاط العراقي وسام شوكت والخطاط السوداني تاج السر حسن وكذلك ابداعات الاخوان اوزجاي في خط الثلث من حيث التلاعب بالالوان والتراكيب الجميلة، اليس كل ذلك من التشكيل، فتجد في اللوحة قوة الحروف وكمالها مع القدرة على التشكيل الذي يتناسب والذوق العربي والاسلامي.
اما اللوحات التشكيلية ذات السمة الغربية والتي يستعمل فيها الخط العربي، فأظنها لا تعدو توظيفا للخط كما توظف باقي اشكال الصورة الفنية، لكن لا أظن أنها تندرج في اطار الحروفية العربية والاسلامية.
والموضوع مطروح للنقاش، وهذه مجرد اراء شخصية فقط.
• هل حصلت على جوائز خلال مسيرتك الخطية؟
نعم بفضل الله والحمد لله، نلت كثيرا من الجوائز الاولى على المستوى الوطني من المدية الى العاصمة الجزائرية، الى بسكرة الخ، وشاركت في جل المعارض والمهرجانات الخطية الوطنية ، اما على المستوى الدولي فقد نلت جائزة في مسابقة عبد الحميد الكاتب بسوريا ومكافأة في مسابقة اسطنبول لفن الخط ، جائزة في المهرجان الدولي لفن الخط بالجزائر، كما لي مشاركات وحضور في كل من تركيا والسعودية وان شاء الله في ملتقى الكويت لفن الخط، ومع ذلك لا أعد نفسي من مجودي الخط، بل مازلت في بداية الطريق، وقد سبقني الى الاجادة كثير من الخطاطين الذين لهم فضل السبق والريادة في الجزائر وغيرها من بلدان العالم العربي والاسلامي، ونحن نسعى الى الرقي بهذا الفن الى مستويات متقدمة من التألق لينافس الفنون العالمية وهو بذلك أجدر، وتكفينا مقولة بيكاسو: - إن ابعد نقطة أردت الوصول إليها وجدت الخط العربي قد سبقني اليها بقرون – او كما قال.
• كيف يستفيد الخطاط من القيم الجمالية للحداثة في الخط العربي؟
والله يا أستاذي الفاضل هذا موضوع طويل وعريض وأظن أن موضوع اللوحة التشكيلية له صلة به، وفيه كلام عن الحداثة والمدارس التشكيلية وأظنني لست أهلا للخوض في هذا الموضوع، مع تأخري في الرد على جوابكم لذلك أرجو أن تعفيني من الجواب.