إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بدوي الجبل والحداثة الشعرية ومجلة شعر ( أدونيس - رفقة - الخال - الماغوط -أبو شقرا- طوقان -الجيوسي - صيدح)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بدوي الجبل والحداثة الشعرية ومجلة شعر ( أدونيس - رفقة - الخال - الماغوط -أبو شقرا- طوقان -الجيوسي - صيدح)

    بدوي الجبل

    إكتشف سوريا





    للشاعر بدوي الجبل

    الكيان الشعري عند بدوي الجبل

    بدوي الجبل والحداثة الشعرية
    لا يمكن اعتبار بدوي الجبل شاعراً حداثوياً وفقاً لمعايير الحداثة المتعارف عليها اليوم، فهو شاعر كلاسيكي بامتياز، من حيث التزامه بعناصر الشعر العربي العمودي لغة ومحسناتٍ وبديعاً وأوزاناً وقوافيَ وروياً.
    إلا أن شعر البدوي يتحدى مفاهيمنا الحداثوية من حيث جدّته الفكرية، وقدرته المذهلة على الوصول إلى جوهر المعنى ولب الفكرة، رغم القيود اللغوية التي يفرضنا الوزن، فإذا بالصورة أو الفكرة جلية واضحة دون زيادة أو نقصان، ودون تكلّف أو إضافة ليس لها معنى.
    إن معالجة البدوي لموضوعات معاصرة، سواء في الحياة السياسية أو الاجتماعية أو الفكرية أو العاطفية، يجعله ابن زمانه، يعبر عن أحاسيس عصره وطموحاته وأشجانه ومشاكله وأحلامه، ويستشرف رؤاه المستقبلية، مما يجعله شاعر حداثة وليس شاعر ماضوياً، فنظرته دائماً إلى المستقبل، حيث الابتكار والإبداع سيدا موقفه الفكري وأدواته الشعرية.
    إلا أن البدوي لا يرى التحديث في شكل الشعر العربي، بل التجديد في الأفكار والصور والخيالات، والابتكار في استخدام الألفاظ ومطاوعة اللغة العربية والوزن الشعري، لتعالج موضوعات الحاضر والمستقبل، وتبدع في اقتراح الحلول وطرح المشكلات.
    وليس أدل على ذلك من علاقة البدوي برواد الحداثة الشعرية في الشعر العربي، من أدونيس إلى محمد الماغوط وشوقي أبي شقرا ويوسف الخال وغيرهم، فقد احترمهم واحترموه، ونشر قصائده في مجلة «شعر» التي كانت الناطقة باسم هذه المجموعة من الأدباء، ورأى فيهم شعراء ابتعدوا عن جادة الشعر، وتمنى لو أنهم رجعوا إليها، ومن ذلك ما يقال أنه كان يرى في أدونيس شاعراً عبقرياً ضلّ الطريق، في إشارة إلى رغبته في أن يكتب أدونيس الشعر الموزون المقفى.




    بدوي الجبل مع أركان مجلة «شعر»
    من اليمين في الأمام: أدونيس، فؤاد رفقة، يوسف الخال، محمد الماغوط ، شوقي أبو شقرا
    وراءهم: فدوى طوقان، بدوي الجبل، سلمى الخضراء الجيوسي، جورج صيدح
    ويعبر عن ذلك قول الشاعر الكبير بشارة الخوري (الأخطل الصغير) واصفاً السمات الشعرية لدى البدوي: «إن الشعراء في سورية كأصابع الكف الواحد عدداً وحجماً، وبدوي الجبل إحدى هذه الأصابع في نفسه شاعران، إذا انتصر أحدهما للقديم اعترضه نصير الجديد ، فما خرجت القصيدة من نفسه إلا وعليها طابع الشاعرين، هذا هو بدوي الجبل في شفق عمره فكيف به وهو في رأد الضحى».
    ويقول أحد رواد مجلة «شعر»، الشاعر شوقي أبو شقرا في لقاء معه أجراه الأستاذ يقظان التقي: «مجلة شعر، ربما لا تكون صورة صحيحة كاملة عن التجربة الشعرية الحديثة أو عن المغامرة بأسرها، ذلك أنها مجلة حاولت أن تستقطب الاتجاهات من مختلفة ومن قريبة وأنها من الدرجة الأولى كانت ذات منحى صحفي، أي يريد أن يحتوي ما هو جديد وكذلك ما يُصنع من سائر الشعراء ولا سيما الفحول منهم الذين كانوا أحياء آنذاك: جورج صيدح وبدوي الجبل وخليل حاوي (على ضفة أخرى)، وأذكر أن بدوي الجبل كان تجاوب مع ما صنعنا وكان مثلاً يقول لي كلما التقيته معلقاً على قصيدتي "من أكياس الفقراء" ومردداً و"تنقر الباب على الله"».
    أما الشاعر والكاتب ممدوح عدوان فيبدو أنه قد توصل إلى نتيجة أخيرة تقول أن قصيدة حديثة الشكل ليست بالضرورة قصيدة حديثة، وكذلك فإن قصيدة موزونة مقفاة ليست بالضرورة قصيدة غير حديثة، فهو يقول في لقاء معه أجراه الأستاذ أنور بدر في مجلة القدس العربي: «اكتشفت مع الأيام أنني مع الشعر ولست مع شكل الشعر، فمؤخراً جمعت مختارات من شعر بدوي الجبل وهو شاعر كلاسيكي، انتقيت له قصائد اعتبرها أفضل من كثير مما يسمى بالشعر الحديث».
    ويمكن القول أن أدق وصف تناول موقع شاعرنا البدوي من الحداثة الشعرية قد ورد على لسان الشاعر الكبير أدونيس في حوار له مع مجلة عيون حيث يقول: « كان بدوي الجبل الصدر الذي يحتضن جسد الشعر العربي، ويعيد تكوينه في اللغة وبها، أنيقاً، مترفاً، بهياً. عرفت في شعره كيف تكون الذاكرة ذِكْراً، وكيف تتداخل فيها أصوات الشعراء القدامى وتتآلف قريبة بعيدة في صوت واحد. وعرفت فيه كيف يصير الماضي حاضراً، دون أن يلبس الثاني ثوب الأول، ودون أن يدير الأول ظهره للثاني. وعرفت كيف يكون الشعر سلكاً ينتظم فيه العقل والقلب، الغضب والحب، المرارة والطمأنينة. كان بدوي الجبل جبلاً، لكنه كان في الوقت نفسه موجاً».

يعمل...
X