إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أخوات الأربعاء - امرأتان - تجربة الراهبة الوحيدة - أفضل أصدقاء للأبد - جينيفر وينر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أخوات الأربعاء - امرأتان - تجربة الراهبة الوحيدة - أفضل أصدقاء للأبد - جينيفر وينر


    "أفضل أصدقاء للأبد"، للكاتبة الأمريكية جينيفر وينر

    روائيات أمريكيات يستعدن حلم الصداقة وينتصرن للنساء

    ياسمين مجدي

    الحكاية دائمًا ليست هي المهمة، المهم الرفيق والشريك الآخر فيها، الذي يقاوم معك الاغتراب والوحدة، هذا هو ما اهتمت به مجموعة روايات أمريكية حديثة، كأن الكاتبات الأمريكيات يحاولن مقاومة وحدتهن الخاصة - في مجتمع مادي يسعى لابتلاعهن- عبر الكتابة عن الصداقات النسائية.

    أولى تلك الروايات هي "أخوات الأربعاء"، للكاتبة الأمريكية ميج وايت كلايتون، وتدور حول خمس أمهات صغيرات، هن: فرانكي مهاجرة من شيكاغو، ليندا رياضية معروفة، وكاث عاملة في محل كنتاكي، وآلي امرأة هادئة ولديها سر ما في حياتها، تحاول إخفاءه بارتداء القفازات البيضاء والتنورة القصيرة، والخامسة هي بريت.

    ورغم اختلاف عوالم تلك النساء، لكنهن يجتمعن بالصدفة في حديقة عامة، عام 1967، يفضفضن حول تغيير الحفاضات لأطفالهن.. الذهاب للبقالة.. شراء التونة.. حياكة الملابس.. ومشاهدة الأخبار المحلية.. وحفلة ملكة جمال أمريكا، وتخليهن عن أحلامهن لأجل أزواجهن.

    نكتشف عبر ثرثرتهن آلامهن، بداية من مخاوف إحداهن من عدم الإنجاب، إلى أسرار الأخرى التي تغطيها بقفازها الأبيض. وعند هذه اللحظة يدركن حاجتهن لتحويل الألم إلى حب عبر ممارسة الحكي على الورق، فينشأن "جماعة أخوات الأربعاء للكتابة"، ليكتبن آمالهن وآلامهن في قصائد، وقصص، وكتب، فيكتشفن أهمية تلك الخطوة: "كان يجب أن يتم ذلك لعلمنا بأننا كنا نفتح نفوسنا، نفتح أحشاءنا، وندع الآخرين ينظرون داخلنا بطرق لم نستطع حتى رؤية أنفسنا بها.

    كان يجب أن يحدث ذلك منذ البداية..لكي لا لنمنح أسرارنا لبعضنا البعض فحسب كما تخيلنا، إنما للعالم كله أيضًا، لأنه لم يكن ذلك ما نأمله؟ا ففي بعض الأيام، الأشياء التي خزنَّاها خلف قفازنا الأبيض الصغير قد تخرج هناك على رف الكتب لأي شخص، ليرى روحنا متنكرة بشكل يرثى له بقصائدنا المعذبة".

    إنها قصة نساء يكتشفن أنفسهن وعذاباتهن، في وقت يكتشف فيه العالم نفسه، إبان حرب فيتنام، والسباق للوصول إلى القمر، وازدهار حركات التحرر النسائية.

    الصداقات مهمة لاكتشاف نفسك، لذا نحتاجها حتى لو كانت مجرد قصة بعيدة، كرواية "أفضل أصدقاء للأبد"، للكاتبة الأمريكية جينيفر وينر، فنري صديقتين يعيشان لحظة حاسمة في طفولتهن، حين تنتقل إحداهن للسكن في مكان آخر، وهن في التاسعة، فيقاومن البعد باتخاذ قرار أن يكونا صديقتين للأبد.

    مع مرور الزمن، تحقق واحدة منهن ذاتها وتشتهر كممثلة في التليفزيون المحلي، أما الأخرى، فتعيش وحدها في بيت والديها في مدينتها الصغيرة، تراعي أخيها المريض، وتتحمل فشل علاقاتها ولقائاتها العاطفية، وفي يوم من الأيام كانت عائدة من أحد تلك اللقاءات السيئة، دق بابها، ففتحت، لتجد أمامها صديقتها، الغائبة منذ زمن، بكت قائلة: "شيء رهيب حدث. وأنت الوحيدة القادرة على المساعدة".

    البحث عن الوطن

    استعادة الصديقات لذكرياتهن معًا صورة أخرى لنساء رواية "امرأتان"، للكاتبة الأمريكية ماريان فريدريكسون، الصادرة عام 2002، التي تدور حول امرأتين تقابلا في يوم ربيعي في حديقة، إحداهن سويدية تحكمها بعض المعتقدات الأخلاقية، والأخرى مهاجرة تشيلية لاتزال تشعر أنها خارج المكان في هذا الجو البارد، وبهذا يتشاركن في بحثهما عن هويتهما في لقائات الظهيرة بالحديقة، حيث تنكشف مخاوفهما وأحزان ماضيهما، وحنين للوطن البعيد.

    فحين يجتمع النساء في الغربة يحاولن استعادة الوطن عبر ثرثرتهن، كرواية لكاتب أمريكي رجل شعر بخصوصية العلاقات النسائية، فكتب، عام 2007، دون دورانت روايته "سر الطرق المتقاطعة، أختي، صديقتي"، ليعكس فيها علاقات الصداقة والأخوة القوية، وما تمثله المرأة للمرأة، حين يتشاركن أحاسيسهن وانفعالاتهن، التي لا يفهمها الرجال، عبر شخصيات هي زيديا الباحثة عن حياة جديدة في مدينة جديدة، رغم العراقيل التي تبعدها عن هدفها، ومونيك الفتاة المتوحشة، التي تقيم علاقات منفتحة ومتعددة مع كثيرين، مما يورطها في تهمة قتل صديقها، فتهرب من المدينة، أما دافن فتعمل ممرضة، وتعاني من أجل شفاء أختها وتمريضها بعد أن أوشكت على الموت في كارثة انهيار برج التجارة العالمي. إنهن أكثر من امرأة يتتبعن معًا رائحة وجودهن ومدينتهن الجديدة.

    البحث عن الرب

    تعدد العلاقات الجنسية والعاطفية قد تكون بوابة لانزلاقات إنسانية أخرى، كما يبدو في رواية "تجربة الراهبة الوحيدة"، لميمي جيفرسون، وهي كاتبة أمريكية من أصول أفريقية. تدور قصتها حول رحلة ثلاث صديقات، هن جوان، تيشا، وليلا، اللاتي يقررن الامتناع عن ممارسة الجنس، ومحاولة الاقتراب من الرب، فيتركن رفاقهن والسهرات، على أمل أن يجدن السعادة الحقيقية في الإنجيل. وسنشاركهن الصعوبات الكثيرة في مواجهة ماضيهن المشين - الذي أعطوا فيه أجسادهن لكثير من الرجال- وصعوبات تعلم الإنجيل، حتى ينجحن معًا في النهاية بعد عدة متاعب في استقبال يد المسيح المخلِّص. فتحاول الرواية رصد النساء اللاتي يضحين بأجسادهن تحت مسمى الحب، وينزلقن بعد ذلك، لأوضاع أسوأ بدون مبرر. وتعكس تلك الرواية تجربة الكاتبة نفسها، التي اعتنقت المسيحية أثناء كتابتها للرواية، وكفت عن ممارسة الجنس. وتقول الكاتبة: "إننا نجعله صعبًا عندما نريد الاحتفاظ بقدم في العالم وأخرى خلف خطى الرب".

    لعنة الصديقات


    في بعض الأحيان تصبح رحلاتنا مع صديقاتنا رحلة هلاك، كرواية "التعامل بالرعاية"، للكاتبة الأمريكية جودي بيكولت. فبطلة الرواية أم، وُلِدت لها ابنة مصابة بمرض نادر وهو هشاشة العظام، فخرجت للحياة مصابة بسبعة كسور في العظم، وأربعة آخرين حدثوا أثناء الولادة، بالإضافة لمزيد من الكسور تنتظرها، وتقول الأم عن لحظة ولادة ابنتها: "كنتِ تبكين، لكنه ليس البكاء البسيط لمولود جديد، كنتِ تصرخين كما لو أنك مُزِقت لأجزاء... "ويلو" همست بالاسم، الذي وافقت عليه أنا وأبوك... أردت أن أعطيكِ نبوءة تحملينها معكِ، اسم شجرة تميل بدلاً من أن تنكسر... ويلو قلتها بصوت عالي، فاستدرتِ تجاه الصوت، كما لو أن الكلمات كانت ذراعاي حولك. ويلو قلتها، فتوقفتي عن البكاء"!

    تترك الأم وظيفتها وتقضي حياتها كلها في رعاية ابنتها ويلو، البالغة خمسة أعوام، تتابع بعذاب صوت ومعنى أي كسر جديد. فتشعر الأم بحب وآلام كبيرة لابنتها المريضة: "فأنت لم تكوني أفضل شيء حدث لي، بل أكثر شيء مرهق أيضًا، أروع شيء"، لتقرر الأم الانتقام ممن كان السبب، برفع قضية على صديقتها الحميمية طبيبة النساء والتوليد، لأنها لم تخبرها أثناء الحمل بمرض ويلو، خشية أن تقرر إجهاضها، وهذا محرم وممنوع. رأت الأم أنها بحاجة لتعويض مالي من صديقتها الطبيبة، لعلها تتمكن من شراء كرسي متحرك لابنتها، تأخذها به إلى معسكرات صيفية وحياة حقيقية. لكن من أجل انتزاع هذه النقود حطمت صديقتها الطبيبة، ونفَّرت منها ابنتها الكبرى، وأرعبت زوجها، ودمرت ابنتها المريضة - التي أرادت أن تساعدها- فتركتها محطمة المشاعر لإحساسها بأن أمها تتمنى لو لم تنجبها أصلاً، وحتى المحامية نفسها لم تعجبها القضية.

    خسارات أخرى تحدث في الصداقة، كرواية "أنا سعيدة جدًا لأجلك"، للكاتبة الأمريكية لوسيندا روزينفيلد، حين تحكي قصة صديقتين حميمتين، هما ويندي ودافن، ودائمًا ما تقع دافن في كوارث، فتساعدها ويندي في مقاومة الانتحار وجنون الحب. لكن عندما تُخطب دافن، فجأة، وتنجب، وتحصل على منزل جديد بسرعة، لا تفرح ويندي لأجلها، بل تصبح أسيرة فكرة بأن صديقتها المقربة تخصها وحدها، فتتملكها غيرة من دافن المتهورة الطائشة، التي تمكنت من تحقيق أحلام كثيرة. تتطور الأمور بينهما، فندرك أنه ليس كل من نقطع معهن رحلات عمرنا صديقات وفيات حقًا!

يعمل...
X