إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الكاتب أمين معلوف - رواية:ليون الإفريقي - مرجع غير معروف - بقلم :مهند النابلسي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الكاتب أمين معلوف - رواية:ليون الإفريقي - مرجع غير معروف - بقلم :مهند النابلسي

    ليون الإفريقي

    الكاتب اللبناني المعاصرأمين معلوف


    بقلم :مهند النابلسي


    مهند النابلسي
    عضو رابطة الكتاب الأردنيين عضو اتحاد الكتاب العرب


    صحيح أن منطلق كتابة أمين معلوف عن «ليون الإفريقي» كان افتتان كاتبنا اللبناني المعاصر، بسيرة وعبقرية ذلك السلف العربي الكبير، ودهشته أمام غرابة تقلبات حياته ومغامراته، لكن الدافع الأكثر حسماً كان إحساس أمين معلوف أن في إمكانه – وفي هذه الآونة العصيبة علينا بالذات – أن يستخدم حكاية ليون / حسن الوزان، مؤشراً إلى أن في إمكان العرب، جماعات ولكن أفراداً أيضا، أن يكونوا ذوي اثر في نهضة العالم، في الماضي، ولكن في الحاضر أيضا... وان في إمكان حكاية ليون هذه أن تقدم إلى العالم كله درساً في التسامح الإنساني وفي الحوار بين حملة الأديان السماوية. فكتاب «ليون الإفريقي» هو – في الدرجة الأولى – كتاب حوار وسلام وتسامح:
    مرجع غير معروف!
    قراءة انطباعية لرواية أمين معلوف «ليون الإفريقي»: الرحالة العالمي الحكيم في مواجهة الشدائد والمحن!
    يتميز أمين معلوف بقدرته الرائعة على الجمع بين حكمة الشرق وتقنية الغرب، وبعد أن تنتهي من قراءة روايته "ليون الإفريقي" والتمعن فيها، تشعر بأنه استخدم كالسينمائي البارع عدستين بمهارة فائقة: عين الطائر والعدسة المقربة....فهو قادر على رؤية الأحداث ضمن شمولية تاريخية قدرية، وقادر على تمييز أدق التفاصيل ببهجتها وبشاعتها. وربما تكفي الصفحتان الأولى 9 والأخيرة 389 لتلخيص مجمل أحداث الرواية، ونبدأ بالصفحة الأخيرة: " مآذن قمارت البيضاء، أطلال قرطاجة الشامخة، إن النسيان بتربص بي في ظلالها، وباتجاهها يتحول مجرى حياتي بعد تعرضي لعدد من حوادث الغرق. خراب روما بعد نكبة القاهرة، وحريق تومبكتو بعد سقوط غرناطة...ثم... لقد كنت في روما "ابن الإفريقي" وسوف تكون في إفريقيا "ابن الرومي" وأينما كنت فسيرغب بعضهم في التنقيب في جلدك وصلواتك، فاحذر ان تدغدغ غريزتهم يا بني، وحاذر أن ترضخ لوطأة الجمهور !....ولا تتردد قط بالابتعاد إلى ما وراء جميع البحار، إلى ما وراء جميع النجوم والأوطان والمعتقدات". وتكاد تكون الصفحة الأولى في الرواية (ص.9) تكملة طبيعية للصفحة الأخيرة، وهذه مهارة كتابية مشتقة من الأسلوب السينمائي في السرد، حيث تلقي الضوء على سمات الرحالة العالمي، الذي يتمتع بالمغامرة والمعرفة والزهد..."لقد عرف معصماي على التوالي دغدغات الحرير واهانات الصوف، ذهب الأمراء وأغلال العبيد..وأزاحت أصابعي آلاف الحجب ولونت شفتاي بحمرة الخجل آلاف العذارى، وشاهدت عيناي احتضار مدن وفناء امبراطوريات". ولسوف تسمع من فمي العربية والتركية والقشتالية والبربرية والعبرية واللاتينية والعامية الايطالية لأن جميع اللغات ملك يدي.ولكني لا انتمي إلى أي منها فأنا لله وللتراب، واليهما راجع في يوم قريب". كنز من الحكم والأقوال البليغة
    الرواية زاخرة بالحكم والتعابير البليغة المعبرة، والتي تنتشر في ثنايا التفاصيل كما البهارات المرشوشة على وجبة طعام شهية، حيث يقول "على المرء إذا كان غنيا بالذهب أو بالمعرفة، أن يراعي فقر الآخرين"، ويقول احد الأطباء "ان المسلمين لم يضعفوا إلا يوم أظلمت عقولهم بفعل الصمت والخوف والخضوع "أليس ذلك حقيقة؟! وعن بؤس بقايا المسلمين في الأندلس الساقطة في يد الأسبان عام 1499 يقول "...أيها الإخوة، إننا هنا بحمد الله في دار الإسلام، ونحن نحمل فخر ديننا وكأنه تاج على رؤوسنا. فلنحذر إرهاق أولئك الذين يحملون دينهم كما تحمل الجمرة باليد " ثم ينتقل لعام 1502 ويخبرنا بحكمة بليغة تصلح لكل الأزمان: "أنت يا من قرأ كثيرا من الكتب، ألا تعلم ما قالت أم في العصور الخوالي يوم مولد ابنها: لست أرجو لك أن تتمتع بالذكاء لأن عليك تسخيره لخدمة الأقوياء، ولكن أرجو لك حسن الطالع بأن يكون الأذكياء في خدمتك! " وهل يعني هذا القول إلا الانتصار الحتمي للسلطة على الذكاء، ثم ننتقل لحكمة اقتصادية في العام 1505: " لو قال لك احد أن البخل ابن الحاجة فقل له أنه مخطئ، إن الضرائب هي التي ولدت البخل !" ثم يخرج بنتيجة مفادها:"...في هذا البلد ثروات غير متوقعة، بيد أن الناس يخفونها ولا يسعون إلى تثميرها، فهم يخافون أن ينهبهم الحكام !"، ولنضف في عصرنا الحالي فئات الفاسدين المتربصين بالأموال العامة والخاصة لسرقتها وتخريب اقتصاد البلاد. ويصف عطش الصحراء القاتل ببراعة تشبه اللقطات السينمائية المعبرة قائلا: "...وفي اجدب جزء من تلك الصحراء ضريحان فوقهما شاهدة من الحجر نقش عليها كتابة مفادها انه يرقد في هذا المكان رجلان كان احدهما تاجرا غنيا مر من هنا وذاق عذاب العطش فاشترى من الآخر وهو قائد قافلة، طاسا بعشرة ألاف قطعة ذهبية، ولكن ما أن خطا البائع والشارب بضع خطوات حتى سقط كلاهما، والله وحده يقدر العيش والأرزاق ". وعن السياسة ودهاليزها يقول في عام الشريف الأعرج:"إذا كنت تريد التدخل في السياسة ومفاوضة الامراء فعليك أن تتعلم الاستهانة بظواهر الأمور "،ثم عن البدو الرحل والتناقض في سلوكهم: " هناك مثل يقول إنهم يحملون في أيديهم على الدوام خنجرا إما لذبحك وإما لذبح الشاة لإكرام وفادتك !".
يعمل...
X