إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بقلم رقية عبوش الجميلي - في حضرة القلم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بقلم رقية عبوش الجميلي - في حضرة القلم


    البحث عن المجهول
    في حضرة القلم



    بقلم رقية عبوش الجميلي




    رقية عبوش الجميلي

    كاتبة عراقية




    صدفة. شاهدت في تقريراً عبر إحدى القنوات الفضائية العلمية. يتحدث عن الكائنات الفضائية التي تزور كوكبنا وتظهر صدفة وتتراءى امام اعيننا وربما نحس بوجودها. حينها نرى الدهشة التي تحلق بنا في متابعة هذه التقارير والبحث عنها. ونكثر من النقاش وتداول القصص حول وجود الكائنات الغريبة وحقيقتها في عالمنا. ولكننا لم نترك لنا فرصة في التفكير قليلاً والتعمق في خلق الله (عز وجل) وهو خالق الانسان بهذه الدقة المتناهية في خلق جسده وعمل اعضائه. وخلق له عقلاً لا يتجاوز حجمه حجم قبضة اليد. على انه يخلق شيئاً اروع وادق. وكما خلق الحيوان وخلق الطير والنملة والبعوضة. فهو قادر على خلق شيء ليس من الضروري ان نلتمسه ولكن ربما نحسه يعيش معنا ويرانا من حيث لا نراه.
    ان طبيعتنا نحن بني البشر. نصدق بالاشياء المادية الملموسة اكثر من الاشياء الحسية. انما الحسية تصدق اكثر من المادية. وللانسان طاقة حسية مذهلة قد تخترق طاقته الملموسة المادية. وحين نسمع عن حكايات تحكى في اصل كائن غريب او جني وعفريت. مر باحدنا يوماً يصيبنا الذهول والعجب. ولا يصيبنا الذهول حين نرى انساناً يولد من انسان. وروح تحمل روح. نحبو دوماً وراء المجهول والمخفيات في عالمنا ونحيطها بالغرائب.
    ان الفرق بيننا وبين العالم الاول. انهم حين يرون شيئاً فيه غرابة يبحثون وراء اصله ووجوده. اما نحن فلا نملك غير الذهول امامه تاركين اهميته وما يشكل لنا وما تأثيره على مجتمعنا وعالمنا. وحين اشاهد مثل هذه التقارير يصيبني الاحباط الشديد. انهم بعقلهم وتفكيرهم حللوا واكتشفوا وجود كائنات غريبة تحيط بنا وتغزونا واثبتوا وجودها معنا. الا ان القرآن الكريم كشف لنا وحلل وجودها قبل ألف وأربعمائة عام في قوله تعالى في سورة الأعراف/27 [يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ] اما الفرق الذي حدث. فما زلنا نتناقش في ما نلبس ونأكل ونبحث عن تسلية نقضي بها اوقات فراغنا الطويلة. وما زلنا نبحث عن حكاية نسجت من الخيال حول قدرات رجل استعبد جني وكائن غريب مر علينا. وما زلنا نتنازع على اصل مدينه ونتصارع ونصنف هذا مؤمن وهذا كافر وهذا من الملة الفلانية وهذا من الطائفة الفلانية. تاركين الجدية والعملية في حياتنا. ولم ندرك اهمال بحثنا (وراء المجهول) وايضاح حقيقته وما حدود قدرته وتأثيرها على تطور مجتمعنا في حاضره ومستقبله.
يعمل...
X