إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الروائية ( لطفية الدليمي ) والشذرة الـ 22 - حاورها : دجلة السماوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الروائية ( لطفية الدليمي ) والشذرة الـ 22 - حاورها : دجلة السماوي


    الروائية الكبيرة لطيفة الدليمي

    حوار مع القاصة لطفية الدليمي

    لاتثق أبدا في الفنان بل ثق في القصة
    ديفيد هربرت لورانس
    روائي وشاعر ومسرحي أنجليزي
    حوار : دجلة السماوي - امريكا

    مما لاشك فيه ان الروائية العراقية لطفية الدليمي تشكل اضاءة لافتة في المشهد الابداعي العربي عموما والمشهد الابداعي العراقي على وجه الخصوص. لما تمتلكه من مقومات ابداعية في كتابة نص سردي مدهش ينفتح على عوالم مبتكرة تؤكد موهبتها الفذة التي ارخت لها مجاميعها القصصية وروايتها التي اضافت للمكتبة العربية الكثير على مدى مسيرتها الابداعية الزاخرة . لطفية الدليمي هذا الاسم المهم الذي طرح رؤاه الفكرية بجرأة حين كان حضوره باهرا في الداخل حيث كانت لطفية الدليمي في كتابتها اشبه ما تكون بفراشة محلقة ترتشف رحيق تجربتها الابداعية من الراهن اليومي للانسان العراقي، ومثل هذا ينسحب على كتابتها حين استقرت خارج العراق فهي لازالت تلك الطائر الغريد الذي يغرد ليستحضر صورة المكان واهله فيجوب نصها الابداعي رحاب الحدائق الملونة ليرتشف رحيق الحنين الى أزقة وشوارع بغداد ومساءاتها المترعة بالنور .
    وقفنا في هذه السطور عند هذه القاصة والروائية لنساءل تجربتها المدهشة، ونساءل الروافد التي اضاءت مسيرتها فكانت هذه الاسئلة وتلك الاجابات.

    الشذرةالاولى : هل كانت طفولتك سعيدة ؟
    الجواب - لو كنت طفلة وطرحت علي هذا السؤال لأجبتك بدقة .
    أماالآن . فأنني حقا سأعامل الامر من منظور مختلف واتعامل مع مفهوم السعادة بمعايير الكبار إنما على أية حال . أستطيع القول أنني كنت سعيدة الى حد ما . سعيدة في عالم سلس بسيط وبين أهلي وأقراني في مغاني ديالىوبساتينها وأنهارها ومراقد الاولياء وأثار سومر في (تل اسمر) التي كنا نزورها في الاعياد - وتعرف أنها كانت (مملكة أشتونا)
    كنت في سني دراستي ومتميزة بين اقراني ومشهود لي ببراعة التعبير والتاليف في اللغة العربية والرسم كنت سعيدة بمعايير ذاك الزمن وعلى نحو ما بمعايير النضج .لانني كنت محط فخر أهلي والذين زرعوا مصيري- كنت انا وأختي نمثل آمال الأم والأب في التفوق الى الوصول الى مراتب حرموا منها .أستطيع القول : نعم كنت سعيدة وحالمة بسعادات أكبر.

    الشذرة الثانية: أثمة صديقات وأصدقاء طفولة مازالوا أصدقاءك حتى الآن؟
    الجواب: لا.لم يتبقى لي من أصدقاء وصديقات الطفولة أحد فقد تفرقت بنا السبل في احداث وحروب وهجرات وتغيرات أوضاعنا ونزوعاتنا.

    الشذرة الثالثة: كيف تنظرين الى البيت الذي ولدت ونشأت فيه . وكيف تشعرين نحوه اليوم؟
    الجواب :أنظر اليه كفردوس مفقود . فقد كان بي موئل السحروبيت الاحلام والحنان والالفة ..وكانت جدتي تحيطنا كل مساء وكان شيخ من أقاربنا يزورنا وهو مشهور ببراعة الحكي . يروي قصصا وحكايات وأحداث .ونحن نسهر امام مناقل الجمر وأباريق الشاي وكلما زارنا غمرتنا السعادة أذ سنفوز بمتع جديدة . بخاصة في الليالي الماطرة الباردة كانت الحكايات تحطنا باجواء حلمية كان الشيخ يمزج من الحكايات وتجارب حياته وهو الجوال في مدن العراق . ولم نميز من أين تبدأ الحكاية ومتى تنتهي تجربة الرجل . كان بيتنا شرقيا فيه لواوين وحجرات وتتوسطه حديقة فيها شجر رمان وشجيرات جوري ورازقي ومتسلقات ونخلة لم تثمر أبدا .في هذا الفردوس الصغير كانت العصافيرواليعاسيب والفراشات أصدقائي أتعايش معا وأحلم بها وأربي قطة بيضاء أحزنني موتها فجأة أمام البيت كان جدول ماء وقناطر وأشجار توت ونخيل وكان ذلك سحرا مضافا الى عالمي الطفولي..

    الشذرة الرابعة: أي المدارس وشمت حياتك الابداعية والخاصة معا
    الابتدائية أم الثانوية ام الجامعة ؟
    الجواب:المدرسة الابتدائية هي التي رسمت خطوط حياتي .كان أبي وأصدقاؤه من اليساريين ممن يملكون مكتبات عامرة فكان الجميع يرفدون الصبية الصغيرة بالكتب والقصص والمجلات مجلة الهلال .وكتاب الهلال والاديب والاداب والرسالة والكتب المترجمة، و كنت أبرز أقراني في درس الانشاء مما دفع والدي الى تشجيعي بالمزيد من هدايا الكتب والمجلات وأدرت بعدئذ أن التأسيس الصحيح والقراءات المبكرة في المرحلة الابتدائية . هي التي سددت خطاي في الكتابة كنت في الصف الرابع أولف قصصا مصورة أرسم أحداها في صفحة وادون النصف في الصفحة المقابلة حتى ملأت دفاتري المدرسية بالرسوم والقصص الطفولية الساذجة فتلقيت عقابا من معلماتي وأهلي وفي الثانوية نلت أول جائزة في حياتي في كتابة بحث او تقرير عن رواية لتوفيق الحكيم كانت مسرد كتابا لتوفيق الحكيم ايضا .

    الشذرة الخامسة: خمسة روائيين وقصاصين عراقيين وعرب أثروا تجربتك؟
    الجواب: غائب طعمة فرمان - يوسف أدريس - عبد الملك نوري - جبران خليل جبران - توفيق الحكيم

    الشذرة السادسة: خمسة روائيين وقصاصصن أجانب ؟
    الجواب: هيرمان هيسة - تشيكوف - فوكنر - توماس مان- البير كامو- اندرية جيد - سارتر

    الشذرة السابعة: هل ترسمت تجربة رائدة : قصة أو رواية ؟
    الجواب: كان همي منذ صباي أن أكون مختلفة . لذلك جاءت قصص كتابي لاول (ممر الى أحزان الرجال )أقرب الى النص المفتوح على صيغ شعرية وحكايات وأساطير وظلت تلك علامتي فيما بعد . شعرية اللغة والاستفادة من الحكاية والاسطورة وتحديثهما .لكنني كنت أتمتع بقصص موسى كريدي، وأقرأ لعبد الرحمن الربيعي،عبد الستار ناصر،قبل كتابي الاول وبما كانت قصصهم القصيرة قد حفزت مخيلتي.

    الشذرة الثامنة: ما الهامش الذي تضعينه على العلاقة بين الزمان والمكان من وجهة نظرك الخاصة ؟
    الجواب: تأثرت على نحو ما بفكرة الاسلاف السومريين عن مفهومي الزمان والمكان أذ يتداخل الزمان والمكان في الفهم الرافديني، حد أن الزمن يتخذ شكل (جهة) لايتول الرافدايني مفردة محرمة عن الزمن الماضي بل يسميه ( الذي يقع أمام المرء) مما يحول الزمن الىحيز مكاني، ويسمي المستقبل (ذلك الذي يقع وراء المرء) بمعنى المجهول، فكلمتي وراء،اما/ توضح لنا تشابك وتعالق مفهومي الزمان والمكان لدى الفكر الرافديني الفكر العراقي القديم الى رؤى فلسفية سبقت العصور الحديثة ولم تسلط عليها الاضواء الكافية بخاصة فيما يخص العلاقة بين الزمان والمكان و جدلية أرتباطهما في العقلية الرافدينية باعتبارهما شيئا واحدا لا أنفصام فيه بين فكرتي الزمان والمكان فلا يوجد احد هما بدون الاخر.أضافة الى ذلك رؤية كونية لمفهوم الزمان والمكان..
    فالمكان هو علة الوجود وحددناه - ضاقت فكرة الزمان وتمردت وكلما أتسع المكان - الكون مثلا أصبح الزمن مطلقا الزمن الصوفي في كثير من نصوص - يقع خارج الزمن التقويمي ويمنح الكتابة أبعادا روحانية تتسم بالبعد الكوني غير المحدد.

    الشذرة التاسعة: كيف يكون المكان في الخطاب السردي ؟
    الجواب: حسب تجربتي الطويلة وجدت أن المكان في نصوصي أي معظم نصوصي على وجه الدقة يكاد ان يكون البطل الاساسي في هيمنته على الحدث وسطوته عبر خصوصيته وسماته وبحد ذاته .ففي قصصي الطويلة (سليل المياه) و(ليلة العنقاء) و(عالم النساء الوحيدات) يتخذ المكان سلطة كاملة على الشخوص ويكاد يكون البطل المهمين أو الموازي للشخصية في لجوئي لتخييل الامكنة يبقى للمواقع وأطر الاحداث سطوتها على الشخصيات وكأنها قدر في يسير العلم مع الارادات الخفية للشخصية.
    الشذرة العاشرة: مالفارق الجوهري بين المكان الايجابي والمكان السلبي وبين الرجل السلبي والرجل الايجابي وبين المرأة السلبية والمرأة الايجابية
    الجواب: لاأؤمن بالتوجسات المطلقة للاشياء والاشخاص .فليس ثمة مكان أيجابي بالكامل أومكان سلبي بالكامل كما يتعداهاعلينا تضيق الشخصيات على أساس صفات سلبية أو ايجابية في سلوكها لكل أنسان جوانب سلبية وأخرى أيجابية وتختلف الايجابية والسلبية حسب وجهات النظر والثقافة المجتمعيةوالاحكام العرفية في مجتمع ما .المكان اذا عاملناه وفق فلسفات أسيوين تطبق مفهومات (الفانغ شوبي) فانه يتوفر على طاقات سلبية تؤثر في حياة المرء أو يتوفر على طاقات أيجابية تحفز على النجاح والراحة وفق العمارة الحديثة يأخذ في الاعتبار تأثيرات الضوء والارتفاع والسعة والجانب الاستعمالي في تحديد أيجابية المبنى او البيت يمكننا حصر التوسيف (أيجابي - سلبي) بسهولة على الاشخاص فما يكون أيجابيا في زمن ومكان معنيين يكون سلبيا في زمن ومكان آخر ..الشخصيات الانسانية تتغير وتغيير . وتتفاعل وتخترق وتنسب وتفوز وتخسر وتحب وتكره وتتراجع وتتقدم وتحزن وتبتهج وتنطوي في الاخير على مقومات أيجابية وسلبية متشابكة ..

    الشذرة الحادي عشرة: هل بلغت طموحك الابداعي ؟
    الجواب: لا لم أبلغه لانني كلما أنجزت عملا أكتشف أن في ثغرات يمكنني تلافيها في العمل القادم الذي قد يكون محققا لطموحي بدرجة ما .ولاأظنني سأبلغ هذا الطموح بسهولة لانني ناقدة حادة لاعمالي قبل الاخرين ومن العسير على الوصول الى الرضا عن منجز فذلك يعني نهاية الطموح والتوقف عن الحلم ..

    الشذرة الثاثي عشرة:ماالنجومية بالنسبة لك، وهل سعيت لها ؟
    الجواب:الابداع الحقيقي لايتعامل مع الشهرة والنجومية لانه هم فكري ومكابدات روحانية تسمو فوق النزعات الاستهلاكية التي تمثلها النجومية بمعنى من المعاني لم أسعى الى النجومية بدلالة رفضي للمقابلات المتلفزة وأعتذاري عن الظهور في وسائل للاعلام لموقف أعده خاصا بي .وهو أن النص أو العمل هو الذي يحدد علاقتي بالاخر - القارئ أوالمتلقي وليس نجوميتي ولا ظهوري .لدي أيمان عميق بأن النجومية تحول المبدع أو المبدعة الى سوق الاستهلاك وتستهلك قواه وأمكاناته وتقيده ضمن أطر تفرضه عملة التعامل النفعي بين موقع النجوم والمستهلكين لمادة النجومية.
    لقد حققت حضوري الابداعي والفكري عبر أعمالي ومواقفي ولم أندم على عزلتي وتواضعي .فالابداع والانجاز الحقيقي لاينسجم مع الاضواء النجومية الاجتماعية التي تحول الكائن الى أداة ومشروع تجاري - ربما
    زهدي في الحياة ورحانية توجهاتي واحتقاري للماديات جعلني أستخف بالشهرة والنجومية التي سعى اليها كثيرون.

    الشذرة الثالث عشرة:مالاغتراب والغربة من وجهة نظرك الخاصة ؟
    الجواب: الاغتراب هو أن أكون في أنفصال عن مجتمع لايمثل الحد الادنى من أنسانيتي ولايحققها،بهذا المعنى بهذا المعنى أنا مغتربة على مجتمعي وزمني، والمبدع كائن مغترب بالاساس لانه مسكون بالقلق وشهوة التجاوز وعدم القبول بماهو ساكن ومستقر من حيثيات الحياة.
    أما الغربة فهي مانكابده بعيدا عن حواضننا الروحية وبيئاتنا ولغتنا واحبائنا وذكرياتنا وتحقيق طموحنا.
    أنا مغتربة في بيتي وفي مدينتي وأكابد الوحشة .في أختلافي ومواقفي الاجتماعية والفكرية لانني أرفض القولبة والتماثل والتطابق الاجتماعي والفني..الاغتراب مكابدة روحية وعقلية، والغربة معاناة مكانية بوسعنا أيجاد حلول لها في المكان والزمان أما الاغتراب فانه ذلك الغراب الذي يلتهم أرواحنا ونحن بين معارف وأهل واصدقاءللهوة التي تفصل بيننا وبين طرائقهم في فهم لانسان والحياة والحرية والابداع .

    الشذرة الرابع عشرة: تكتبين الشعر أحيانا أليس كذلك ؟
    الجواب:نعم وغالبا ما ألجأ الى نصوص مفتوحة لأفرغ الشحنات الشعرية المضطربة التي تتصارع مفرداتها مع عقلانية القصة وموضوعية البناء السردي، الشعر هو الحاضنة التي نشأت في فضاءاتها ومورثنا الغني المتمد من ملحمة كلكامش حتى أمرؤ القيس والمتنبي وتزخر نصوص القصصية بشعرية اللغة التي أعتبرها ميزة خاصة بأسلوبي السردي وشعرية الرؤية الى الكون والثيمات والشخوص ربما لو كنت توقفت قليلا في بدأ حياتي الادبية لآخترت الشعر قبل القصص، لكنني أستمتعت بالحكي وسرد القصص كوريثة لشهرزاد أم الحكايات وأول ساردة في التراث العربي..

    الشذرة الخامس عشرة: كيف ترين الى الفروق بين كتابة الشعر وكتابة القصة ؟
    الجواب: الشعر لحظة مكثفة ورؤية جوانبه وكونية للانسان والعالم . القصة حدث بشروط بالزمان والمكان حتى لو جنح الى الاسطرة والتخييل.ويخضع لمواصفات عقلية وجمالية مختلفة عن جماليات الشعر الساحرة.أجد أحيانا صعوبات جمة في التنقل بين مزاج شعري متوهج وضرورات السرد المنطقية.

    الشذرة السادس عشرة: ألديك مشروع لكتابة القصة القصيرة جدا ؟
    الجواب : أبدا لم أقتنع بلعبة القصة القصيرة جدا فهي نوع من خواطر طريفةتفتقر الى مفهوم الحكي أو القص الذي يتطلب مهارات كبيرة لغوية وأسلوبية ومفهومية .ربما أعدها لعبة سهلة وأنا أفضل العمل المنطوي على تحديات مع النفس .

    الشذرة السابع عشرة: ماوجه علاقتك كمبدعة ستينية بالاسماء التالية :
    موسى كريدي- عبد الستار ناصر، عادل عبد الجبار، لطيف ناصر عبد الرحمن الربيعي، سالمة صالح، ميسلون هادي، موفق خضر.
    الجواب : لم أكن ألتقي في الوسط الثقافي العراقي، كنت أعيش عزلة شبه تامة وأكتب في عزلتي على أنني كنت أحب قصص موسى كريدي ومشاكسات عبد الستار ناصر وقصصه الممتعة وأعتبر عبد الرحمن الربيعي من أوائل الاسماء التي كنت تعرفت اليها في الوسط الثقافي العراقي الى جانب الشاعر الراحل رشدي العامل كنت مقلة في علاقات مع الجيل الذي يسمونه السيتني حتى أنني أختلف عنهم أسلوبيا ورؤيويا وهناك جوانب تقاطع بيني وبين معظمهم في التوجهات الابداعية .

    الشذرة الثامن عشرة: هل أنصفك النقد ؟
    الجواب: نعم الى حد ما - النقد العراقي بقي الى سنوات نقدا ذكوريا أخوانيا محكوما بعلاقات المقهى الشللية .لكن بعد ظهور أعمالي القصصية والروائية في الثمانينات والتسيعينات حظيت باهتمام نقدي واسع ودراسات معمقة.

    الشذرة التاسع عشرة: كيف وظفت حجم ثقافتك في الاساطير،والملاحم والتراث في أعمالك ؟
    الجواب : الاسطورة والملحمة والتراث لها موقع مهم في أعمالي لأيماني بأن وعي المبدع يتشكل من جملة معطيات تؤثر في تكوين شخصيته الابداعية وأولها موروثه من الاساطير والملاحم والحكايات .
    أستخدمت النفس الاسطوري في كتابة نصوص معاصرة منحها ذلك البعد الكوني الذي تختص به الاسطورة .ووظفت ملحمة كلكامش في عملي المسرحي الليالي السومري ) بقراءة معاصرة وربما نسوي ) حسب تكريسي لشخصيات نسوية تدفع أحداث الملحمة المفترضة دراميا الى التصادمات القصوى، كما أستفدت من المعطيات التاريخية الرافدينية في كثير من أعمالي ووظفت ولعي بهذا الموروث الغني لمنح أعمالي سمتها عمليا وخصوصيتها الزمنية والمكانية كما عملت على شخصيات من التراث كشخصية الحلا ) في قصتي الطويلة الشهود والشهداء وأسقطت عليها رؤى معاصرة .

    الشذرة العشرون: يقال أن المبدع أو المبدعة صديقا ممتاز وزوج فاشل ...
    كيف توجهين مثل هذا القول ؟
    الجواب: أظنني أختلف معك في هذا فبعض المبدعين أصدقاء وأزواج فاشلون، ولادخل للابداع في تقويم الحياة الشخصية إلا أنني اجد نفسي صديقة وزوجة وأما ناجحة جدا أضافة الى كوني مبدعة مثابرة، لانني أختزلت الحياة الاجتماعية الى حد كبير وأكتفيت بالابداع والامومة، حتى كبرالابناء أمتلكت معظم وحتى كرست نفسي لعملي وطورت أدواتي زمن هذا الجهد المتواصل ووعي مسؤوليتي في الحياة عملت على موازنة حقيقية تطلبت مني جهودا كبيرة لتحقيقها بخاصة وعائلية، وكان وسيبقى الابداع قيمة حياتي ومعناها فلا حياة لي ولا حضورا في أفق العلم من دون أبداعي ..

    الشذرة الحادي والعشرون: هل كتبت قصة كنت بطلتها فعلا ؟
    الجواب: قد تكون في شخصيات قصص جوانب من شخصيتي، إلا أنني لم أطرح نفسي بطلة خالصة في نصوصي، بل كنت أتماهى مع الشخصية وأتبناها كأنها وجهي الاخر، ربما أكون فعلا حاضرة في عديد من قصصي أنما بأقنعة بطلاتي ومواقفهن ورؤيتهن للعالم وأنفسهن، أحيانا اكتب ما أطمح أن أكون، ما أحلم أن أبلغه ولعل هذا هو جانب حضوري في النصوص.

    الشذرة الثاني والعشرون: أيهما أقرب أليك غوغول أم ديستوفيسكي؟
    الجواب: أظنني أحب تشيكوف وبوشكين وليرمنتوف أكثر من غوغول وديستوفسكي .
    شكرا للقاصة المبدعة الكبيرة في غربتها واغترابها .
يعمل...
X