إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المسرحية الفلسطينية “الضوء الأسود” وثقت مأساة فلسطين وطالبت بالوحدة الوطنية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المسرحية الفلسطينية “الضوء الأسود” وثقت مأساة فلسطين وطالبت بالوحدة الوطنية

    مسرحية «الضوء الأسود»

    وثقت مأساة فلسطين وطالبت بالوحدة الوطنية

    مسرحة التيه...



    توفيق عابد
    لم تحظ واحدة من 17 مسرحية شاركت في مهرجان المسرح الأردني بثناء ناقدين ومخرجين كما قوبلت المسرحية الفلسطينية “الضوء الأسود” لسببين: الأول عاطفي يعود إلى مكانة اعدل قضية في قلوب الجماهير، والثاني يعزى إلى واقعيتها ومصداقية الممثلين في تجسيد الشخصيات بعفويتهم خلال ست لوحات فنية كل واحدة كانت تبارز الأخرى في جمالياتها.
    والمسرحية وصفت بأنها صرخة ورؤية جديدة لرحلة التيه الفلسطيني عقب نكبة 48، وتبتعد عن الخطابية أو الفكرة المباشرة بل لجأت في بعض المشاهد إلى الصمت ليصرخ آخرون ويرفضوا الواقع في رسالة مفادها أن الفلسطيني ضحية حتى في وطنه جراء الصراع الداخلي الذي أفرز حكومتين واحدة في غزة والثانية في الضفة الغربية.
    الحضور كان متواجدا ومتفاعلا مع موضوعها وجماليات ديكورها الذي أسهم في إنشاء فضاءات في إظهار البيوت المهدمة ومخيمات اللجوء والجدار العازل والخيم التي أقيمت لاستيعاب الذين دمرت بيوتهم بفعل القصف الإسرائيلي ومراكز توزيع “البقج” التابعة للأنروا وكالة غوث وتشغيل الفلسطينيين.


    صرخة

    مخرج “الضوء الأسود” الفلسطيني فتحي عبد الرحمن قال: إن الضوء الأسود لا يكون أسود إلا إذا كان من صنع من خربت قلوبهم وتعفنت عقولهم أو كان حمما من البارود يمزق أجساد أبرياء ويدمر حياتهم ومبانيهم أو إذا استظل به العاجزون الصامتون والمتواطئون.
    أما الضوء الآخر – والحديث لعبد الرحمن- فيحمل شعلته الضحايا المستضعفون الذين تصادر حياتهم ودماؤهم وما يملكون ولا يتوقفون عن الأمل ومن يعري ويفضح فساد تجار السلاح والحروب والأيديولوجيات المتعصبة والعنصرية ومن يقاتل من اجل الحقيقة والحب والجمال وكرامة الإنسان .
    وأضاف في تصريح لـ “الاتحاد الثقافي”: هذه التجربة المسرحية كي لا ننسى ولا نغفر من جهة، وكي نجعل لوجودنا معنى ودورا وتساعدنا على الخروج من عتمة الإحباط واليأس على أمل يوحدنا وينير أرواحنا بالصمود والوحدة من جهة ثانية.
    وتابع: إنها صرخة غضب في مواجهة القتل الوحشي والمجنون للأبرياء والمدنيين في غزة 2009 والوحدة الوطنية ووقف الانقسام والصراع الداخلي الفلسطيني.
    والعرض قدم صورا من واقع الحال على الأرض في قطاع غزة أثناء وبعد عملية الرصاص المصبوب وما رافقها من تدمير بيوت المدنيين والبساتين والأشجار، وتقديم مساعدات إنسانية للمتضررين من الحرب الإسرائيلية والاكتفاء بالتعامل مع القضية على اعتبار أنها قضية مساعدات متجاهلين أن جوهر الموضوع هو الانتصار لفلسطين كقضية ودعم حريتها واستقلالها وإقامة دولتها، وبالتالي فإن المشاهد التي قدمت كانت تعكس الوضع المأساوي الذي عاشه المدنيون خلال الغزو الإسرائيلي.
    كما يعرض العمل الوضع المأساوي الذي يعيشه الفلسطينيون بسبب تفرقهم وانقسامهم وصراعاتهم الداخلية من أجل أن تستأثر بعض القوى بمصالح ضيقة لتنظيماتها وأحزابها، وبالتالي بدل أن يحمل كل فصيل فلسطيني راية يعتبرها أعلى من راية الوطن فإن المشهد الأخير “الوحدة الوطنية” يؤكد أن راية واحدة هي التي يجب أن تجمع وتوحد كل الطاقات الفلسطينية لحماية الوحدة الوطنية وشعبها الذي يستبيحه الأعداء بسبب الخلاف والفرقة. وحول تسميته ريبورتاجاً قال عبدالرحمن إنه يستحضر المشاهد بهدف التحريض ومطالبة الناس أن تصرخ من اجل استرداد كرامتها ووقف استباحة دماء أهلنا؛ ففي لحظات الحرب والمأساة إما أن ينطوي الفنان كما المواطن على نفسه مثقلا بمشاعر العجز والإحباط وإما أن ينتقل إلى الفعل والخروج والاحتجاج للمطالبة بحريته ومقاومة الاحتلال والصمت الدولي وعدم القبول بالاستعاضة عن حقوقه بكيس من الطحين وعلبة حليب.
    دقيقة صمت
    كما جرت العادة خلال فعاليات مهرجان المسرح الأردني؛ فقد عقدت ندوة تقييميه لمسرحية “الضوء الأسود” حيث تحدث الفنان والمخرج جميل الطريفي فطلب من الحضور الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء فلسطين وميادين الحرية في العواصم العربية، وقال: “كيف حالك فلسطين في هذا الصمت؟، فسميرة عثمان بطلة العرض ابنة مخيم تل الزعتر في لبنان تشتاق للعودة لفلسطين لا إلى بيروت فلا بديل للفلسطيني إلا فلسطين”.
    وتابع: موسيقى وأغاني العرض الجميلة تثير خيالي وتوقفه في الديكور والإكسسوار حيث تتفجر الذكريات والأحداث.. أصوات في داخلي تكتب نصا بالحبر الأسود فقد كانت مفردات السينوغرافيا منسجمة انسجاما تاما مع رؤية المخرج المسكون مثل كل الفلسطينيين المخلصين والعشاق لفلسطين”.
    ولفت إلى أن القضية الفلسطينية مع الهجرة وحصة التموين “البقجة” والجدار العازل والخيمة ووكالة الغوث تحولت من قضية شعب يناضل من أجل الحرية والتحرير إلى قضية شؤون اجتماعية وشعب يتصارع على السلطة.
    وتساءل الفنان الأردني محمد القباني في بداية مداخلته: “هل تحتاج القضية الفلسطينية لكلام ممّا قيل وكتب منذ أكثر من ستة عقود وقبلها؟. ما رأيناه في “الخيط الأسود” دون كلام وعبر لوحات تعبيرية ومعبرة وفيلما سينمائيا متقنا عبرنا مع المخرج فتحي عبدالرحمن كل الأحداث المريرة حتى غزة 2009 وحصارها والانقسام الفلسطيني الذي حرف القضية النضالية عن مسارها وأولوياتها، مبينا في عرضه ضرورة حتمية وحدتها لمواجهة العدو بفعل درامي متقن وأنها ستعود ليس من تلقائيتها وإنما بناء على إصرار الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه التي عبر عنها العرض بالألوان فجمعت قطعة قطعة بالقوة والغضب والإصرار بتأثير وتأثر من ثورات الربيع العربي.
    ووصف القباني المسرحية بأنها عرض جميل تميز بعدم الكلام وعدم استعمال المؤثرات الحية الحقيقية التي تستعمل دائما كالرصاص وانفجارات وقصف مدفعي والاستعاضة عنها بموسيقى مؤثرة ومعبرة ونقاط الليزر الحمراء؛ فجاءت اللوحات في مجملها صادقة كما أن الأغاني التي كانت مفعمة بالحنين والحب للأرض والوطن والشهداء.
    ورأى القباني أن لوحة الأمم المتحدة اوبريتاً مشغولاً بحرفية عالية وقال: شاهدنا سينوغرافيا بسيطة سهلة ومريحة للنظر وموحية فنقلتنا معها زماناً ومكاناً دون جور أو صخب. لكنه توقف عند لوحتي” الهجرة ووكالة الغوث” ليتساءل: ألا يكفينا مباشرة بعرض مآسي تهجير شعبنا؟! ألا يجب أن نتغير ونخرج من الخطاب الاسترجاعي المستمر ونفكر للمستقبل بأدوات وأفكار أخرى وشكل آخر؟! ألم يحن الوقت لنكف عن خطاب الندب واللوعة وكوشان الطابو والمفتاح؟!! ألا يجب أن نستثمر هذه الأمور دون أن ننساها كما استثمر عدونا الهولوكوست فضخمها واستفاد منها وأقنع...!.
    من جهته، قال الناقد المصري حمدي الجابري إن العرض أفاده كثيرا في تذكر معظم الأحداث السياسية والصراعات في فلسطين، وأثنى على التزام المخرج فتحي عبدالرحمن وقال انه يدعو إلى الإعجاب، وامتدح الفنانة سميرة عثمان وتمنى تقديم مسرحية “ الخيط الأسود” في القاهرة.
    وقالت الفنانة الأردنية قمر الصفدي إنها بكت في نهاية العرض، وهذا ما يريده المخرج: “ذكّر إن نفعت الذكرى” لأن هناك أناسا يريدون إزاحة القضية الفلسطينية عن ظهورهم لكن فلسطين في قلوبنا وعقولنا، منوهة إلى أن الشعب الفلسطيني رغم الشتات كان يقود بفنه وثقافته مسيرة الثقافة في البلدان العربية.
    أما الفنان مصطفى أبو هنود صاحب مسرحية “القميص المسروق” عن رواية غسان كنفاني فتساءل: هل العرض موجه للنخبة أم لمجموعة من المتنورين في مستويات الوعي المختلفة؛ فقد راقبت الجمهور فاكتشفت وجود حوار مع المخرج فتحي عبدالرحمن الذي يعرف بأنه ورط الكثيرين بالمسرح.
    وقال أبو هنود: انحاز وأعلن ولائي لهذه التجربة ليس لأن العرض قادم من فلسطين بل لوجود فنانين بذلوا جهدهم لتقديم عرض يحمل رسالة سواء أكانت مباشرة أم تنتمي لمدرسة فنية معينة.
يعمل...
X