Announcement

Collapse
No announcement yet.

د. جميل حمداوي ( آليـــة التخييــــل ) - روائية ألواح خنساسا - لــ بنسامح درويش

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • د. جميل حمداوي ( آليـــة التخييــــل ) - روائية ألواح خنساسا - لــ بنسامح درويش

    د. جميل حمداوي ( آليـــة التخييــــل )
    - روائية ألواح خنساسا - لــ بنسامح درويش

     آليـــة التخييــــل:
    تستند الرواية إلى أنماط عدة من التخييل الروائي، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على بوليفونية الرواية، وثرائها الدلالي، وغناها التخييلي، واعتمادها على التهجين، والأجناس المتخللة، والتناص، والأسلبة، والتنضيد، والتركيب بين الأجناس. ومن هنا، فالرواية عالم من الشذرات التأملية التي تجمع بين الشعر والسرد والفلسفة، كما أن الرواية نوع من التخييل الشاعري، والتخييل الحلمي، وهي كذلك تخييل فانطاستيكي تجمع بين التغريب والتعجيب، وتتأرجح بين الواقعي والخيالي، وتتردد بين المألوف والخارق. زد على ذلك، فالرواية خطاب إبداعي ميثولوجي يشتغل على المخيال الأسطوري لتغريب الواقع، وتجاوز بشاعته الفضة، وذلك باستعادة عالم الشعر والبراءة والانسجام والملحمة والكلية المفقودة، والهروب من نثرية الواقع، والتشظي البشري. علاوة على كون الرواية نوعا من التصوف والفلسفة، ويتجلى ذلك في الانتقال من عالم البشاعة إلى عالم الجمال، ومن عالم المادة إلى عالم الروح، ومن العالم السفلي إلى العالم العلوي.
    ومن الشواهد الدالة على التخييل الفانطاستيكي داخل الرواية أن شخصيات الرواية شخصيات خارقة تتحول إلى كائنات كابوسية فظيعة تذكرنا برواية:" الجرذان" ليحي بزغود#، حيث يتحول فيها البشر إلى جرذان وقواضم فظيعة تنهب كل شيء في المدينة. ويقال الشيء نفسه عن رواية:"ألواح خنساسا"، التي يتحول فيها البشر إلى كائنات فانطازية مرحاضية خبيثة، تولد من رحم العتمة والظلمة والسواد:" أفرغ حكير قدحه في جوفه دفعة واحدة، ثم عاد إلى مكانه بين حتشو وميرا وعادت الآلهة إلى الإطراء على الجواري باللمزات والغمزات والهمسات، وانشغل خنساسا بمداعبة قبضة زرزا الخلاقة، والتحم السكري أكثر من ذي قبل بقوس الآلهة، وراح خمبي يتسلل بين الجواري بسلاسة خفاش رشيق، وانبريت أتدبر مناصب سرد جديدة لتلك الثلة من الكائنات البشعة، التي ما أن نبست بها شفتا اللعين حتى تفتقت من رحم الظلام."#
    هذا، ويعد التحول من أهم سمات التخييل الفانطاستيكي، حيث نجد الكاتب في آخر الرواية يتحول إلى طاولة خارقة للغاية من أجل الإيقاع باللعين خنساسا الذميم:" كنت مجرد طاولة خرساء عند قدمي خنساسا؛ طاولة تحيط بمأزقها، وتعي ماترى وتسمع وتحس. وكانت أصابع اللعين تعفس على ظهري الممهد بين الفينة والأخرى لتوقد الغيظ في نفسي، وتضرم نيران المهانة في صدري."#
    وعليه، فرواية " ألواح خنساسا" لبنسامح درويش رواية بوليفونية مركبة، تتخللها أجناس تخييلية متنوعة، تصب كلها في الفانطازي، والرمزي، والأسطوري، والشاعري، والشذري...
Working...
X