إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

«التقمص عبر التاريخ» دمشق ـ المفتاح ـ علاء الجمّال

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • «التقمص عبر التاريخ» دمشق ـ المفتاح ـ علاء الجمّال

    التقمص عبـر التـاريـخ

    دمشق ـ المفتاح ـ علاء الجمّال
    مما لا شك فيه أن الدراسات الإنسانية تقف موقفاً سلبياً من كل ظاهرة يقال عنها غير مألوفة، والفكرة الأساسية من هذا الموقف أن الحياة السلبية المادية تعهدت بتفسير كل ظاهرة يمكن أن تدخل في دائرة الحواس, ويدعمها في ذلك الاكتشافات العلمية المتزايدة سواءً كانت في وصفها مألوفاً أو لا، فمنذ فجر التاريخ وقف الإنسان أمام جسد بشري فارق الحياة، يتأمله بحزن متسائلاً عن مصير تلك القوة غير المنظورة التي مدته بالحيوية والنشاط قبل أن يموت؟
    فبحث عميقا في طبيعة الجسد المادية فرآه يبلى ويزول, وبحث في القوة التي تمدّه بالحياة... فاعتبر أنها فاقت الجسد بتجددها الحيوي، وأنها تخرج منه لحظة الموت لتختار جسداً جديداً تظهر فيه، وفكرة عودة الحياة كظاهرة طبيعية موجودة في أي زمان... فالطبيعة تموت في فصل الخريف ثم تعود فتحيى مع إطلالة الربيع، ومن هنا اعتقاد بعض الشعوب القديمة بفكرة التقمص، ومنهم: شعوب الفرس والمصريين واليونان والرومان،

    واعتنق هذه الفكرة كثير من مفكري العصور المتلاحقة من أمثال "ديكارت" و"سبينوزا" و"هيجو" و"نيتشة" و"جبران خليل جبران" و"ميخائيل نعيمة", وأجمع هؤلاء المفكرون على أن روح الميت تعود إلى الحياة مرات متتاليةوأثبت علماء النفس المعاصرون الذين يعنون بعلوم البارابسيكولوجيا عن طريق إرجاع الذاكرة إلى الخلف صحة أقوال الفلاسفة في التقمص حيث عادت ذاكرة بعض الأشخاص الذين خضعوا لتلك التجارب لتروي أحداثاً معينة جرت معهم في أزمنة سابقة لتاريخ وجودهم خلال حياتهم الحالية.

    حقيقـــة المــوت
    الموت يثير مخاوف كل إنسـان ويجعله يتساءل عن مصيره بعد موته, وهو كما ينظر إليه علماء الطبيعة: مدخل إلى الحياة الأبدية, والعامل الذي يعزز استمرار الحياة في حركة دائرية لا نهاية لها, فالزهرة تموت لأن بموتها تولد ثمرة التي هي خيرٌ منها، والبذرة تموت لأن بموتها تولد الشجرة, ودودة الحرير تموت لأن بموتها تولد الفراشة, فالموت ولادة لحياة جديدة.

    التقمص عند العرب
    أعتقد بعض العرب قديماً بعودة الإنسان إلى الحياة الأرضية بعد الموت, وذكر أيضاً أن بعض الناس سألوا رسول الله عن الرجوع إلى الحياة الأرضية؟؟ مما يشير إلى معرفة العرب عند ظهور الإسلام بأبعاد الحياة والموت, وقالت بعض الفرق الشيعية كلاماً بالجسد والروح، مثل: "آمنت بعودة الإمام "علي بن أبي طالب" كما آمنت بعودة المهدي المنتظر ليملأ الأرض رحمةً وعدلاً بعد أن مُلئت جوراً", وقد حُدد مكان العودة جبل "رضوى" بين مكة والمدينة وإلى جانبيه الأيمن والأيسر أسدان يحرسانه.
    قال "أبو مسـلم الخراسـاني" و"محمد بن زكريا الرازي" الطبيب المشهور: «إن الأرواح تنتقل بعد مفارقتها الأجساد إلى أجساد أخرى, وإن لم تكن من نوع الأجساد التي فارقتها، فتأخذ أجساداً من خليط مختلف»، وأعتقد هؤلاء بأن من أطاع الله في كل الأمور سوف يجعله في دار النعيم التي ابتدأه فيها, ومن عصاه في كل الأمور أخرجه من تلك الدار إلى دار العذاب, ومن أطاعه في بعض الأمور وعصاه في بعضها الآخر أخرجه إلى دار الدنيا، وعرّف الفيلسوف "أبي العلاء المعري" التقمص بالتناسخ، وقال: «فلو صح التناسخ كنت موسى, وكان أبي حياً مليكا» ويشير بذلك إلى نفسه فلو أنه يتمكن من معرفة حياته بعد موته، ويمتلك التقمص لجعل من وجوده نبياً وأبيه حياً خالداً لا يموت، وملكاً في جميع أزمنته

    التقمص عندالموحدون الدروز
    أصبحت عقيدة التقمص من العقائد المعلنة عند الموحدون الدروز, وراح مفكروهم يخوضون علناً في تفصيلات تلك العقيدة، والكلام عن غايتها ونتائجها وأقاموا لها مبادئ وأصولاً وقدموا لها التبريرات والتعليلات اللازمة، وجعلوا وجود الأنفس وتنقلها بين الكواكب والأجرام السماوية علاقة مرتبطة بزيادة أعداد البشر على سطح الأرض، ورأوا أن العدل يستقيم بالتقمص لأن الفترة القصيرة من الزمن التي يحياها الإنسان على الأرض لا تتيح له المجال الكافي للاختبار، ولا تحقق الفرصة اللازمة له لإظهار جميع ميزاته وصفاته وتحقيق ذاته المشبعة, وحتى يكون العدل كاملاً لا بدّ أن تتكافأ الفرص أمام الناس ويمروا بالظروف ذاتها والمواقف ذاتها لتظهر التفاصيل فيما بينهمهذا يستدعي الإنسان إلى أن يعرف أنماطاً متعددة من الحياة من غنىً وفقر وضعف وقوة وطفولة وشيخوخةوفي عقيد ة الدروز الابن يبقى ابن والأنثى تبقى أنثى ولا يخلط بين أنفسهم وأنفس الطوائف الأخرى، ومن مبادئها: «انتقال الروح بسرعة الومض من جسد فانٍ إلى جسد يخلق من جديد, وهنا قال الأديب "خليل تقي الدين": «الطفل الذي يولد مشوهاً أو مريضاً أو معتوهاً إنما يؤدي في هذه الحياة حساباً عما اقترفته يداه في حياةٍ سابقة».
    الفراعنة من أقدم الشعوب التي آمنت بأن للإنسان حياة ثانية في هذه الدنيا, وأن الروح باقية إلى أن تعود إلى أجسادها فيستأنف الميت حياته من جديد, وكان يقدرون المدة الزمنية الواقعة بين حدوث الموت وعودة الروح إلى الجسم، ولم يكن هذا التجسد في الروح مرتبطاً بحياة صاحبها السابقة أو بفكرة الثواب والعقاب، بل هو حياة ثانية توهب للمتوفى ليعود إلى الحياة، فيحاسب أمام الآلهة لتقضي له أو عليه, وبعد أن تستنفذ الروح أغراضها في رحلة العلم والمعرفة تعود إلى جسدها لتحل فيه ثانية، فإذا وجدته مندثراً تتقمص مولوداً جديداً في حياة جديدة وإذا وجدته محنطاً محتفظاً بكيانه حلت فيه ثانية، وهذا ما يفسر عادة تحنيط أجساد الموتى عندهم ليتاح لأصحابها العودة إلى الحياة حين تعود الروح لزيارته لاحقاً.


    التقمص عنداليونانيين

    في اليونان عرفوا التقمص واعتنقوه عقيدةً, ونجد ذلك عند الفيلسوف اليوناني "فيثاغورس" الذي عاش قبل الميلاد (582 ق.م – 507 ق.م) وارتحل إلى مصر وربما أخذ عقيدة التقمص من هناك، وكان يقول: «لقد تجسدت من قبل خمس مرات على هذه الأرض, واسمي في تجسدي الأخير "أفروباسثم أعتنق تلاميذه مذهبه حتى جاء الحكيم اليوناني "سقراط" عام (468 ق.م – 399 ق.م ) ولقب بأبي الفلاسفة، وقال في التقمص: «إذا كانت التي من طبيعتها الحياة ستترك الحياة ولا تعود مرة أخرى، سينتهي كل شيء إلى الفناء ولن يتبقى حياة».
    ثم جاء الحكيم "أفلاطون" عام (427 ق.م – 347 ق.م ) فوجد في عقيدة من سبقه ما يريد، وقال: «إن النفوس التي تحل في الأبدان وجدت قبل نحو من انحاء الوجود لتلك الأبدان» وأسماها عالم المثل، ورأى أنها تعيش منزهة عن عالم المادة وقد حلت في الجسد بغية أدراك هذا العالم الواسع.
    وجاء بعد ذلك الفيلسوف "أفلوطين" عام (270 ق.م – 205 ق.م ) وعاش في مدينة الاسكندرية في مصر، ثم استقر في روما وكتب في كتابه عن النفس «إن النفس بالرغم من منطقها القاسي نزلت في المنطقة العليا واندمجت في الجثمان المظلم، وحاولت أن ترفع الجسد الذي أحيته إلى مستواها العالي».


    التقمص في الهندوسية والبوذية

    الهندوسية أو البراهمية هي الديانة المنسوبة إلى الإله "براهما" وهو في اعتقادهم خالق الكون وإله البشر وهو أول الثالوث الإلهي المؤلف منه "منشيفا" Shiva و"فيشنو" vishnou إذاً في صلب عقيدتهم... أن الله تجلى تباعاًُ على ثلاث مراحل, وفي اعتقاد الهندوس أن الروح تنتقل من انسان إلى حيوان أو نبات, وأن الإنسان ينتقل من حياة إلى حياة أخرى أحسن أو أسوأ، ويتقرر مصيره بالنسبة إلى أعماله, فقد يصبح حيواناً أو نباتاً.
    والبوذيون كالهندوس يؤمنون بالتقمص, وكلاهما يعتقد أن الحياة الأرضيـة يتخللهـا عذاب ناتج عن رغبة الإنسان بالتمتع بالشهوات وملاذ الدنيا، وناتجاً عن ضعفه نحو المغريات الدنيوية، وحتى يتخلص من عذابه عليه أن ينكر ذاتـه ويتقشف ويتحررمن العلاقات الدنيويـة التي تشـده إلى الخلف، فيصبح من الصوفيـة وينغمس في النيرفانا nirvana أي الذوبان في الروح الكليـة (الله).

    وقال المفكر الهندوسي "راماكيشنا": «إن حبة الأرز غير المطهوة هي التي تولد السنبلة، وأما الحبة المطهوة فلم تعد قابلة للتوالد, كذلك الإنسان الذي بلغ مرتبة الكمال المعرفي والروحي، فهو لن يولد من جديد في العالم الأرضي لأن المعرفة قد طبخته ولم يعد هناك أي ضرورة أو منفعة من عودته إلى الحياة، فقد تحرر نهائياً من عبودية هذا العالم، وأما الإنسان الذي لم يبلغ الكمال سيبقى يتوالد باستمرار حتى يصل الكمال».


    التقمص في الديانات الإفريقية

    ينتشر التقمص في أديان أفريقيا التقليدية بين أغلبية السكان، ويقسم اللاهوت عند هؤلاء القوم إلى اثنين من الكائنات "أوجو" o j o أي الجسد و"تيم" tim الروح ويمكن لأنقياء القلوب والأطفال رؤية "التيم"، وأما مصير الإنسان فيتقرر قبل أن يأتي "التيم" وتبقى الموتى في نظرهم منتشرة في الأثير أو الطبيعة، ويظهر وجودهم بين الأحياء على هيئة قوى متذبذبة.


    التقمص في أميركــة

    أنتشر الإيمان بالتقمص في قبائل "ألاسكا" وتحديداً قبيلة "تلنجت" tlinct فتعتقد أن الميت يعود إلى هذا العالم وإلى أقربائه بالذات، وتوجد في "البيرو" حضارة عريقة تحمل ذات الاعتقاد، ومن ذلك نجد أن قبائل "ألسكا" تعتقد ببقاء الروح بما يوافق النظرية المصريـة، التي تؤمن بعودة الروح إلى الجسـد الذي خرجت منه.
    ويؤكد الطبيب والعالم النفسي "أبان ستيفنس" أن عدداً لا يقل عن نسبة 25% من سكان البرازيل يعتقدون بالتقمص، فقد جاء في كتابات مدير المعهد البرازيلي للأبحاث السيكولوجية الروحية في مجلة العلم والمجتمع أن هناك أمكانية العودة للتجسد بعد موت الجسد المادي, وتقبل ملايين البرازيليين موضوع العودة هذه على أنه حقيقة من الحقائق، وهناك حالات وأحداث وقعت في البرازيل تذكر بالحياة السابقة.
    وفي منطقة "سان باولو" عام 2002 ولدت طفلة مميزة، فعندما بلغت الثانية من العمر بدا أنها تفهم الإيطالية وأخذت تنطق بعض الكلمات بها مع أن أحداً لم يعلمها الإيطالية، وفي الرابعة من عمرها شاهدت مبنى "الكابتول" في روما على مفكرة ورقية، فصرخت: «هذا هو منزلي، وهذه مدرستي، وتلك الصخور التي كنت أقفز عليها»، وقالت لجدتها: «عندما كنت هناك قرب "الكابتول" حضر صبي ومعه قنبلة بيده، رماها على المدينة ولم تنفجر، وعندما حملها انفجرت بين يديه، فركضت لأبحث عن مكان أختبئ فيه. ثم صعدت بعد ذلك إلى مكان عالٍ وبعدها حضرت إلى هنا ولا أريد العودة إلى "الكابتول" أبداً والآن ولدت هنا، وهذه هي ماما التي أريدها وأحبها».


    حالة أخرى وقعت في لبنان

    "عماد الأعور" من قرية "قرنايل" في لبنان كان يروي لوالديه منذ أن بلغ عامه الثالث قصصاً تدور أحداثها في أسرة أخرى، فذكر أنه عاش من قبل في قرية تدعى "المجدل" في جنوب السويداء ـ سورية، وكان يردد أسماء أخوته السابقين... وجاء الدكتور "ستيفنسن" لمعاينة الحالة، وكان "عماد" قد بلغ الثانية عشر من عمره فاصطحبه إلى قرية "المجدل"، وهناك تعرف مباشرة على بيته وعلى شقيقته "هدى" كما تعرف على بقية اخوته وناداهم بأسمائهم ومن إحدى المخابئ أخرج بندقية قد أخفيت من قبله, وحدد الفراش الذي مات عليه وقد عزله عن أخوته خشية العدوى، وأشار إلى أن أصبع والدته الذي هرسه الباب، وبعد فحص الوالدة تبين أن ذلك صحيح، وقد اعترفت العائلة أن لديهم ابناً يدعى "إبراهيم بشير أبو حمزة" توفي نتيجة إصابته بسل النخاع الشوكي وكان عمره 25سنة.
    وبعد دراسة عينية لجميع الوقائع والأحداث تبين للدكتور "ستيفنسن" أنه لا علاقة بين أسرة "عماد الأعور" التي تسكن قرية "قرنايل" في لبنان وأسرة "بشير أبي حمزة" التي تسكن قرية "المجدل" في السويداء، وفتح ملف القضية من جديد من قبل الروائية "غادة السمان" والباحث "غسان مكارم"، والذي أدهش الجميع أن التحقيق أجري بعد أن بلغ "عماد" الحادية والعشرين من عمره، وقد لوحظ أن ملامحه تتشابه مع ملامح المرحوم "إبراهيم بشير أبو حمزة".
    وتأكيداً لموضوع التقمص، قال أحد العلماء: «التقمص الإرادي هو محبة أحد الشخصيات في المجتمع والتأثر بها، وبالتالي التصرف بمثلها حتى في النطق واللباس. أما التقمص غير الإرادي يعني فناء الجسد وعودة الروح لتحل في جسد آخر، وحياة مثالية لها ميزاتها ولها منظورها الديني الخاص».
    «الروح تلبس الجسد كما يلبس الإنسان قميصه، وتنزعه ساعة الموت لتلبس قميصاً جديداً أو تحيا به حياةً أخرى عند حدوث الموت، فتنتقل الروح فوراً إلى جسد مولود جديد، وهي في عودتها المتتالية من جسد إلى جسد تنمو وتتطور وتتطهر أكثر فأكثر إلى أن تبلغ الكمال وترتقي إلى عالمها الأمثل.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ



    * صور توضح نظرية التقمص
    ** انتقال الروح عبر الأجساد
    ** خروج الروح من الجسد
    ** شكل يوضح حالة الموت
    ** العودة إلى الحياة الأرضية
    ** الطاقة الروحية
    ** الطاقة الروحية
    ** غلاف كتاب حياة ما بعد الموت لـ "الدسوقي"


















    «التقمص عبر التاريخ» دمشق ـ علاء الجمّال

    المرجع: كتاب (حياة ما بعد الموت) لـ ناصر الدسوقي




    alaa gamall: 009630940920780
    [email protected]

  • #2
    رد: «التقمص عبر التاريخ» دمشق ـ المفتاح ـ علاء الجمّال

    شكرا لك ع هذه المعلومات القيمة

    وهناك حالات كثيرة في سوريا وفي مختلف المناطق السورية
    تؤكدالتقمص وحالاته ...

    وهذا يبقى ضمن افكار معينة ...

    شكرا لك

    تعليق


    • #3
      رد: «التقمص عبر التاريخ» دمشق ـ المفتاح ـ علاء الجمّال

      معلومات قيمة بما يخص موضوع التقمص وهو موضوع جدلي وأنا أعتقد أن الله قادر على كل شيء بغض النظر عن المسميات...!!!

      تعليق


      • #4
        رد: «التقمص عبر التاريخ» دمشق ـ المفتاح ـ علاء الجمّال

        شكرا للأستاذ علاء على موضوعه الهام والساخن
        لي ملاحظة وتعقيب لو سمحت أخي الكريم
        أما الملاحظة فهي في ما يخص ما ذكرته عن حقيقة الموت وأقتبس قولك هنا
        الموت يثير مخاوف كل إنسـان ويجعله يتساءل عن مصيره بعد موته, وهو كما ينظر إليه علماء الطبيعة: مدخل إلى الحياة الأبدية, والعامل الذي يعزز استمرار الحياة في حركة دائرية لا نهاية لها, فالزهرة تموت لأن بموتها تولد ثمرة التي هي خيرٌ منها، والبذرة تموت لأن بموتها تولد الشجرة, ودودة الحرير تموت لأن بموتها تولد الفراشة, فالموت ولادة لحياة جديدة.
        فالزهرة لا تموت ولا البذرة ولا دودة الحرير بل هي في حقيقة الأمر تتعرض لعملية تطور جيني فتتحول ( التحول ليس موتا هنا ) إلى ثمرة وشجرة وفراشة ....
        فبهذا المنطق لا يكون الموت ولادة لحياة جديدة لأنه ليس موتا أصلا في أمثلتك التي ذكرت ..
        أما تعقيبي فهو أن عقيدة التقمص موجودة في معظم الثقافات (وشكرا جزيلا لمعلوماتك وتوثيقك وجهدك المبذول لإغناء الموضوع ) والهدف من الاعتقاد بالتقمص يحمل أكثر من مدلول وأهمها هو فكرة العدل لأن الموت دون تقمص يجعلنا نفكر في الغاية من موت طفل بريء لاذنب له ومن حياة إنسان صالح وطيب في مرض أو فاقة أو ما شابه والكثير من مثل تلك الحالات تجعلنا نفكر في الظلم الواقع على كثير من مخلوقات الله ( وخاصة الإنسانية ) وبالتالي تكون فكرة التقمص وانتقال الروح مناسبة جدا لإحقاق العدل بالنسبة لهذا المخلوق أو ذاك في الحياة الأخرى .وأعتقد بشكل شخصي أن موضوعة انتقال الروح من جسد لآخر لا تفي بغرض العدل هذا لأننا لا نعرف صحتها من عدمها وما هي الضوابط التي تحكم التقمص ومن هو الذي يقرر التقمص أو اللا تقمص وعلى أي أسس, وكل ما يكون غيبيا ويعتمد التسليم فهو قابل للتصديق بطريقة التسليم به أو نكرانه بطريقة التساؤل العقلي عن إثباته وتأكيده فعليا .
        وبالنسبة لما ذكره الأخ بنان فصحيح ونعرف بعض الأمثلة على هذا ولكن بغياب أي تفسير علمي منطقي لها يمكننا أن نعتبرها من الحالات الخارقة لقوانين الطبيعة وإلى أن يكتشف العلم أسباب هذه الحالات سيبقى هناك من يعتقد بها تقمصا ومن يراها خرقا لقانون طبيعي وفي الرياضيات : كل شاذ يؤكد القاعدة الأساسية
        هو مجرد رأي لا أكثر يحتمل الخطأ والنقاش ومشكور أخي على الموضوع مرة أخرى.

        تعليق

        يعمل...
        X