إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

«يوتيبيا» غزة تركز على المرأة في القصة القصيرة في ثلاث ندوات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • «يوتيبيا» غزة تركز على المرأة في القصة القصيرة في ثلاث ندوات


    غزة: ثلاث ندوات لـ «يوتيبيا»
    تركز على المرأة في القصة القصيرة

    ثلاث ندوات لـ "يوتيبيا"غزة - القدس الثقافي-

    كانت المرأة حاضرة بقوة في نقاش أطلقته »يوتوبيا» التجمع من أجل المعرفة ، والتي نظمت ثلاث ندوات على هامش أيام القصة القصيرة، حيث جاءت الندوت الثلاث بعنوان: »المرأة في القصة القصيرة»، و»القصة الأنثوية: اللغة والمعنى» و» ثيمات القصة القصيرة الفلسطينية».
    المرأة في القصة القصيرة الفلسطينية
    فقد قدّم الكاتب غريب عسقلاني في هذه الندوة ورقة نقدية بنفس العنوان وقدمت القاصة نهيل مهنا شهادة قصصية بعنوان»في المتر المربع». وتأتي هذه الجلسة الأدبية في سياق فعالية أيام »القصة القصيرة» بدعم من القنصلية البريطانية بالقدس وذلك في المركز القومي للدراسات والتوثيق. أدارت الندوة القاصة سماح الشيخ ،وحضر الفعالية حشد من المهتمين بتنشيط الحالة الثقافية.
    وقدمت القاصة الشيخ تعريفاً بالكاتب والقاصة، ثم استعرض الكاتب عسقلاني ورقته التي تحدث في مستهلها عن تاريخ القصة القصيرة في فلسطين عامة وقطاع غزة خاصة، حيث بدأت في العشرينات من القرن الماضي مع محاولات خليل بيدس وغالبا ما كان ظهور المرأة فيها ظلا تابعا للرجل، وفيما بعد تبلورت ملامح القصة القصيرة في أواخر الأربعينات مع قصص نجاتي صدقي حيث قدم نماذج نسائية تتفاعل مع الواقع السياسي والاجتماعي، كما أشار عسقلاني الى تأخر استجابة القصة القصيرة للنكبة- بخلاف الشعر –حتى الخمسينات حين قدمت سميرة عزام نماذج ناضجة وأسست بجدارة لقصة قصيرة فلسطينية تملك شروطها الفنية، لكنها قدمت المرأة في إطار منظومة أخلاقية تربوية متوازنة،ثم انتقل عسقلاني لمرحلة الستينات وظهور قصص غسان كنفاني وفي غزة ظهرت مجموعة لمحمد جلال عناية ،وعن تلك المرحلة يقول الكاتب أن حضور المرأة كان ظلا وتابعا للرجل كما البدايات ،لكن عبر نماذج جديدة هي الجدة حافظة السيرة والزوجة المناضلة وأم الشهيد الخ ،أما بعد النكسة فيؤكد عسقلاني أن مشاركة المرأة في الثورة بفاعلية انعكس في القصة القصيرة كما نجد عند ليانا بدر ورشاد أبو شاور وغيرهم، لكنه يلاحظ عموما ندرة كاتبات القصة القصيرة حتى بداية السبعينات حين ظهرت كتابات سحر خليفة وليلى الأطرش التي قدمت معاناة المرأة بكفاءة لم يتطرق لها الكتاب الرجال ،ونوه عسقلاني لظهور كاتبات أخريات في العقدين الأخيرين كرجاء بكريه وبشرى أبو شرار، أما عن قطاع غزة -حسب عسقلاني- فقد تأخر ظهور القصة القصيرة بعد النكبة حيث لم تلاق محاولات محمد جاد الحق وغيره الانتشار، وظلت القصة القصيرة خلف القصيدة ولم يواصلها من جيل الستينات سوى احمد عمر شاهين وزين العابدين الحسيني اللذين نزحا لمصر، وفي السبعينات عاودت الظهور مع كتابات محمد أيوب وزكي العيلة وآخرين منهم عسقلاني نفسه ،وسرعان ما لحق بهم في الثمانينات عمر حمش ومحمد نصار وغيرهم ،وأشار عسقلاني أن القصة القصيرة حينذاك لفتت أنظار الخارج، وانتشرت مقولة أن غزة تصدر البرتقال والقصة القصيرة ،أما عن المرأة في قصص تلك الفترة فيرى عسقلاني أنها قدمت معاناتها تحت الاحتلال كأم وزوجة، كما تقدمت خطوة عما سبق بتناول أشواق المرأة في مجتمع محافظ، ونوه عسقلاني لعدم ظهور كاتبة قصة قصيرة بقطاع غزة حتى بداية هذا القرن حين ظهر جيل جديد منفتح أكثر على العالم يذكر منه من القاصات يسرا الخطيب وأسماء الغول وسماح الشيخ ونهيل مهنا، وختم عسقلاني ورقته بشهادة حول المرأة في كتاباته حيث ظهرت المرأة في مجموعاته الأولى بشكلها الوطني، أما قضاياها الخاصة فظهرت على استحياء ،أما في مجموعاته اللاحقة فقد شكلت المرأة وقضاياها أولوية، فمثلا تقتصر قصصه القصيرة جدا على نماذج نسائية، أما عن رواياته فيذكر الكاتب أن نماذجه النسائية كانت إعادة إنتاج لنساء من الواقع في حالات متعددة ،وتحدث أيضا عن كتابات سردية أخرى له تقوم على علاقة الرجل بالمرأة.
    أما القاصة مهنا فقدمت سيرة إبداعية لها بدأتها بتخبطها-في صغرها- بين الشعر والخاطرة دون أن تعرف معنى القصة القصيرة، حتى التحقت بنادي القصة القصيرة التابع لوزارة الثقافة فصقلت موهبتها ،وأكملت الصقل بالقراءة لأفضل النماذج العربية حيث دخلت عوالم مختلفة وعايشت شخوصاً قصصية، أما عن مجموعتها القصصية»حياة في متر مربع»فأرادت فيها اختزال جميع المعاني والحيوات، وأرادت أن تقدم أناساً عاديين وليس أبطالاً جمعيين ،حيث تتناول أزماتهم الفردية الصغيرة وأحلامهم المكسورة والموءودة وحكايات حبهم وأوجاع غربتهم، أما عن التقنيات الفنية فذكرت مهنا أنها استخدمت فنتازيا الحقيقية التي تعرض الحلم حيث يتمازج الخيال بالحقيقة والسخرية بالواقع حتى لا يمكن الفصل بينهما، وعن رسالتها في قصصها فأكدت مهنا أنها حاولت كشف عورات المجتمع والاحتباس الفكري، ورصدت الصراع بين الحياة والموت وبين الرغبة والحب والخط الفاصل بين الجنون والوعي، وختمت مهنا شهادتها بالشكر الكبير لكل من تناول مجموعتها برأي أو نقد أو حتى وجهة نظر.
    أعقب ذلك نقاش بدأته القاصة يسرا الخطيب حيث لاحظت أن الحديث عن المرأة في جيل القاصين الرواد كان ترفا بسبب الاحتلال ،أما الآن فرأت أنهم أصبحوا يكتبون عن المرأة أكثر من اللازم وصارت محورا لأدبهم ،ودعتهم الخطيب أن يدعوا النساء يتحدثن ،السيد محمد الحلبي رأى أن ثقافة المجتمع الأبوية ذاتها هي اللي تعكس نفسها في قصص الأدباء ، القاص محمد نصار رأى فرقاً بين الكتابة عن المرأة كجسد كما هو سائد الآن وبين الكتابة عنها ككيان وكشريك في معاناة الواقع ،الكاتب علي أبو خطاب وجه سؤالين للكاتب عسقلاني عن المؤثرات الأدبية على جيل السبعينات وعن مدى تقدمية نظرتهم للمرأة وكذلك وجه سؤالين للقاصة مهنا عن مدى خصوصيتها الأنثوية في كتابتها للقصة القصيرة وعن الجنس الأدبي الذي يعطيها مجالا أكثر للبوح ،عقب عسقلاني على النقاش بتأكيده انه يكتب عن المرأة ككيان اجتماعي لها همومها المختلفة عن هموم الرجل، وانه ضد النموذج الجامد للمرأة كما يريد بعض الكتاب الذكور، كما أشار عسقلاني أن المرأة لم تأخذ حقها وكانت صورتها محصورة في كتابتهم، وتحدث عسقلاني عن مؤثرات فلسطينية عربية خاصة مصرية ككتابات نجيب محفوظ وغسان كنفاني على جيل السبعينات الذي رأى انه صاحب رؤية تقدمية للمرأة بحكم يساريته، أما القاصة مهنا فاعترفت أنها لا تستطيع كامرأة البوح في قصصها بكل شئ وذكرت أن الشعر هو الأقرب للبوح لديها.
    القصة الأنثوية: اللغة والمعنى
    كما عقدت »يوتوبيا» ندوة بعنوان » القصة الأنثوية: اللغة والمعنى» حيث قدّمت الناقدة مي نايف ورقة نقدية بنفس العنوان وقدم القاص طلال أبو شاويش شهادة قصصية بعنوان»أنا التي أحاول أن أدركها». وتأتي هذه الجلسة الأدبية في سياق فعالية أيام »القصة القصيرة» بدعم من القنصلية البريطانية بالقدس وذلك في المركز القومي للدراسات والتوثيق. أدار الندوة الكاتب علي أبو خطاب ،وحضر الفعالية عدد من المهتمين بالقصة القصيرة.
    رثى الكاتب أبو خطاب الراحل المبدع و المترجم أنيس منصور، ثم قدم تعريفاً بالناقدة نايف التي تشرف أيضا على صالون نون المعروف بنشاطه في الحياة الثقافية الفلسطينية ،و كذلك قدم القاص أبو شاويش الذي يكتب الرواية أيضا، ثم بدأت نايف ورقتها بإثارة قضية مصطلح الأدب النسوي وإشكالية التسمية والمضمون، وان كانت تميل الى مصطلح الأدب الأنثوي الذي تكتبه المرأة بوصفها أنثى تحاول إثبات وجودها وتفكيك خطاب الرجل الظالم لها ،وعرضت الناقدة أيضا لمدى تقبل هذا النوع من الأدب ومحاوله البعض إلغاءه رغم انه فرض وجوده من خلال كاتبات رائدات كغادة السمان وأحلام مستغانمي وغيرهن ،وتحدثت الناقدة عن بدايات المصطلح غربيا بدءا من الإرهاصات عند سيمون دي بوفوار حتى هيلين سيكسوس، فالكتابة برأي نايف أصبحت سلاحا للمرأة للإنعتاق من الإرث الذكوري، ثم نوهت الكاتبة ببدايات القصة القصيرة الفلسطينية النسائية وقسمتها لثلاث مراحل، حيث كانت الأولى من النكبة حتى 1970 عبر أعمال نجوى قعوار وأسمى طوبى وسميرة عزام وامتازت عامة بانعكاس الواقع الفلسطيني التاريخي والاجتماعي ،وتناولت قصص عزام بشكل خاص هموم المرأة متداخلة مع الهموم الإنسانية ،أما المرحلة الثانية فهي من عام 1970 حتى نهاية القرن وظهرت فيها أعمال ليانة بدر وليلى الأطرش وحزامة حبايب وغيرهن، وامتازت بتناول قضايا المرأة ومطالبتها بالحرية وبقضايا الطفل أيضا، رغم تراجعها أحيانا أمام طغيان الواقع السياسي، أما المرحلة الثالثة فتستمر من نهاية القرن حتى الآن وظهرت فيها كتابات نهيل مهنا وسماح الشيخ وأسماء الغول، واشتملت قصصهن على بعض المواضيع الوطنية والكثير من القضايا النسوية ،وختمت الناقدة دراستها بالحديث عن خصائص القصة النسائية مثل الانقطاع وبساطة البنية السردية وغلبة المباشرة رغم جنوح بعض القاصات نحو تقنيات تجريبية كالرمز والحلم الخ.
    أما القاص أبو شاويش فأكد انه لا يمكن القبض على الأنا حيث تتعدد بين الكاتب والمغامر والعاشق والحزين الخ من حالات للمبدع،وأشار لطفولته القاسية في المخيم وبعدها دخوله السجن في شبابه في الانتفاضة الأولى، حيث كتب هناك الكثير وقرأ الأكثر مما استطاعت حيل المعتقلين إدخاله للسجن من روايات عربية وعالمية وفلسطينية ،حيث تعلم منها الكثير بالإضافة لما تعلمه في حياته الشخصية من خلال كونه لاجئاً ثم أسيراً، ذكر أبو شاويش كيف كانت الورقة البيضاء تستفزه في سواد السجن ويستفزه القلم كسلاح لمقاومة المكان والزمان ،وختم كلامه بحديثه عن إصداراته التي اقترنت عنده بالحزن الوطني.
    تبع ذلك نقاش بدأه الناقد ناهض زقوت الذي سأل عما يدفع بعض الكاتبات للتوقف بعد الزواج فهل كانت فترة مراهقة أم بحث عن زوج أم نفسها الأدبي قصير؟ الكاتب عبد الكريم عليان تمنى حضور اكبر لأيام القصة حيث قدمت الجديد ،وتمنى لو أكثرت الناقدة من أمثلتها المندرجة بإطار الأدب النسوي ،كما ود لو تعرف أكثر من القاص على طقوسه وهواجسه في الكتابة ،الزجال فائق أبو شاويش دعا لنشر الدعوة لأيام القصة بشكل اكبر، وأثنى على ورقتي الناقدة والقاص، وأشار أن ظلم الرجل للمرأة هو سبب غيابها عن المشهد الإبداعي والثقافي، القاصة سماح الشيخ نوهت أن غياب المرأة المبدعة قد يكون بسبب همومها الشخصية أو انشغالها بانجازات في مجالات أخرى، كما أنها قد تتوقف عن إصدار الكتب لكن لا تنقطع عن الكتابة ،وأشارت الى ندرة المؤسسات المعنية بنشر الإبداع النسوي مثل أوغاريت وعلى رأسها الناقد وليد أبو بكر، وختمت بقولها انه لو أتيحت للبنت أن تتربى كالولد دون تمييز فربما اقتربت لغة الرجل من لغة المرأة، الزجال حسين كرسوع سأل عن أصل شخصية أبو عنتر في احد قصص أبو شاويش، الصحفية إسلام الحصري أن كتابة الرجل قد تميل للوطني في حين تميل كتابة المرأة أكثر للعاطفي، وأسفت أن السياسة تطغى على الأدب عامة، عقب المشاركون بعد ذلك حيث أكد أبو شاويش أن كثيراً من الكاتبات مستسلمات للطغيان الذكوري ،وان الثقافة العربية اكبر عائق لاستمرار المرأة إبداعيا، كما أشار القاص أن الكاتب الفلسطيني عموما يخفي عيوب الفلسطيني ويظهر فقط بطولاته ،لكنه-أبو شاويش- يرفض أن نتجاوز أو نخفي لحظات الانكسار والهزيمة ،أما عن شخصية أبو عنتر فاصلها كما ذكر هي إنسان مخبول في مخيم البريج لكنه جعله يمثل حالة سلبية من حالات الانتفاضة الأولى، ورأى أبو شاويش أن على الكاتب أن يكون في حالة تأمل مستمرة ، وتحدث القاص أخيرا عن كتبه حيث في»وداعا أيها الأنبياء»كانت تجربة السجن وانحيازه للحقيقة التي أخفاها الكتاب الآخرون، أما في»بقايا ليست للبيع»فكانت الحالة الفلسطينية في سنوات الاسترخاء، وفي»اغتيال لوحة»كانت محاولة التقاط حالة ثورية جديدة وتوجيه النقد لمظاهر ومسلكيات سلبية ،أما»نستحق موتا أفضل»فهي تجربة السجن مرة أخرى وكذلك المرأة والمقاومة، أما »كوابيس» فتتناول فكرة الاغتراب والهجرة والآخر ،الناقدة نايف تحدثت عن منع بعض الأهل لكتابات بناتهن في حين يضع المجتمع أيضا خطوطاً حمراء للكاتبات، وأشارت أنه حسب السعداوي فان الكاتبات قد يصلن للجنون في الغالب، ونوهت نايف أن الاتهامات دائما جاهزة للمبدعة حيث ازدواجية معايير نحو كتابتها ، وان النشر لبعض الكاتبات على النت أسهل لهم من حضورهن شخصيا لفعاليات ،بل أشارت نايف أن الزوج أحيانا يمارس الرقابة على كتابات زوجته ،وذكرت نايف أنها في رسالتها للدكتوراه استثنت الكاتبات اللاتي توقفن، وأن من تناولوا شعر الشاعرات الفلسطينيات قبلها تناولوه من ناحية القضية الوطنية فقط.
    ثيمات القصة القصيرة الفلسطينية
    وعقدت »يوتوبيا» ندوة بعنوان » ثيمات القصة القصيرة الفلسطينية» حيث قدّم الناقد ناهض زقوت ورقة نقدية بنفس العنوان وقدمت القاصة يسرا الخطيب شهادة قصصية بعنوان»أصل الحكاية قلم». وتأتي هذه الجلسة الأدبية في سياق فعالية أيام »القصة القصيرة» بدعم من القنصلية البريطانية بالقدس وذلك في المركز القومي للدراسات والتوثيق. أدارت الندوة الإعلامية عروبة عثمان ،وحضر الفعالية حشد من الحضور المعنيين بتفعيل الحركة الثقافية.
    قدمت بداية عروبة عثمان تعريفاً بسيرة المشاركين وأهم نتاجاتهم الإبداعية، ثم قرأ الناقد ناهض زقوت ورقته حيث تساءل بداية عن معنى القصة القصيرة، وخلص أنها تتحدد بمحددات تتلخص في كونها حكاية تركز على الحدث في لحظة تفاعله مع الشخصية، أما عن معنى ثيمة فرأى أنها تتعلق بموضوع وفكرة القصة، ثم تحدث عن ثلاثة أجيال للقصة القصيرة في غزة مع إقراره أن التقسيم حسب الجيل هو تقسيم وهمي, لأنه لا ثمة فصل أو قطع بين الأجيال بل هي متداخلة، وأشار زقوت إلى عدم ظهور امرأة كاتبة للقصة القصيرة في بدايات المشهد القصصي في قطاع غزة, ورأى مرجع ذلك للأوضاع التي عاشها الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال وكذلك للأجواء المحافظة التي تحكمها العادات والتقاليد ،ثم تناول الناقد القاص الشهيد ماجد أبو شرار كمثال لجيل رواد القصة القصيرة خاصة مجموعته القصصية »الخبز المر» التي تتلخص ثيماتها في التمازج بين الهم الوطني والهم الاجتماعي كما في قصة »صورة» الخ، والهم الوطني المتمثل بالمقاومة مثل قصة »مكان البطل» وغيرها، والهم الاجتماعي المتمثل في البؤس والفقر والجوع والفوارق الطبقية كقصة »سلة الملوخية»، وقمع الفلسطيني في البلدان العربية كما في قصة »أفاعي الماء» وغيرها، وختم زقوت بتأكيده أننا مازلنا نعاني من ممارسات الاحتلال وعدوانيته، ومازالت الفوارق الطبقية قائمة، وبالتالي مازلنا أسرى ثيمات الهم الوطني والهم الاجتماعي الفلسطيني، وكتاب القصة لم يخرجوا من تلك العباءة التي رسم ملامحها كتاب الستينات.
    أما القاصة يسرا الخطيب فسردت شهادة قصصية شيقة بدأتها بحديثها عن عشقها الطفولي للتمثيل والرسم ثم لجوئها حين كانت تمل اللعب والفوضى إلى حضن جدتها وجارتها العجوز لتسرد عليها قصص سندريلا وسنووايت وأمّنا الغولة. ثم انتقلت إلى عالم القراءة والمعرفة، حيث كانت تستعير من مدرستها الكتب والقصص، وتحدثت كيف كانت تلخص ما تقرؤه ثم أصبحت تجد في الورقة البيضاء والقلم عالمها الآمن والمسالم، وكانت بداياتها على شكل رسائل الوطن وقصص تحلم بالرجوع وقصائد تكشف وجع الروح ومكنونات الذات والبحث عن اليقين. وتذكرت الخطيب قصتها الأولى التي كان مصيرها الحرق خوفاً من أن يقبض عليها متلبسة بحب الوطن وانتظار الخلاص. وأشارت الكاتبة إلى عودتها للوطن في الانتفاضة الأولى، فلم تتوقف عن الكتابة بل كتبت القصة القصيرة والقصيدة والمقال، ونشرت في الصحف المحلية لكن كان فعل الحرب أقوى من فعل الكتابة. ثم تحدثت عن الرسائل المختزلة والمكثفة والتي كانت تستهويها وأصدرتها الكترونياً تحت عنوان »رسائل زنبقية»، كما أشارت لإصدارها مجموعتها القصصية »البحر يعطش أحياناً» الصادرة ورقياً والكترونياً، كما كتبت قصائد الومضة والهايكو التي رأت أنها تشبه الوخز في الذاكرة والنبض في الروح وتشعل شرارة الوعي، فكانت مجموعتها الثالثة بعنوان »إلى الكائن بيقيني» هايكو فلسطيني وتم نشره الكترونياً أيضاً. نوهت الخطيب كذلك إلى مجموعة شعرية لها بعنوان »كأنه وطن» التي نشرت الكترونياً وقيد الطبع ورقياً، كما أن لها مشروع روايتين. وذكرت القاصة كيف فتحت لها عوالم الإنترنت فضاءات واسعة للمعرفة والحوار، وختمت بقولها أن عملية النشر تحتاج إلى وعي أكثر من الكتابة، وأتبعت شهادتها بقراءة قصص قصيرة جداً لها.
    تلا ذلك نقاش بدأته الكاتبة أمل عبيد بالدعوة إلى جمع ثيمات القصة الفلسطينية القصيرة في دراسة نقدية، وأثنت على شهادة القاصة ورأت في قصصها ما يشبه اللقطات السينمائية. الشاب بسام مسلم تمنى لو شملت الدراسة كُتاباً عرباً وأجانب. الكاتب شجاع الصفدي أشار إلى الفجوة بين الجيل الشاب وجيل الرواد وأنه ليس عليهم أن يسيروا على خُطا الأوائل، فلكل شيخ طريقته – برأيه- وعن تجربة الخطيب وجد أنها مختلفة عبر سيرة ذاتية خاصة. الشاعر أحمد النجار تحدث عن التكنولوجيا والظروف السياسية كأحد الأسباب المحتملة للفجوة بين الأجيال خاصة الجيل الأول والثالث للقصة القصيرة. القاصة سماح الشيخ تحدثت عن المعاناة الأكبر للمرأة الكاتبة فبالإضافة لمسؤوليات البيت هناك دور إبداعي وثقافي، وأشارت أن الكاتبة تنطلق من الخاص للعام لتوضحه من خلال رؤيتها الذاتية. الروائي غريب عسقلاني تمنى لـ»يوتوبيا» مواصلة نشاطاتها وأيامها القصصية الجميلة، ورأى أن النقاش في كل جلسة هو حالة استكشاف دائمة وحالة صراع أفكار أو تكاملها، وامتدح القاصة بشهادتها التي قدمت بها كل مواصفات الشهادة الأدبية. الشاعر جبر شعث رأى في الشهيد أبو شرار مثلاً لكُتاب الخارج المنتمين العضويين مقابل الكثيرين ممن لا يمثلون إلا أجندتهم الخاصة، وأكد أن الثيمة هي الموضوع والفكرة وليست السمات أو العناصر كما قد يخطئ البعض، ونوه إلى أنه لا يوجد أدب بدون أب، لكنه ليس مع الأبوية الحادة فعلى الكاتب أن يختلف ويتجاوز، وبخصوص شهادة القاصة فرأى أنه تنطبق عليها مصطلح الشهادة.
    عقب المشاركان بعد ذلك فتحدث الكاتب ناهض زقوت عن تناوله بشكل عام لثيمات القصة القصيرة وحسب رأيه فإن القصة الحديثة لم تخرج عن هذه الثيمات، وأشار إلى وجوب تقسيم تاريخي ليسهل دراسة الثيمات، وأكد أنه اختار أبو شرار لأنه كاتب فلسطيني، وأنه يرفض ربط الكاتب بحزب ما، كما يفعل البعض بربط معين بسيسو بالحزب الشيوعي أو ربط غسان كنفاني بالجبهة الشعبية. كما ذكر زقوت أن كتاب القصة القصيرة بغزة موجودون لمن أراد البحث. وفي حين يرى البعض أن قصتنا الفلسطينية لم تصل للعالمية، إلا أن الناقد زقوت يرى أن ثمة نماذج وصلت للعالمية، ونوه إلى أن الأجيال السابقة صارت تكتب بطريقة مختلفة عما قبل عشرين أو ثلاثين عاماً. وذكر أن الأدب تراكمي وليس نبت شيطانياً. القاصة الخطيب عقبت بتأكيدها على التجارب المختلفة في كتاباتها حسب تقلب الأزمنة وظروفها، وأكدت أن الكتابة دون نقد لا استمرارية لها، أما عن عالم الإنترنت فرأت فيه ما يجذبها ويفيدها معرفياً مثل كتاباتها، وتمنت أن تتفرغ قريباً لأحد مشاريعها الروائية.
يعمل...
X