إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مروة السيوري الشاعرة والكاتبة المقدسية الشابة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مروة السيوري الشاعرة والكاتبة المقدسية الشابة



    الشاعرة والكاتبة الشابة مروة السيوري
    معاناة القُدس أَكْبر مِن الحروف التي تحاول الأَقلام كتابتها

    مروة السيوري المَشْهَدِ الثَّقافِيِّ المَقْدِسِيّ أقرب إلى الغَباش.. ونسعى في «دواة على السور» الشبابي إلى تشكيل جسد يرعى الابداعات الناشئة يُفْرِحُني أَنْ أَرى جيلاً مُثَقَّفاً يِسْعى إِلى الإِبْداعِ يِبْحَثُ عَنْ مَكانٍ لَهُ عَلى هذِهِ المِنَصَّة العَريقَة
    القدس
    تَناوَلت الوَطَنَ كِسْرَة خُبْزٍ مُنْذُ الصِّغَرِ، لا لِيُقالَ عَنّها »وَطَنِيَّة»!! بَلْ لتشعر بالأَمانِ قَليلاً في هذا الزَّمان، وتُمارس حُقوقها كَطقْس فَرضِيّ وواجِب الحُصول، وما كانَ مِنّها إلّا أَن ارْتَشَفْتُ قَهْرَهُ وَظُلْمه، رُبَّما هكَذا تَبْدأ الحِكايات عِنْدها وَعِنْد أُولئِكَ القابِعين في حلم الوطن.
    مَروة خالد السيوري ، مِنْ مَواليدِ مَدينَة القُدْسِ عام 1987م، دَرَسْتُ اللغَة العَرَبِيَّة وآدابها وَتَخَرَّجت مِن جامِعَة القُدْسِ »كُلِّية الآداب هند الحسيني».انْضَمَت إلى نَدْوَة اليوم السّابع وهي في سنتها الجامِعِيّة الثالثة، وصارت عضْوا مِنْ ذاكَ الجَسَدِ العَنيد المُكابر الباقي، لتُؤسس وَصَديقَتها الكاتِبة نَسب أَديب حسين فيما بَعد مُلْتَقىً شَبابِياً يَحْمِلُ اسْمَ» دواة عَلى السّور» بِمُعاوَنَة مَع مجموعَة مِن شَبابنا المَقدسيّ. وَما بَيْنَ صَفَعاتِ وَبَسَماتِ الحَياةِ مازالَ الكِتابُ رَفيقها والقَلَمُ خُلوَتها. تحاور »القدس الثقافي» الشابة المبدعة السيوري، التي تؤكد أن المشهد الثقافي في القدس أقرب إلى الغباش وأن حَظُّ المدينة المقدسة مِنَ الإِبْداع العَرَبِيّ والفِلَسْطينِيّ ضَئيل، فَمعاناة القُدس أَكْبر مِن الحروف التي تحاول كافّة الأَقلام كتابتها. وفيما يلي نص الحوار:
    إضافة نوعية للحراك الثقافي في القدس
    -انت عضوة في ندوة اليوم السابع المسرح الوطني الفلسطينية.. ما الذي اضافته ندوة اليوم السابع للثقافة الفلسطينية وللحراك الثقافي في مدينة القدس؟ لا يَسْتَطيعُ أحَدٌ إِنْكارَ الدَّوْرِ القَيِّم والمُهِمِّ الذي تُؤَدّيهِ نَدْوَة اليَوْمِ السّابِعِ وُجوداً وَفِكْراً، فَقَدْ أَضافَت للثَّقافَة الفِلَسْطينِيّة الشَّيء الكَثير فيما تُقَدِّمُه مِنْ دِراساتِ نَقْدِيَّة بَنّاءَة وَتوجيهاتٍ مِحْوَرِيّة هامّة للشَّباب النّاشِئِ وَغَيرِه في مَجالِ الأَدَبِ بِشَكْلٍ عامٍ.
    لا يَقْتَصِر نَشاط نَدوة اليَوم السّابِع عَلى فِئَة مُحَدَّدَة دونَ غَيرها أَو نَوْع أَدَبِيِّ دون نوع آخر، إذ تعتبر ندوة اليوم السّابع النّدوة الوَحيدة التي تَلتزم هذا الشَّكل مِنَ العَطاء النَّقْدِيَّ الأُسْبوعِيّ في القُدْس في ظِلّ تراجع الحسّ الثَّقافي والعَطاء التَّطوّعي ، ولنقل هي بِشَكْل أَو آخر عماد عريق مِنْ أَعمدة البقاء الثَّقافي في القدس الذي يحسب لكلّ فرد مِن أَفرادها سواء الدّائمين منذ التّسعينات أو المنضمين حديثا.
    بين الرأي.. والدراسة النقدية
    -قمت بتقديم قراءة لعدد من الأعمال الأدبية منها: حكاية »نجلا العروس» و»رواية امرأة من هذا العصر»، و»سيرة العقرب»..نجد فلسطينيا كثيرا من الأدباء يبدون آراء نقدية تجاه تجارب أدبية لآخرين.. ألا تعتقدين بأن الكتابات النقدية تحتاج أن يكون أصحابها على درجة عالية من الثقافة والعلم والتجربة بما يمكنهم من الحكم على تجارب الآخرين؟ كَما أَسْلَفْتَ في سؤالِكَ فَإِنّي قَدَّمْتُ قِراءَة أَو رَأْيا لا دِراسَة نَقْدِيَّة وذلِكَ لِقناعَتي التّامّة بالشَّطْرِ الآخَر مِنْ سُؤالِكَ وَهُو حاجَةُ النَّقْدِ إِلى ثَقافَةِ مُتَنَوِّعَة عالِيَة المُسْتَوى، وَأَنْ يَكونَ أَصحابُها عَلى قَدر مِنَ الوَعْي الثَّقافِي والنُّضوج الفِكْري وَذاكَ للارْتِقاءِ بالأَدَب جُمْلَةً وَتَفْصيلاً، والذي أُعْزي تَراجُعَة في الآوِنَةِ الآخيرَة إِلى تَراجُعِ النَّقْدِ، الذي أَخَذَ يَصْطَبِغُ إِلى حَدِّ ما في مُصْطَلَحاتٍ قاتِلَةٍ للأَدَبِ والثَّقافَةِ مِنْ مِثْلِ » المُجامَلَةِ ، القَرابات ، مازالَ في بِدايَة الطَّريق، لا ضَيْرِ مِنَ التَّغاضي عَن ذاكَ وَتِلكَ ... »!!
    أَمّا بالنِّسْبَة لما يُقَدِّمُه الكَثير تَحْتَ عُنوان مُلَخّص قراءَة، أَو نَظْرَة في كِتاب ، فِإِنّه لا يَكونُ بِمَثابَة الحُكْم عَلى تَجارِب الآخرين بِقَدَر ما هُو إِبْداءٌ للرَّأي أَو لِمُلاحَظَةٍ ما، والذي بوُسْع الكاتِب قراءَتها وَتَقَبّلها بِرحابَة صَدْرٍ أَو التَّغاضي عَنْها وَإِهمالها ، وَلَرُبَّما هذا الرَّأي البَسيط يَكونُ في عُمْقِ المَطْلوب بِقَدَرٍ لَمْ تَفيهِ قِراءَة نَقْدِيَّة لِمَن يَحْمِلون هَمَّ هذهِ المَسْؤولِيَّة وَيُحَمِّلونَ الأَدَبَ هَمَّ تَذَبْذُبِهِم ما بَيْنَ مُحْتَرِفٍ للنَّقدِ وضَليعٍ بالمُجامَلة.
    بذرة تنمو في أرض ثقافية جرداء
    -أنت عضوة في ملتقى دواة على السور الشبابي الذي نشط مؤخرا من خلال تنظيم عدة ندوات وأمسيات..كيف تم تكوين هذا الملتقى؟
    وما هي اهميته؟ وما هي خططكم المستقبلية؟ وُلِدَت الفِكْرَة في ذِهْنِ صَديقَتي نَسَب مُنْذُ فَتْرَة وَسط ضيقٍ وَوجع بِسَبب الوَضع الثَّقافي المَقْدِسيّ المُتَرَدّي نَوْعاً ما، وَمَسؤولِيَّة الشَّباب نَحْو قُدْسِهِم ثَقافَة وَوُجوداً ، لِتُلْقي البِذْرَة في ذِهني وَنَبْدَأ العَمَل بِها في شَهر شباط مِنَ العام، وَبَعْد عِدّة اتّصالات أجرَيناها مَع شَبابٍ مَعْنِيّ وَمُهْتَمّ تَمَّ تَحديد اللقاءِ الأَوَّل في أَواخِرِ آذار، لِنُتابِعَ عَمَلنا في الدُّواةِ عَلى شَكْلِ لِقاءاتٍ ثَقافِيَّة أَدَبِيَّة مَرَّة كُلّ شَهْرٍ في مَكانٍ مُخْتَلِفٍ ، وَقَدْ حَظينا والحمدلله بِدَعْمٍ كَبير مِنْ جِهاتٍ شَخْصِيَّةٍ وَعامَّة مُخْتَلِفَة.
    الدُّواةُ شِرْيانٌ مَقْدِسِيٌّ ثَقافِيٌّ، أَوْ هَكذا نَطْمَحُ أَنْ يَكونَ يَوْماً ما، هُناكَ بَعْضُ النَّشاطاتِ الثَّقافِيَّةِ المُقامَة في القُدْس، لكِنَّها لاتُشَكِّلُ ذاكَ العِماد الذي نَبْحَثُ عَنْهُ لِقْدْسِنا أَو تَحْتاجُه القُدْس لِذاتها فَهِيَ بِحاجَةٍ إِلى نَشاطٍ شَبابِيّ مِعْطاءٍ في ظِلِّ تَراجع دَور الشَّباب فيها، وَقَد ارْتَأيْنا في دواتِنا أَنْ نَكونَ جُزْءاً مِنْ هذا العِماد عَلى أَمَلِ أَنْ يَكْتَمِلَ وَيَقوى.
    نَتَطَلَّعُ في دُواتِنا إِلى تَشكيلِ جَسَدٍ ثَقافِيّ يَرْعى الإِبداع الكِتابِيّ خاصَّة عِنْدَ فِئَةِ النّاشِئَة، وَمُساعَدتهم على النُّهوضِ بِهوايَاتهم شِعْرِيَّة كانَت أَو نَثْرِيَّة، والعَمل على تَنْمِيَةِ المَوْهِبَة الكامِنَة فيهم على أَمَل زرع عشق الكِتاب والأدب والإبداع ولو في فئة قليلة منهم كتثبيت للوجود الثَّقافي المَقدسيّ الذي يعاني مِن وعكات صحّيّة أقرب إلى العضال.
    مشهد أقرب إلى الغباش
    -بشكل عام كيف تجدين المشهد الثقافي الفلسطيني عموما والمقدسي بشكل خاص؟
    لا أُريدُ أَنْ أبْدُوَ شَخْصِيَّةً تَشاؤُمِيَّة سَوْداوِيَّة خاصَّة فيما يَتَعَلَّقُ بالمَشْهَدِ الثَّقافِيِّ المَقْدِسِيّ، فَأَنا أراه أقرب إلى الغَباش، فصورته غير واضحة أقرب إلى التَّآكل، فالنّشاطات الموجودة فيه إِما أن تمنع مِنَ الاسْتمرار لأَسباب أَمنية وإما أن تجهض قبل ميلادها، وما بين هذا وذاكَ قِلَّة هي النَّشاطات القائِمة التي تَحْمِل هَمّ القدس على كاهلها كندوة اليوم السّابع وحديث الأريعاء وهاهي دواتنا تحاول الإنضمام، وبعض النّشاطات ما بين الفينة والأخرى، كالسَّنوية مثل مهرجان يبوس وغيره مِنَ المَهْرَجانات المُتَفَرِّقة بَين الفَيْنَة والأُخرى والتي أَحْتَرِمُ وُجودَها وأسْعَدُ بِهِ، قد يرى القارِئ النّشاطات وَفيرة من خلال حَديثي والمشهد يبدو شبه مكتمل، نعم قد يكون ذلك لو أنّنا نتحدّث عن مكان آخر غير القدس، لكن بما أنّنا نتحدّث عن القدس فلا، المشهد مهترئ بحاجة إِلى إعادة إنتاج وإخراج ليليق بالقدس ، ليليق بالعاصمة.
    أَمّا بالنّسبة للمشهد الثَّقافيّ الفلسطينيّ عامَّة فهو ليس بحال أَفضل من القدس، بينما قد يكون أفضل من أماكن أخرى، فنرى انتعاش الثّقافة نوعا ما أو أخذ زمام أمورها في رام الله فهي كثيرة النَّشاطات واللقاءات كَـ »فنجان قهوة، لوز أَخْضَر، بَسْطَة كِتابة، بَسْطَة شِعر ...» وهذا يُحسب بفضل كبير لها، كما أنّ النَّشاطات الثّقافية تزداد في شَمال البِلاد فقد تأسَّس أَخيرا مُلْتَقىً للكُتّاب وَهذه بادِرَة مُلْفِتَة للنَّظر تَسْتحقّ التّقدير والاهتمام.
    ملتقى يخطو خطواته الأولى
    -كيف تقيمين علاقة هذا الملتقى بالمؤسسات الثقافية الفلسطينية الأخرى وبخاصة وزارة الثقافة واتحاد الأدباء والكتاب الفلسطينيين؟ مازال هذا المُلْتقى يَخْطو خُطْوَاته الأُولى، فَلم يُشَكّل بَعد علاقات مَعْ أَيّ مِنَ المُؤَسَّسات التي ذَكَرْت، فهو عَمَل فرديّ خاصّ ومازال يَصْطَبِغُ بِذلِكَ، سَنواصِلُ بِطَريقِنا نَحْوَ القُدْس للثَّقافَة للكِتاب للإِبْداع.
    لِمُلْتَقانا خُطّة مُسْتَقْبَلِيّة فيما يَتَعَلّق بالتَّعاون وتوطيد العلاقات مَع مؤسسات مختلفة داخل القدس وخارِجها، ومنها وزارة الثّقافة، لكنّ ذلِكَ قيد الدّراسة والتَّفكير وإلى حين التَّنفيذ والتَّعاون سنفصح عن ذلِك، وكُلّ ما فيه مَصْلَحَة لملتقانا ورِقِيّه وتواصله بمبادئه وأفكاره سنقوم بِه بسعادة وأمل .
    -كيف تصفين علاقتك مع الأديبة نسب حسين قاسم؟
    وما هو المطلوب برأيك لتوثيق العلاقة بين المثقفين الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم؟ عَلاقَة صَداقَة أُنْثَوِيَّة جَميلَة، نَسَب إِنْسانَةٌ رائِعَةٌ مُثَقَّفَة مُبْدِعَة مِعْطاءَة، والأَجْمَل مِنْ هذا كُلّه صادِقَة، عَلَّ هذا ما نَحْتاجُه في عَلاقاتِنا جَميعنا وَعلى الأَخَصِّ المُثَقَّفين وَهُو الصِّدْقُ، الصِّدْق في كُلِّ شَيْء.
    التَّواصل الأَدبِيّ الفِكْري والثّقافي والذي تَفْتَقر لَه الكَثير مِنَ العَلاقات بَين المُثَقَّفين- للأَسَف -يُعْتَبَر عُنْصراً هامّاً وَجِدّاً في هذه العَلاقات . إِن لَم يَكن المحور الرّئيس في قيامها وتطوّرها.
    معاناة أكبر من الحروف والكلمات
    -لقد سبق وقدمت نصا أدبيا بعنوان» ظل» تناجين فيه الله لخلاص القدس..هل تعتقدين أن ما ينتج من أدب فلسطينيا وعربيا يحاكي الواقع في المدينة المقدسة بشكل يتناغم مع معاناة أهلها؟ حَظُّ القُدْسِ مِنَ الإِبْداع العَرَبِيّ والفِلَسْطينِيّ ضَئيل، فَمعاناة القُدس أَكْبر مِن الحروف التي تحاول كافّة الأَقلام كتابتها، القدس قضِيّة وجود وتَحَدٍّ، أرى القَلَم يَتراجع عَن وَصْفها والاحْتِكاك بها رويداً رويداً، عَلّ ذلِكَ مرجعه إِلى الانْسِلاخ الجغرافي الحاصل، وإلى كثرة الهموم المتربّصة بالكاتب الفلسطيني والذي تجعله في هَرولة دائمة بغية التِقاط ومضة من الضّوء، ليجني آخر الأمر الإنهاك والإعياء، خاصّة أولئك الذين يَصْدح فيهم الضّمير عالياً.
    تجارِب تحتاج لعُمْقٍ مُساوٍ لِقيمَة الوَطَنِ -ما هو تقييمك للتجارب الأدبية الفلسطينية ؟ وما هو الفرق بينها وبين تجارب السابقين؟ بِشَكْلٍ عامٍ أَنا فَخورَةٌ بالتَّجارِبِ الأَدَبِيَّة الفِلَسْطينِيَّة وَأَعْتَبِرُها مَرْجِعاً ثَقافِيّاً يَسْتَحِقُّ _وَبِشِدَّة_ الاطِّلاع عَلَيْهِ، سواء في مَجالِ الكِتابَة أَو المَجالات الأُخْرى، فانْظُر مَثَلاً غَسان كَنَفاني إِنّه هَدْأَة الرّوح للرّوح ونافِذَة الجرح عَلى الوَجَع، وذاكَ الجَميل المُبْدِعُ المُناجي لِغَضِب الوَطَنِ »ناجي العَلي» صاحِبُ الرّيشَية المُحاذِيَة للعَقْل والثَّورة، وقسْ عَلى ذلكَ إدْوارد سَعيد .
    وَفي وَقْتِنا الحاضِر هُناكَ الكَثير مِنَ العقول والقلوب التي تُقَدِّمُ ذَخائِرَها للوَطَنِ، وَحَتّى لَو رَأَيْنا هُناكَ تَفاوُتاً ما بَيْنَ قَديمٍ وَحديثٍ هذا لَو اعْتَبَرنا أُولئكَ مِنَ القُدَماء، فَمَرَدُّه إِلى اخْتِلافِ الفِكْرِ والزَّمَنِ وَتَضاؤُلِ بَعْضِ الشِّعاراتِ والرُّموز والأَفكار في نُفوس شَبابنا وثقافتنا ذاتها.
    تجارِبنا الآن بِحاجَة إِلى نُضْجٍ أَكْبَر وَعُمْقٍ مُساوٍ لِقيمَة الوَطَنِ، لِيَكون كُلّ مِنّا صورَة مُشَرِّفَة لِفِلَسْطين كَما كانَ السّابِقون.
    أفرح لهذا..وأحزن لذاك
    - ما الذي يضحكك وما الذي يبكيك كأديبة؟
    يُفْرِحُني أَنْ أَرى جيلاً مُثَقَّفاً يِسْعى إِلى الإِبْداعِ يِبْحَثُ عَنْ مَكانٍ لَهُ عَلى هذِهِ المِنَصَّة العَريقَة، يُفْرِحُني أَنْ أَرى أَقلاماً مُبْدِعَةً صادِقَةً مُثَقَّفة تَحْمِلُ بِيْنَ كَفَّيْها شِعارَ الوَطَن.
    أَكْثر ما يُؤْلِمني أَنْ أَرى أَدَباً تحْتَ عنوان »فلَسطين أو الوطن أيّ وَطن كان»، يَتَهاوى وَتَتَراجَعُ مَنْزِلَته، لِما يَفْتَقِده مِنْ قِيَمٍ وَحَضارَة وَثَقافة، يُبْكيني أَنْ تَتَهاوى ثَقافَتُنا وَأَدَبنا وَلغتنا.
    أحلام تنتظر الفجر
    - ما هو حلمك الذي لم يتحقق بعد؟
    كَثيرَةٌ هِيَ الأَحْلامُ التي يَرُصُّها الزَّمَنُ عَلى قارِعَةِ الطَّريقِ بانْتِظارِ فَجْرٍ يَبْزُغُ عَلَيها وَيهبها الحَياة، علّ حُلمي القريب هُو كتابي الأَوّل، يَليه استكمال دراسَة اللغَة العرَبِيّة لقَباً ثانياً وثالِثاً إِنْ شاء الله وقد يكون ذلِكَ الحُلم الأَجمل والأكثر رغبة في حَياتي ،وبقِيَّة الأَحْلام تَبقى رهن الطّموح والذّاكرة.
    - ما الذي يستهويك للقراءة، وما هي آلية اختياراتك للقراءة؟
    يَسْتَهْويني الحَرْفُ الجَميل المُوْحي المُبْدع، بِغَضِّ النَّظَرِ عَنِ الاسْمِ المُدَوَّن عَلى الغِلاف، ما يُهِمّني أَنْ أَتَذَوّق ما أَقْرَأُ روحاً وَفِكْراً وَقَلْباً.
    أَقْرَأُ كُلّ ما تَقَع عَيْني عَلَيهِ »عَلى خِلاف المَوْضوعات والشَّخْصِيّات» وَمِنْ ثَمَّ أَحْكم عَلى ما قَرأْت فَقد أُعيد تَجْرِبَة القِراءَة للكِتابِ مَرّة أُخرى وَقَد لا أَشْعر لكنّي أَبداً لا أَشْعُر بالنَّدَم عَلى خَو}ضِ تَجْرِبَة القِراءَة.
    مجموعة شعرية سترى النور قريبا
    - ما هو جديدك؟هل لك ان تطلعينا على خططك المستقبلية؟
    ها أَنا أَعْمَل عَلى إِصْدارِ كِتابي الأَوَّل، وَهُو عِبارَة عَن مَجموعَة خَواطر شِعْرَية، عَلى أَمَل أَنْ تَفْسَح لها الحَياةُ مَجالاً لِرُؤْيَةِ النّور قَريباً.
    أَسعى كما ذكَرت سابقا لاستكمال اللقب الثّاني في اللغَة العربِيّة، ومن ثَمّ اللقب الثّالث إن قَدّر لي الله، إِلى جانب الاهتمام الحالي بالقراءة والكِتابة وتطوير الدّواة وَرَفيقَتي نَسب.
    لا تأليه في الأدب
    - من تعتقدين الأكثر تأثيرا في الأدب العربي المعاصر؟ لا أَعْتَرِفُ بِنِظامِ التَّأْليهِ أَوِ الإِقْطاعِ في الأَدَبِ، فَكُلُّ مَنْ دَوَّنَ حَرْفاً وَوَهَبَهُ للأَدَب والوَطَنِ والحَياةِ فَهُوُ مُؤَثِّرٌ، عَلى التَّفاوُتِ الحاصِل في التَّأثير الأَدَبِيّ بَيْنَ شَخْصٍ وَآخَر، فَأَنا أَرى أنَّ المُؤّثِّرَ الأَكْبَر والبَصْمَة البارِزة هي للحَرْفِ الصّادِق والكَلِمَة الواصِلَة ما بَيْنَ الأَرْضِ وَعنان السّماء ، الدّاعِمة وَريد الوَطَنِ بِنَبْضِ الحَياة، مُقَدِّرَة بِذلِكَ كُلّ الأَسماء التي دَعَمت الأدَب العَربِيّ وَرِفَعت مِن كَفَّة ميزانه بينَ الآداب والثَّقافات الأخرى وَأَعْلَت شَأْنَها، حافِظَة لِكُلٍّ قَدْرَه وَقيمَته وَإِبداعه.
    تشجيع للحوار الثقاقي
    -العلاقة بين المثقفين والأدباء الاسرائيليين ونظرائهم من فلسطينيي داخل الخط الاخضر..كيف تقيمينها وفي اي اطار تضعينها؟
    عَلاقَة لابُدَّ مِنْها تَفْرِضها طَبيعَة وَنوعِيَّة العَلاقَة والحَياة داخل الخَطّ الأَخْضَر، فَأَنا أُشَجِّعُ الحِوارَ الثَّقافِيّ والأَدَبِيَّ بَينهم، بل وأَشُدّ عَلى ضَرورَة اطّلاع أُدَبائنا عَلى الأَدب والثَّقافَة الإِسْرائيلِيَّة المُتَداولة والمُنْتَشرة، فهذا سِلاح مَع لاضِدّ.
    وَفي النَّهايَة فَلِكُلّ مِنْهم أَدَبه وَثقافته وآراؤه التي يَحيد إٍليها، وَلا ضَير مِنْ فًهْمِ أو مُحاوَلَةِ فَهمِ الآخَرِ عَلى الأَقَلّ.
    تعزيز قيمة الوطن والإنسان
    -برأيك كيف يمكن مواجهة حرب التهويد الثقافية التي تشن على أهلنا في فلسطين المحتلة عام 48؟ بِتَعْزيزِ قيمَة الوَطَنِ والإِنْسانِ واللغَةِ في هذا الجيل، وَإِقامَة قَدَر الإِمْكانِ حَلَقات وَصْلٍ وَتَوْعِيَة مَعْ شَتّى أرجاءِ الوَطَنِ، حَتّى تَصِلّ فِكْرَة البَقاءِ والهَوِيَّة إِلى عقله، لِيَسْتَوْعِبَ القَضِيَّة كَما هِيَ، لا كَما هُوَ مُخَطَّط إِعْطاؤها لَه.
    وَهذا حِملٌ ثَقيلٌ يَتَقاسَمُه الأَهلُ وَمُثَقَّفو الوَطَنِ الذي يُشَكِّل القِسْم الأَكْبَر حِمْلاً عَلى عاتِقِهم، إِذ يَجب أَن يَكونوا بالمِرْصادِ لِهذِهِ الحَرْب التَّهْويدِيَّة.
    - هل لك ان تطلعينا على خططك المستقبلية سواء على الصعيدين الأدبي أو الحياتي؟
    عَلى الصَّعيدِ الأَدَبِيّ فَأَنا في صَدَدِ ِاصْدارِ كِتابي الأَوَّل وَهُوَ عِبارَة عَن مَجْموعَة مِنَ الخَواطِرِ الشِّعْرِيَّة ، هذا بالإضافَةِ إِلى العَمَل عَلى تَطوير الدُّواة.
    وَعَلى الصَّعيدِ الحَياتي فَقَد بَدَأْتُ بالخطْوَة الأولى لاسْتِكْمالِ دِراسَة اللقَبِ الثّاني في اللغَة العَرَبِيَّة وآدابها على أمل الظّفر بِها، مصَوّبة ناظِري نحو اللقب الثّالث.
    الكتابة تُصنف حسب ابداعها
    - هل تعتقدين أن البيئة المجتمعية ملائمة لميلاد ابداعات أدبية نسوية فلسطينية؟
    لا أُؤَيّد تَصْنيفَ الكِتابات حَسب كاتِبها، فالكِتابَة هي كِتابَة سواء أَكان كاتِبها رجلا أَم امْرَأَة، هي تُصَنَّف حسب إِبداعِها وَتَأَلّقها ومَكانتها المَأْخوذة مِنَ الأَدَبِ بِشَكْلٍ عام، فللكِتابَة النّسوِيّة الفِلَسْطينِيّة وُجودٌ مُهِمٌّ مُنْذُ زَمَنٍ، فهاهِيَ فدوى طوقان وسَميرَة عَزّام وَسَحر خَليفَة وغيرهن، مِنَ النّساءِ يَتَأَلَّقن عَلى مِنَصَّة الأَدَب الفِلَسْطينِيّ. مَعْ وُجوب الإِشارَة إِلى أَنّ بَعْضَ التَّحَفّظات مازالت تُحُدّ مِنْ إِبْداعِ الجِنْس الأُنْثوي أَو مِنْ انْتِشارِهِ، لكِن هذا لا يِمْنُع ميلاد إبداعاتٍ نَسَوِيَّة تَسْتَحِقّ النَّظر والاهْتمام، عَلى العَكْس ، ففي الآوِنَة الأخيرة أَرى إقبالا مُتزايداً مِنْهُنّ عَلى ثَقب هذه الدّائِرة المُغْلَقة، لكِنّ الأَهَمّ مِنْ ذلِكَ هُوَ الاسْتِمرارِيّة والتَّحَدى في سَبيل الوُصول إِلى المُبْتَغى.
    خُلوة روحانِيّة وَمُتْعَة عَقْلِيَّة
    - هناك من يعتقد أن الكتابة الأدبية تحددها خطوط حمراء أدبية ممثلة تحديدا بالجنس والدين..هل تتوافقين مع هذا الرأي؟
    ذاكَ الثّالوثُ (الدّين، الجِنْس، السِّياسَة) الذي أَوْجَدْناهُ نَحْنُ وَدَخَلْنا إِلَيْهِ وَأَغْلَقْنا الدّائِرَة والبابَ خَلْفَنا، لَيْسَ خَطّاً أَحْمر، أَو هَكَذا أَراه، فالدّينُ قَضِيَّة وُجودٍ نَسْتَقي مِنْها أَنْفُسَنا، وَكَذلِكَ الجِنْسُ فَهُوَ غَريزَة بَشَرِيَّة واسْتِمْرارٌ للحَياة وَسَنَّة وُجود، وَخُذ عَلى ذلِكَ الضِّلْع الثّالِث مِنْ مُثَّلَّث التَّحْريم .
    ما يُشَكِّلُ خَطّاً أَحْمَرَ هُوَ كَيْفِيَّةُ تَعاطي هَذِهِ القَضايا، وَالأُسْلوب الذي تُطْرَح بِها، فَلَسْنا بِحاجَةٍ إِلى الإِساءَة للأَدْيانِ أَو إِظْهارِ عدائِيَّة لِدينٍ مِنَ الأَدْيانِ كَوْننا لا نَنْتَمي لَه، هذه هِيَ الخُطوط الحَمراء، المَساس بِطَبيعَة الشَّيْء وَقُدْسِيَّته، لَسْنا بِحاجَة لِوَصْفِ مَشاهِد جِنْسِيَّة فاضِحَة في كِتاباتِنا لِيُنْشَر الكِتاب أَو يُرَوَّج ، الكِتابة لَيْسَت قَناة فَضائِيَّة، إِنَّها خُلوة روحانِيّة وَمُتْعَة عَقْلِيَّة وَتْفريغ عاطِفِي للكاتب والقارِئ عَلى حَدّ سواء، كُلّ بِمَنْظورِه وفِكْره .
    الكِتابَة لا يُحَدِّدُها إِلّا أَخلاقِياتُ كاتِبها وَمُسْتواه الثَّقافي والفِكْرِيّ والإِنْساني، كَما وأَنَّها حُرِّيَّة شَخْصِيَّة مَنوطَةٌ بِعَدَمِ التَّعَدّي عَلى أَخْلاقِيّاتِ المُجْتَمَع.
    الوطن والثقافة
    - متى يكون الوطن أكثر جمالاً، أكثر اخضراراً، أكثر عطاء ، وأكثر إصراراً على جعل النهار هوية لا ينطفئ نورها؟
    حينَما تُشْرُقُ شَمْسُ البِلادِ عَلى أَوَّلِ حَرْفٍ في الهِجائِيَّة وَتَقفل عَلى آخِرِ حَرْف منها، عِنْدَما تُشْرِقُ شَمْسُ بِلادي عَلى لَوْنِ بِطاقَةٍ واحِدَةِ وَتَغْفو عَلى ذاتِ اللون، حينَما تُحَلِّقُ أَعين أَبْناء الوَطَنِ تُظَلِّلُها حُدودُ وَطَنٍ يَعْتَرِفُ بِوُجودِ كُلِّ واحِدٍ مِنْهُم.
    عِنْدَما تُرْفَعُ الأَقْلامُ وَتُنْشَرُ الأَوْراق لِرَسْمِ شَكْلٍ واحِدٍ وَلَوْنٍ واحِدٍ للوَطَنِ دونَ تَفْرِقَةٍ أَو نِزاعات!
    -هل لك من رسالة أخيرة لقراء »ے الثقافي»؟
    عَلّي أَخْتَصِرُ ما أُريدُه وأَتَمَنّاه مِنْ أَبْناءِ وَطَني في كَلِمَتَيْنِ »الوَطن والثَّقافة»! لِنَعي قيمَة الوَطَنِ وَمكانَته وَأَهمِّيَّته، عَلَينا أَنْ نَقْرَأَ ماضيه ونَكْتُبَ حاضِرَه، يَجِبُ أَنْ نَعْرِفَ التّاريخَ كَما هُوَ، ولنْ يَكون ذلِكَ إِلّا بالاطِّلاعِ والثَّقافَة حينَها سَيّتّغَلْغَل الوَطَنُ رُوَيْداً رُوَيْداً في نُفوسِنا.
يعمل...
X