تويت
تم طلب من بعض أعضاء المنتدى تزوديهم ببعض ما كتب هذا الشاعر الجميل وها انا ألبي طلبكم من أخر مجموعة شعرية أاصدرها وأود اهداء نسخة منها لمن يحب. تجدونها عند الاستاذ فريد ظفور
عنوان المجموعة الشعرية / للبياض البعيد/ كما ذكرت سابقاً
تم اهداءه من قبل الشاعر إلى ابنه المتوفي أسامة ..
أرق من الماء كانَ ، وكان خجولاً ، شفيفاً ، يحب الكلام البسيط ، ويأنس - إلا قليلاً - بأترابه في المساءات ، حين تخرج أشجار طرطوس في نزهة ،
أو يعن على بال عشبِ الحدائقِ أن يتسلّى قليلاً بما يتساقط من سمرِ الساهرين ، يقول لنا - غالباً - أين يذهب ، لكنه لم يقل : إنه سوف يترك ألعابه ، بيت جدته ، وصديقاته ، سوف يترك قلبي وحيداً ، ليلعب في الحارة الثانية !
هو اعتاد أن يتأخر ، لكنّني قلق ، فالبساتين عادت إلى بيتها ، والأغاني تلم صداها ، ولكنه لم يعد ! والهواء يضيق ، السماء تضيق ، ولكنه ......!!
كان يا ما كان - حدثنا الحزن - بيت على ربوة من حنان ، يظلل شرفته الياسمين ، يطل على حارة نسجتها الحكايات من تعب ، وسذاجة حلم ، ومن شقوة الأمهات اللواتي ولدن عجائز ! أجّلن زهو الشباب لأطفالهن ، وكان الزمان يمر بطيئاً ! وكان الأمان يقاس بما في العنابر من " برغل " وما في الخوابي من الزيت ، ما في الغيوم البعيدة من " هندباء " و " خبيزة " ومشاوير مزمعة حين تضجر من نومها الشمس ، أو تفرج الأرض عن خضرة في ثياب المطر !
في مكان أخر من المجموعة يقول تحت عنوان ( حياة ) :
نفتتح الحياة بالبكاء !
ونعلن الرّحيل بالبكاء .
وبين دمعتين مرّتين ،
نقول : إننا أحياء !!!!
لا نندب الأشجار في خريفها ،
إذ ينهش الصقيع
أغصانها الطويلة .
لكننا نهتزّ من جذورنا ،
إذا أفاق منجل الشتاء في الربيع ،
واجتثّ عن براعم الورود
لثغة الطّفولة !
أنهى الشاعر مجموعته بعنوان ( أسف يا بني ) :
أسف يا بني
ما استطعت البكاء كما أشتهي !
كان هولك أسود مثل رماد الرجاء ،
حين أطفأت وجه السماء ،
ليبدأ ليل ...,
ولا ينتهي !
أسف أنّ شِعري ضرير
ونبضي تكسر بين العروق !
هل تسمي القصيدة شعرا
إذا غادرتها البروق ؟
لا .... وقبرك ،
أصبحتُ محض انتظارِ مريرِ
لشمسِ ترافقني .....
للشروق !
أسفة للاطالة
عنوان المجموعة الشعرية / للبياض البعيد/ كما ذكرت سابقاً
تم اهداءه من قبل الشاعر إلى ابنه المتوفي أسامة ..
أرق من الماء كانَ ، وكان خجولاً ، شفيفاً ، يحب الكلام البسيط ، ويأنس - إلا قليلاً - بأترابه في المساءات ، حين تخرج أشجار طرطوس في نزهة ،
أو يعن على بال عشبِ الحدائقِ أن يتسلّى قليلاً بما يتساقط من سمرِ الساهرين ، يقول لنا - غالباً - أين يذهب ، لكنه لم يقل : إنه سوف يترك ألعابه ، بيت جدته ، وصديقاته ، سوف يترك قلبي وحيداً ، ليلعب في الحارة الثانية !
هو اعتاد أن يتأخر ، لكنّني قلق ، فالبساتين عادت إلى بيتها ، والأغاني تلم صداها ، ولكنه لم يعد ! والهواء يضيق ، السماء تضيق ، ولكنه ......!!
كان يا ما كان - حدثنا الحزن - بيت على ربوة من حنان ، يظلل شرفته الياسمين ، يطل على حارة نسجتها الحكايات من تعب ، وسذاجة حلم ، ومن شقوة الأمهات اللواتي ولدن عجائز ! أجّلن زهو الشباب لأطفالهن ، وكان الزمان يمر بطيئاً ! وكان الأمان يقاس بما في العنابر من " برغل " وما في الخوابي من الزيت ، ما في الغيوم البعيدة من " هندباء " و " خبيزة " ومشاوير مزمعة حين تضجر من نومها الشمس ، أو تفرج الأرض عن خضرة في ثياب المطر !
في مكان أخر من المجموعة يقول تحت عنوان ( حياة ) :
نفتتح الحياة بالبكاء !
ونعلن الرّحيل بالبكاء .
وبين دمعتين مرّتين ،
نقول : إننا أحياء !!!!
لا نندب الأشجار في خريفها ،
إذ ينهش الصقيع
أغصانها الطويلة .
لكننا نهتزّ من جذورنا ،
إذا أفاق منجل الشتاء في الربيع ،
واجتثّ عن براعم الورود
لثغة الطّفولة !
أنهى الشاعر مجموعته بعنوان ( أسف يا بني ) :
أسف يا بني
ما استطعت البكاء كما أشتهي !
كان هولك أسود مثل رماد الرجاء ،
حين أطفأت وجه السماء ،
ليبدأ ليل ...,
ولا ينتهي !
أسف أنّ شِعري ضرير
ونبضي تكسر بين العروق !
هل تسمي القصيدة شعرا
إذا غادرتها البروق ؟
لا .... وقبرك ،
أصبحتُ محض انتظارِ مريرِ
لشمسِ ترافقني .....
للشروق !
أسفة للاطالة
تعليق