إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

'شخص صالح للقتل' نصوص شريف صالح القصصية -الناقد والشاعر مختار عيسى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • 'شخص صالح للقتل' نصوص شريف صالح القصصية -الناقد والشاعر مختار عيسى

    نقاد وأدباء يتوقفون عند
    'شخص صالح للقتل'
    مختار عيسى: نصوص شريف صالح في كثرتها وتنوعها، تعكس حالة التشظي التي تعيشها الشخصية المصرية داخل مصر أو مغتربة خارجها.
    ميدل ايست أونلاين
    الغلاف يعبر عن رؤية الرسام أما الكاتب فلا يتحمل إلا العنوان فقط


    الكويت ـ أشار الناقد والشاعر مختار عيسى إلى أن نصوص المجموعة القصصية "شخص صالح للقتل" للكاتب المصري شريف صالح، تضم 65 نصاً تتأرجح ما بين القصر والقصر الشديد، وتتناول بجرأة لافتة التابوهات الثلاثة: الجنس والسياسة والدين، ودعا إلى مقاربتها بمعزل عن القوالب الجاهزة في التناول، في ظل تنوعها ونزوعها إلى التجريب.
    كما صنف عيسى في ورقته التي جاءت تحت عنوان "كسر التابو .. والتباسات المعنى وما ورائيات الوجود" نصوص المجموعة ما بين المشهدية التسجيلية، الريبورتاج الصحافي، القصة الواقعية، القصة الفلسفية، الإبيجرامات، الومضة، الوخزة الشعرية، سواء المعبرة عن حيرة فكرية أو تلك اليقينية الصارمة، أو الرؤية الساخرة فيما يشبه الكوميديا السوداء .
    وأشار إلى الحضور السياسي الطاغي في المتوالية السردية "الراجل اللي واقف ورا عمر سليمان" وتضم خمسة نصوص، قصة "فتاة أوباما" عن خطاب الرئيس الأميركي الشهير في جامعة القاهرة. كما يتم كسر تابو الجنس في نصوص مثل "أخت الشيخ هريدي"، "لمس الثدي"، متوالية "في مديح البيرة"، "لولا فيورباخ"، بما قد يراه بعض المتحفظين أخلاقيا خروجا على السياق الاجتماعي العام ويراه أصحاب الأيديولوجية الدينية مروقا من حظيرة الإيمان.
    أما تابو الدين فيحضر في نصوص كثيرة مثل "أخت الشيخ هريدي"، "فداك يا آيشواريا"، "اجتماع سري للآلهة" وغيرها، ومن ثم تلامس النصوص في مجملها الحالة العامة لثورات الربيع العربي ضد التصانيم ذات الثبات القبيل، وفي الوقت نفسه هي امتداد لموقف الكاتب من الحياة والكتابة.
    وأوضح أن النصوص في كثرتها وتنوعها وطريقة ترتيبها، تعكس حالة التشظي التي تعيشها الشخصية المصرية داخل مصر أو مغتربة في الخارج.
    واختتم عيسى ورقته بالتأكيد أن التاريخ والسياسة حاضران لكن في اشتباك حق مع الواقع، وأن الإنسان في نصوص "شخص صالح للقتل" ليس رقما.. ليس بوقا.. ليس وعاء قابلا للتعبئة بالحفريات الثقافية لكنه في كل حالاته إنسان من لحم ودم ، بقيمه العليا وسقوطه، بمبادئه وتخبطاته، بين السمو والهبوط، بين الصحة والاعتلال، بين القدرة على المواجهة أو الانسحاب والانكفاء على الذات.
    وكان ملتقى الثلاثاء بالكويت قد أقام ندوة وحفل توقيع لكتاب "شخص صالح للقتل" للكاتب شريف صالح والصادرة حديثاً عن "بيت الياسمين" في القاهرة. أدار الندوة الشاعر نادي حافظ.
    وقدم الناقد الكويتي فهد الهندال ورقة مختصرة عن التوجه الاجتماعي في النصوص باعتباره الهم الرئيسي المخيم على أجواء النصوص وان تنوعت فضاءاتها وشخصياتها، ورصد الحراك الاجتماعي ما بين موروثات قديمة وقضايا مطروحة في الراهن، مشيداً بالعنوان "شخص صالح للقتل" الذي يصلح كمدخل كعام للنصوص، وباللغة الرشيقة التي تميزت بها النصوص. ولفت إلى تشابه الجو العام بما يوحي به من تداع وانكسار برواية "ثرثرة فوق النيل" لنجيب محفوظ.
    فيما تحدث القاص د. عبدالمنعم الباز عن إشكالية التصنيف، فرغم وضع كلمة "قصص" على الغلاف، لكن بعض النصوص لا تندرج تحت إطار القصة القصيرة، وكان من الأفضل استبدال تعريف الغلاف بكلمة "نصوص". كما انتقد الباز التنوع الكبير في أجواء النصوص وعدم تبويبها إلى أقسام حتى لا يفقد المتلقي الحميمية في التواصل معها. ورأى أن النصوص السياسية التي تلامس اللحظة الراهنة مثل "الرجل اللي واقف ورا عمر سليمان" و"الآثار المدهشة لابتلاع لفافة بانجو" التي تتناول ملابسات مصرع الشهيد خالد سعيد، هي نصوص مرتبطة بجمهور بعينه وبلحظة محددة، ولا تراهن على البقاء.








    لكن الروائي والمسرحي علاء الجابر اختلف معه في الرأي ورأي أن النصوص بتنوعها وتشظيها، وتشظي أيقونات الغلاف، كل ذلك يعبر بصدق عن حيرتنا جميعاً كتابا وقراء إزاء اللحظة الملتبسة التي نعيشها، إلى درجة أن ما يمثل قناعة لدينا اليوم قد لا يظل مقنعا لنا في الغد أو بعد غد، ومن ثم فالنصوص تستجيب لحساسية اللحظة المعيشة.
    الروائي إبراهيم فرغلي رأى أن المجموعة تضم العديد من النصوص المميزة لكن بعض النصوص الأخرى لا تمثل أية إضافة وأثرت سلباً، مفضلاً لو كان الكاتب تخلى عنها. بينما عبرت الكاتبة جيهان عبدالعزيز عن تحفظها إزاء النصوص التي تتناول اللحظة الثورية الراهنة دون أن تأخذ حقها من الاختمار والتأني، وكذلك المتأثرة بحالة الكتابة التي فرضتها مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك.
    من جانب آخر اعترض د. أيمن بكر ود. إيهاب النجدي عن قراءة الغلاف باعتباره جزءاً من عالم الكاتب، لأنه يعبر عن رؤية الرسام أما الكاتب فلا يتحمل إلا العنوان فقط، حيث اعتبره د. النجدي مفتاحاً مهماً لقراءة النصوص. أما د. بكر فأشاد بالنهايات العفوية للنصوص، وإن كانت بعض النهايات لا تخلو من تكلف. وأخيراً تحدث الكاتب شريف صالح عن أجواء المجموعة وقال إنه مع كل كتاب جديد، يلتقط من بين نصوصه خيطاً يصلح كمشروع متكامل، ففي مجموعته الثانية "مثل العشق" ارتكزت النصوص على العلاقة المعقدة بين الرجل والمرأة، بينما في "شخص صالح للقتل" فهي تضم عشرات النصوص التي تتنوع بين فضاءات وأزمنة كثيرة، وتمت كتابتها على مدى عشرين عاماً، فما يجمعها هو مشروع "القصة القصيرة جداً" وإمكانية أن يكون هناك سرد أو خيط حكائي ولو في جملة أو سطر واحد، وهكذا تراوحت النصوص من سطر إلى ثلاث أو أربع صفحات على أقصى تقدير. موضحاً أنه قد لا يكون راضياً تماماً، ومتردداً عن عشرة نصوص لكنه فضل تضمينها الكتاب باعتبارها جزءاً من المشروع. كما أشار إلى أن تعامله مع التابو ليس موجهاً ضد الدين، أو لخلاف مذهبي مع أي فريق، بل هو محاولة لمواجهة واقعنا بشجاعة أملاً في تحقيق قيم العدالة والحرية، في الواقع، لا عبر الشعارات فحسب.
يعمل...
X