Announcement

Collapse
No announcement yet.

جمانة جبر الفنانة المبدعة : الفن هو ملاذنا الآمن

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • جمانة جبر الفنانة المبدعة : الفن هو ملاذنا الآمن

    الفنانة جمانة جبر: الفن هو ملاذنا
    الآمن في لحظات خلق تقربنا من الخالق


    دمشق - سانا
    الفن هو الملاذ الأمن والجميل والمفيد للإنسان ولاسيما أيام الأزمات إذ يعيش الفنان حالة من التصوف بين مرسمه ولوحاته فيصنع عالمه الخاص الذي يصهر فيه مشاهد الدمار والكوارث والحروب فينعكس قلقه على تفاعله مع عمله الإبداعي0
    تلك هي رؤية الفنانة الدكتورة جمانة جبر التي تمتلك مشروعا ثقافيا ينطلق من الايمان بالفنون وبقدرتها على إحداث تغيير إيجابي في العالم المحيط بنا وتعتبر أن الجميع بحاجة إلى خلق مشاريع وأفكار وورشات عمل تنطلق من أي نوع من الفنون التي فيها مصلحة للوطن وللإنسانية لكون الفن يرتقي بالإنسان وأحاسيسه ومشاعره .
    ولأن الفن هو القادر على تغيير العالم تقول جمانة في مقابلة مع سانا إن على الإنسان أن يلجأ الى مهاراته اليدوية مشيرة الى أن جداتنا كن يفعلن ذلك00فعندما ينكسر فنجان قهوة مثلا كن يستخدمن الكسرات مع الطين ليحصلن على شكل جميل وكن يجمعن بذور الزيتون لعمل مسابح وأشكال اخرى00إضافة الى التفنن في أشغال الابرة والصنارة00وهذه عملية خلق وابداع تريح الانسان وتسعده.
    وتحدثت عن أهمية المشاريع الجماعية كتلوين أبنية أو مقاعد في حديقة او الرسم على جدار مدرسة او صنع الأزهار لكي نزيل البشاعة التي فرضت علينا من خلال شاشات الفضائيات وتساءلت لماذا لا يعيش الانسان لحظات خلق تقربه من الخالق وتشغله عن المناظر المؤذية والمأسي المحيطة به.
    وتنشغل .. الدكتورة جمانة حاليا بالتحضير لمعرضها الجديد الذي تعتبره تجربة جديدة لم تطرح سابقا من خلال الدمج بين الفن التشكيلي والديكور في عشرين لوحة من القياس الكبير والمتوسط لتصبح اللوحة عندها ثلاثية الأبعاد بعد ارتباط عنصر الديكور مع سطح اللوحة ثنائية الابعاد أي ان المعرض شامل للوحة والفراغ.
    وتوضح الدكتورة جمانة المدرسة في المعهد العالي للفنون المسرحية وفي جامعة القلمون الخاصة انها استوحت العناصر من الذاكرة والموروث المحلي كالكرسي الشامي والقبقاب الشامي فاستخدمت الكرسي مثلا برمزيته وتألفت مع عنصر الخشب وشكل الكرسي حتى صارت تحس إنه إنسان فتحول إلى أنثى وذكر في لوحة اسمتها ادم وحواء وفي لوحة اخرى اعتبرت الكرسي القديم أشبه بالشخص الهرم00 أما تراكم الكراسي في احدى اللوحات فهو مستوحى من المقاهي الدمشقية كالروضة والنوفرة.
    وعن طريقتها في عمل اللوحة ثلاثية الأبعاد توضح أنه بعد رسم الكرسي تأخذ جزءا من كرسي حقيقي تضيفه إلى اللوحة بطريقة مدروسة فيخلق هذا العنصر البارز مجموعة ظلال تتبعها الفنانة وتخلق منها التشكيل.
    تعمل الدكتورة جمانة التي درست التصميم الداخلي في بولونيا حوالي اثنتي عشرة ساعة يوميا وعن مشروعها الثقافي تقول00 لدي هواجس أهمها ترميم البيوت القديمة التي تتوزع في عدة مناطق من سورية وتعتبر بيوتا نادرة في العالم كالبيت الدمشقي إذ قمت بترميم بناء اتحاد الأثاريين العرب في شارع الثورة بدمشق وترميم بعض البيوت المبنية من حجر البازلت الاسود في جنوب سورية /السويداء/ وأضفت إليها افكارا جديدة مستوحاة من وحي البيئة كالخدمات والاضاءة ووسائل الراحة0
    وتضيف أخذت طلابي إلى القرى الطينية في شمال سورية واتمنى أن أعمل في مشاريع لتطوير هذه البيوت 00وهاجسي الآخر هو الربط بين التصميم والحرفة أي التعاون بين الفنان والحرفي وهذا ماطبقته من خلال تصميم مصابيح شرقية اعطيها للنحاسين الذين يطوعون المادة الجافة لإنجاز أشكال حديثة بروح قديمة00وبالاجمال هناك اهمال للحرف اليدوية السورية التي بإمكانها أن تغزو العالم لما لها من هوية وطابع شرقي وفائدة وظيفية وجمالية0
    وتتابع الدكتورة جمانة 00من هواجسي ايضا مشروع تدوير النفايات وهذا ماعلمته لطلابي بجامعة القلمون من خلال ورشة عمل تحرض على الابداع واكتشاف خامات المواد وفي الوقت نفسه تحمي البيئة فاستخدموا في عملهم نفايات المواد التي يستهلكونها خلال دوامهم في الجامعة مثل/علب الكولا وعبوات المياه وكاسات البلاستيك/وصنعوا منها عملا فنيا مبتكرا بعد قصها وتلوينها يتمثل في حاجز جداري /بارتيشن/وضعوه في ردهة الكلية ليحقق الفائدة الجمالية والعملية معا0
    واشتغلت الدكتورة جمانة في جزء من مرسمها على حلم تدريب الأطفال على الرسم والأعمال الفنية إلا أن مشروعها لم يستمر اكثر من بضع سنوات بسبب عدم تجاوب الأهل الذين كانوا يعتبرون تعلم الطفل للرسم نوعا من تضييع الوقت ولم يأخذوا الموضوع بشكل جدي 00كما تحول مرسمها انذاك الى منتدى ثقافي يستضيف فنانين وكتابا يطرحون في كل مرة موضوعا للمناقشة مثل حنا مينة 00 وتقول00كان ذلك يخلق مناخات جميلة وكانت تدور مواضيع فنية وأدبية وفلسفية وبرأيي لو استمرت تلك المنتديات ماكنا وصلنا إلى هذا الحد من الضغط النفسي لأن الفن والأدب يرتقيان بالمشاعر ويعوضان الانسان عن أي ضغط مادي ممكن أن يزعجه00وماساعدني على تحقيق مشاريعي كوننا عائلة فنية فزوجي نحات مختص بتجميل المدن والنحت بالساحات وهذا ماخلق نوعا من التسارع والتنافس بيني وبينه في العمل الفني 00واحسست بهذا التنافس عندما تخرج ابني من كلية الفنون الجميلة فطغى على نقاشنا تداخل الاجيال فالشاب متحيز للفنون الحديثة ومتمرد في بعض الأحيان فيما نحمل نحن خبرة أكاديمية فيها منطق وعلم فصرنا نؤثر ببعضنا من حيث لاندري0
    ولدى سؤالها عن المجال الذي تفضله بين التشكيل والديكور أكدت الدكتورة جمانة أن الفن لا يتجزأ فأنا أعمل في أي مجال فيه خلق وابداع وأشعر أنه يحقق لي ذاتي ويعطيني الاحساس بالشيء الذي أحبه وانا لا أرغب أن أكون أسيرة جانب واحد من الفن 00أحس بنشوة اثناء العمل الفني 00احساس غامر بالسعادة يجعلني الهث دائما وراءه00وكل ما عملته منذ تخرجي حتى الأن مرتبط بالموروث والهوية الشعبية ولكن بطريقة عصرية وادعو كل فنان ان يكون لديه جزء من الذاكرة الشعبية في أعماله0
    وللفنانة جمانة لوحات مائية في المتحف الوطني وفي وزارة الثقافة ونالت الجائزة الثانية في معرض /المرأة في عيون الوطن /عام2002 وهي خبيرة استشارية في الترميم لدى مديرية الأثار والمتاحف وساهمت في اعادة تأهيل مسرح تدمر وعملت في ترميم مكتب عنبر وبيت القوتلي00كما صممت الديكور/سينوغرافيا/ لمسرحيات الأطفال وعملت دمى معدنية وقماشية في مسرح الحمراء بمناسبة يوم المسرح العالمي0
    سلوى صالح
Working...
X