Announcement

Collapse
No announcement yet.

الرثاء الكوني بكتاب قيثارة فلسطين محمود درويش - للدكتور إبراهيم خليل

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • الرثاء الكوني بكتاب قيثارة فلسطين محمود درويش - للدكتور إبراهيم خليل


    الرثاء الكوني بكتاب قيثارة فلسطين محمود درويش - للدكتور إبراهيم خليل


    «قيثارة فلسطين» أول جولة حرة في قصائد درويش
    الشهرة والاغتراب ولحظة الحقيقة

    الرثاء الكوني

    وقصائد محمود درويش التي قالها في تأبين الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر أو استشهاد القادة الفلسطينيين الثلاثة في بيروت 1973 وهم كمال ناصر وكمال عدوان وأبو يوسف النجار لم تكن رثاء بل تحولت من ندب إلى تحريض ومقاومة ونشيد وطني وتعبير عن أن الموت ليس نهاية المطاف بل بداية مسيرة وميلاد جديد لخضرة كادت أن تنقرض بسبب عسف الإحتلالين: “أنراك يا وطني/ لأن أصابع الشهداء تحملنا إلى صفد/ صلاة أو هوية/ ماذا تريد الآن منّا/ خذهم بلا أجر/ ووزعهم على بيّارة جاعت/ لعل الخضرة انقرضت/ هناك الشيء”.
    وتمزج قصيدته بين عناصر من المراثي القديمة وأخرى من التي أشاعها درويش في أشعاره عن شهداء فلسطين، فليس الموت هو موت الفقيد بل هو موت الشاعر الذي يؤبن، فمن خلال رثائه لراشد حسين وأحمد الزعتر وإبراهيم مرزوق وعزالدين قلق وماجد أبو شرار وآخرين نجده يرثي الزمن الذي لعبت أقداره دورا في جعل الفلسطيني يموت غدرا في أجل ليس أجله ومكان ليس وطنه وبدن ليس بدنه: “يا أحمد العربي قاوم/ لا وقت للمنفى/ وأغنيتي ستذهب في الحصار”. ومن وجهة نظر المؤلف فإن لدرويش فضل كبير في الخروج بقصيدة الرثاء من النمط التقليدي الذي يكتفي بالبكاء وذكر مناقب الراحل وتعظيمه، إلى موقف يندمج فيه الشاعر بالمرثي فهو يرثي نفسه والفقيد في آن ويتحول الموقف من البكاء إلى التحريض ثم الثورة وإلى مساءلة الوجود عن الحياة والموت والهوية والوطن والنفي والعودة وحق الإنسان في أن يكون حرا في بلاده بلا سجون أو قيود، أي أن المرثية باتت على يديه قصيدة كونية تعبر عن رؤيته للعالم وليس مجرد نواح كالذي عرف في طقوس الندب الشعري.
Working...
X