إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

السَّموءل بن حيَّان بن عادياء شاعر يهوديٌّ نادر وصاحب لامية العَرَب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السَّموءل بن حيَّان بن عادياء شاعر يهوديٌّ نادر وصاحب لامية العَرَب

    السموأل بن عادياء

    هو : السموءل بن حيا بن عادياء بن رفاعة بن الحارث بن ثعلبة بن كعب بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن الحارث بن قحطان .

    * شاعر جاهلي حكيم ، من سكان خيبر في شمال المدينة ، كان يتنقل بينها وبين حصن له في تيماء سماه ( الأبلق ) ، أشهر شعره لاميته ، وهي من أجود الشعر . وكان معتنقا للديانة اليهودية .

    وبه ضرب المثل في الوفاء ، فقيل : أوفى من السموءل

    وكان من قصة وفاءه بالعهد أن امرؤ القيس بن حجر الكندي أستودع عنده امرأته ، وأدرعه ، وماله قبل ذهابه إلى قيصر الروم .. ولما مات امرؤ القيس عام 58 قبل الهجرة جاء الحارث بن أبي شمر المعروف بالأعرج إلى السموأل فطلب منه دروع امرئ القيس ، وأسلحته ، فأبى السموءل ، وتحصن بحصنه الأبلق ، فأخذ الحارث ابنا له وناداه : أما أن تسلم الأدرع لي ، وإما قتلت ولدك . فأبى أن يسلم الأدرع . فضرب وسط الغلام بالسيف فقطعه وأبوه يراه وانصرف . ثم جاء السموأل إلى ورثة امرئ القيس وسلمهم الأدرع . فضرب به المثل في الوفاء ؛ فقيل : أوفى من السموأل .

    ومن أشعاره قوله :

    وما مات منا سيد حتف أنفه # # # ولا طل منا حيث كان قتيل
    تسيل على حد الظبات نفوسنا # # # وليس على غير السيوف تسيل


    وقوله :

    إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه # # # فكل رداء يرتديه جميل
    وان هو لم يحمل على النفس ضيمها # # # فليس إلى حسن الثناء سبيل
    إذا المرء أعيته المروءة يافعا # # # فمطلبها كهلا عليه ثقيل


    وقوله :

    تعيرنا أنا قليل عديدنا # # # فقلت لها إن الكرام قليل
    وما ضرنا أنا قليل وجارنا # # # عزيز وجار الأكثرين ذليل


    * توفي سنة 63 قبل الهجر


    أوفى من السموءل
    مصطفى شيخ مصطفى
    حديثٌ يجرُّ حديثًا، ووفاءٌ يذكِّر بوفاء، وشِعر يذكِّر بشِعر، وما أكثرَ الشَّعرَ في أدبنا وتاريخنا - أمَّةَ العرب - وما أكثرَ القصصَ التي نَدرتْ، فذُكِرت لندرتها أو لسبب! وقصص الوفاء ليستْ قليلةً، اشتهر منها الكثيرُ، ولكنَّ قصةَ السَّموءل مع الكنديِّ امرئِ القيس قصةٌ نادرة، حفظتْها كتبُ الأدب في ثناياها، وأرَّختْها كتبُ الأمثال "فقد جاء في الأمثال: "أوفى من السَّموءل" ما القِصَّة؟ ومَن بطلُها؟
    هو السَّموءل بن حيَّان بن عادياء، وهو يهوديٌّ، أودعه الكندي (امرؤ القيس) أدرعًا حين ذهب يَسعى في إعادة مُلْك أبيه، وقال كلمتَه المشهورة:" اليومَ خمر، وغدًا أمر"، فذهبت مثلاً، ثم قال:

    خَلِيلَيَّ لاَ فِي الْيَوْمِ مَصْحىً لِشَارِبٍ *** وَلاَ فِي غَدٍ إِذْ ذَاكَ مَا كَانَ يَشْرَبُ

    ثم قال: ضيَّعني صغيرًا، وحمَّلني دمَه كبيرًا، لا صحوَ اليوم، ولا سُكر غدًا.

    فلمَّا مات غزاه ملكٌ من ملوك الشام، فتحصَّن منه فأخَذ ابنًا له، وكان خارجًا من الحِصن، وقيل: إنَّه كان متصيِّدًا، فأضحى المصيدَ، فصاح الملك بالسَّموءل، فأشرف عليه فقال: هذا ابنُك في يدي، وقد علمتَ أنَّ امرأَ القيس ابنُ عمِّي ومن عشيرتي، وأنا أحقُّ بميراثِه، فإنْ دفعتَ إليَّ الدروع، وإلاَّ ذبحت ابنك، فقال: أجِّلْني، فأجَّله، فجَمع أهلَ بيته ونساءَه فشاورَهم، فكلٌّ أشار عليه أن يدفعَ الدروعَ، ويستنقذ ابنَه. لكنَّه قال كلمةً - ولا أحلى ولا أجمل -: "إنَّ الغَدْرَ طوقٌ لا يَبلى، ولابني هذا إخوةٌ"، فلمَّا أصبحَ أشرف عليه، وقال: ليس إلى دفْع الدروع سبيل؛ فاصنع ما أنتَ صانع، فذبَحَ الملِكُ ابنَه وهو مشرفٌ ينظر إليه، ثم انصرف الملِكُ بالخَيْبة، فوافى السَّموءل بالدُّروعِ الموسمَ، فدفَعَها إلى ورثةِ امرئ القيس، وقال في ذلك:

    وَفَيْتُ بِأَدْرُعِ الْكِنْدِيِّ إِنِّي *** إِذَا مَا خَانَ أَقْوَامٌ وَفَيْتُ
    بَنَى لِي عَادِيًا حِصْنًا حَصِينًا *** إِذَا مَا سَامَنِي ضَيْمًا أَبَيْتُ
    وَقَالُوا عِنْدَهُ كَنْزٌ رَغِيبٌ *** فَلاَ - وَاللَّهِ - أَغْدِرُ مَا مَشَيْتُ
    طِمِرًّا تَزْلَقُ الْعِقْبَانُ عَنْهُ *** إِذَا مَا نَابَنِي ظُلْمٌ أَبَيْتُ


    وقال الأعشى يُخاطب شريحَ بن السموءل بن عادياء، وقيل: شريح بن حصْن بن السموءل، وقيل شريح بن عمران بن السموءل من أبيات:

    كُنْ كَالسَّمَوْءَلِ إِذْ طَافَ الْهُمَامُ بِهِ *** فِي جَحْفَلٍ كَسَوَادِ اللَّيْلِ جَرَّارِ
    بِالأَبْلَقِ الْفَرْدِ مِنْ تَيْمَاءَ مَنْزِلُهُ *** حِصْنٌ حَصِينٌ وَجَارٌ غَيْرُ غَدَّارِ
    فَسَامَهُ خُطَّتَيْ خَسْفٍ فَقَالَ لَهُ *** قُلْ مَا بَدَا لَكَ إِنِّي مَانِعٌ جَارِي
    فَقَالَ ثُكْلٌ وَغَدْرٌ أَنْتَ بَيْنَهُمَا *** فَاخْتَرْ وَمَا فِيهِمَا حَظٌّ لِمُخَتَارِ
    فَشَكَّ غَيْرَ طَوِيلٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ *** اقْتُلْ أَسِيرَكَ إِنِّي مَانِعٌ جَارِي
    فَقَالَ تَقْدِمَةً إِذْ رَامَ يَقْتُلُهُ *** أَشْرِفْ سَمَوْءَلُ فَانْظُرْ فِي الدَّمِ الْجَارِي
    أَأَقْتُلُ ابْنَكَ صَبْرًا أَوْ تَجِيءُ بِهَا *** طَوْعًا فَأَنْكَرَ هَذَا أَيَّ إِنْكَارِ
    فَشَكَّ أَوْدَاجَهُ وَالصَّدْرُ فِي مَضَضٍ *** عَلَيْهِ مُنْطَوِيًا كَاللَّذْعِ بِالنَّارِ
    وَاخْتَارَ أَدْرَاعَهُ مِنْ أَنْ يُسَبَّ بِهَا *** وَلَمْ يَكُنْ عَهْدُهُ فِيهَا بِخَتَّارِ
    وَقَالَ لاَ أَشْتَرِي عَارًا بِمَكْرُمَةٍ *** فَاخْتَارَ مَكْرُمَةَ الدُّنْيَا عَلَى الْعَارِ
    وَالصَّبْرُ مِنْهُ قَدِيمًا شِيمَةٌ خُلُقٌ *** وَزَنْدُهُ فِي الْوَفَاءِ الثَّاقِبُ الْوَارِي

    ذُبِح ابنُه على مرأًى منه، وأبى إلاَّ الوفاء، سيرةٌ نادرة لشاعر نادر، وهو ذاته صاحب لامية العَرَب الشهيرة.
يعمل...
X