قصيدة ( مــن أتــون الــفــورة )
شعرالمحامي : منير العباس
مــن أتــون الــفــورة
دَمُنَا تَخَضَّبِ مِنْ دِمَاءِ " الْفَوْرَةِ " **
** وَغَفَتْ عَلَى صَوْتِ الرَّصَاصِ أَرِيْكَتِي
وَغَدَا غُرَابُ الْبَيْنِ يَنْعَبُ شَامِتاً **
** حِيْنَ اسْتَبَاحَ الشَّوْكُ وَرْدَ حَدِيْقَتِي
وَتَشَابَهَتْ كُلُّ الْوُجُوْهِ تَجَهُّماً **
** مَا عُدْتُ أَعْرِفُ خَيْمَتِي مِنْ خَيْمَتِي
وَغَدَوْتُ أَجْتَرِعُ الْمَرَارَةَ مُرْغَماً **
** وَعَكَفْتُ زُهْداً فِي خِبَاءِ الْجَدَّةِ
مَا رَاعَنِي حَرْبُ الْكَلامِ وَمَا سَبَتْ **
** مِنِّيْ سُيُوْفُ الْغَدْرِ قُوَّةَ هِمَّتِي
فَالْحَرفُ سَيْفِي والسِّنَانُ مَطِيَّتِي **
** " عَبَّاسُ " ذِيْ صِفَتِي كَذَلكَ كُنْيَتِي
فَلَكَمْ شَكَتْنِي الْحَرْبُ حَيْثُ قَهَرْتُهَا **
** فَالْحَرْبُ سَاحِي وَالضِّرَامُ مَطِيَّتِي
وَلَكَمْ رَبِيْعُ الْحَقْلِ قَبَّلَ جَبْهَتِي **
** وَالْبَاحِثُوْنَ لَكَمْ رَوَتْهُمْ حِكْمَتِي
لَكِنَّنِي أَلْقَيْتُ سَيْفِيْ مُكْرَهَاً **
** وَرِمَاحُ فِكْرِيْ أُفْرِغَتْ مِنْ جَعْبَتِي
فَالْخَصْمُ أَهْلِي هَاهُنَا وَخُصُوْمُهُمْ **
** أَبْنَاءُ عَمِّي الأَقْرَبُوْنَ وَعَمَّتِي
بَعْضٌ تَأَمْرَكَ عَامِداً مُتَعَمِّداً **
** وَالْبَعْضُ أُمْرِكَ بِابْتِلاعِ الْكِذْبَةِ
فَرَعَتْهُ تِيْجَانُ الْخَلِيجِ كَقاتلٍ **
** كَيْمَا تَنَالَ بِهِ ثَنَاءَ السَّادَةِ
قَدْ سَخَّرُوا لِخَرِيْفِنَا أَمْوَالَهُمْ **
** وَسِلاحُهُمْ يَغْتَالُ طُهْرَ الْوَرْدَةِ
وَاسْتَنْفَرُوا لِخِدَاعِنَا إعْلامَهُمْ **
** فَغَدَا يُحَلِّقُ فِي الْفَضَاءِ بِعَنْزَةِ
وَغَدَا " مُسَيْلَمَةٌ " يُوَزِّعُ إِفْكَهُ **
** مَا بَيْنَ " عِبْرَانِيَّةٍ " وَ " جَزِيْرَةِ "
وَاسْتَنْزَفُوا جَيْشَ الإبَاءِ بَغَدْرِهِمْ **
** وَالشَّعْبُ زّجُّوهُ بِأَبْشَعِ مِحْنَةِ
وَالآخَرُوْنَ تَمَسَّكُوا فِيْ مَطْلَبٍ **
** حَقٍّ تَحَقَّقَ دُوْنَ أَيِّ تَعَنُّتِ
وَلَدِيْ كَمَا " الْبُوشَارُ " يَرْقُصُ فِي دَمِي **
** وَبَكَتْ عَلَى بَابِ الْفُؤادِ بُنَيَّتِي
وَسَمِعْتُ أُمِّيْ دُوْنَ نُطْقٍ أَعْلَنَتْ **
** مَا عُدْتَ ابنيْ ، قَدْ كَرِهْتُ أُمُوْمَتِي
وَالصَّحْبُ والْجِيْرَانُ دَانُوا فِعْلَتِي **
** وَاسْتَنْكَرُوا صَمْتِيْ وَصَمْتَ قَصِيْدَتِي
وَكَذَا الشَّهِيْدُ أَبِيْ أَتَانِي قَائِلاً : **
** أَأَنَا الشَّهِيْدُ وَأَنْتَ تَعْقُرُ نَاقَتِي؟
انْهَضْ بُنَيَّ كَمَارِدٍ مُسْتَهْدِياً **
** بِهُدى الرَّسُوْلِ وَصَحْبِهِ وَالْعِتْرَةِ
وَاحْمِلْ عَصا مُوسَى وَصِلْبَانَ الْمَسِيْـ **
** ـحِ فَإِنَّهُمْ حِرْزٌ لأَيَّةِ عَثْرَةِ
انْهَضْ صَلاحُ الدِّيْنِ عَادَ بِجُنْدِهِ **
** والشَّامُ لَبَّتْ لِلنِّدَاءِ وَهَبَّتِ
انْهَضْ فَفِي الْوَطَنِ الْجَرِيْحِ دَمٌ **
** يَحْتَاجُ إِصْلاحاً بِأَيِّ وَسِيْلَةِ
ابْدَأْ حِوَاراً مَعْ شَقِيْقِكَ وَاسْتَشِرْ **
** أَهْلَ الدِّرَايَةِ فِي أُمُوْرِ السُّلْطَةِ
لا تَرْفَعِ السَّيْفَ الْخَؤونَ كَفَاسِقٍ **
** أَوْ قَاتِلٍ مُتَنَكِّرٍ بِضَحِيَّةِ
لا تَحْسَبَنْ بِالْقَتْلِ تُصْلِحُ فَاسِداً **
** فَالْقَتْلُ لِلإصْلاحِ عُهْرُ الثَّوْرَةِ
وَفِّرْ سِلاحَكَ لِلْجِهَادِ بِغَزَّةٍ **
** وَالْقُدْسِ والْجَوْلانِ تِلْكَ وَصِيَّتِي
فَنَفَخْتُ فِي رُوْحِي لَعَلِّيْ أَهْتَدِي **
** عَبْرَ الرَّصَاصِ إلى مَسَارِ عُرُوْبَتِي
وَخَرَجْتُ كَالأَمْوَاتِ حِيْنَ نُشُوْرِهِمْ **
** وَضَرَبْتُ ضَرْبَةَ نَاهِضٍ لا مَيِّتِ
وَتَقّلَّدَ الْقَلَمُ الجَرِيْحُ مَوَاجِعِيْ **
** فَغَدا يَكِرُّ عَلَى صَحِيْفَةِ مُهْجَتِي
كَتَبَ : الْعُرُوْبَةُ قَلعَةٌ لَنْ تَنْحَنِي **
** وأُسُودُها فِيْ الشَّامِ فَخْرُ الأُمَّةِ
وَغَداً سَتَلْقَى زَحْفَنا مُتَوَثِّباً **
** مِثْلَ الضَّيَاغِمِ فِي طِرَادِ فَرِيْسَةِ
سَتَدُكُّ تِيْجَانَ الْعَمَالَةِ خَيْلُنا **
** وَرِمَاحُنَا تَقْتَاتُ رَأسَ الْحَيَّةِ
مِنْ خَلْفِنَا الأحْرَارُ شَدُّوا أَزْرَنَا **
** لِنُعِيْدَ للأقْصَى بَهَاءَ الْحِلَّةِ
رَبَّاهُ اشْهَدْ مَا قَتَلْنَا رَغْبَةً **
** لَكِنَّنَا ضِقْنَا بِغَدْرِ الأُخْوَةِ
وَطَنِي لأَنْتَ الْخَافِقَاتُ بِرُوْحِنا **
** وَالْقَلْبُ أَنْتَ وَأَنْتَ نُوْرُ الْمُقْلَةِ
وَطَنِي لَئِنْ وَارَى تُرَابُكَ جُثَّتِي **
** لأُهَلِّلَنْ : رُوْحِيْ غَدَتْ فِي الْجَنَّةِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
حمص -13 -10-2011
المحامي منير العباس
0947613808
[email protected]
مــن أتــون الــفــورة
دَمُنَا تَخَضَّبِ مِنْ دِمَاءِ " الْفَوْرَةِ " **
** وَغَفَتْ عَلَى صَوْتِ الرَّصَاصِ أَرِيْكَتِي
وَغَدَا غُرَابُ الْبَيْنِ يَنْعَبُ شَامِتاً **
** حِيْنَ اسْتَبَاحَ الشَّوْكُ وَرْدَ حَدِيْقَتِي
وَتَشَابَهَتْ كُلُّ الْوُجُوْهِ تَجَهُّماً **
** مَا عُدْتُ أَعْرِفُ خَيْمَتِي مِنْ خَيْمَتِي
وَغَدَوْتُ أَجْتَرِعُ الْمَرَارَةَ مُرْغَماً **
** وَعَكَفْتُ زُهْداً فِي خِبَاءِ الْجَدَّةِ
مَا رَاعَنِي حَرْبُ الْكَلامِ وَمَا سَبَتْ **
** مِنِّيْ سُيُوْفُ الْغَدْرِ قُوَّةَ هِمَّتِي
فَالْحَرفُ سَيْفِي والسِّنَانُ مَطِيَّتِي **
** " عَبَّاسُ " ذِيْ صِفَتِي كَذَلكَ كُنْيَتِي
فَلَكَمْ شَكَتْنِي الْحَرْبُ حَيْثُ قَهَرْتُهَا **
** فَالْحَرْبُ سَاحِي وَالضِّرَامُ مَطِيَّتِي
وَلَكَمْ رَبِيْعُ الْحَقْلِ قَبَّلَ جَبْهَتِي **
** وَالْبَاحِثُوْنَ لَكَمْ رَوَتْهُمْ حِكْمَتِي
لَكِنَّنِي أَلْقَيْتُ سَيْفِيْ مُكْرَهَاً **
** وَرِمَاحُ فِكْرِيْ أُفْرِغَتْ مِنْ جَعْبَتِي
فَالْخَصْمُ أَهْلِي هَاهُنَا وَخُصُوْمُهُمْ **
** أَبْنَاءُ عَمِّي الأَقْرَبُوْنَ وَعَمَّتِي
بَعْضٌ تَأَمْرَكَ عَامِداً مُتَعَمِّداً **
** وَالْبَعْضُ أُمْرِكَ بِابْتِلاعِ الْكِذْبَةِ
فَرَعَتْهُ تِيْجَانُ الْخَلِيجِ كَقاتلٍ **
** كَيْمَا تَنَالَ بِهِ ثَنَاءَ السَّادَةِ
قَدْ سَخَّرُوا لِخَرِيْفِنَا أَمْوَالَهُمْ **
** وَسِلاحُهُمْ يَغْتَالُ طُهْرَ الْوَرْدَةِ
وَاسْتَنْفَرُوا لِخِدَاعِنَا إعْلامَهُمْ **
** فَغَدَا يُحَلِّقُ فِي الْفَضَاءِ بِعَنْزَةِ
وَغَدَا " مُسَيْلَمَةٌ " يُوَزِّعُ إِفْكَهُ **
** مَا بَيْنَ " عِبْرَانِيَّةٍ " وَ " جَزِيْرَةِ "
وَاسْتَنْزَفُوا جَيْشَ الإبَاءِ بَغَدْرِهِمْ **
** وَالشَّعْبُ زّجُّوهُ بِأَبْشَعِ مِحْنَةِ
وَالآخَرُوْنَ تَمَسَّكُوا فِيْ مَطْلَبٍ **
** حَقٍّ تَحَقَّقَ دُوْنَ أَيِّ تَعَنُّتِ
وَلَدِيْ كَمَا " الْبُوشَارُ " يَرْقُصُ فِي دَمِي **
** وَبَكَتْ عَلَى بَابِ الْفُؤادِ بُنَيَّتِي
وَسَمِعْتُ أُمِّيْ دُوْنَ نُطْقٍ أَعْلَنَتْ **
** مَا عُدْتَ ابنيْ ، قَدْ كَرِهْتُ أُمُوْمَتِي
وَالصَّحْبُ والْجِيْرَانُ دَانُوا فِعْلَتِي **
** وَاسْتَنْكَرُوا صَمْتِيْ وَصَمْتَ قَصِيْدَتِي
وَكَذَا الشَّهِيْدُ أَبِيْ أَتَانِي قَائِلاً : **
** أَأَنَا الشَّهِيْدُ وَأَنْتَ تَعْقُرُ نَاقَتِي؟
انْهَضْ بُنَيَّ كَمَارِدٍ مُسْتَهْدِياً **
** بِهُدى الرَّسُوْلِ وَصَحْبِهِ وَالْعِتْرَةِ
وَاحْمِلْ عَصا مُوسَى وَصِلْبَانَ الْمَسِيْـ **
** ـحِ فَإِنَّهُمْ حِرْزٌ لأَيَّةِ عَثْرَةِ
انْهَضْ صَلاحُ الدِّيْنِ عَادَ بِجُنْدِهِ **
** والشَّامُ لَبَّتْ لِلنِّدَاءِ وَهَبَّتِ
انْهَضْ فَفِي الْوَطَنِ الْجَرِيْحِ دَمٌ **
** يَحْتَاجُ إِصْلاحاً بِأَيِّ وَسِيْلَةِ
ابْدَأْ حِوَاراً مَعْ شَقِيْقِكَ وَاسْتَشِرْ **
** أَهْلَ الدِّرَايَةِ فِي أُمُوْرِ السُّلْطَةِ
لا تَرْفَعِ السَّيْفَ الْخَؤونَ كَفَاسِقٍ **
** أَوْ قَاتِلٍ مُتَنَكِّرٍ بِضَحِيَّةِ
لا تَحْسَبَنْ بِالْقَتْلِ تُصْلِحُ فَاسِداً **
** فَالْقَتْلُ لِلإصْلاحِ عُهْرُ الثَّوْرَةِ
وَفِّرْ سِلاحَكَ لِلْجِهَادِ بِغَزَّةٍ **
** وَالْقُدْسِ والْجَوْلانِ تِلْكَ وَصِيَّتِي
فَنَفَخْتُ فِي رُوْحِي لَعَلِّيْ أَهْتَدِي **
** عَبْرَ الرَّصَاصِ إلى مَسَارِ عُرُوْبَتِي
وَخَرَجْتُ كَالأَمْوَاتِ حِيْنَ نُشُوْرِهِمْ **
** وَضَرَبْتُ ضَرْبَةَ نَاهِضٍ لا مَيِّتِ
وَتَقّلَّدَ الْقَلَمُ الجَرِيْحُ مَوَاجِعِيْ **
** فَغَدا يَكِرُّ عَلَى صَحِيْفَةِ مُهْجَتِي
كَتَبَ : الْعُرُوْبَةُ قَلعَةٌ لَنْ تَنْحَنِي **
** وأُسُودُها فِيْ الشَّامِ فَخْرُ الأُمَّةِ
وَغَداً سَتَلْقَى زَحْفَنا مُتَوَثِّباً **
** مِثْلَ الضَّيَاغِمِ فِي طِرَادِ فَرِيْسَةِ
سَتَدُكُّ تِيْجَانَ الْعَمَالَةِ خَيْلُنا **
** وَرِمَاحُنَا تَقْتَاتُ رَأسَ الْحَيَّةِ
مِنْ خَلْفِنَا الأحْرَارُ شَدُّوا أَزْرَنَا **
** لِنُعِيْدَ للأقْصَى بَهَاءَ الْحِلَّةِ
رَبَّاهُ اشْهَدْ مَا قَتَلْنَا رَغْبَةً **
** لَكِنَّنَا ضِقْنَا بِغَدْرِ الأُخْوَةِ
وَطَنِي لأَنْتَ الْخَافِقَاتُ بِرُوْحِنا **
** وَالْقَلْبُ أَنْتَ وَأَنْتَ نُوْرُ الْمُقْلَةِ
وَطَنِي لَئِنْ وَارَى تُرَابُكَ جُثَّتِي **
** لأُهَلِّلَنْ : رُوْحِيْ غَدَتْ فِي الْجَنَّةِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
حمص -13 -10-2011
المحامي منير العباس
0947613808
[email protected]