إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المسميات في مدينة حمص المتعددة وأسبابها وحمص العديّة أغربها - الباحث : أ .مصطفى الصوفي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المسميات في مدينة حمص المتعددة وأسبابها وحمص العديّة أغربها - الباحث : أ .مصطفى الصوفي

    حمصيات وفوضى المسميات
    الباحث : أ .مصطفى الصوفي
    غرام أهل حمص في اختراع وتصنيع مسميات عديدة لمسمى واحد عجيب وغريب وحالة نادرة لا نجدها في باقي مدن الشام، ولعل المتابع لهذه الظاهرة الغريبة يستشف منها أمرين فهي إما نتاج عبقرية إختراعية خارقة تجد لها متنفسا في تصنيع المسميات وتركيبها على قوالب ليست لها أو أنها عملية تمويه عن مدينتهم أو أمورهم جميعها بقصد إعمائها على أهل وبلدان الشام...
    وحتى لا نستطرد في التنظير والتحليل سأبدأ بعرض الأمثلة عن حشد كبير لمسيات مدينة " حمص " فالمدينة منذ نشوءها سماها الرومان اسما يونانيا هو " أميسا " وأطلق عليها العرب والمسلمون اسم " حمص " واختفى الاسم الأول بعد الفتح الإسلامي واشتهرت بالاسم الثاني حتى اليوم، ولم يذكر للمدينة اسم آخر عند مؤلف أو تاريخي حتى يومنا هذا رغم إصرار بعض " الحمصيين " على حشر أسماء للمدينة لم تصح لها مثل ( صوبا وحامات صوبة وحميصو وحمث الكبرى وغيرها...) وجميعها نقلا عن الخوري أسعد، وقد ثبت أن هذه المسيات هي لمدن آرامية أخرى كمملكة صوبا في البقاع ومدينة حماة جارتنا الغالية.
    أما المسميات الأخرى التي تقول: ( مدينة ابن الوليد وأم الحجارة السود ودرة مدن الشام ومدينة العاصي وجارته ومدينة ديك الجن وحمص العديّة وغيرها ...)
    فهي مسميات ثبت من خلال البحث أنها حديثة لا تتجاوز فترتها بداية القرن العشرين أطلقها بعض الحمصيين الحالمين، والمغتربين على مدينتهم كصفات لا أسماء عبروا فيها عن حنينهم وشوقهم لمدينتهم الجميلة، فتفنّنوا بإطلاق هذه المسميات عليها بما يوافق مشاعرهم وعواطفهم تجاه بلدهم ومسقط رأسهم....
    وأذكر أهمهم الشاعر محمد الهلالي المتوفي 1894م، وهو شاعر حماة ـ جارتنا الغالية ـ المشهور الذي كان شاعر حمص العتيد مصطفى زين الدين صاحب الطرافة، والفكاهة يعارض قصائده بقصائد عن المأكولات والأطعمة الشهية، هذا الشاعر هو أول من ذكر اسم حمص العديّة في شعره ... والشاعر شبلي الأطرش أواخر القرن التاسع عشر أيضا سمّى حوران بالعديّة أيضاً والشاعر الثاني الذي برع باختراع مسميات للمدينة هو المهجري نسيب عريضة الذي توفي 1946م، فقد جمع معظم مسميات حمص في قصيدة واحدة أهداها إلى مدينة حمص، فذكر فيها: حمص العدية وأم الحجارة السود وجارة العاصي وديك الجن ....ونسج على منواله بعض الشعراء.
    ولم يكتف أهل حمص بمسميات المدينة بل أطلقوا مسميات عديدة على كل شيء في حمص من معالم وآثار وشوارع وغيرها....
    فقلعة حمص المشهورة والتي بنيت في العهد الإسلامي الأول، فقد سماها معاصري الزمن الحمصي المعاصر باسم قلعة أسامة وقلعة شيركوه والقلعة المجاهدية والقلعة الأيوبية ...
    ولم يرد اسمها في مصادر التاريخ، وكتب التراث حتى وقتنا الحاضر سوى باسم قلعة حمص اشتهرت به في البلدان والآفاق، فلم هذا التزوير في مسميات منها له علاقة ومنها ليس له علاقة بالقلعة أصلاً ، فالقلعة جددها ورممها وحصنها الحمدانيون والأيوبيون أيام حكم المجاهد أسد الدين شيركوه، وهذا لا يبرر أن نتخلى عن اسم القلعة، ونسميها باسم أحدهما. أما أسامة فليس له علاقة بالقلعة من قريب أو بعيد سوى أن الثكنة العسكرية الفرنسية التي كانت فوق سطح القلعة سماها الحكم الوطني بثكنة أسامة بن زيد ...
    حتى أبواب سور حمص القديم لم تسلم من المسميات العديدة للباب الواحد فهي سبعة أبواب ولكنا نجد مسميات تبلغ أكثر من 12 اسم: ( باب هود ، الباب الغربي ، باب السباع ، باب القلعة ، باب الجبل ، باب الدريب ، باب تدمر ، باب السوق ، باب الرستن ، باب التركمان ، الباب المسدود ، باب عمر ...)
    وعلى ذات المنوال كان لنهر العاصي نصيب من المسميات الحمصية فقالوا عنه: ( الأرنط ، والمقلوب ، والمعكوس ، وتيفوس ، وأورنتس ، والعاصي ...)
    وتفننوا بإطلاق مسميات على بعض الآثار تدعوا للغرابة في قولهم المئذنة المقطومة للمنارة في جامع علي أوالحسين، وهي منارة أثرية قديمة تعود للقرن الرابع الهجري بناها بكجور وهي اليوم مكان ما يسمى جامع الحسنين. وبعد ان سماها الحمصيون بالمقطومة تشاءموا منها فهدموها... ومدفن أسرة شمس غرام الملكية سموها الصومعة . وساحة جمال عبد الناصر ، تسمى الساعة الجديدة ، وساعة كرجية ، ساحة السرايا وهناك شارع شكري القوتلي يسمى شارع السرايا...
    وبالعودة إلى مسميات المدينة فقد وجدت أغرب مسمياتها قولهم: ( حمص العديّة ) وبالعودة إلى قواميس اللغة العربية لم أجد لها معنى يفيد أن يطلق على مدينة، فقد جاء في لسان العرب في معنى العدي: قومٌ عِدىً: أي متَابعدون، وقيل: غُرباءُ، مقصورٌ يكتب بالياء، والمَعْنيان مُتقارِبانِ، وهُم الأَعْداءُ أَيضآً لأن الغَريبَ بَعِيدٌ؛ وقال: العِدَى التَّباعُد. وقَوْمٌ عِدىً إذا كانوا مُتَباعِدِيِن لا أَرحامَ بينهم ولا حِلْفَ. وقومٌ عِدىً إذا كانوا حَرْباً،
    وفي جمهرة اللغة العَديّ: القوم يَعْدون في الحرب على أرجلهم، وجاءت بمعنى قوماً منهزمين فالشجر يتعلق بثيابهم فلا يلتفتون إليها، وعَدا يعدو عَدْواً. والعِداء: مصدر عاديتُ
    وأعداء الوادي: نواحيه، الواحدة عُدوة. والأعداء: جمع عَدُوّ، وهم العُداة بضمّ العين
    وقوم عِدىً، مقصور: غرباء. وتعدّيتُ على فلان تعدّياً، إذا جاوزت حدَّ الحق.
    وعُدَواء الدار: بُعدها. وبِتُّ على عُدَواءَ، أي على مكان مُتَعادٍ، إذا بتَّ على غير طمأنينة.
    هذه جميع معاني العدية اللغوية في المعاجم فأي معنى اختاره الحمصيون واي معنى يمكن أن نختاره بينها لنسمي به مدينتنا بحمص العديّة سوى تعلقنا بغرائب المسميات والمعاني ...

  • #2
    رد: المسميات في مدينة حمص المتعددة وأسبابها وحمص العديّة أغربها - الباحث : أ .مصطفى الصوفي

    وأحلى اسم لها بهالايام حمص الخائنة المندسة / باستثناء الشرفاء فيها وعددهم معروف /
    عبير
    :p

    تعليق

    يعمل...
    X