تويت
الرسالة الزراعية الأولى
لقد أثبتت المكتشفات لعلماء الآثار في منطقة المريبط على نهر الفرات في القطر العربي السوري و من خلال تحليلهم للكربون المشع لعدد من الحبوب المزروعة أهمها القمح والشعير أن عمرها أكثر من 7700 سنة قبل الميلاد وهو أقدم تاريخ للزراعة معروف حتى الآن في العالم كله كما عثر إلى جانبها على مناجل مصنوعة من الصوان و هذا يدل على أن سكان هذه المنطقة هم أول من مارس الزراعة فكانت الدليل على أن منطقتنا مهد عقيدة الخصب الزراعية العشتارية التي علمت الإنسان تأمين غذائه وضمان استمراره من خلال ظهور الأم السورية الكبرى عشتار التي علمت الأسرة السورية زراعة القمح والشعير وصناعة رغيف الخبز عن طريق الأشعار والموسيقى والفنون الشعبية التي لازال بعضها متداول في ريفنا إلى زماننا هذا وهو ما أدى بانتقال المجتمع المقيم في تلك المرحلة من الصيد والالتقاط إلى أول ثورة زراعية في العالم التي تميزت بالإبداع والاختراع في شتى مناحي الحياة من طرق الزراعة وأوقاتها إلى بناء البيوت و عمران القرى والمدن وتدجين الحيوان والنبات واستئناس الخيل وصنع أواني الفخار والخزف و الزجاج إلى النسيج وآلاته واكتشاف المعادن الذي ساعد على صنع الأدوات والآلات والمركبات فتطورت الصناعة والتجارة وصك النقود وأقاموا الحكومات ونشروا الشرائع وأسسوا مختلف العلوم فبرعوا بالموسيقى والنحت و بالرياضيات والطب والهندسة والفلك وطرق نقل وصرف المياه واخترعوا الساعة والكتابة والورق وأشادوا المدارس والمكتبات.
لقد تأكد للجميع أن الزراعة سبب التطور و النمو الاقتصادي الذي يؤسس للاقتصاد العالمي و أن الزراعة السورية هي مهد الإبداع و الحضارة الإنسانية و علينا إعادة إحيائها لأنها سرّ بقائنا و نهضتنا ووحدتنا و تقدمنا.
سلمان الأحمد