إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حكاية ( سـر المـرأة ) الراوي: خضير القاسم - نماذج مـن فرشـات الحـكاية في التراث الحمصي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حكاية ( سـر المـرأة ) الراوي: خضير القاسم - نماذج مـن فرشـات الحـكاية في التراث الحمصي

    الحكاية الشعبية في التراث الحمصي

    مديرية الثقافة بحمص
    حكاية ( سـر المـرأة ) الراوي: خضير القاسم - نماذج مـن فرشـات الحـكاية في التراث الحمصي


    نماذج مـن فرشـات الحـكاية
    سـر المـرأة
    الراوي: خضير القاسم
    كان في سالف العصر والأوان، رجل وزوجته يعيشان معاً في سرور وهناء وصدق وصراحة مبسوطين في حياتهما. في أحد الأيام زاره صديقه فجلسا يشربان الشاي ويتحدّثان ويتسامران، ومن خلال الحديث نصحه الصديق ألاّ يعطي سرّه لزوجته فالزوجة لا تؤمن على السر، ولو خبأته فترة من الزمن فإنها عند الحاجة تستخدمه ضد زوجها وقد تورده الهلاك، فأنكر الزوج كلام صديقه وقال له: إن زوجته مختلفة عن باقي النساء وأنها تحفظ السر ولا تخونه مهما حدث بينهما.
    بدأ الصديقان يتجادلان دون نتيجة، فتراهنا على هذا وطلب الصديق من الرجل أن يمتحن زوجته ويضعها تحت الاختبار، فيقول لها سراً خطيراً وينتظر عدة أيام ثم يختلق معها شجاراً قوياً، ويطردها من البيت ويرى ما يحدث بعد ذلك.
    وافق الرجل على هذا الكلام ليثبت لصديقه صحة كلامه وظنه في زوجته، واثقاً أنه سيكسب الرهان وافترقا على هذا الاتفاق.
    في اليوم التالي طلب الرجل من زوجته أن تذهب لزيارة أهلها، وتمضي اليوم وتعود في المساء فذهبت، ثم قام إلى الحديقة وحفر فيها حفرة كبيرة، ووضع فيها كيساً من الأحجار ودفنه ثم ردم الحفرة بالتراب، وأبقى آثار الحفرة ظاهرة على سطح الأرض لتبدو كأنها حفرة جديدة .
    عندما عادت زوجته إلى البيت مرت من الحديقة رأت آثار الحفرة، فسألت زوجها بلهفة عن حكاية الحفرة ؟ فردّ عليها بغضب متصنّعٍ: لا شيء. لكن الزوجة أخذت تلحّ على زوجها وتلاحقه بالأسئلة حتى أظهر أنه خضع لإصرارها حتى كشف لها السر فقال: إنه سر خطير يجب أن تكتميه عن كل الناس، وإلاّ فسيكون فيه خراب بيتي وقطع رقبتي .
    فأكدّت له الزوجة أن سرّه في بئر عميق وأن ما يمسّه يمسّها، ولن تبوح به لأحد ولو على قطع رقبتها. ففرح زوجها وباح لها بالسر وقال: إنه في غيابها نزل رجل متسللاً إلى البيت ليسرقه، فحاول منعه والقبض عليه فتعارك معه وضربه بعصا فمات، فحفر له حفرة في الحديقة ودفنه فيها ليخفي معالم الجريمة ولا يعرف بها أحد، والآن لا يعلم بهذا السر غيري وغيرك، فإياّك أن يفلت لسانك بكلمة أمام أحد فتكشفي الجريمة فأروح في داهيةٍ.
    مضت عدّة أيّام بعد الحادث، ثم اختلق الزوج شجاراً مع زوجته فضربها ضرباً موجعاً فغضبت منه، وعيّرته وهدّدته بفضح سره بقتل الرجل ودفنه في الحديقة، فزاد الرجل من ضربها حتى صبغ جلدها ثم تركها وخرج من البيت مظهراً غضبه منها.
    لم تتأخر المرأة كثيراً بعد خروج زوجها وذهبت في الحال، فأخبرت الشرطة بفعلة زوجها وأحضرتهم إلى البيت وأرتهم مكان دفن الرجل المقتول، فنبشوا الحفرة فلم يجدوا فيها سوى كيساً من الأحجار، أثناء ذلك حضر الزوج إلى البيت، فرأى ما فعلته زوجته وكيف نبشت الشرطة الحفرة وأخرجت كيس الأحجار، فضحك حتى انقلب على قفاه.
    استغربوا هذا الأمر منه ولما سألوه عن حقيقة الأمر روى للشرطة الحقيقة، وكيف اختلف مع صديقه في الأمر وتراهن معه، وأنه اصطنع الموضوع كله ليختبر زوجته، فانكشفت وبانت على حقيقتها وأنها مثل باقي النساء والمشكلة أن صديقه كسب الرهان، فتركتهم الشرطة بعد أن عرفت الحقيقة، ودعا الرجل صديقه على الغداء، وبقي الرجل وزوجته يعيشان حياتهما كالسابق، لكنه لم يعد يأمن امرأته على سرٍّ قط بعد ذلك الحادث .

يعمل...
X