تويت
كنيسة أم الزنار في حمص أقدم كنائس العالم
كنيسة أم الزنار في حمص أقدم كنائس العالم
قلائل من يعرفون أن في مدينة حمص السورية أول كنيسة بنية على وجه الارض ، وهي كنيسة أم الزنار التي يعود تشييدها إلى عام /59/ م ، وكانت عبارة عن قبو تحت الارض تتم العبادة فيه سراً خشية من الحكم الوثني الروماني ، ثم جرى توسيع بنائها في العهد المسيحي .
كنيسة أم الزنار في حمص أقدم كنائس العالم
وتاريخ هذه الكنيسة الأثرية المبكر نسبيا يعيدنا الى تاريخ دخول المسيحية الى حمص في القرن الاول الميلادي على يد أحد المبشرين السبعين وهو البشير "ميلا" الذي دعا الى النصرانية في حمص وبعلبك والرستن وحماه ، وكانت المسيحية آنذاك تعاني من الاضطهادات اليهودية والوثنية التي استمرت الى ايام الملك " قسطنطين" الذي آمن بالسيد المسيح ، واعتبر المسيحية ديانه الإمبراطورية في القرن الرابع الميلادي ، فارتاحت المسيحية آنذاك ، وبدأت تنتشر كلمة الانجيل في انحاء العالم ، وبنيت الكنائس والمعابد المسيحية ، وعلى أثر الاضطهادات العنيفة التي عانى منها المسيحيون في بداية " الكرازة الانجيلية " لم يتمكنوا من إشادة الكنائس والمعابد فكانوا يجتمعون في كهوف قابعة تحت الارض ، وكانوا يمارسون شعائرهم الدينية التي كانت عبارة عن صلوات بسيطة ، وتعتبر كنيسة أم الزنار نموذجا بديعا للكنائس الشرقية ، المتسمة بتاريخها الموغل في القدم وبنيانها العمراني المميز .
زنار السيدة العذراء
تضم هذه الكنيسة اليوم مجموعة من الايقونات والآثار الفنية لعل أهمها : " زنار السيدة العذراء " الذي أكتشف في أواسط شهر نيسان كنيسة أم الزنار في حمص أقدم كنائس العالم من عام /1953/ م في جرن حجري تحت مذبح الكنيسة حينما كان مجموعة من رجال الدين يتصفحون بعض المخطوطات والرسائل التي جمعها لنفسه المرحوم " يوسف عسكر الحمصي " المتوفى عام / 1916 / م وأهداها الى مكتبة البطريركية ، وإذ بهم يعثرون على كتاب كرشوني يتضمن قصصاً ومواعظ ظهر لهم أنه مجلد بعدة أوراق كُدست بعضها فوق بعض ، وكان الشرقيون منذ ثلاثمائة عام يجلدون بعض مخطوطاتهم بهذه الطريقة أو بخشب سميك ثم يغلفونها بجلد أو قماش سميك لقلة الكرتون ، ولما فتحوا جلدة الكتاب وجدوا مؤلفا من ست ٍ وأربعين رسالة بـ " الكرشوني " والعربي تخص أبرشية حمص وتوابعها مكتوبة منذ نيف ومائه عام ، و " الكرشوني " هو اسم للكتابة السريانية التي كانت مستعملة لنسخ النصوص العربية ، وإحداها وهي كرشونية طولها /28/ سم وعرضها /20/ سم كتبها سنة /1852 / م وجهاء ابرشية سورية { حمص - حماه - دمشق - صدد - فيروزة - مسكنة } الى وجهاء ماردين / تركيا / المجاورة لـ " دير الزعفران " للسريان ، حيث الكرسي البطريركي تتضمن أحوال ابرشيتهم ، ذكروا فيها انهم حينما هدموا كنيستهم المسماة باسم - سيدتنا العذراء - في حمص بغية توسيعها ، وتجديد بنائها لقدمه ، وتسقيفها بالخشب وجدوا زنار السيدة العذراء موضوعا في وعاء وسط مائدة التقديس في المذبح .
المائدة المقدسة
بناء على معلومات قام القيمون على الكنيسة بالكشف عن المائدة المقدسة صباح اليوم العشرين من شهر تموز / 1953 / فوجدوا رقيما حجريا طوله / 46 / سم وعرضة / 44/ سم مكتوبا عليه بـ الكرشوني بخط حسن ما يلي :
" انه في سنه / 59 / م بنيت هذه الكنيسة ، وذلك في زمان البشير ملا المدعو ايضا ايليا " ويختص موقع قصة حمص ماورد في كتاب معالم واعلام من حمص حول تاريخ تجديد الكنيسة في سنة / 1853 / م في عهد المطران " يوليوس بطرس " أورد الرقيم أسماء البلدان والقرى التي تبرع أهلها بنفقات العمارة وعثر خلال ذلك على جرن حجري مغطى بصفيحة نحاسية سميكة مدورة قديمة ، وداخله الوعاء ، وعند فتح الوعاء تكسر لعتقه ، فظهر الزنار ملفوفا بعضه فوق بعض وإمارات القدم بادية عليه ، ووجدت أنبوبة من معدن رقيق في طرف الوعاء الاعلى تنطوي على عظم مجوف يظهر أن في داخله قطعة ورق تركت على حالتها وجمعت أجزاء الوعاء لحفظها ، ويبلغ طول هذا الزنار المقدس / 74 / سم وعرضه / 5/ سم وسمكه / 2 / مم ، وهو مصنوع من خيوط الحرير الخالص ومطرز بخيوط الذهب على سطحه الخارجي ولونه الذي يميل الى البيج الفاتح .
وأخيرا تجدر الاشارة الى ان كثيرا من نصوص العهد القديم تذكر استعمال الزنانير من قبل المسيحين الاوائل ، كما يظهر من دراسة النسيج والألبسة في العهد الروماني أن الشرقيين كانوا يتمنطقون بزنانير من أنواع نختلفة ، ومن الامثلة على ذلك جذع بازلتي لامرأة من ذلك العهد متمنطقة بزنار يمائل زنار السيدة العذراء وهو محفوظ في متحف السويداء جنوب سورية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
المصدر : قصة مدينة حمص - كتاب معالم واعلام من حمص - خاص لموقع قصة حمص