إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

يكشف مبدعون عن تفاعلهم مع النقد بكل أشكاله - إبراهيم محمد إبراهيم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يكشف مبدعون عن تفاعلهم مع النقد بكل أشكاله - إبراهيم محمد إبراهيم








    في استطلاع لـ «البيان» حول المنتج الإبداعي في كفة المتلقي
    مبدعون يكشفون عن تفاعلهم مع النقد بكل أشكاله

    * أبوظبي ــ عبير يونس
    إبراهيم محمد إبراهيم:
    آراء كثيرة تتراوح بين الرفض والقبول، لا بد أن تواجه المنتج الإبداعي بعد أن يخرج إلى الناس، فكيف يمكن للمبدع سواء كان كاتباً أو شاعراً، مواجهة هذا النقد الذي قد يستند إلى أسس منطقية أو يبتعد عنها. قال أحدهم ذات مرة «لو كان هناك نقد حقيقي لتوقف الكثير ممن يدعون الإبداع عن النشر»، إلا أن الساحة مفتوحة لكل من يرغب في طرح جديده، وربما يساعد الإعلام الكثير من هؤلاء على طرح منتجهم، والتسويق له.
    بعيداً عن التخمينات اقتربت «البيان» من بعض المبدعين الذين تحدثوا عن مدى تقبلهم للنقد، أو رفضهم له، وآلية عمل بعض النقاد، ومشهد النقد في الصحافة والكتب.
    نقد حر
    أكد الشاعر الإماراتي إبراهيم محمد إبراهيم: لا أرفض النقد من أي أحد مهما كان، ويمكنني أن أتقبله حتى لو كان على صفحات الجريدة، ولكني أتلقى النقد إن خرج عن إطار قناعتي، كأنه تعبير عن وجهة نظر شخصية، ليس إلا، وإن جاء النقد من متخصصين سأعتبره نقداً علمياً. وأضاف إبراهيم، الحائز جائزة الإمارات التقديرية: في كل الأحوال، عندما يخرج العمل من الشاعر، أو الكاتب يصبح ملكاً للجميع، بدءاً من القارئ وانتهاء بالناقد المحترم الذي قد يضيف للشاعر.
    ولكن يوجد في الساحة من ينتقد بشكل مسيء عن هؤلاء، قال إبراهيم: من ينتقد ويلعب ويتصدح سيفضح نفسه، فالنص هو الحكم والناس يقدرون في النهاية أن ما كتب عن هذا النص حقيقي أو لا. وشدد إبراهيم في ختام حديثه على أن الكل أحرار في إبداء رأيهم والتعليق بما يرونه مناسباً، لأن حريتي انتهت بكتابة النص، وللناس كامل الحرية في إطلاق أحكامهم عليه.
    بعيداً عن التشهير
    قال الشاعر خالد الظنحاني: يمكن أن يتقبل المبدع النقد، من الشباب أو من النقاد، إن طرح بطريقة مناسبة، وأسلوب بناء يبتعد به عن التشهير، ويكون في مكانه المناسب. وأضاف الظنحاني: هناك نقد هدام لا يمت للواقع بصلة، ينتج عن أسباب شخصية، بهدف الإثارة، أو النيل من كاتب أو شاعر مشهور كي يحقق الناقد الشهرة على حساب شهرة غيره.
    ومن وحي تجربته قال الظنحاني: أتقبل النقد البناء، ولكني أصادف في الواقع أشخاصاً يصرحون بأنهم يتقبلون النقد، وأجد بعد ذلك أن كلامهم غير صحيح، على العكس من الممكن أن تصل الأمور لحالة من «الزعل» ويحمل في نفسه، بل قد تصبح مقاطعة إن كشف له بطريقة النقد البناء عن بعض الأمور، وحتى لو كان هذا النقد بيننا فقط، وأعتقد أن هذا يحدثه وجود ندية بين مبدع وآخر.
    وأضاف كل شاعر ومبدع لا يثق بنفسه لا يتقبل النقد، ويتحسس من كل رأي ضد كتاباته، وأكد: أنا أتقبل انتقادات كثيرة، حتى إنني استفدت من بعضها، لأني أتخذ من التحسين المستمر شعاراً في كتاباتي وحياتي، وعندما أكتب قصيدة، لابد أن يقرأها أحد الأصدقاء، الذين أعتز بصداقتهم، وقد يقول لي ملاحظة معينة أضيفها بأسلوبي، فآراء الآخرين أصحاب الخبرة والتجربة تهمني، ولكن عندما يقولون شيئاً بعيداً عن قناعتي وتجربتي لا يمكن أن أغير ما كتبته، فهناك أساسيات لا أقترب منها، وأفكار وقناعات لا يمكن أن أغيرها مهما كانت الانتقادات، وأعتقد أن الطموح إلى التطوير والتجديد يختلف من مبدع إلى آخر.
    كما انتقل الظنحاني للحديث عن حركة النقد في عالمنا العربي قائلاً: أعتقد أنه لا توجد حركة نقدية في المشهد الثقافي العربي، وإن وجدت بعض الكتابات فهي نادرة، وتكاد تنحصر في الصحف، أما حركة النقد الحقيقية التي تفرز وتغربل فهي ليست موجودة، فهناك الكثير من الأعمال، وأعتقد أن نسبة 25 في المائة هم من يصلح أن نتداول أعمالهم والباقي كلام فقط، لذلك توجب وجود حركة نقدية تغربل المنتج المطروح.
    إشكاليات
    حول إيقاع النقد قال القاص إبراهيم مبارك: أعتقد بالمجمل أنه إذا جاء النقد من أجل الإضاءة، والابتعاد عن التقليل من الشخص، سيقبله أي كان، ولكن إن كان للإساءة والتجريح، فلن يتقبله أحد. وأوضح يجب على من يعمل بالنقد أن يكون نزيهاً ومتجرداً، وهنا علينا تقبل رأيه، لكن إن كانت كتاباته عبارة عن خواطر وإبداء آراء بطريقة مسيئة للآخرين، فلا يفترض بنا تقبل رأيه.
    وأضاف مبارك: أتحدث هنا عن النقد المتخصص، مع حفظ الحق لكل الناس في إبداء وجهة نظرهم، فمن حق القارئ أن يقول إن هذا العمل يعجبني أو لا يعجبني، لكني أخص في حديثي من يستخدم الجريدة كسلاح بيده وهذا يؤثر كثيراً، فالنقد غير المنطقي يؤخر من عملية الإبداع في الساحة سواء للمبدعين الجدد أو القدامى، في وقت نحتاج فيه إلى من يوجه المبدع أين أصاب أو أخطأ، وكيف يتجاوز العثرات.
    إلا أن عدم ضبط الأعمال بطريقة علمية يجعل الساحة متاحة للجميع. وأكد مبارك: الإشكالية لا تنحصر في غياب النقد، لكن المشكلة بالإعلام الذي يقدم كل شيء، وفي الصحف قد نجد المشرف على الصفحات الثقافية والفنية، لا يمتلك تلك الذائقة التي تجعله يفرق بين العمل الجيد والرديء، ولهذا قد نجد أعمالاً تنشر لطلاب ثانوية، في مجالات القصة، أو الشعر، أو الفنون، دون التأكد من أهمية تجربته، وصدقها في وقت يمكن أن يجمع فيه هذا المبتدئ أعماله مما ينشر على الإنترنت، أو قد يكتب له الآخرون، وهذا ما اكتشفته مع غيري من المحكمين لجوائز كثيرة، حيث فوجئنا بأن الكثير ممن يقدمون أعمالهم، لم ينتجوها بالفعل. لذلك يجب الفرز، ومن هنا تبدأ عملية النقد، وأعتقد أن الإعلام يتولى مسؤولية كبيرة في هذا الشأن.
    الواقع والتجميل
    في مستهل حديثه أكد الشاعر والصحافي عبدالله أبوبكر: أن الكثير من الآراء النقدية في العقود السابقة انحصرت في مساحة الكتابة الصحفية، عبر مقالات ودراسات عن كتب وقصائد لشعراء عرب نشر جميعها في أعمدة وملاحق الصحف العربية، وقد أسهم ذلك في فرز التجارب الشعرية وتكريس الجيد منها.
    وأضاف: لم تشهد الساحة الثقافية سابقا حراكا نقديا شاملا كما هو الحال اليوم مع انتشار وسائل الاتصال والوسائط المتعددة. ولذلك انفردت الصحافة في تأدية ذلك الدور، قبل انتشار تلك الوسائل والوسائط، وكانت مرآة المشهد الشعري خصوصاً. وهذا لا يعني انتهاء أو انحصار دورها حاضراً أو مستقبلاً، لأن دورها اليوم يبدو مكملاً لما قد ينتجه النقد العربي من دراسات وآراء .
    كما أشار أبوبكر: هناك الكثير من الأقلام الصحفية في المجتمع الصحفي العربي أصحبت شبيهة بغرف الماكياج، لا هم لها سوى أن تجمل وتزين الوقائع. وهذا يعود لمعيار المصداقية عند أصحابها ومدى حرصهم على أداء دورهم بمهنية وموضوعية.
    وعلى الجميع أن يعي بأن أي مشهد ثقافي يحتاج أولاً للمكاشفة، بحيث يأخذ كل عمل حقه ومساحته الطبيعية، بدلاً من أن يتداخل الجيد بالرديء، ويصعب على الجميع التمييز بين المبدع والمدعي. وكشف أبوبكر عن مدى تقبله لنقد تجربته الشعرية قائلاً: يمكن أن أستقبل أي رأي نقدي من أي فرد أكان قارئاً عادياً أم ناقداً.. شرط أن يمتلك ذائفة متوازنة يمكنها تتبع الجملة الشعرية والكشف عن جمالياتها أو العكس. ودائماً أقول إن العمل الإبداعي هو الأهم في كل الحالات، والنقد يأخذ موقع الخبر الذي يتبع المبتدأ «العمل الإبداعي».
    علامة محايدة
    الناقد الدكتور رسول محمد رسول، تحدث في البداية عن أسباب اتجاهه للنقد قائلاً: اهتممت بالنقد الأدبي منذ خمسة أعوام، وهذا ليس غريباً، كوني متخصصاً بالفلسفة الحديثة، وفيها حقل معرفي عن فلسفة الجمال، ومن هنا فإن دراسة هذا الحقل زودتنا بمجموعة من المعايير، لننظر إلى النصوص المسرحية، أو الروائية، أو التشكيلية.
    وأضاف رسول: انصب اهتمامي في البداية على العمل الروائي، ودرست مجموعة من الروايات، بعد أن قرأت أربعين نصاً روائياً من أصل 62 رواية إماراتية، صدرت حتى الآن. وأوضح: في عملية النقد لم ألجأ إلى القراءة السلبية أو الإيجابية، فالمنهج النقدي الذي اخترته للنصوص هو السيميائي الذي يبحث عن جماليات الأداء والتقنيات، أو الأداء السردي، ولا نستطيع أن نحكم في النهاية هذا نص سيء أو غير سيء، فهذا الحكم أسلوب قديم عفا عليه الزمن.
    وفسر: لأني درست الرواية أردت أن أبتعد عن المعايرة بالسلبي أو الإيجابي، وركزت على الكيفية التي تشتغلها العلامة، وركزت على العلامة، أي على الجسد كعلامة، والتواصل كعلامة، وفي بعض الأبحاث ركزت على صورة الآخر، أو صورة المرأة كعلامة، وتوسعت أكثر في الرواية على العلامة بكل تجلياتها، وكان من الممكن أن أعطي حكماً سلبياً أو إيجابياً، لكني كما ذكرت لا أؤمن بهذا.
يعمل...
X