إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اختتمت قطر مهرجان ترايبيكا السينمائي . . بأفلام تحاكي هموم الواقع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اختتمت قطر مهرجان ترايبيكا السينمائي . . بأفلام تحاكي هموم الواقع

    مهرجان ترايبيكا السينمائي . . أفلام تحاكي هموم الواقع
    الدوحة - ناجح حسن
    اختتمت في العاصمة القطرية يوم أمس فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي وذلك بحضور العديد من صناع الأفلام الأردنيين والعرب والعالميين .
    كانت فعاليات المهرجان قد استهلت بالفيلم الروائي الملحمي المسمى (الذهب الأسود ) للمخرج الفرنسي جان جاك أنو واضطلع بادواره الرئيسة نجوم عرب ومن ارجاء العالم مثل : طاهر رحيم، أنطونيو بانديراس، مارك سترونغ، فريدا بينتو، ريز أحمد، ليا كيبيدي وهو العرض العالمي الأول للفيلم الذي أنتجه التونسي طارق بن عمار .
    يتناول الفيلم المستمد موضوعه عن رواية الكاتب هانز روش قصة ملحمية عن منافسة بين أميرين في الجزيرة العربية في ثلاثينيات القرن الماضي خلال حقبة اكتشاف النفط، قبل ان يظهر قائد شاب يمتلك القوة والحكمة في اعادة توحيد القبائل المتناحرة في الصحراء العربية.
    اثار الفيلم عقب عرضه الكثير من الجدل بين الحضور على اعتبار تمويله الضخم الذي كان من الاجدى استثماره في عمل صناعة سينمائية عربيةذات ميزانيات بسيطة ، مثلما اخذت رؤية الفيلم الاستشراقية جانبا اخر من الجدل حول الصورة النمطية التي ظهرت عليها الشخصيات والبيئة العربية.
    وبالمقابل رد صناع الفيلم على تلك الاراء بانهم انجزوا عملا ملحميا ومشهديا حول حقبة تعود الى بدايات ظهور النفط في الصحراء العربية وقدموا جوانب من الرؤى والافكار التي تتناغم مع المخيلة السينمائية السائدة في هذا النوع من الافلام التي تتوجه الى السوق العالمية مبينين انهم نجحوا الى هذه اللحظة في توزيع الفيلم بارجاء العالم وستكون له ايرادات متوقعة تفوق كلفته التمويلية .
    وضمت مسابقة الأفلام العربية الروائية والتسجيلية القصيرة عدداً من أحدث إنجازات المخرجين العرب التي جاءت من الأردن ومصر وتونس وسوريا ولبنان والإمارات وفيها رغبة الاكتشاف لذلك التنوع والتناقضات داخل الحراك الإنساني في بيئات متعددة حال فيلم (بهية ومحمود) للمخرج الأردني زياد أبو حمدان وأيضا الفيلم المعنون (حنين) لأسامة بواردي الذي أنتج بتمويل أردني فلسطيني قطري مشترك.
    وألقى الفيلم التسجيلي الطويل (في الطريق لوسط البلد) لمخرجه المصري شريف البنداري الضوء على الأيام الأخيرة من حقبة حكم الرئيس المصري حسني مبارك وفيه يستكشف الوانا من العلاقات والصور عبر شهادات أفراد وجدوا أنفسهم في خضم تحولات جذرية بدوافع متباينة لكنها تلتقي في الرغبة بالنهوض والانعتاق من قسوة الواقع.
    ومن الأفلام المختارة ضمن العروض الخاصة، فيلم (سلام دانك) لدافيد فاين وهو اشتغال تسجيلي مبتكر عن لعبة كرة السلة والجيل الجديد من الشابات العراقيات.
    في حين سرد فيلم (سينّا) للمخرج آصف كباديا قصة ملحمية واقعية عن عالم سباقات فورمولا ون من خلال إلقاء الضوء على حياة سائق السيارات البرازيلي الشهير أرتون سينا، وفيلم الحركة (احمر) للمخرج غاريث آيفنز، والذي نال مؤخراً جائزة الجمهور في الدورة الأخيرة لمهرجان تورنتو السينمائي الدولي.
    وناقش فيلم (ساره بيلين!) للمخرج نيك برومفيلد مسيرة ساره بيلين الأم التي تحولت إلى وجه سياسي أمريكي، وتميز الفيلم الوثائقي الهندي (بوليوود:أفضل قصة حب يمكن أن تروى) لصانعيه راكيش أومبراكاش مهرا وجيف زيمباليست بتلك اللقيات الموسيقية والاستعراضات لمجاميع الراقصين، من خلال مقاطع أرشيفية ومقابلات مع عدد من أبرز نجوم السينما في السينما الهندية منهم أميتاب باتشان ومادهوري ديكسيت وأيشواريا راي باتشان والراحل شامي كابور.
    وجرى عرض فيلم الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد (القط أبو جزمة) والذي يؤدي أصوات الشخصيات فيه كل من الأسباني أنطونيو بانديراس والمكسيكية سلمى حايك، واحتوى سلسلة من المغامرات حيث يتعاون القط البطل صاحب الأخلاق الرفيعة مع مجموعة من العقول المدبرة لسرقة الأوزة التي تضع البيض الذهبي، كما وجرى الاحتفاء بفيلم الأطفال (سباي كيدز) بمناسبة مرور عشر سنوات على إنجازه .
    واشتملت الفعاليات على تكريم خاص للمخرج السورى الراحل عمر أميرالاي حيث عرض فيلمه الوثائقي (الحياة اليومية في قرية سورية) وهو الفيلم يؤكد حضور اميرالاي كواحد من ابرز رواد عالم الأفلام الواقعية العربية.
    وغاص الفيلم المصري (الشوق) للمخرج خالد الحجر في اجواء الحارة المصرية المهمشة داخل مدينة الاسكندرية قبيل التحولات السياسية الاخيرة ، متتبعا خطى امرأة اثرت ان تترك اسرتها الثرية لتتزوج من رجل احبته لتعاني جراء ذلك قسوة الغياب والفقر .
    وتضمن برنامج العروض الخاصة ركنا لعرض سبعة من الأفلام اليابانية القصيرة بغية التعريف بأبرز مواهب الجيل الجديد من صناع الأفلام الشباب الحائزين على جوائز ضمن المهرجانات التي أقيمت في طوكيو حديثا.
    وعن أحداث واقعية تناول فيلم (السيدة) للمخرج لوك بيسون قصة الزعيمة السياسية البورمية الحائزة على جائزة نوبل للسلام آن سان سو كي ادت دورها النجمة الاسيوية ميشيل يووه ، وحكاية علاقتها مع زوجها مايكل آريس، قدمها بيسون بشكل رومانسي ملحمي جذاب لاسرة بسيطة اختارت النشاط السياسي من اجل البحث عن حياة ديمقراطية، ودفعت ولا زالت لقاء ذلك ثمناً باهظاً من أجل قضية سياسية تنحاز الى البسطاء في بورما .
    وعرض المهرجان فيلم (ماما افريكا) لميكا كاوريسماكي احد ابرز الافلام التسجيلية العالمية التي انجزت هذه السنة، والتي تحدثت عن موضوع سياسي يعود الى اوائل عقد الخمسينات من القرن الفائت .
    يتمحور الفيلم حول مسيرة المغنية الجنوب افريقية الراحلة مريم ماكيبا صاحبة الموهبة العفوية الفطنة في الابداع الموسيقي للقارة السوداء ابان حقبة مهمة كانت تشهد تحولات حادة في التحرر والاعتاق من الاستعمار وسياسة الفصل العنصري .
    يتتبع الفيلم ازيد من نصف قرن من الزمان على حياة ماكيبا وهي تتنقل بين جنوب افريقيا واوروبا واميركا والعديد من البلدان الافريقية، لجأ فيها صناع الفيلم الى ارشيف مكتبات فيلمية عالمية، وهو ما اثرى العمل بالوان من الموسيقى العذبة الداعية الى العدل والمساوة والحرية لافريقيا.
    وقال الممثل الاسباني أنطونيو بانديراس الذي يعد من اقطاب نجوم الفن السابع بالعالم انه الدم العربي يجري في عروقه وانه تاثر الى حد بعيد بجوانب من الثقافة العربية الاسلامية .
    واضاف باندرياس ضمن حوارات مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي انه نتيجة لهذا التأثر عمل الى جوار العديد من الممثلين والتقنيين العرب والعالميين في الفيلم الملحمي (الذهب الأسود) مبينا ان مسيرته في السينما بدات العام 1982 تحت ادارة المخرج الاسباني بيدرو المودفار .
    واعتبر الممثل الاسباني الذي ادى ادوارا متنوعة في السينما الاميركية ان هوليوود منحته فرصة العمل مع فئات مختلفة من الأفلام، كأفلام الحركة والأفلام الموسيقية وأفلام الرعب كما مكنتني من إخراج أول فيلم يحمل توقيعه .
    وتحدث باندرياس عن دوره بفيلم (الذهب الأسود) الذي شارك في بطولته، والذي جسد فيه شخصية أمير عربي مؤكدا أن الدم العربي يجري في عروقي، موضحا أنه من الأندلس جنوب أسبانيا والتي حكمها العرب ثمانية قرون ولطالما أثارت الثقافة العربية اهتمامه لأنها عدت جزءأ من موروثه الثقافي .
    وتمنى صاحب ادوار البطولة في افلام (قناع زورو) و(فريدا) و(القتلة) أن يقوم العرب بأنفسهم برواية قصصهم الخاصة، وأن يتولى المخرجون والمؤلفون والممثلون العرب هذه المسؤولية لافتا الى ان ايجاد بنية متينة لصناعة سينمائية قد يستغرق عقدا او اكثر من السنوات.

يعمل...
X