إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشاعر المصري محمد علي النجار بديوانه ( بنت بتسرق روحك )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشاعر المصري محمد علي النجار بديوانه ( بنت بتسرق روحك )

    حزن نبيل
    "بنت بتسرق روحك".. ديوان ينحت البهجة من قلب الحزن


    ياسمين مجدي

    "عارف لو شلت/ رتوش الحزن السارحة/ بين البرواز/ راح تلقى الفرق كبير/ صدقني/ هاكون وياك جوه الحدوتة"، هكذا نحت الشاعر المصري محمد علي النجار أشعاره في ديوان العامية "بنت بتسرق روحك" الصادر عن سلسلة إبداعات، بالهيئة العامة لقصور الثقافة.

    يبدو الحزن الموجود في نصوص "بنت بتسرق روحك" حزنًا نبيلاً، يقدم عالمًا شفافًا، مثل ضحكة يحاول ملح البحر مراكمة وسخ عليها، ويعادل الكاتب هذا الألم بتفاصيل إنسانية رقيقة، فيكتب عن الفقر: "الست اللي بتعمل/ من خيط طيارة ابنها منشر لغسيلها/ وفارشة ملاية/ وعاملة عصاية جوزها جدار/ علشان معهاش حق الشمسية". يستمر الشاعر في حياكة تفاصيل عذبة من كل هذه المساحات الحاملة للوجع، وهو ما يشي بقدرة مميزة لدى الكاتب، فيقول: "البنت/ اللي تاهت من أهلها/ بتحوش جوا عيونهم بكا/ بيبل الرمل".

    يقسِّم النجار أحيانًا قصيدته إلى مشاهد، كل مشهد يحمل حكاية، وما يربط الحكايات ببعضها خيط خلفي، فيكتب نص عن حكايات لها علاقة بالبحر، بنت تاهت على الشط، ولد وبنت يبنيان بيتًا على الرمل، وسيدة تصنع شمسية خاصة بها. وفي نص آخر يكتب ما يشبه مشاهد يؤديها ممثل، يوقفه المخرج بجملة: "stop/ المشهد راح ينعاد من تاني"، ثم يعاود أداء المشهد بطريقة أخرى، حتى يستسلم لدور المهرج في النهاية.

    أبرز ما يتسم به الديوان هو لجوء الشاعر إلى التشكيل باللغة ونحت المعنى من خلال الصور اللغوية، فيقول: "دبدبة رجلي في خد الشارع/ زي بقيت الخلق الفايرة/ من الفناجين السادة/ ما تغصبنيش أشربها زيادة!!". كما اعتمد على تشخيص الجماد، واستنطاق أوجاعه، فيكتب عن "عامود النور الباصص/ على تفاصيل الشارع/ ماسك ورقة عينه وبيسجل حواديت"، وفي نص آخر يتحدث عن "اللمبة الجاز/ القاعدة على الطبلية في نص الليل/ قلقانة/ مش قادرة تخطي مساحة الأوضة/ اللي بتحبس أنفاسها"، أو يسرد عن ضل الإنسان الخائف منه، الذي ينكمش كلما مد إليه يده.

    تظهر، أيضًا، بعض ملامح صوفية، مثل نص "أنا ليه مهموم"، وذلك في قوله: "فأشد نفسي من صحابي/ لجل أدندن بشيء معاه/ بيتنا المحندق/ اللي ساجد ع الرصيف/ غرقان خشوع/ بيحس يإن دي آخر صلا للرب/ وأنا الغرقان دموع/ بارفع إيديا للسما/ جايز أنوووول!!".

    عانت بعض النصوص القليلة من ضعف، مثل: "بيفرق بسمته"، "تقولي حاجة"، "تذكار بسيط"، "cut"، "مين اللي مات"، لأنها حاولت أن تكون قصيرة ومكثفة، لكنها لم تنجح في ذلك.

    بشكل عام تحمل النصوص رغبة في مقاومة كل الأشياء التي تعيق اكتمال السعادة، فـ "البنت/ بتلبس حلم حبيبها/ وتتزوق ف مراية قلبه/ تروح/ وف إيدها بوكيه الورد/ وتستناه/ ما يجيش/ فتشيل مكياج فرحتها/ يبان الحزن". ومن الحلول المطروحة لمقاومة الحزن "فك زرار الياقة الخانق صوتك/ حاول بعد ما تنجح/ فك زرار الكم".

    يذكر أن الديوان قد فاز بالجائزة الأولى في المسابقة الأدبية المركزية بالهيئة لعام 2006. كما حصل الكاتب على المــركز الأول في المهرجان القومي للأغنية من وزارة الشباب والرياضة المصرية في مجال الأغنية الشعبية، عـن أغنيته "إسكندرية" عام 2003.

    وصدر له دواوين عامية أخرى، مثل "مقتول بيحاول يصحي" 2004، و"عرض القصيدة هيبتدي" 2004.
يعمل...
X