إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عيسى علاونة طبيب وشاعر في كتاب الدمى (الفن التشكيلي يتحاور مع الكلمة الشعرية)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عيسى علاونة طبيب وشاعر في كتاب الدمى (الفن التشكيلي يتحاور مع الكلمة الشعرية)




    تجربة غير عادية
    الفن التشكيلي يتحاور مع
    الكلمة الشعرية في "كتاب الدمى"


    بيروت - جورج جحا:
    في مجموعة "كتاب الدمى" للشاعر الأردني الولادة الألماني الإقامة عيسى علاونة تجربة غير عادية لشيء مما اعتبره الشاعر توحدا بين الكلمة الشعرية والخطوط في رسوم رافقت القصائد منذ ولادتها.. رسوم الكتاب الداخلية التي أصبحت كأنها جزء لا ينفصل عن المادة الشعرية هي للفنان مروان قصاب باشي.
    جاءت المجموعة في 86 صفحة متوسطة القطع مع عدد كبير من الرسوم وصدرت عن "دار نلسن" السويد - لبنان.
    في المقدمة التي كتبها الشاعر الراحل فؤاد رفقة قال رفقة "في هذه التجربة يتحاور الفن التشكيلي مع الكلمة الشعرية. وفي الحقيقة لا خلاف جوهري بينهما فكلاهما يلتقيان بالرؤيا المقدسة ومنها ينحدران وأحدهما الى اللون كما في رسوم مروان التي تشير ابدا ودائما الى تخوم خلف التخوم والاخر الى رنين الكلمة الشعرية وظلالها كما نلمح في الافق الشعري الذي يزنر هذه التجربة."
    وأضاف رفقة "من هو عيسى علاونة.. أردني الولادة يمارس مهنة الطب الجراحي منذ عشرات السنين في هولتزمنون الواقعة في المانيا الاتحادية. ويبدو ان هذه المهنة لم تشبع رغباته الوجودية فمد جسورا الى عالم الابداع المتمثل بالنقد الادبي والترجمة وفي مراحل حياته الى كتابة الشعر. ونتيجة لهذا التوجه الكياني في مدى مراحل العمر كانت هذه التجربة الشعرية...

    عنوان هذه التجربة الشعرية.. كتاب الدمى. ما الذي يعني عيسى علاونة بهذه التسمية.. ربما يعني ان اللحظة الشعرية غياب مطلق والتحام به كالتحام الطفل بلعبته وغيابه فيها وربما يعني ان هذه اللحظة الخاطفة هي رؤية الاشياء في براءتها البدائية قبل سقوطها في غبار العالم النهاري -عالم الجمع والطرح والحسابات- كما الاشياء للطفل في بداياته المضاءة بالدهشة والحيرة
    "او ربما ما يعني ان اللحظة الشعرية لعب مجاني كلعب البواشق في صباح نقي فوق المرتفعات والقمم وفي هذا اللعب المجاني فرح الوجود. ومهما كان من امر فان هذا العنوان ايماءة الى البعيد والابعد.
    "من هو عيسى علاونة.. انه طبيب - شاعر وشاعر - طبيب وفي الحالتين ابدا ودائما يحاول ان يخفف الاوجاع.. انه العطار الشافي.. وما اقل العطارين عبر الازمنة ".
    وكتب عيسى علاونة بعد ذلك متحدثا عن هذه الدمى التي رسمتها ريشة مروان قصاب باشي وكثير منها جاء بوحي متبادل من الشاعر والرسام فقال "اجل شغلتنا هذه الدمى كلاما وغواية. شغلتنا بحزنها.. بشوقها لفرحتها وجمعها بايروسيتها وشبقها والمها وبالقهر والخيبة وباختلافها وانسجامها واخيرا الى تلك الميلانخوليا التي نراها ونقرأها في خطوط الوجه وطياته وفي الخندق الرأسي في الوقوف.. في الجلوس وفي السكوت.
    "انها الدمية التي يلونها ساحر اللون هذا المصور البارع ويمدها بشعاع من نور يعلو ويهبط ويتقاطع وينعكس كأنه يحن على روح في جسد هذه الدمية بينما هي في انتظار عبثي ان تلامس روحها او قل تجيئها الروح من حيث لا تأتي ولن تأتي."
    كان الفنان يمسك بالقلم الرصاص ويرسم على صفحات دفتر المخطوطة لقصائد كتبت قبل تلك الليلة. وكذلك كان الشاعر يستلهم رسوما للفنان.
    تحت عنوان "دمى" نقرأ قصائد اولاها قصيدة "دمية" حيث يقول الشاعر "الوهم يسكنها/ في رماد الزمن/ الجهات تغلف احزانها/ بالقصائد/ والاديم يقرأها/ صورة/ اية/ يراود اهدابها/ عن تهافت اعضائها/ وينشرها/ في رخام المسافة/ في الصمت توغل/ تنداح نهر بياض/ خلّفت ضوءها/ في هتاف الخرائط."
    في "3 دمية" يقول الشاعر "يا اول الزمن المعلق في الخطى/ الليل يحمل لونها/ لهشاشة الريح البعيدة/ تعطي المدينة لاسمها/ والشمس للسر المعتق/ في الحروف/ تعطي الغواية عرشها/ والوعد للرسم المجلل بالمطر."
    وفي "دمية يا دمية" نقرأ مع الشاعر "ما الذي موّجه اذ موجّك/ البسي الرمل وفوتي/ في ظنون التيه/ لملمي كل الهباء.. اركضي في عرض/ او طول البياض/ اطرقي الطين بعنف/ ضوئي ذاك الكفن."

    في "غرباء" يقول علاونة "رغم ان النداءات صارت رذاذا/ وصارت طقوس خطايا/ ورغم ان القوارب عادت/ الى ورق الشوق/ في ذروة الطين/ يبتكر الغائبون/ امواجهم وسماواتهم/ يمرون فوق جسور من الوهم/ الى جزر في شغاف السماء/ كلهم غرباء/ رسوماتهم لغة عارية/ وجوه تتكسر للضوء/ تتفتت في هيئة الاسم/ والرسم/ والخاتمة."

    في قصيدة "ضاع الطريق" يقول الشاعر "ضاع الطريق الى صباح الموت/ لم يكشف لنا بر التواصل/ ولم يفتح لهم وجه السؤال/ تبقى الدوائر كالدوائر/ المكان يصير سنبلة وخطوة.
    "مذ صار حرث الماء/ في صيف القرى/ توقا الى خط السبيل/ ليباغت الوعد الجميل/ وطني الذي القبر يميل/ ضاع الطريق/ لم يكشف لنا وجع الدمى/ في وجه عاشقها."

يعمل...
X