إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ترجمة سيرة تأبط شراً ( ثابت بن جابر بن سفيان ) وشرح قصيدته: يا عِيدُ مالَكَ من شَوْقٍ وإِيراقِ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ترجمة سيرة تأبط شراً ( ثابت بن جابر بن سفيان ) وشرح قصيدته: يا عِيدُ مالَكَ من شَوْقٍ وإِيراقِ

    ترجمة سيرة تأبط شراً
    ( ثابت بن جابر بن سفيان )
    وشرح قصيدته: يا عِيدُ مالَكَ من شَوْقٍ وإِيراقِ...

    قال تأبط شراً

    1 يا عِيدُ مالَكَ من شَوْقٍ وإِيراقِ = ومَرَّ طَيْفٍ علَى الأَهوالِ طَرَّاقِ
    2 يَسْرِي علَى الأَيْنِ والحيَّاتِ مُحْتَفِياً = نفسي فِداؤُكَ مِن سارٍ علَى ساقِ

    ــــــــ
    ترجمته: هو ثابت بن جابر بن سفيان بن عدي بن كعب بن حرب بن تيم بن سعد بن فهم بن عمرو بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار. وسمي (تأبط شرا) لأنه تأبط سيفا وخرج، فقيل لأمه: أين هو؟ فقالت: تأبط شرا وخرج، وهذا أشهر ما قيل في سبب تلقيبه به. وكان أحد لصوص العرب المغيرين، قرينا للشنفرى الأزدي وعمرو بن براق، وكانوا ثلاثتهم من العدائين، الذين يعدون على أرجلهم فلا يدركهم الطلب، بل كانوا أعدى العدائين في العرب، لم تلحقهم الخيل. وسيأتي وصف جيد له في قصيدة ابن أخته الشنفرى رقم 20 في الأبيات 19-27. وتجد كلاما على تأبط شرا في (الفصول والغايات) لأبي العلاء المعري 1: 388، وفي لسان العرب 7: 176 و14: 267. وفيه أيضا 2: 138 ما يفهم منه أنه إسلامي العصر. وفيه 2: 239 أن له أخا يقال له (ريش لغب).
    جوالقصيدة: فيها يصف الطيف، ويذكر حادث هربه من بجيلة حين أرصدوا له كمينا على ماء، فأخذوه وكتفوه بوتر، ثم دبر حيلة بارعة هو وعمرو بن براق والشنفرى، تمكن بها الثلاثة من النجاء عدوا على الأقدام، والقصة مفصلة في الخزانة 2: 16-17. وفيها تصوير جيد لقوة جريه، وشدة عدوه. ثم وصف للرجل السيد الذي يركن إليه. ثم فخر بتجشمه الأخطار، وإشادة بكرمه، منددا بمن يلومه على إنفاق ماله.
    تخريجها: منتهى الطلب 2: 207-208. والبيت 3-8 في حماسة البحتري 81-82. والبيت 8 في الكنز اللغوي 231. والأبيات السبعة الأخيرة في الشعراء 175-176 وانظر الشرح 2-20.
    العيد: ما اعتاد من حزن وشوق. مالك: ما أعظمك. الإيراق: مصدر (آرقه يورقه) من الأرق. أراد: يا أيها المعتادي ما لك من شوق، كقولك: ما لك من فارس، وأنت تتعجب من فروسيته وتمدحه. طراق: يقول يطرقنا ليلا في موضع البعد والمخافة. يسري الطيف: يسير ليلا. الأين: نوع من الحيات، أو: الأعياء. محتفيا: حافيا.

    3 إني إِذا خُلَّةُ ضَنَّتْ بِنَائِلِها = وأَمْسكَتْ بضعيفِ الوصلِ أَحذَاقِ
    4 نَجوْتُ منها نَجائي مِن بَجِيلةَ إِذْ = أَلْقَيْتُ ليلةَ خَبْتِ الرَّهِط أَرواقى
    5 ليلةَ صاحُوا وأَغْرَوْا بِي سِرَاعَهُمُ = بِالعَيْكَتَيْنِ لَدَى مَعْدَى ابنِ بَرَّاقِ
    6 كأَنَّما حَثْحَثُوا حُصًّا قَوادِمُهُ = أَو أُمَّ خِشْفٍ بِذى شَثٍّ وطُبَّاقِ
    7 لا شيءَ أَسْرَعُ مِنَّي ليس ذا عُذَرٍ = وذا جَناحٍ ِبجنْبِ الرَّيْدِ خَفَّاقِ
    8 حتى نَجَوتُ ولمَّا ينْزِعُوا سَلَبي = بِوَالِهِ مِن قَبِيض الشَّدِّ غّيْدَاقِ
    9 ولا أَقولُ إِذا ما خُلَّةٌ صَرَمَتْ = يا وَيحَ نفسيَ مِن شوقٍ وإِشْفاقِ

    ـــــــــ
    (3) الخلة: الصداقة. وتقال للصديق، وتطلق على المذكر والمؤنث والمثنى والجمع، وأنث الضمائر من أجل اللفظ. النائل: ما ينال. بضعيف الوصل: بحبل ضعيف. الأحذاق: المتقطع. (4) بجيلة: القبيلة التي أسرته. الخبت: اللين من الأرض. الرهط: موضع. ألقيت أرواقي: استفرغت مجهودي في العدو. يقول: إذا ضن عني صديقي بنائله، وكان وصاله ضعيفا أحذاقا، خليته ونجوت منه كنجائي من بجيلة. (5) العيكتان: موضع. معدي: مصدر ميمي، أو اسم مكان، من (عدا يعدو). ابن براق: هو عمرو، وهو والشنفرى صديقا تأبط شرا، وكانا معه ليلة انفلاته من بجيلة. (6) حثحثوا: حركوا، من الحث. القوادم: ما ولي الرأس من ريش الجناح. والحص: جمع أحص، وهو ما تناثر ريشه وتكسر، يشير بذلك إلى الظليم، وهو ذكر النعام. الخشف: ولد الظبية. الشث والطباق: نبتان طيبا المرعى، يضمران راعييهما ويشدان لحمهما. أي: كأنما حركوا بحركتهم إياي ظليما أو ظبية. والنعام والظباء مضرب المثل في سرعة العدو. (7) العذر: جمع عذرة، وهي ما أقبل من شعر الناصية على وجه الفرس. الريد: الشمراخ الأعلى من الجبل. يقول: لا شيء أسرع مني إلا الفرس، وإلا الطائر الجارح الذي يأوي إلى الجبل، إذ هو أسرع طيرانا من جارح السهل. وليس في هذا الموضع أداة استثناء، وتترك فيه موحدة في التثنية والجمع، وفي المؤنث بغير علامة التأنيث. (8) السلب: ما يسلب في الحرب. الواله: الذاهب العقل، الشد القبيض: الجري السريع. الغيداق: الكبير الواسع، من الغدق وهو المطر الكثير. يريد: أنه نجا من بجيلة مسرعا كالواله، فيكون قد جرد من نفسه شخصا كاد يذهب عقله من سرعة الهرب، والطلب وراءه. (9) صرمت: قطعت.

    10 لكنَّما عَوَلِي إِنْ كنْتُ ذا عَوَلٍ = علَى بَصيرٍ بِكَسبِ الحمدِ سَبَّاقِ
    11 سَبَّاقِ غاياتِ مَجدٍ في عَشِيرَته = مُرَجِّعِ الصَّوتِ هَدَّا بينَ أَرْفَاقِ
    12 عارِى الظَّنَابِيبِ، مُمْتدٍّ نَوَاشِرُهُ = مِدْلاجِ أَدْهَمَ وَاهِي الماءِ غَسَّاقِ
    13 حَمَّالِ أَلويةٍ، شَهَّاِد أَندِيةٍ = قَوَّالِ مُحْكَمَةٍ، جَوَّابِ آفاقِ
    14 فَذَاكَ هَمِّي وغَزْوي أَسْتَغِيثُ به = إذا استَغَثْتَ بِضَافِي الرَّأْسِ نَغَّاقِ
    15 كالحِقْفِ حَدَّأَهُ النَّامُونَ قلتُ له: = ذُو ثَلَّتَيْنِ وذُو بَهْمٍ وأَرباقِ
    16 وقُلَّةٍ كَسِنَانِ الرُّمْحِ بارزَةٍ = ضَحْيَانَةٍ في شُهورِ الصَّيفِ مِحرَاقِ

    ـــــــــ
    (10) العول، بفتح الواو مع فتح العين وكسرها: مصدر بمعنى العويل، وهو رفع الصوت بالبكاء والاستغاثة، وبالكسر فقط جمع (عولة) بفتح فسكون. أو بمعنى المعول عليه المستغاث به. بدأ في وصف الرجل الكامل يبكي فقد صداقته، أو الذي يعول عليه. (11) مرجع الصوت: يصيح أمرا ناهيا. هدا: رافعا صوته، مصدر وقع حالا. الأرفاق: الرفاق، يصفه بأنه رئيسهم، يصدرون عن رأيه فيما يأمر وينهى. (12) الظنابيب: جمع ظنبوب وهو حرف عظم الساق، جعلها عارية لهزالها، والعرب تمدح الهزال وتهجو السمن. النواشر: عروق ظاهر الذراع. مدلاج: كثير سفر الليالي بطولها. الأدهم: الليل. واهي الماء: مطر شديد، سحابة لا يمسك الماء. الغساق: الشديد الظلمة. وهما نعت للأدهم. يقول: يدلج في الليل الممطر المظلم، فهو ذو عزم وجرأة. (13) المحكمة: الكلمة الفاصلة. جواب آفاق: صاحب أسفار وغزو. (14) غزوي: مقصدي، من الغزو وهو القصد. ضافي الرأس: كثير الشعر. نغاق ونعاق بمعنى، وهما روايتان هنا. (15) الحقف: ما اعوج من الرمل. وحدأه النامون: أي صلبوه بدوسهم إياه وصعودهم عليه، وهذا الحرف لم يذكر في المعاجم، وفسره أبو محمد الأنباري. والنامون من نمى بمعنى صعد وارتفع. والثلة: القطعة من الغنم. والبهم: أولاد الشاة. والأرباق: جمع ربق بكسر فسكون، وهو حبل يجعل كالحلقة يشد به صغار الغنم لئلا ترضع. شبه تلبد شعر الراعي النغاق بالحقف الذي لبده النامون عليه، ثم يقول له: أنت ذو ثلتين، ما لك وللحرب! يحقره بذلك. ويريد أنه يستغيث بمن وصف قبل، إذا استغاث غيره بمثل هذا الراعي. (16) القلة: أعلى الجبل. ضحيانة: بارزة للشمس. محراق: يحرق من فيها.

    17 بادَرتُ قُنَّتَها صَحبي وما كَسِلُوا = حتَّى نَميْتُ إِليها بَعدَ إِشْراقِ
    18 لا شيءَ في رَيْدِها إِلاَّ نَعَامَتُهَا = منهَا هَزيمٌ ومنها قائمٌ باقِ
    19 بِشَرْثَةٍ خَلَقٍ يُوقَى البَنَانُ بها = شددتُ فيها سَرِيحاً بعدَ إِطْرَاقِ
    20 بَلْ من لِعَذَّالةٍ خَذَّالةٍ أَشِبٍ = حَرَّقَ باللَّوم جِلدي أَيَّ تَحْرَاقِ
    21 يقولُ أَهلكْتَ مالاً لَّو قَنِعْتَ به = مِن ثَوبِ صِدْقٍ ومن بَزٍّ وأَعلاقِ
    22 عاذِلَتي إِنَّ بعضَ اللَّومِ مَعْنَفَةٌ = وهَلْ متاعٌ وإِنْ أَبقيْتُهُ باقِ
    23 إِني زَعِيمٌ لئن لم تتركُوا عَذَلي = أَنْ يَسْئَلَ الحيُّ عنِّي أَهلَ آفاقِ
    24 أَن يَسْئَلَ القومُ عني أَهلَ مَعْرِفَةٍ = فلا يُخبِّرُهُمْ عن ثابتٍ لاَقِ
    25 سَدِّدْ خِلاَلَكَ من مالٍ تُجَمِّعُهُ = حتَّى تُلاَقِي الذي كلُّ امرئٍ لاقِ

    ـــــــــ
    (17) القنة والقلة بمعنى، أراد أعلى جزء منها. نميت: ارتفعت. يريد أنه سبقهم وهم على جد. (18) الريد: أعلى الجبل. النعامة: خشبات تكون في أعلى الجبل يأوي إليها الربيئة، وهو العين والطليعة في القتال. منها: من خشبات النعامة. هزيم: متكسر. (19) بشرثة خلق: يقول: صعدت إلى هذه القنة بنعل ممزقة. السريح: السيور تشد بها النعل. الإطراق: أن يجعل تحت النعل مثلها. (20) بل للإضراب الانتقالي. العذالة: الكثير العذل. والخذالة: الذي يكثر خذلان صاحبه. والتاء فيهما للمبالغة. والأشب: المخلط المعترض. يريد: من يعينني على هذا العذالة. (21) ثوب صدق: مقابل ثوب سوء، عنى به الجيد. والبز: الثياب أو السلاح. الأعلاق: كرائم الأموال: يريد أنه يأمره بالبخل وإمساك ماله. (22) معنفة: عنف. (23) زعيم: كفيل وضمين. (24) ثابت: هو تأبط شرا. (25) الخلال: جمع خلة، وهي الحاجة والفقر. يقول: سد بمالك فقرك حتى تلاقي الموت. وهذا المعنى أجدر به أن يكون من قول العاذلة، ويؤيده أن ابن قتيبة وضعه في روايته بعد البيت 21. وأما وضعه هنا فيؤول بأنه حض على إنفاق المال وبذله، حتى يعرف بسداد الخصال، من قولهم سدده: قومه وجعله سديدا. والخلال: الخصال، جمع خلة بالفتح.

    26 لَتَقْرَعَنَّ عليَّ السِّنَّ من نَدَمٍ = إِذا تذكرتَ يوماً بعضَ أَخلاقي
    ـــــــــ
    (26) لنقرعن، وتذكرت: هما خطاب للرجل العاذلة، بكسر العين والتاء، أو بفتحهما، على اللفظ أو على المعنى.
يعمل...
X