إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حدد غاية خيرة لحياتك - لتكن الجنة غايتك - إعداد المحامي :بسام المعراوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حدد غاية خيرة لحياتك - لتكن الجنة غايتك - إعداد المحامي :بسام المعراوي

    حدد غاية خيرة لحياتك - لتكن الجنة غايتك
    إعداد المحامي :بسام المعراوي
    و قد تسأل لماذا ؟
    و الجواب : لأن الإنسان إذا حدد له غاية أو هدف يطلع إليه، فانه سينشد إلى تلك الغاية و إلى ذلك الهدف، و سيسخر الزمن من أجل ذلك، أما ذلك المرء اللاهادف الذي لم يحدد هدفا يصبو إليه في حياته، و سوف لن يكتب له إلا ضياع الوقت، و فناء العمر في غير طائل .
    و من هنا فالغاية التي يريد المرء بلوغها هي التي تحركه، فإذا كانت الغاية نبيلة، تحرك نحو النبل و الشرف و العفة، و العمل الصالح، و إذا كانت سيئة، تحرك باتجاه الشر و السوء، و سقط في أوحال الرذيلة و الجريمة .
    لذلك كان لزاما على المرء الذي يريد أن يضمن المستقبل، أن يخطط لحياته، و أن يستثمر أوقاته في سبيل بلوغ الهدف الخير المنشود .
    إن عظماء التاريخ كانت لهم أهداف محددة، فالأنبياء و الأئمة عليهم السلام و الصالحون، عرفوا باستثمار الأوقات، و ذلك للغاية و الهدف الذي حددوه لأنفسهم في الحياة، بل حتى علماء الدنيا تجدهم مشغولين بأهداف يرونها هم أهدافا كبيرة.
    أما الإنسان الذي يعيش دون غاية أو هدف في حياته، فسيؤل أمره إلى أن يكون أضل من الأنعام، لأن هذه الأخرة غير مسؤولة عن أوقاتها، بخلاف الإنسان الذي هو مسؤول عن وقته، و سيسأل في الحياة الآخرة عنه .
    و من هنا كان لابد له أن يحدد الهدف الخير، لكي يخطو نحوه، و يستثمر وقته في الصالح من الأعمال لكي يبلغ ذلك الهدف .
    إن اللا أبالة و اللا هدفية ليست سوى إضاعة العمر ولحياة الإنسان، و خسارة للدنيا و الآخرة .
    و من الناس – بالنظر إلى قاعدة تحديد الغاية الخيرة -، من يقصرون دورهم على التفرج و كأنه لا دور لهم و لا هدف في الحياة، بينما يقوم آخرون بصناعة الظروف والأحداث .
    لقد صنع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، التاريخ، و جعل الآخرين يكتبونه و يدونونه، و باستطاعة المرء – باستثماره لوقته – أن يسجل صفحات مشرقة في سجل التاريخ .
    و بناء عليه فالخليق بالإنسان أن يكون صاحب غاية خيرة في الحياة، وأن لا يكون من اللاأباليين أو المتفرجين، و أن يبني و يشيد و يصنع، و يستثمر مقته من أجل بلوغ تلك الغاية .
    لتكن الجنة غايتك
    بديهة أن المؤمن يختلف كثيرا عن غير المؤمن، فغاية المؤمن القصوى رضا الله – سبحانه و تعالى – و إلى هذا المعنى أشار الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء حين قال :
    ( رضا برضاك لا معبود سواك ) .
    فالمؤمن يحسب حساب رضا الله و الفوز بجنته، و لا يحسب حساب الدنيا فقط، و إن من يجعل الدنيا غاية له، سيفوز بها و سينعم في حياته أيضا، إذ لا تناقض بين السعي إلى الجنة، و اتخاد الدنيا كمزرعة أو كمركب للوصول إليها، إذ لا رهبانية في الإسلام، و كما قال الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم لعثمان بن مضعون :
    (( يا عثمان إن الله تبارك و تعالى لم يكتب علينا الرهبانية، إنما رهبانية أمتي الجهاد في سبيل الله . . . )) ( بحار الأنوار /ج70،ص115) .
    و من هنا ليس من الجائز على المؤمن أن ينزوي على الناس، و يصبح من الرهبان، بل حقه أن يتنعم في الدنيا كما يتنعم الآخرون .
    يقول تعالى : ((قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده و الطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون )) ( الأعراف / 32) .
    فالنعم و الطيبات من الرزق هي – أساسا – خالصة للمؤمن، و حيث إن الدنيا دار امتحان، فات الله – تبارك و تعالى – لا يمنع الرزق عن الناس، بل كفل الرزق حتى للكافرون، و هذه علامة من علامات الدنيا إذ حتى الكافر ينعم فيها بالرغم من أنه غير مستحق لتلك النعم و الطيبات، لكفره .
    و بناء عليه فالعاقل هو من يستثمر وقته الثمين في السعي نحو ضمان مستقبل حقيقي، و هو دار الآخرة و نعيمها، إذ هي الدار الدائمة الباقية .
    إزاء هذا المبدأ و هذه الحقيقة، هناك من الناس من تجده يقول : لن أضيع حياتي . .لن أضيع مستقبلي و سأبنيه، و حيثما تسأله : و ما هو مستقبلك ؟ فيجيب : شهادة النجاح المدرسية أو الجامعية، و الوظيفة!
    أن يحصل المرء على شهادة جامعية أو وظيفة، أمر طبيعي و حسن، بل قد يصبح ضروري في معظم الأحيان، و لكن هذا لا يجب أن يكون بديلا عن ضمان المستقبل الحقيقي، و هو مرضاة الله في الآخرة، و الفور بالجنة .
    و القرآن الكريم يعبر عن الدنيا - بالقياس إلى الآخرة – بأنها متاع قليل .
    قيل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : : كيف يكون الرجل في الدنيا ؟
    قال : كما تمر القافلة .
    قيل : فكم القرار فيها ؟
    قال : كقدر المتخلف عن القافلة .
    قال : فكم ما بين الدنيا و الآخرة ؟
    قال : غمضة عين، قال الله عز و جل : ( كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من النهار )، ( بحار الأنوار /ج73،ص122) .
    و يقول الأمام علي عليه السلام :
    (( أيها الناس إنما الدنيا دار مجاز و الآخرة دار قرار،فخذوا من ممركم لمقركم )، ( شرح نهج البلاغة /ج11،ص3) .
    فالدنيا هي أشبه شيء بمحطة في الممر، يتزود فيها المرء ليصل إلى المحطة النهائية، و هي الجنة، و الدنيا _ كما تعبر عنها الأحاديث الشريفة – مزرعة للآخرة، و لأنها كذلك فان على المرء أن يكثر الزراعة فيها، و يستثمرها لكي يجني الجنة .
    و تتمثل الزراعة في ممارسة الصالحات من الأعمال، و إلا فان الأجل يأتي بغتة و من غير رخصة أو استئذان .
    يقول تعالى : ( و لكل أمة أجل فإذا جآء أجلهم لا يستأخرون ساعة و لا يستقدمون )، ( الأعراف / 34) .
    و يقول الإمام علي عليه السلام :
    (( لكل شيء مدة و أجل ((، ( نهج البلاغة / خطبة 188) .
    و ما دامت هذه الدنيا لا تستحق الاهتمام بها إلا بمقدار أنها مزرعة للآخرة . باعتبارها مؤقتة غير دائمة، فلا بد من الاهتمام بالآخرة و جعل الجنة هي الغاية .
    و قد يسأل سائل : و ما علاقة جعل الجنة هدفا و غاية باستثمار الوقت ؟
    و تتبين العلاقة في إن الإنسان لا يملك إلا هذا العمر، فلم يضيعه في التوافه ؟ و لم لا يستغله و يستثمره في الأعمال التي تقوده إلى الجنة و نعيمها ؟
    و الأمر الذي لا بد أن ينتبه له كل إنسان : أن العمر واحد، و ليس للإنسان عمران حتى يجرب الأول، فان لم ينجح فيه، يجرب الثاني بجد و اجتهاد .
    يقول الإمام علي عليه السلام :
    (( إلا أيها الناس ! إنما الدنيا عرض حاضر، يأكل منه البر و الفاجر، و إن الآخرة وعد صادق يحكم فيها ملك قادر )) ( ميزان الحكمة / ج1، ص32) .
    فالدنيا عرض يأتي و تنتهي و لا يبقى .
    و يقول عليه السلام : (( الدنيا منقطعة عنك، و الآخرة قريبة منك ))، ( نهج البلاغة / 32) .
    و يخاطب الله أولئك الذين يريدون الحياة الدنيا باستعماله لفظ ( العاجلة ) بقوله – سبحانه ة تعالى - :
    ( من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا )، ( الإسراء / 18) .
    و عن جعل الآخرة و نعيمها غاية قصوى للإنسان، يقول تعالى :
    ( و من أراد الآخرة و سعى لها سعيها و هو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا )، ( الإسراء /19) .
    إن الإنسان مدعو لجعل الآخرة و الجنة هدفا أعلى له، لأن الآخرة هي الباقية، و الدنيا هي الفانية، ذات المتاع القليل .
    يقول تعالى : ( قل متاع الدنيا قليل و الآخرة خير لمن اتقى )، ( النساء /77) .
    و يقول سبحانه : ( بل تؤثرن الحياة الدنيا و الآخرة خير و أبقى )، ( الأعلى
يعمل...
X