إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لا تشغل نفسك إلا بالعمل الصالح - المزيد من العمل في قليل من الوقت - إعداد المحامي : بسام المعراوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لا تشغل نفسك إلا بالعمل الصالح - المزيد من العمل في قليل من الوقت - إعداد المحامي : بسام المعراوي

    لا تشغل نفسك إلا بالعمل الصالح - المزيد من العمل في قليل من الوقت
    إعداد المحامي :بسام المعراوي
    لا شك في إن الإنسان عامل في الحياة، شاء أم أبى، إذ لا يمكنه البقاء من دون عمل .
    غير أنه ليسس المطلوب أن يعمل الإنسان بشكل مطلق، و إنما المطلوب أن يعمل الصالحات، و حيث أن الأمر كذلك، و أن كل دقيقة و ثانية و لحظة هو محاسب عليها، فلم لا يستثمر أوقاته في ممارسة العمل الصالح، و ليس في أي عمل كان ؟
    إن بإمكان المرء إن يكون مشغولا دائما، و حينما يسأل عن عدم حضوره أو مشاركته في عمل معين، قد يتذرع بالمشغولية، و قد يكون صادقا، إلا أنه مشغول بالتوافه .
    و الأغرب من هذا أن معظم الذين يضيعون أوقاتهم في التوافه،، و في الأعمال الغير الصالحة – و دون قيد أو شرط – ( يحسبون أنهم يحسنون صنعا )، و أن ما يقومون به هة أفضل الأعمال الصالحة !
    يقول تعالى : ( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا )، ( الكهف / 103-104) .
    و عليه فالعمل المطلوب هو الذي يتسم بالصالح، الكائن في القناة السليمة .
    و من هنا أكد القرآن على أن عمل الإنسان يجب أن يكون صالحا، بل أن قرينه الصلاح هي ملازمة العمل في كل المواطن التي تطرق فيها القرآن الكريم إلى العمل .
    و يقول تعالى : ( فمن يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا )، ( الكهف /110 ) .
    و يقول سبحانه : ( و العصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات . . ) ( سورة العصر ) .
    و يقول عز و جل : ( و نم عمل صالحا من ذكر أو أنثى و هو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب )، ( غافر /40 ) .
    و يقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم : (( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه )) ( بحار الأنوار /ج71،ص290) .
    فالمؤمن يحدد غايته، و نوعية العمل، و لا يتدخل فيما لا يعنيه، لأن في التدخل فيما لا يعنيه بذل للجهد في محله، و إضاعة للوقت في غير الأعمال التي تعنيه و يسأل عنها يوم القيامة .
    يقول تعالى : ( وقفوهم انهم مسؤولون )، ( الصافات /24) .
    و يقول الإمام علي عليه السلام : (( من اشتغل بما لا يعنيه فاته ما يعنيه )) ( غرر الحكم ) .
    و الإنسان ليس له قلبان، فإذا أهتم الأمور الغير رئيسية و التي لا تعنيه، يفوته ما يعنيه، و عليه أن يعمل الصالحات، و لا يصرف وقته و جهده إلا فيها، و ليفتش عن أفضل الأعمال، فالله _ سبحانه و تعالى – ينظر إلى النية الصالحة قبل أن ينظر إلى حجم الأعمال، و ربما يمشي المرء في الطريق فيرفع حجرا صغيرا عن طريق الناس، فهذا العمل صالح لا يستهان به .
    جاء في الحديث الشريف :
    (( اماطتك الأذى عن طريق صدقة ))، ( بحار الأنوار /ج75،ص50) .
    و يقول الإمام علي عليه السلام : (( من اشتغل بالفضول، فاته من مهمة المأمول ))، ( غرر الحكم ) .
    فمن ينشغل في الأعمال الفرعية، و بالجزئيات الصغيرة و بالتوافه، يفوته ما يريد القيام به من عمل مرجو، و يضيع هدفه .
    و يقول عليه السلام أيضا : (( شر ما شغل به المرء وقته، الفضول )) ( غرر الحكم ) .
    و يقول عليه السلام أيضا : (( احذروا ضياع الأعمال فيما لا يبقى لكم، ففائتها لا يعود )) ( غرر الحكم ) .
    و يقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم : (( الدنيا ساعة فاجعلوها طاعة )) ( بحار الأنوار /ج77،ص164) .
    و هكذا فلكي يحسن المرء استثمار وقته، عليه أن يشتغل بالصالحات من الأعمال، و بما يعنيه، و يترك الفضول و الأعمال التي تهدر الأوقات، و تضيعها هباء بلا طائل المزيد من العمل في قليل من الوقت
    ليس من نافلة القول أن القيام بعمل كثير في مدة زمنية قليلة، من المبادئ و القواعد الهامة في موضوع استثمار الأوقات .
    و تسأل : كيف يتنسى للمرء ذلك و يتأتي له ؟
    و الإجابة كالتالي :
    لو كان لك مجموعة أعمال و تريد إنجازها في مدة قصيرة، فأمامك طريقان أحدهما أن تعتمد و تتكل على أن لك متسعا من الوقت، و كأنك تملك الحياة !، و الآخر أن تستعمل التدبير في جعل تلك المدة الزمنية المحددة حافلة بالعمل، و لا ريب أن الطريق الأول ليس صحيحا . لأنه خلاف استثمار الوقت، بعكس الطريق الثاني الذي يعتمد التخطيط و التنسيق .
    إن بإمكان المرء أن يقوم بمجموعة أعمال في مدة محددة، إن هو فكر في مجموعة الأعمال و تنويعها، و إمكانه القيام بها في تلك المدة، فمثلا : لو انك أردت إنجاز عدة أعمال في وقت محدد و قصير، كأنك تريد أن تذهب للسوق لشراء بعض المستلزمات، و في الوقت نفسه تريد أن تعود مريضا، و أن ترجع طبيبا، و أن . . . . فكيف يجب أن تتصرف ؟
    الأولى بك قبل أن تشرع في التنفيد أن تستعمل التخطيط، بأن تلقي نظرة ذهنية على هذه الأعمال، يمكن إنجازها في ساعة من الزمن يأجمعها : تشتري المستلزمات، و تعود المريض، و تزور الطبيب، و. . .، و في تصورك أن كل واحد نمها يحتاج إلى ساعة أو أكثر، فلو كان لك خمسة أعمال - مثلا – فقد تتصور أنك بحاجة إلى خمس مرات للخروج، بينما لو استعملت التخطيط و التنسيق قد يمكنك القيام بها جميعا في مدة زمنية محددة، و ببساطة و يسر .
    و من مزايا هذه القاعدة أنها تختصر الوقت و تختزله، و اختصار الوقت و اختزاله هو أحد صور استثمار الوقت، و في خلاف ذلك ضياع له .
    يقول عز و جل : ( و تزودوا فأن خير الراد التقوى ) ( البقرة /197) .
    و لكي نتزود بالتقوى لابد أن نستثمر أوقاتنا، و أن نباشر، و أن مبادر، وذ لا ندع الوقت يفوتنا دون طائل، و لا يمكن إنا أن نتزود إلا بإنجاز المزيد من العمل في القليل من الوقت .
يعمل...
X