Announcement

Collapse
No announcement yet.

الشاعر ( سعدو الذيب ) أبو حاتم صاحب :عالبال بعدك يا سهل (يا جبل) حوران

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • الشاعر ( سعدو الذيب ) أبو حاتم صاحب :عالبال بعدك يا سهل (يا جبل) حوران


    وصفه حنا مينة بـ«الحافظ للمودات كحبة القمح»

    سعدو الذيب
    إذا أردت أن تعيش الكفاف فعليك أن تؤلف خمسين أغنية في السنة
    الوطن - علي الحسن
    «عنا الولد... من يومة اللي ينطق النني.. بنعلموا حب الوطن... بنعلموا يغني»
    التوقيع: سعدو الذيب صاحب «ع البال بعدك يا سهل (يا جبل) حوران شرشف قصب ومطرز بنيسان» الأغنية التي خلدها الفنان مطرب الجبل فهد بلان.
    وجعلت قامة أدبية وروائية سورية بوزن حنا مينة يقول: «لقد فتنت حد الإدهاش من عبارة شرشف قصب ومطرز بنيسان وسعيت لمعرفة الشاعر الرقيق، العذب، حلو الشمائل الذي قالها فإذا هو الصديق الصدوق الذائب كسكرة، الندي الكف كحاتم الطائي، الحافظ للمودات كحبة القمح التي منها وفيها يضرب المثل وتتجلى حكمة العطاء السرمدي، عنيت به الأستاذ والأخ ورفيق الدرب الطويل بغير قياس سعدو الذيب، أو أبو حاتم كما اعتدنا أن نناديه تحبباً»
    وقبل حنا مينة كان الراحل محمد الماغوط قال: «ألحان وكلمات سعدو الذيب الأقرب إلى الروح».
    «ع البال».. «اللالا» و«الموليّا»
    «ع البال» عبارة سيستخدمها سعود الذيب بعد سنوات من الانتشار غير المسبوق لأغنية سورية على طول الأرض العربية وعرضها وذلك في برنامج بثه التلفزيون السوري منذ سنوات «حكايات وأغاني ع البال» لاقى متابعة واسعة وثق من خلاله سعدو الذيب: اللالا، الموليا، العتابا، الميجانا، الدلعونا، النايل، السويحلي، الموشح، القد.. في عملية مسح شملت كل المحافظات السورية وحصل سعدو الذيب على شهادات لباحثين في التراث السوري وحتى من معمرين عارفين ليبين التراث الحقيقي لكل منطقة في عملية إحيائية للتراث كشفت الكنوز السورية وعمق وتجذر تاريخ منطقة بلاد الشام وخصوصية الأغاني والأهازيج التي كادت تندثر وتتلاشى في زحمة وتزاحم الأفكار والصرعات والتقليعات الوافدة والهجينة في عصر الاستهلاك والتسطيح والفقاعات.
    ولأن التراث غني وكبير ومتعدد الألوان فإن ما بث من «حكايات وأغاني ع البال» لا يكفي ومن هنا فإن سعدو الذيب الشاعر والملحن وفي لقاء مع «الوطن» يكشف عن متابعة على هذا الصعيد وعن كتاب قيد الاشتغال طلبته وزارة الثقافة السورية في أجزاء يوثق التراث السوري.

    «الزواريب».. و«فيلا» سعدو الذيب
    الشعر احتل لدى سعدو الذيب مكانة متقدمة وأولوية تتقدم عما سواها لكنه ذهب إلى الدراما فاشتغل منذ العام 1992 «الدخيلة» «شيماء» «العود» «جحا 2003» «الوتر الأخير» وكان قبل ذلك سافر إلى الخليج (1979) عمل هناك في الصحافة ليعود بعد ثماني سنوات قاطعاً وعداً على نفسه ألا يغادر سورية مرة أخرى وألا يسافر أكثر من عشرة أيام ذلك أن الرجل مجبول بحب وطنه بحاراته وأزقته وزواريبه وناسه وقد رفض عروضاً كثيرة للعمل والإقامة خارج البلد وبمبالغ مجزية.
    وأسأل سعدو الذيب: وهل تعيش من فنك (يضحك) ويقول: عندما يأتي أحد من خارج البلد إلى السويداء يسأل: أين «فيلا» سعدو الذيب؟! ويستغرب عندما يكتشف الحقيقة.

    «الشانزيليزيه»... و«هيك بدو السوق»
    ويضيف الذيب: إن أردت أن تعيش «الكفاف» فعليك في سورية أن تشتغل في السنة الواحدة أكثر من خمسين أغنية علماً أنه في بلدان مجاورة لنا فإن عشر أغان تجعلك تعيش بشكل ممتاز وأنا- يعقب الذيب- لا أعمل أكثر من خمس أغان ولكني سعيد بنفسي ولا أرهقها وأعمل بمزاجي وكما أريد وقد حملت الوطن على أكتافي ولا أملك فيه لغاية اليوم أربعة حيطان وسقف لكني متصالح مع ذاتي ومع وطني وأرى أن كل من يتعامل مع القلم (بصدق) لديه مشكلة مادية.
    وحول الأغنية السورية وقد قدم الذيب نحو 200 أغنية ما بين عاطفية وشعبية ووطنية فإنه يرى أن من يرد المحافظة على الأغنية السورية فعليه أن يكون منتمياً ومتجذراً وإلا فإنه لا يعطي هوية فالأغنية السورية مرت بفترات ذهبية لكن وصلنا إلى زمن صارت مقولة «هيك بدو السوق» هي التي تحكم متسائلاً هل يعني أن السوق يلغي هويتي وتاريخي وألحقه؟! وهل يعني أن نأتي بألحان تركية ولاتينية ويونانية ونقول هذه أغنية سورية؟! ويحذر سعدو الذيب إذا استمر حال الأغنية السورية بالانحدار فإن خطراً كبيراً يتهددها فتفقد هويتها.
    وينفي الذيب صدقية مقولة أو مشروعية «السوق هيك بدو» ويقول إنه قام بإعداد برنامج «الموشحات كنوزنا» وفي اليوم العشرين من التصوير صار المخرج يغني موشحاً وكذلك المصور وكل فريق العمل حتى من كان يقدم الشاي.. إذاً- يعقب الذيب- الناس تعتاد على ما يقدم لها.. ويذهب الذيب إلى مثال آخر: إذا كان عربي يمشي في «الشانزيليزيه» مثلاً وسمع صوت ناي قادم من إحدى النوافذ فإنه لا شعورياً سيلتفت إلى حيث قدم الصوت ويترك كل مظاهر «الحضارة» التي لا تعني له شيئاً أمام صوت ناي.

    محطة فضائية للأغنية السورية
    ولكن ما يحدث برأي سعدو الذيب أن أكثر من محطة إعلامية تبث على مدار الساعة أغاني معظمها هابط وتروج للموسيقا الهابطة في حالات اعتداء على التاريخ والهوية والروح ويعود الذيب هنا للمطالبة بإنشاء محطة فضائية للأغنية السورية على غرار «سورية دراما» وكان الذيب اقترح ذلك على وزير الإعلام السابق ولاقى الاقتراح «تجاوباً» جيداً لكن السؤال ما مدى جدية الوزارة في أن تخطو خطوات عملية بهذا الاتجاه خدمة للأغنية السورية الأمر الذي يراه الذيب ملحاً وضرورياً خاصة أن سورية تمتلك ملحنين جيدين وكتاباً ممتازين ولديهم المقدرة للعمل على الأغنية السورية ضمن بيئة صحية متسائلاً عن سبب غياب البرامج الفنية؟! وحتى «دائرة المنوعات» تم إلغاؤها من التلفزيون السوري.

    القهر.. و«الورق»
    وعن صناعة نجم سوري يقول الذيب: إن التلفزيون السوري لا يصنع نجماً والمطرب السوري مقهور لأنه ليس هناك شركات إنتاج محلية للأغنية ولا يوجد حماية للفنان السوري وحتى قانون حماية الملكية الفكرية ظل ورقياً ولم يطبق وبات الكاتب والملحن والمطرب معرضين للسطو والاستباحة وينوه الذيب إلى الأصوات الشبابية السورية التي ما إن يغادر أحدها سورية لمدة أربعة أشهر حتى يعود نجماً متسائلاً لماذا لا نصنع نحن نجومنا ونقدمهم للعالم العربي وخاصة أن سورية غنية بفنها وثقافتها وأن الإنسان السوري استطاع أن يصل إلى حالة متفردة في العالم.

    الانسلاخ.. و«حوّل يا غنام...»
    حول الأغنية الشعبية والأغنية التراثية السورية يرى سعدو الذيب ضرورة الفصل بينهما فالتراثية تم الاشتغال عليها وتجاوزت الحدود بنجاح لأن أصلها جميل وكثيراً ما نتذكر الماضي الجميل للأغنية الشعبية «حول يا غنام حول»، «فوق هودجها»، «على موج البحر» ويبدي الذيب استغرابه من قناعات لدى البعض أن يصلوا للعالمية من خلال الموسيقا الغربية فيما الغرب بات يتجه شرقاً إلى موسيقانا ويرى الذيب أنه بقدر ما تجذر الفنان بأرضه فإن المسافة نحو العالمية تكون أقصر متمثلاً هنا قناعات رسول حمزاتوف «داغستان بلدي» أما ما يحدث برأيه فإن حالة انسلاخ يكاد يكون كاملاً تعيشه الموسيقا العربية علماً أنها الأغنى عالمياً إذ تتضمن أكثر من 252 مقاماً وكل الاشتغال الموسيقي العربي الحالي لا يتعدى من هذا الرقم أكثر من عشرين مقاماً. ويعلن الذيب انحيازه الكامل للشعر وللأغنية فالمسلسل مثلاً يذهب بينما الأغنية تعمر وتعيش وتصبح تراثاً كـ«يوم على يوم» والأغنية أيضاً خالدة وهي مجد يعيش على شفاه الناس.

    السطو... والمفارقة
    الذيب يعود إلى التراث وحالات السطو إذ يقول ثمة من تعدى على التراث ووضع ألحاناً وكلمات باسمه ويتذكر هنا على سبيل المفارقة أن الإذاعة السورية لم تكن تعطي مقابلاً مادياً لمن يأتي بأغنية تراثية أما إذا سجل «الفنان» الأغنية التراثية باسمه فإن حقه المادي محفوظ لدى الإذاعة بمعنى أن الإذاعة السورية هنا شجعت على عمليات السطو على التراث.
    ويتحدث الذيب عن الرحابنة بإعجاب كيف أنهم أعادوا إحياء التراث وجددوا وطرزوا الأغاني وكيف أنهم كانوا يذهبون إلى الأرياف لحضور الأعراس وسماع الأغاني والأهازيج ليستثمروا ذلك فنياً في قوالب حفظت التراث وخلدته وذلك نجاح كبير يسجل للرحابنة ودائماً هذا أفضل ممن يؤخذ عن الأتراك أو اليونانيين أو الموسيقا اللاتينية.

    «ما نسيت أنا الرفقة»
    سعدو الذيب الشاعر والملحن غنى من كلماته وألحانه الراحل فهد بلان وغنى من كلماته وألحانه: إلياس كرم، محسن غازي، داوود رضوان، كنانة القصير، أحمد الأحمد، برهان القصير ومن الأردن عمر عبد اللات وله حالياً عملان جاهزان لسعدون جابر وياس خضر وقد تميز الذيب بأنه من أولئك الذين يعملون بصمت ولم يبغوا شهرة أو أضواء ويتخذ من مكتب له استديو يتم فيه تسجيل الأغاني للفنانين.. ويعج بصور لكبار المطربين والملحنين وبالتأكيد لرفيق الدرب فهد بلان مكانة كبيرة ولسان حال قلبه يقول: «.... ما نسيت أنا الرفقة»!!

Working...
X