تويت
شبابنا والديسكو!!
عالم الصخب والرقص والفوضى ولكن تحت الأرض
الوطن - ديما ديب
نهار جديد يبدأ تحت الأرض بعد أن ينام من فوقها، إنه نهار جديد لكن بأضواء باهرة وملونة بدل لون الشمس، وضجيج الموسيقا الصاخبة بدل من صوت ازدحام السيارات، وشباب من مختلف الأعمار وملابس غريبة في كثير من الأحيان، إنه الديسكو بكل تفاصيله ومكوناته الذي انتقل من المجتمع الغربي إلينا كنوع من أنواع الانفتاح والتحضر برأي البعض، ونوع من أنواع العولمة والانحطاط الأخلاقي بنظر الآخر.
أماكن الديسكو غالباً ما تكون في قبو تحت الأرض لتخفي الضجيج والأصوات الصاخبة التي تصدر منها، فعند الدخول يكون الصمت مخيماً إلى أن تقترب من الباب لتبدأ الأضواء الساطعة بالظهور، ولا أحد يسمع أحداً فكل واحد مشغول إما بالرقص أو بشرب العصير أو الكحول، ومدى تفاعل الزبائن يكون فقط بأمر من زعيمهم وهو (الدي جي)، الذي يرفع الموسيقا تارة ويخفضها مرة أخرى بأغان أجنبية وأخرى عربية.
في أروقة الديسكو... وشرب للبالغين
كثرة الكلام عن الديسكو، دفعتنا للكتابة عنه، واستطلاع آراء مرتادي هذا المكان، حيث التقينا نعيم (21) عاماً الذي حدثنا عن تجربته قائلاً «أول مرة ذهبت للديسكو مع أحد أصدقائي، ولم أكن في ذلك الوقت أعرف عن الديسكو إلا ما قاله لي صديقي بأنه مكان جميل ومسل كثيراً ويمكنني هناك أن أفعل ما أريد وذهبت معه يوم العطلة إلى الديسكو، ودفعنا (1000) ليرة رسم الدخول، بعد ذلك دخلنا واخترنا طاولة وسط ازدحام شديد وموسيقا ورقص، وأعجبني هذا المكان لذلك أصبحت في كل أيام العطلة آتي إليه».
ليلاس طالبة قالت «أذهب باستمرار إلى الديسكو مع أصدقائي، وفي كل عام أقيم حفلة عيد ميلادي في الديسكو، فهذا المكان مميز وأستطيع به عن طريق الموسيقا الصاخبة والرقص تفريغ طاقتي، ونسيان همومي ومشاكلي»، مضيفةً إنها «تذهب إلى الديسكو دون علم أهلها، لأن هذا المكان محرم من الأهل».
أما ليث فلم تعجبه هذه التجربة حيث قال «ذهبت للديسكو مرة واحدة لحضور حفل ميلاد أحد أصدقائي، وكانت مناسبة لمعرفة هذا الجو ولكن والدي لو علما أن حفل الميلاد في الديسكو لما سمحا لي بالذهاب، لكنني اضطررت للكذب عليهما لاكتشاف هذا المكان لكثرة حديث أصدقائي عنه»
وتابع ليث «الأهل بمعظمهم يعتبرون هذا المكان خطاً أحمر، لا يجوز للأولاد تجاوزه، وأنا مع الأهل في ذلك، فهذا المكان بعيد كل البعد عن عالمنا وثقافتنا، ولكن حب الاستكشاف هو الذي دفعني للذهاب إليه».
وعن تقديم المشروبات الكحولية في الديسكو قال أحد العاملين في الديسكو على البار «نقدم المشروبات الكحولية للبالغين فقط أي فوق عمر (18) عاماً، أما القاصرون فلا نقدم لهم المشروبات الكحولية وهم غير مسموح لهم بدخول الديسكو، وإن صدف دخول قاصر في أحد أعياد الميلاد التي يقيمها أصدقاؤهم فنمتنع عن تقديم المشروب لهم، حسب تعليمات الصالة».
ملك الديسكو
سفيان يعمل (دي جي) في إحدى صالات الديسكو قال «مهمة (الدي جي)، هي العمل على جعل الشبان والفتيات في الصالة يستسلمون للرقص من خلال موسيقا غربية صاخبة، وأحياناً بعض الموسيقا العربية، لكون الفنانين العرب في هذه الأيام اتجهوا نحو الموسيقا الصاخبة في أغنياتهم» مضيفاً إن «(الدي جي)، في بعض الأحيان يقوم بدعوة أحد الأفراد في الصالة للغناء مع الموسيقا بناءً على طلبه أو طلب أصدقائه».
وأضاف إن «عمل (الدي جي) ليس كما يظن البعض أنها سهلة، لأنها تحتاج إلى تحضير كبير، إضافة إلى الآلات التي أتعامل معها وبرامج الحاسوب المختلفة لدمج هذه الأغاني، فهي مهنة متعبة ولكنها في نفس الوقت مسلية وممتعة».
الأولوية للدفيع ... وأمن لفض النزاعات
مدير أحد الديسكوات قال «أتعامل بحرص مع الداخل والخارج من صالتي، ومع أن من يدفع أكثر له الأفضلية في الدخول، ولكن الأفضلية بالدرجة الأولى لهيئة من يدخل ومظهره الخارجي، فأنا حريص كل الحرص على انتقاء زبائني لئلا تحصل أي مشاكل»، مشيراً إلى أن «الديسكو هو مكان كغيره من الأماكن السياحية مرخص من وزارة السياحة، ولكن الشيء الموجود في الديسكو هو الموسيقا الصاخبة والرقص، والناس يعتبرون أن ذلك مسيء ولكن لا أجد فيه أي نوع من الإساءة».
وعن وجود مشاكل داخل الصالة قال «كل صالة ديسكو يوجد فيها عدد من الحراس للحفاظ على الأمن داخلها، ولكن هذا لا يمنع من نشوب بعض المشاكل في بعض الأحيان، ولكن أمن الصالة يتدارك الأمر فوراً ويسيطر على الوضع».
بدوره قال أحد رجال الأمن داخل الصالة إن «أغلب المشاكل تنتج عن الشرب الزائد، أو المشاجرة بين الشباب أثناء الرقص مع الفتيات، فكل شاب يأتي بفتاة معه ولا يريد لأحد أن يرقص معها، ولكن أغلب الشباب يقومون بدعوة الفتيات الأخريات في الصالة للرقص معهن حتى وإن كانت جالسة مع صديقها، ما يسبب المشاكل»، مشيراً إلى أن «تدخل أمن الصالة ينحصر فقط في تفريق المتشاجرين، وإخراجهم من الصالة».
بوب خمس نجوم وديسكو للرقص
وفيما يخص الفرق بين البوب والديسكو أوضح مدير الصالة «هناك فروق بين الديسكو وأماكن أخرى تحمل اسم (البوب)، فالأول موجود في الفنادق الرئيسية المصنفة خمس نجوم، وهو عبارة عن بار أو شبه مطعم يقدم مأكولات خفيفة، وفيه مشروبات على اختلاف أنواعها، والرقص يكون محدوداً ولا يوجد (دي جي)، بل فيه بدلاً منه أوركيست، ويأتي استكمالاً لباقي الخدمات التي يقدمها فندق الخمس نجوم».
وأردف «الديسكو تك يحتوي على بار، إضافة إلى مكان للرقص، وهناك (دي جي) يقدم ميكسات معظمها غربية، يبدأ عمله من السابعة وحتى الثالثة فجراً، وبالنسبة إلينا فنحن نستقبل زبائن الفندق والباب مفتوح أيضاً للزوار من سكان المنطقة، بشرط أن يدخلوا زوجين شاباً وفتاة، ولا نستقبل شباباً بمفردهم أو فتيات بمفردهن، كما أننا نستقبل حفلات أعياد الميلاد ونشترط عليهم في حال كانوا دون السن القانوني عدم تقديم المشروبات الروحية، والعمل يتركز غالباً في أيام العطل، (الخميس والجمعة)».
لا تراخيص للديسكو
بدورها وزارة السياحة نفت أن يوجد تراخيص للديسكو، باستثناء الموجود في بعض الفنادق، حيث يتضمن عقدها الأساسي وجود ديسكو، وكان هذا الأمر شرطاً ملزماً من السياحة لجميع فنادق الخمس نجوم في البداية، لكنه لاحقاً تحول إلى أمر اختياري يرجع تقديره للمالكين، وبالنسبة للمراقبة فهي موجودة بالتنسيق مع أصحاب المحلات.