إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قوانين القوة - القوة بمفهوم الغرب - إعداد المحامي : بسام المعراوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قوانين القوة - القوة بمفهوم الغرب - إعداد المحامي : بسام المعراوي

    قوانين القوة
    إعداد المحامي : بسام المعراوي
    القوة بمفهوم الغرب :
    فإننا نقدم كتاب "قوانين القوة" الذي يطرح أفكاراً مثيرة للجدل ,
    ويركز على الأساليب والوسائل التي تساعدنا على تحقيق الأهداف بغض النظر عن كون هذه الأهداف صحيحة أم لا , من وجهة نظرنا على الأقل ثم لندرك كيف يفكر القوم في تعاملهم مع الآخرين ومع المسلمين من باب أولى .
    القانون الأول : ذر الرماد في العيون :
    تعتمد علاقتنا بالآخرين على الإيحاء أكثر مما تعتمد على الصراحة فلا تحاول أبداً أن تفصح عن نواياك للآخرين , بل عليك أن تذر الرماد في العيون وتشوش الانتباه .
    تفسير القانون :
    من السهل أن تفصح عن نواياك ومشاعرك الحقيقية , لكن الأمر يتطلب قدراً كبيراً من المهارة إذا ما حاولت الإمساك بلسانك وكتمان أسرارك . يظن كثير من الناس أن الصراحة هي الحل الوحيد لأن الخط المستقيم هو أقصر مسافة بين أي نقطتين . لكن الصراحة قد تكون مخادعة : فلأنك صادق مع نفسك , تنتظر أن يعاملك الآخرون بنفس الدرجة من الصدق . بينما تؤدي صراحتك في الواقع إلى جرح مشاعر الآخرين بحيث تجبرهم على الكذب عليك وتضليلك في النهاية . ولذلك ننصحك بإخفاء نواياك وأهدافك لكي تضمن النصر قبل أن تبدأ الحرب . فليس هناك قائد يكشف خطته قبل خوض معركته .
    القوة لعبة إجبارية :
    هناك تناقض غريب في لعبة القوة كلنا نسعى لامتلاكها وكلنا نرفض الاعتراف بذلك .فلماذا يا ترى ؟
    لأن القوة ليست شيئاً مطلقاً بل هي علاقة نسبية بين عدة أطراف , فعندما نصير أقوياء يصير الآخرون ضعفاء . إلا أن هذا التناقض يمنع أي طرف من الخروج من الملعب . فالقوة لعبة إجبارية مفروضة على الجميع .
    ومن الممكن القول بأن أول قوانين القوة هو أن تمارسها في سرية تامة . ويحترم كل البشر هذا القانون مما جعله قانوناً بديهياً وقديماً قال نابليون : "أخف قبضتك الحديدية في قفاز حرير"
    مطبخ القوة :
    كان القائد ولا يزال مصدر القوة لأتباعه ومن هؤلاء الأتباع تتكون الحاشية . تضم هذه الحاشية المشهورين والنوابغ من العلماء والشعراء والمفكرين الساعين إلى مزيج من القوة . عرفت كل الحضارات مثل هذه الحواشي . ويقوم فريق الحاشية بدور "المطبخ" الذي يتولى تدبير المؤامرات والمكائد للحصول على مزيد من القوة وإضعاف الخصوم . ومن الطبيعي أن تتم مثل هذه المؤامرات في الخفاء . وهناك قوانين ضمنية تحكم العلاقات بين أعضاء فريق الحاشية , فلا يجوز مثلاً الإسراف في مدح أو ذم شخص علانية , لأن هذا يشير إلى التآمر معه أو ضده
    القوة وادعاء البراءة :
    يعتبر مجرد الكلام عن القوة أمراً خطيراً بالنسبة للكثيرين. يعتقد هؤلاء أن بمقدورهم الخروج من لعبة القوة بمجرد إنكارها أو التظاهر بعدم اللعب .
    وكثيراً ما ألصقت لفظة الميكافيلية بالانتهازية وغيرها من النعوت السلبية . لكن بدأ بعض المفكرين اليوم ينظرون لميكيافيللي كواحد من أهم مفكري التنوير والمصارحة .
    فالسعي وراء القوة لا يعني مناصبة الآخرين العداء أو تهديد السلام . السعي وراء القوة هو سعي وراء الأمان وتحقيق الذات . وهذه حاجات وغرائز إنسانية لا يمكن إنكارها أو التقليل من شأنها , بحجج المسالمة أو البراءة . فليس هناك سلام حقيقي دون قوة , وليست هناك براءة صافية دون عجز .
    من هنا , لا ينبغي لأحد أن يتخلى عن السعي إلى اكتساب القوة . ومن الحكمة أن يتم ذلك بهدوء ودون جلبة . فطلب القوة مسألة على درجة كبيرة من الحساسية , وتستدعي قدراً عظيماً من التوازن , وإلا سقط طالبها في المحظور كما يتساقط الفراش وهو يحوم حول النار
    أحذر التناقض :
    كلما تقدم بنا العمر زادت مهمتنا في إخفاء أهدافنا بصعوبة . لن نجد في هذه الحالة مناص من أن نلعب دور العائد التائب . ذلك الذي سعى وراء أهداف متعارضة واكتشف زيفها فجأة ولكن بعد أن حققها جميعاً .
    القانون الثاني :دع الآخرين يعتمدون عليك :
    لكي تضمن ولاء الآخرين أن تبقى مفيداً لهم . كلما زاد استعبادك للآخرين زادت حريتك . وكلما اعتمدت سعادة الآخرين وقوتهم عليك أحكمت قبضتك عليهم . أحذر أن تعلم الآخرين ما يكفيهم للاستغناء عنك .
    غباء الثور :
    يحكى أن فلاحاً كان يملك ثورين . وذات يوم غادر القرية فوضع عليهما كافة أحماله . ظل الثور الأخير يتلكأ في المسير , فكان المزارع يزيح عنه بعض الحمل ويضعه على الثور الأول , ثم يمضي في رحلته , ظل الثور الأخير يتلكأ , حتى تخلص من كل أحماله ونقلها إلى الثور الأول .مضى الثور الأخير في سيره متبختراً , حتى شعر صاحبه بالجوع , فقام بذبحه ليأكل من لحمه , ولم يستطع التفريط بالثور الأول الذي كان ينوء بحمل أثقاله .
    تفسير القانون :
    يجب أن يكون التخلص منك مكلفاً لمديريك ولكل من هم أعلى أو أقوى منك . التميز في عملك وامتلاكك موهبة فذة هما أفضل طريقة لضمان ذلك . فقد عاش "مايكل أنجلو" في وقت كان يضطر فيه الفنان أن يجد راعياً يموله ويساعده في إدارة أعماله , وكان "أنجلو" على خلاف دائم مع راعيه . فكان يتركه ويرحل , ولكن الراعي كان يسرع في أثره نادماً . فقد كان من السهل على "مايكل أنجلو" أن يجد راعياً آخر , لكن لم يكن بإمكان الراعي أن يجد فناناً آخر مثل "أنجلو".
    العمل والعواطف :
    لا تعتقد أن اعتماد المدير أو الرئيس عليك سيجعله يحبك . فالصحيح أنه سيحب فائدتك ويخشى فقدانك . فأنت بالنسبة له كنبع الماء الذي ندير له ظهورنا بعد ارتواء عطشنا . فكلنا نحب الماء ونحن عطشى , ثم نتجاهله بعد أن نرتوي . لكننا نحرص على الاحتفاظ بكميات من الماء في متناولنا لأننا نعرف أننا سنحتاجها . فلا تسرف في الاتكال على الجانب العاطفي لعلاقتك مع مديرك , فالأجدر بك أن تركز على الجانب العملي منها .
    استراتيجيات بناء اعتماد الآخرين عليك :
    هناك استراتيجيتان لجعل الآخرين يعتمدون عليك :
    1- استراتيجية التوسع :
    هذه هي الاستراتيجية التي اتبعها "بسمارك" وهي تقوم على توطيد العلاقات مع كل الأطراف والقيام بمعظم الأعمال حتى تتأصل في نسيج البناء وتمسك بكل الخيوط , فلا يمكن الاستغناء عنك , لأنك تعلم كل شئ وتعمل كل شئ . تصلح هذه الاستراتيجية للأشخاص العاديين ومحدودي الموهبة . بمعنى آخر , تصلح هذه الاستراتيجية للمكافحين الذين يعملون دون كلل أو ملل .
    2- استراتيجية التميز :
    تأسست الاستراتيجية التي اتبعها "أنجلو" على موهبة أو مهارة فريدة . تصلح هذه الاستراتيجية للموهوبين الذين يحبون العزلة والمتفردين في آرائهم ونظرتهم للحياة , أي أنها استراتيجية للمبتكرين الذين يعتمدون على الخيال والعاطفة .
    القانون الثالث :لا تخطف الأضواء من رئيسك :
    "دع من هم أهم منك يشعرون بتفوقهم عليك , فلا يتوجسون منك خيفة . فمصاحبة الأذكياء غير مريحة . ولا تتمادى في محاولاتك لنيل إعجابهم لدرجة تثير مخاوفهم . احرص دائماً على أن تبدو متواضعاً بالنسبة لهم , وخاصة أمام الآخرين" .
    تفسير القانون :
    يعتبر كل مدير نفسه أهم موظف في الشركة , فهو كالشمس التي لا يجب أن تتألق حولها نجوم أو كواكب أخرى , وهو في ذلك لا يعبأ بأية اعتبارات عملية أو علمية . فعندما يتعلق الأمر بالكرامة والقوة , نادراً , ما ينصت الإنسان لصوت العقل .
    عندما تستعرض مهاراتك فإنك تحصد التقدير , ومعهما أيضاً قدر من الحسد والضغينة , ينبع هذا من النقص الذي يعتري النفس البشرية . وبالطبع ليس عليك أن تراعي شعور كل من هم دونك في المهارة والمنصب . أما مع من يعلونك مقاماً , فالأمر مختلف , فهؤلاء يريدون أن يشعروا بأن مناصبهم آمنة . فلا تظن بأن تألقك سيكسبك احترامهم .
    كم شمسا في السماء
    لا تتلألأ النجوم في السماء إلى بعد أن تغرب الشمس , فالقانون الطبيعي هو أن لا تسطع في السماء سوى شمس واحدة . وما تحدى أحد نور الشمس أو حرارتها إلا احترق . فتعلم كيف تستفيد من نورها دون أن تتلظى بناره .
    عليك أن تواصل تلميع صورة مديرك وتعزيز سلطته , كأن ترتكب بعض الأخطاء غير الضارة التي يجدها فرصة سانحة لتعليمك وانتقادك , بين الحين والآخر , وبالتالي تفرغ ما قد يترسب بداخله من ضغينة تجاهك , بأن تنصت مستسلماً وتطأطئ رأسك اعترافاً بعظمته . فإذا كنت لا تستطيع أن تمنع نفسك من طرح الأفكار الفذة ولا يمكنك أن تتحكم في إعجاب الآخرين بك , فانسب أفكارك وسر جاذبيتك إلى مديرك , لتجعله يشعر بالامتنان وتخفف إحساسه بالتهديد من جانبك
    مراعاة القانون :
    كان "جاليليو" معروفاً بجرأته العلمية . لكنه لم يكن غبياً في مجال العلاقات الاجتماعية , فكان لا يتورع عن إعلان تراجعه عن أي مبدأ علمي يهدد مستقبله .ولكي يرضي ضميره العلمي , كان "جاليليو" يتبع الاستراتيجية التالية :
    1- يضمن أفكاره الجريئة كتباً لا يتم تداولها إلا في المحيط العلمي البحت , حتى لا تقع في أيدي المعارضين الأقوياء .
    2- يقدم اختراعاته للأقوياء المحيطين به , فكان يهدي كل اختراع بمجرد الانتهاء منه لأحد العظماء , الذي يضفي عليه بعض القوة , في المقابل .
    ظل "جاليليو" ينهج هذا الأسلوب حتى وصل إلى منصب الرياضي الفيلسوف عام 1610 , رغم أن بعض آرائه أودت بحياة العديد من العلماء قبله .


    القانون الرابع : حافظ على سمعتك :

    لا تستطيع ألا تكون نموذجاً . فإما أن تختار نموذجك , أو سيختاره لك المجتمع , فلا تجعل الشك يتطرق إلى سمعتك مهما بدا الأمر هاماً وحاسماً . فبإمكانك أن تهزم عدوك بسمعتك دون أن تجرد سيفك من غمده . ولكي تهزم خصمك , عليك أن تجرده من سمعته أولا.

    مراعاة القانون :
    أثناء حرب الممالك الثلاث في الصين , بعث القائد "شوكو" – الشهير بالدهاء – معظم قواته إلى معسكر بعيد ليقابلوا جيوش الأعداء , ومكث في المدينة وحده مع عدد قليل من الحرس . فجاءه النذير بأن أعداداً هائلة من جيش العدو تزحف نحو المدينة بقيادة "سيماي" .
    أصدر "شوكو" أوامره بفتح كل أبواب المدينة وتنكيس الأعلام واختفاء الجميع . وبالفعل لم تمض إلا ساعات قليلة , حتى ظهر جيش العدو على أبواب المدينة. وهنا أمر "سيماي" جنوده بالتوقف ودلف إلى المدينة متعجباً ووقف برهة يتفحص الموقف , ثم عاد بسرعة إلى جنوده وأمره بالانسحاب الفوري والسريع.
    التفسير :
    اشتهر "شوكو" بدهائه في الحروب ولجوئه للحيلة , مما جعل "سيماي" يؤمن بأن جيش "شوكو" الكبير كان مختبئاً ينتظر الانقضاض عليه في المصيدة التي أعدها على هيئة مدينة مفتوحة الأبواب وخالية من الناس . وبعد أن انطلت الخدعة على "سيماي" تخلص "شوكو" من كل من راقبوه وهو يخدع خصمه . ولهذا السبب لم يفقد "شوكو" سمعته أبداً .
    مفاتيح القوة :
    عليك أن تنمي سمعتك بامتلاك إحدى الخصال الطيبة . وهكذا تنتقل سمعتك من تلقاء نفسها لتنتشر بين أكبر عدد من الناس في بيئتك . هل تتذكر "روميل" ثعلب الصحراء ؟ كان الرجل يثير الرعب في قلوب الأعداء , وكان نبأ اقترابه منهم كفيلاً بإخلاء منطقة بأكملها من قوات الحلفاء , حتى عندما كانوا يتفوقون عليه في المعدات والرجال بأكثر من خمسة أضعاف . وهكذا تنجز سمعتك واعلم أنها تسبقك أنى حللت , وأنها المسئول الأول عن انتصاراتك وهزائمك .
    لكن ماذا تفعل إذا كانت سمعتك سيئة منذ البداية ؟
    بين السمعة والضمير
    يمكنك أن تواجه الناس بضمير غير سليم , ولا يمكن أن تواجههم بسمعة ملوثة . تلعب السمعة دوراً أساسياً . فهي المؤشر الذي تقاس عليه أفعالك وأقوالك . لتكن السمعة أحد مفاتيح قوتك , فهي أدائك لتوجيه الأحكام التي يطلقها عليك الآخرون

    نحن لا نختار البيئة التي نعيش فيها دائماً , كما لا نختار ظروف ميلادنا وموتنا , فإذا كانت سمعتك سيئة نتيجة لظروف خارجية , فيمكنك أن تختار ما تفعل . الحل الوحيد هو أن ترتبط بشخص أو هيئة ذات سمعة طيبة بحيث تغطي سمعتها على سمعتك , التي ليس لك ذنب فيها . وعندها لن يذكر اسمك إلا مقترنا باسم هذه الهيئة أو الشخص ذي السمعة الطيبة .
    صراع السمعة :
    تمتع "توماس إديسون" بسمعة واسعة بصفته عبقري الكهرباء في العالم , مالا يعرفه الكثيرون هو وجود عالم آخر يدعى "نيقولا تسلا" نجح فيما فشل فيه "إديسون" باكتشافه التيار المتردد ac كبديل للتيار الثابت dc الذي اكتشفه "إديسون" . تميز "إديسون" غضباً من هذا الاكتشاف وأصر على تدمير سمعة "تسلا" فكرس وقتاً وجهداً وأموالاً طائلة لاكتشاف أية عيوب في التيار المتردد . وفي سبيل ذلك صعق مئات من الحيوانات بهذا التيار لمجرد إثبات عدم أمان استخدامه في البيوت . كما دفع سجن نيويورك لإقامة أول إعدام بالكرسي الكهربائي عام 1890 . لم يقتل السجين على الفور ولكنه فقد الوعي مما اضطرهم إلى معاودة عملية الإعدام عدة مرات قبل أن يموت السجين فيما وصف
    بأقسى عملية إعدام على الإطلاق . والآن , لا يكاد أحد يذكر اسم "تسلا" ونسي العالم الثمن الذي دفعه "إديسون" للدفاع عن سمعته!!! .
    استثناء من قانون السمعة :
    هناك استثناء واحد لقانون السمعة . فهناك من يكتسبون سمعتهم من عدم مبالاتهم من هؤلاء جماعة الفنانين السرياليين أمثال "سلفادور دالي" و"أنتونين أرتو" فقد حاول هؤلاء جذب الانتباه إليهم بتصرفاتهم الشاذة . وبالفعل نجح بعضهم في استخدام هذه الاستراتيجية . واكتسبوا احتراماً عظيماً لدى جماهير المثقفين والفنانين .
    الفلسفة التي تبناها هؤلاء هي أنك إذا لم تعباً بما يعتقده الآخرون فيك , فإنك تصبح حراً فيما تفعل , وأنه ليس من حق أحد أن يحاسبك أو ينتقدك . ولكن يجب أن ندرك أن مجال هؤلاء هو الإبداع والفن وليس الحياة اليومية و العملية . فإن لم تكن مثلهم , فلا تعبث بفلسفتهم .

    القانون الخامس :اجذب الانتباه بأي ثمن :
    يكمن إيمان الناس في عيونهم , فهم يحكمون على الأمور بظواهرها . كل ما هو خفي يعتبر غير موجود . فلا تدع نفسك تتوه وسط زحام الجماهير الذين يشار إليهم عادة بكلمة "هم" كن قطباً بارز بأي ثمن . اجعل آراءك أقوى أو ألوانك أسطع وأسلوبك أروع . ومن الأفضل أن تصبح هدفاً للهجوم والنقد بدلاً من أن تبتلعك ظلال النسيان . كن مختلفاً دائماً . فهذا هو الدرس الذي نتعلمه من الزهور .
    مراعاة القانون :
    يذكر العالم الفنان "بارنوم" كأعظم رجال الاستعراض في القرن الماضي . ففي اليوم الذي سبق افتتاح متحفه , اقترب منه أحد الشحاذين متوسلاً , فما كان منه إلا أن استأجره لتنفيذ مهمة غريبة طوال فترة افتتاح المتحف , كان على الشحاذ أن يرص عدداً من الحجارة , ثم يجمعها ويتقدم خطوتين للأمام ويعاود رصها وجمعها مرة أخرى , حتى يدخل من باب المتحف ويخرج من الباب الخلفي , دون أن يكلم أحداً . عندما حان يوم الافتتاح كان يوماً مشهوداً , وحيث توقفت حركة المرور تماماً نظراً لتجمع آلاف المارة الذين وقفوا مندهشين مما يفعله الشحاذ . الأمر الذي حدا بهم ليتبعوه ويدخلوا المتحف , حتى اكتظ عن آخره .
    بعد عدة أعوام اشترى "بارنوم" تمثالاً لمخلوق خيالي نصف العلوي إنسان ونصفه السفلي سمكة . ثم نشر أخباراً في الصحف المحلية و العالمية عن اكتشاف مخلوقات من نفس النوع , وأشار إلى أن هذه المخلوقات تشبه التمثال الموجود بالمتحف. فأقبل الناس على المتحف ليشاهدوا التمثال تقودهم تلك الأخبار الخيالية . لقد فهم "بارنوم" أسلوب تحريك الجماهير فتمكن من بناء ثروة خيالية . فعندما تشد إليك العيون , فإنك تتمتع بجاذبية سحرية تقود بها جمهورك أينما شئت.
    مفاتيح القوة :
    لا يوجد أحد وبين جوانحه مهارة فطرية لجذب الانتباه , فيه مهارة نكتسبها بعد تعودنا على الآخرين وتعاملنا معهم وألفتنا لهم . من هذه التجربة تنشأ لدينا حساسية خاصة إزاء الآخرين . فهناك من يستطيع أن يتكيف بسرعة مع أناس يقابلهم لأول مرة , وهناك من لا يستطيع التوافق إلا بعد فترة طويلة . ولكي تدخل دائرة الضوء , عليك أن تكون مبتكراً في سلوكك الموجه لجذب المزيد من الانتباه , وإياك والتكرار , فهو سلعة رخيصة يعافها الناس .

    استراتيجيات جذب الانتباه:
    1- افعل كما يفعل معارضو "بل جيتس" : ابحث عن شخصية مشهورة وتصيد أخطاءها فلا يوجد شخص كامل . ثم أبرز هذه الأخطاء واجذب الانتباه إليك . فإذا قدر لك أن تنجح فإن الشخصية التي تهاجمها ستقترف مزيداً من الأخطاء , وكلما فعلت ذلك سطع نجمك وازداد تألقك . فكل شخصين متعارضين يمثلان للناس جانبي الخير والشر . فإذا لعبت دور الخير , فإنهم سيضعون الشخص الآخر في دائرة الشر .

    2- ساند القضايا الجديدة فقد عرف "سارتر" – الذي يطلقون عليه لقب آخر الفلاسفة – بتمرده على الفلسفة السائدة في عصره , واختياره جانب المستضعفين من الأقليات من أمثال الشعب الفلسطيني والسود .
    ومتمردي الجزائر . وعندما رفض تسلم جائزة نوبل ظل الناس يتذكرونه أكثر من الذين قبلوها . لقد جذب "سارتر" الانتباه بآرائه المثيرة للدهشة , وفي بعض الأحيان للاشمئزاز. لكنه لم يفقد سمعته كنصير للمظلومين .
    3- إذا لم تجد شخصاً تهاجمه أو قضية تتبناها , افعل شيئاً غريباً ومبهما لا يستطيع أحد تفسيره , ولا حتى أنت . لجأ "هاملت" إلى هذه الاستراتيجية في مسرحية شكسبير , عندما ادعى الجنون ليثير الفزع في قلب قاتل أبيه . فهنا تكون القوى المحركة لتصرفاتك خافية وعصية على الإدراك , مما يحيطك بهالة من الغموض ويغلف تصرفاتك بمسحة من الغرابة .
    إساءة تفسير القانون :
    لا تندفع وراء جذب الأنظار دون وعي ودون حساب للاعتبارات الاجتماعية والقيم التي تعاصرها فقد يدفعك حب الظهور في كثير من الحالات إلى ارتكاب أخطاء قاتلة . فقد سمعنا بمن ينتحرون رغبة في جذب الانتباه إليهم . وهناك حادثة شهيرة وقعت في لندن حاولت إحدى السيدات أن تجذب الأنظار إليها بتصرفها السلبي , عندما ظلت جالسة أثناء دخول الملكة إلى القاعة , بينما نهض الجميع احتراماً. سقطت هذه السيدة من نظر الجميع واعتبروا تصرفها تعبيراً عن قلة الذوق , رغم أن هذا لم يكن في حسبانها مطلقاً .
    يجب ألا يبدو سعيك لجذب انتباه رؤسائك أو زملائك نابعاً من طمع فيك أو من نقص يعتريك , بل يجب أن تؤسس استراتيجيتك على قيم محترمة ومعترف بها في البيئة الاجتماعية التي تعايشها . وعليك أن تنتقي أعداءك بنفس الحرص الذي تنتقي به أصدقاءك .
    القانون السادس :خاطب مصالح الناس لا مشاعرهم :
    عندما تبحث عن مساعدة أو معونة لا تذكر الناس بما فعلته لهم أو بواجبهم نحوك , فهذا يجعلهم يبحثون عن فرصة للتخلص منك . الأجدر بك أن تتكلم بلغة المصلحة والأرقام .
    مراعاة القانون :
    اشتهر "جنكيز خان" برغبته العارمة في التدمير والقتل . وعندما اجتاحت جيوشه الصين في القرن الثاني عشر , توقع الجميع أن يقوم بإبادة الحضارة الصينية عن آخرها , ولكن أحد الصينيين العظماء ويدعى "تساي" هرع إلى القائد المخرب وقدم له اقتراحاً اعتبره التاريخ مفتاح نجاة الحضارة الصينية . اقترح "تساي" على جنكيز خان أن يتقاضى ضريبة مرتفعة من كل صيني يبقيه على قيد الحياة . وعندما حول "جنكيز خان" نظره إلى الأراضي الصينية الشاسعة لم يعرف ما يفعله بها إلا إشعال الحرائق , فاقترح عليه "تساي" أن يتقاضى ضريبة عن كل متر منها لا يشعل فيه الحريق . وهكذا استطاع "تساي" أن يغير مشاعر أشهر المخربين في التاريخ , عندما عزف على وتر المصلحة الواضحة .
    مفاتيح القوة :
    في سعيك الحثيث نحو القوة , ستجد نفسك إن آجلاً أو عاجلاً تطلب المساعدة ممن هم أعلى منك أو حتى ممن هم دونك . فلا تعتقد أن كل ما عليك أن تفعله هو اللياقة و إتقان آداب الحديث –فإن ذلك لا يصلح إلا في أضيق الحدود. عليك أولاً أن تفهم مصالح من تتعامل معهم . وعليك أن تنظر لإمكاناتك وتحدد ما يقع في دائرة قدراتك , وما يقع في دوائر مصالح الآخرين .
    يفشل معظم الناس في هذه الحسابات فيفشلون في الحصول على مساعدة صادقة من الآخرين , الذي يتركونهم في منتصف الطريق . وعندما نطلب المساعدة عليك أن تكون واقعياً بجانب النوايا الطيبة والمشاعر النبيلة . فمن الممكن أن تتغير النوايا الطيبة وتزول المشاعر النبيلة , ولكن المصالح والأرقام تبقى كما هي دون تغيير .
    إذا طلبت المساعدة من غيرك اعتماداً على مشاعره النبيلة , دون أن تخاطب مصلحته الشخصية , فأنت أكثر انتهازية من الشخص الذي يخاطب المصلحة الشخصية دون أن يعتمد على المشاعر النبيلة . فعندما تخاطب المشاعر فقط , فأنت في الواقع تطلب خدمة شخصية بدون مقابل . أما المقابل الذي تلوح به فهو احتمال أن ترد الجميل في يوم من الأيام , دون أن تحصل أنت أيضاً على مقابل , وهكذا تدخل نفسك والشخص الآخر في علاقة خاسرة في كل الحالات , لأنه تقوم على الحصول على شئ مقابل بعض العواطف . وبالتالي يكون من مصلحتك ومصلحته أن تنتهي هذه العلاقة . فتعلم أن تؤسس علاقات يتغلب فيها العقل على العاطفة .
    استثناء القانون :
    هناك كثير من الناس يعتبرون التحدث بلغة المصلحة والأرقام مؤشراً على تدهور الأخلاق . هؤلاء الناس لا يجيدون إلا لغة العواطف . فإذا كانوا أعلى منك شأناً فهم من الأرستقراطيين الذين يحبون الظهور بمظهر المتبرعين والمصلحين الذين تشيد وسائل الأعلام بهم وبأفعالهم الخيرية . المسألة بالنسبة لهؤلاء ليست مجرد التنصل من دفع الضرائب , بل إنهم يشعرون بأن عليهم واجباً أخلاقياً نحو المجتمع , ويبدون مدفوعين بعاطفة حقيقية لخدمة أعمال الخير . ويحيلنا هذا مرة أخرى إلى ضرورة فهم معنى كلمة المصلحة فعندما يرى هذا الفرد مصلحته في تنمية المشاعر النبيلة والنوايا الطيبة خاطبه من هذا المنطق . أما حينما يعلو لديه صوت المصلحة على كل الاعتبارات , فعليك أن تخاطبه بلغة الأرقام التي يفهمها .
    تأمل هاتين الحكمتين من حياة النهر :

    اعتبر ثروتك كالنهر . فإذا جعلت من دونها سداً ومن خلفها سداً فإنك تصنع منها مستنقعاً آسناً . وإذا فتحت في السد قنوات محكمة لتصريف المياه وتوجيهها , فإنك تكسب نهر ثروتك مزيداً من الحيوية , وتسهم في رخاء وتقدم من حولك
    الطعم الذي تتلقفه السمكة ويكون سبباً في موتها , هو الشيء الوحيد الذي يقدمه الصياد مجاناً
    القانون السابع :احذر كل ما هو رخيص :
    لا تفرح بالأشياء التي يمكنك الحصول عليها دون مقابل أو بخصومات خاصة , فمثلاً هذه الأشياء تجر وراءها تكلفة مادية ومعنوية تضعفك فيما بعد . تعلم أن تدفع مقابلاً عادلاً لكل ما تحصل عليه . وابتعد عن كل ما هو رخيص لأنه يباعد بينك وبين التميز .
    تفسير القانون :
    كان المعلم "يوسف بن جعفر العمودي" يتقاضى من مريديه مقابلاً مادياً كبيراً . وذات يوم تقدم منه أحد الفقهاء وسأله "ألا ترى قدراً من التناقض بين ما تعلمه لمريديك من حب الخير ونبذ الطمع وما تتقاضاه منهم من مبالغ طائلة" فأجابه المعلم قائلاً :"أما عن التناقض , فإن الفرص سانحة لكل منتقد أن يجد قدراً منها في كل شئ أفعله , حتى ولو لم أتقاض شيئاً مقابل دروسي , وفيما يتعلق بما أتقاضاه من مقابل كبير , فأعلم أن أسوأ المعلمين هو من لا يتقاضى مقابلاً مادياً , لأنه يأسرك معنوياً , ويسلب إرادتك فلا تستطيع أن تختلف معه في شئ يقره " .
    مفاتيح القوة :
    حاول أن تقيس كل شئ تبعاً لمعايير واضحة . واحرص أن تعرض التكلف والعائد الحقيقيين لكل ما تحصل عليه . فهناك أشياء قد تحصل عليها دون مقابل مادي ولكنها تجبرك على دفع مقابل معنوي كبير .
    فقد تحبذ مثلاً التعامل مع أحد الموردين لأن أسعاره رخيصة لكنه في المقابل يعطيك جودة أقل , فتضر بسمعتك في السوق . ويمكن لمنافسك الذي يتعامل مع مورد أعلى سعراً أن يكتسب سمعة طيبة لجودة منتجاته . ينطبق نفس الشيء على المطعم الذي تتناول فيه الطعام أو النادي الذي تقضي فيه أوقات راحتك , فرخص أسعار هذه السلع ينعكس على جودة خدماتها , كما يؤثر على سمعتك , فهو ينقلك من موقع القوة بالنسبة للبائع إلى موقع ضعف . بينما يمكن أن يمنحك تعاملك مع الموردين الأعلى سعراً فرصاً أفضل للحفاظ على قوتك .
    أسلوبك في التعامل مع النقود والثروة هو أحد أهم محاذير القوة . فكثيرون فقدوا ثروته نتيجة رغبتهم في مزيد من الثروة السريعة , بعد أن وقعوا فريسة للنصابين . فهؤلاء إنما يلوحون بفرصة الكسب السهل والمجاني , فيتهافت عليهم البخلاء والجشعون .

    لا تدع نفسك تنساق إلى مصيدة الثروة الرقمية . فكر بلغة الثروة .
    وظيفة المال :
    يقال أن أحد البخلاء بعد أن قضى عمره في جمع ثروته , أراد ألا يفرط بأي فلس منها , فباع كل ما يملك واشترى به كتلة ضخمة من الذهب الخالص . خبأ البخيل كتلته في مكان سري وكان يتردد عليها من حين لآخر ليطمئن على بقائها .وذات يوم عرف أحد الخدم مكان الذهب , فاشترى كتلة من النحاس ووضعها مكان كتلة الذهب . عندما جاء البخيل ليطمئن على حجره الثمين لم يفطن للفرق , وظل على هذا الحال حتى مات تاركاً الحجر المزيف لورثته . لم يدرك البخيل طوال حياته أن القيمة الحقيقة للنقود تكمن في استخدامها وتدويرها وليس في اكتنازها وإحكام الرقابة عليها .
    بين البذخ والبخل :
    يلجأ بعض الأغنياء إلى إدعاء البخل أو التظاهر به , كي لا يثيروا أطماع من حولهم , وهناك من يلجأ إلى الإنفاق ببذخ . ولكن عليك أن تصل إلى نقطة توازن بين هذين القطبين . ويتضمن هذا التوازن خطوتين :
    1- ادفع الثمن الحقيقي لكل ما تحصل عليه , لا أكثر ولا أقل . ولا تماطل في الدفع أو تتهرب من دائنيك . وستحصل بهذه الطريقة على قروض ميسرة وبطريقة سحرية و حتى دون أن تطلب ذلك . اجعل النقود تبدو غير ذات أهمية لك , وحاول في المقابل أن تحصل على أقصى قيمة ممكنة مقابل كل ما تدفعه .
    استخدام استراتيجية الكرم الانتقائي لتعزيز علاقاتك ببعض الأشخاص , لتبقي على صداقتهم وتحصل على خدماتهم المتميزة . فليس هناك أسوأ من البخل بالنسبة لمن يبحث عن القوة . فالبخل يقلص دائرة نفوذك ,ويحد من البدائل المتاحة أمامك .
يعمل...
X