إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أبو زكريا يحيي بن ماسويه الخوزي البغدادي‏ ‏(‏ مؤسس أول كلية طب في العالم الإسلامي‏)‏

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أبو زكريا يحيي بن ماسويه الخوزي البغدادي‏ ‏(‏ مؤسس أول كلية طب في العالم الإسلامي‏)‏

    ابن ماسوية ‏(‏ مؤسس أول كلية طب في العالم الإسلامي‏)‏
    ‏ محمد رضا عوض
    الأهرام اليومي
    هو أبو زكريا يحيي بن ماسويه الخوزي البغدادي‏,‏ عالم مسيحي موسوعي بالطب والنبات والصيدلة وناقل ومترجم عاش في القرن الثالث الهجري التاسع الميلادي‏,‏ أبوه سرياني وأمه صقلية‏,‏ يعود له الفضل في تطور العديد من العلوم في العالم الإسلامي في العصر العباسي الأول‏.‏ ولد ابن ماسويه في مدينة جنديسابور بخوزستان وانتقل مع أبيه الخبير بالصيدلة الي مدينة بغداد حيث درس هناك الطب والصيدلة علي يد أبيه والعلماء الآخرين مثل جبريل بن بختيشوع واتصل بكبار الأطباء والمترجمين وأتقن اللغات السريانية واليونانية والفارسية الي جانب العربية وصار من أطباء قصر الخلافة وبيمارستان بغداد كطبيب ومترجم شأنه شأن أبيه قبله فولاه الخليفة هارون الرشيد ترجمة الكتب الطبية القديمة, وكان يقام في قصره مجلس علم يحضره شيوخ الطب وعلماؤه يتشارون ويتجادلون في المسائل الطبية ومختلف العلوم مما أشاع جوا علميا في بغداد.
    وتخرج علي يديه عديد من مشاهير الأطباء والعلماء منهم حنين بن اسحق واتصل بعد هارون الرشيد بخلفائه, فخدم مع أربعة منهم طبيبا وجليسا ونديما وسميرا وهم المأمون والمعتصم والواثق والمتوكل فكان يسهر علي صحتهم وقاية وعلاجا ويشرف علي غذائهم حتي لايتناولون شيئا إلا بحضوره وأصبح عظيم النفوذ وطائل الثروة وواسع الشهرة ولعل اتصاله بالخليفة الواثق كان الأشد.
    كان ابن ماسويه مهتما بعلم التشريح ومارسة علي الحيوانات ومن أهمها القرود التي كان يربيها في حديقة قصره ببغداد باعتبارها من الحيوانات القريبة التكوين من الإنسان, ومن كتبه في هذا العلم كتاب تركيب خلق الإنسان وأجزائه وعدد أعضائه.
    ومن اسهاماته في علم الطب أن ابن ماسويه هو أول من تعرف علي مرضي السيل القرني وهو من أمراض العيون وقد أدرك طبيعته الإلتهابية, ووصف صورته السريرية وهو أقدم وصف لطبيعة هذا المرض, كما يعد ابن ماسوية أول من وضع كتابا عن مرضي الجزام, له كتب عديدة في الطب من أهمها معرفة الكحالين وهو أقدم كتاب طب عربي كتب بأسلوب السؤال والجواب وقد أختصر فيه كل أمراض العيون الي زمانه لكي يساعد طلبة الطب عند تقدمهم للامتحان لنيل لقب طبيب عيون وكتاب دغل العين وهو بدوره أقدم كتاب تعليمي بالعربية في طب العيون.
    وفي الطب النفسي ألف كتاب عن المالينجوليا وأسبابها وفي الطب النظري وفروعه ألف كتابا مختصرا في معرفة أجناس الطب, وله عدة كتب أيضا في علم الأدوية, وكتاب ذكر خواص مختارة علي ترتيب العلل) وكتاب( جواهر الطبيب المفردة بصفاتها ومعادنها.
    وكتاب( خواص الأغذية) وله كتاب في علوم الأرض وهو كتاب الأزمنة وكتاب الحميات ولقد ترجمت هذه الكتب الي اللاتينية وطبعت عدة مرات وكتاب الكامل في الطب ومنه نسختان في المكتبة الوطنية بباريس وكتاب الأدوية المسهلة ومنه نسخة في مكتبة أكسفورد ونسخة أخري في ستر أسبور.
    قال عنه ابن أبي أصيبعة في عيون الأنباء في طبقات الأطباء( كان طبيبا ذكيا فاضلا خبيرا بصناعة الطب, وله كلام حسن وتصانيف مشهورة وكان مبجلا حظيا عند الخلفاء والملوك).
    ووصل ابن مساويه الي مرتبة كبيرة في مجال الطب ففي عهد الخليفة المأمون عين رئيسا لبيت الحكمة عام038 م, وفي مدينة بغداد أسس ابن ماسويه أول كلية للطب في العالم الإسلامي وعاش عمره كله متنقلا بين مدينتي بغداد وسامراء.
    توفي ابن ماسويه في سامراء عام758 م, تاركا مايقرب من أربعين مصنفا بين كتاب ورسالة, وتاريخ بن ماسوية يعبر علي عظمة الحضارة الإسلامية في خلق جو فريد من التسامح الديني فشارك في هذه النهضة كل من العلماء المسلمين والمسيحيين واليهود.
يعمل...
X