إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شذراتــــــ الكاتب محمد رامي ــــــ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شذراتــــــ الكاتب محمد رامي ــــــ

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    قراءة نقدية مجملة في الأسلوب


    كاتب الروائع محمد رامي



    ترجلت في يوم أمام طيف أسرتني عروضه .. وأبديت رغبتي في معرفة مجاهل هذا الطيف .. فلم أجد سوى تلك المساحة اللا محدودة من عالم النت الفسيح


    دخلت باحثة وأنا على يقين أنني سأحصد المزيد من ذلك العلم الوفير .. وطأطأت راسي عندما استوقفني ذلك الكم الهائل من العطاء


    وأنا أتجول هنا وهناك من منتدى إلى آخر .. ورسمت خطوطا بيانية استطلع كل الأعمال


    وكانت دهشتي أنني قرأت وقرأت .. ولم أتوقف لحظة وأنا بشوق للمزيد


    لكن الوقت كان قصير فانتهيت إلى هذا النقد الأدبي لأعمال الكاتب السوري محمد رامي الذي صال وجال في كل الميادين الأدبية والاجتماعية والنفسية والوطنية



    منذ اللحظة الأولى التي قرأت فيها للكاتب الكبير محمد رامي أدركت أنني أقرأ لأديب لا يمتلك أدوات الإبداع فحسب ، بل ويدرك قيمة الحرف ودوره ، ويجيد انتقاء أصناف درره وجواهره ليصنع في كل مرة عقداً فريداً من المعاني المدهشات والمباني المبهرات.


    واليوم أجد أنه من غير المنصف أن لا يتم استعراض ما يقدمه الكاتب محمد رامي للأدب العربي عموماً وللنثر خصوصاً من ألق وإبداع يعتمد على عنصر الإدهاش حيناً والإقناع حيناً آخر. وأنا هنا أستأذن في هذه القراءة السريعة والانطباعية التي أحاول بها أن أقف على حدود معالم الإبداع في كتباته دون الغوص في بحاره واستخراج درره المكنونة في أعماق المشاعر المسكوبة سلسبيلاً عذباً يحسن ورده ويطرب جرسه ، فإن الغوص قد يغرق إن لم يمتلك الناقد أكسجين الوقت الكافي لما سيطول.



    إن كاتبنا محمد رامي




    يتميز كما أسلفت بهذا الحس الكبير في استدراك القيم الكامنة في الحروف والظلال الممتدة من الكلمات ليؤطرها في صورة بهية تتعانق فيها خطوط الإبداع مع ظلال الإمتاع بشكل يشد إليه الفكر ويخلب العين. وإن كان من وصف دقيق لما يقدمه

  • #2
    رد: شذراتــــــ الكاتب محمد رامي ــــــ

    الكاتب والاديب محمد رامي


    فهو كاتب الإدهاش يعتمده كعنصر أساسي في جل كتباته وأشد ما يتميز به هو نثر الشذرات أو الومضات التي تقدم صورة مدهشة في تكثيف النثري كبير من خلال قطعة النثرية لا تتجاوز أبياتها عدد أصابع اليد. حين يكتب محمد رامي بهذا الأسلوب يصبح ناثرا لا يجارى بما يتميز به أسلوبه


    من مبنى مكثف بألق ودقة ومعنى مدهش في رأي ورؤية. ولذا فإنني رأيت أن أجمل ما قرأت له كان في تلك الشذرات النثرية البراقة والتي أسوق هنا منها:



    أطأطئ راسي خجلا ً


    من نجمة في أعالي السماء


    زارتني يوما في غربتي


    تحمل لي الدواء


    لتزيل عني ما كدرته الأيام


    وما تجمع في النفس من رواسب الزمان


    دواؤها كان كلمة حب ..


    وهمسة دفء ..


    وصدر حنان


    فاستقبلتها والوهن اخذ مني الصحة ومنحني الإعياء


    لكنها انتفضت ..


    وقالت :


    لا تكترث .. فأنا صانعة الدواء


    فان شفاءه مضمون صنع من عبق الإحساس


    واخترت له شهد الوفاء ليشفي علة تودي للفناء


    وما أن مدت يدها لتمسح جبيني حتى انتفضت من الاعياء




    أبيات ثلاثة كانت كافية لتقول ما تعجز عنه الطوال يجسد فيها هذا الكاتب المبدع علاقته بالحبيبة ليراها الوطن الذي يأتمنه على عمره ويوقف عليه حبه وشوقه ، ويتجاوز هذا الأمر إلى أن يراها كذلك الملجأ متى انقلب حاله ولفظته حتى نفسه ليراها هي ذات نفسه التي تؤويه من رهق نفسه وأنها الملجأ الذي يأوي إليه طالباً حق اللجوء العاطفي. صورة مدهشة حقاً في شذرات من روائع محمد رامي



    ثم لننظر هنا مثلا:



    يا روضة فيها الأمان خلود


    تعانق الأطياف أحلامها



    بين أزهارها عشقت جمالها


    وعلى أغصانها سكرت في هواها



    وابتلت عروقي من نداها


    وأبرقت عيوني في ضحاها



    صباحها !... آية الكون مقدرة


    ومساؤها !... تودع الشمس أحزانها



    إذا ما غابت الشمس ... أشرقت


    في حبها ...تجالس البدر بغنائها



    أين لي .. منها ؟!... وقد أسكرتني


    وأشربتني ...كأسا من صباها



    يا إله الحب : .....خذني لها .


    لعهودها ... أعيش في حنانها


    إذا ما بكت الليالي ... جراحا .


    أسمو فوق جرحي ... فداها .

    تعليق


    • #3
      رد: شذراتــــــ الكاتب محمد رامي ــــــ

      نعم هو الإيجاز إذاً لا الإطناب ، واقتصاد للكلمات لينفق العقل التفكير في الغايات.

      ولننظر هنا أيضاً لندرك أبعاد الدهشة التي يعتمدها كاتبنا محمد رامي في طرح شذرات منثورا ته الوامضة:





      لم لتساؤل ؟… وقد عرفتها منذ عهد …


      عرفت البساطة والهدوء في وجهها .


      عرفت الإخلاص والمودة في حديثها .


      تركت صراع الحياة ، واندست في فراش الأمان ، تحلم بالسعادة والهناء ، وتنظر للبعيد بمرصاد الرضا .


      إنها الأخرى زهرة تفتحت على روابي الحب والحنان ، وامتصت غذاء الروح من أرض الكبرياء . وتوارت أمام شموخها أشباح الخوف ، لتبصر الحياة من جانب الأمان .


      إنها في ربيعها السادس عشر … إنها واحدةٌ ممن عرفت فيهن كل معاني الإخلاص .





      ثم لو تأملنا أسلوب البناء عند الكاتب محمد رامي نجده يعتمد الجرس الجميل الواضح ، ويتحاشى الحشو ببلاغة مشهودة وإن اعتمد المفردات البسيطة ، وأسلوبه في الطرح يقترب جداً من المباشرة والوضوح دون أن يكون ذلك على حساب الصورة النثرية أو المحسنات البلاغية التي نجدها في الأبيات بشكل وإن قل إلا أنه يخدم النص ويعين على إضافة البعد الثالث للصورة المرادة.


      وأما الفكرة التي يعتمدها كاتبنا محمد رامي للبناء فهي تعتمد الومضة التي تبرق لتجعل سحاب الفكر يهيم بالتأمل العميق والمعاني الكثيرة في استقصاء المراد ، ويعتمد عنصر الإدهاش كما أسلفنا كانعتاق من قيود الإطناب بما يمكن للإيجاز أن يؤدي دوره ويقوم مقامه وهذا لعمري مما يحسب للكاتب.




      ألقي عصاي بعد أن أعياني الطريق



      حملي بات ثقيلا .. تثقله الهموم



      قلبي صار لحدا لكل فرح قديم



      فلا صبرا لي .. ولا احتمال



      ولا تغريد طير يصدح ليؤنس وحدة الغريب



      وصوتي توارى خلف نسيان الأمل البعيد



      عبثا أحاول أن أجد الطريق



      أنزع بردي عني لأني مللت الهجر وبعد الحبيب



      فقد اشتقت لثوب يحميني من لظى اللهيب



      ويبهج أيامي بأحلى رحيق



      لقد أصبح اليسير عسير

      تعليق


      • #4
        رد: شذراتــــــ الكاتب محمد رامي ــــــ

        ورب من يظن أن في أسلوب المباشرة والوضوح ما يحسب على كاتبنا محمد رامي ، ولكني أراه مما يحسب له ذلك أنه يعكس ما في نفسه من حالة النقاء والسلام مع النفس ، ويبرزه ككاتب يؤمن بما ندعو إليه من منهج "الفكر قبل النثر او الشعر" واعتبارالنثر او الشعر وسيلة لا غاية ، وهو بهذا يخدم التوجه الأصيل لدور الاسلوب في تشكيل وجدان الأمة واعتياد مواطن عزتها وكرامتها من خلال التفاعل القوي مع قضايا الأمة والتأثر بها. ولعلنا نجد أنه ممن يحمل هم أمته عموماً ، وهموم التربوية خصوصاً أسوق منها هنا:



        اجتماعية



        تعال إلي يا أبتي :


        إني أحفر قبري بيدي


        خوفاً من أن لا أستطيع النظر


        همسوا في أذني فتلقيت نبأ الفتن


        وأسرعت عسى أن أجد زاداً


        أو نعلاً يحميني من القذر


        تشققت قدماي وأنا طفل


        وتورمت كفاي من حمل الحجر


        وأترابي يلعبون بشتى اللعب


        ويلبسون زاهي اللون


        ويمشطون شعرهم عند السهر


        حملوني على أكفهم عند المرض


        وأسكنوني حجرة فيها ضوء ...


        وسرير من وبر


        واسقوني ماءً فيه عطر وعنبر


        وأنعموا علي بيوم بين الصور



        حلم عشته وأنا أرقب القمر




        إخوتي صغاراً... وأمي بينهم




        لا تعرف سبيل اللقم





        تحتار بين الزاد والألم




        من أين تأتيهم بالثوب أو علاج المرض




        رباه ... لقد نسوني بين الحفر




        أغرف من التراب لأقوى على المحن







        الوطنيه


        خذوها …وأعطوني قلبي .


        ظمأى…


        يا معشر القوم … أبعدوها .


        عن أرضي … بعيداً .


        تزرع الشوك والحقد .


        تدنس الأرض ظلما .


        تأكل الأطفال مولودا .


        لا تدعوا الأيام تمضي سدى .



        اقتلوها … أبعدوها .


        بنار الثأر …


        بحق الأرض …


        بنجوى السماء … أبعدوها ,

        تعليق


        • #5
          رد: شذراتــــــ الكاتب محمد رامي ــــــ

          وفي هذه المنثورة كما في العديد غيرها نجد أن النفس النثري عند الكاتب يستطيع أن يطول بما شاء من غير أن ينتقص من فصاحة قوله وجزالة لفظه شيئاً مما يؤكد على أن منهجه في شذرات النثر المدهشة لا يأتي عن عجز بل عن قناعة ، وهذه القدرة على كتابة المطولات يبرز لنا جمالية تفرده بألق كتابة الومضات النثرية أو الشذرات المدهشة كما أحب أن أسميها.


          ولعلني وأنا أحاول أن أغالب ضيق الوقت أشير قبل التوقف إلى أن الكاتب محمد رامي هو من الكتاب القلائل الذين يجيدون بشكل متقارب الكتابة على أسلوب النص الأصيل وأسلوب وأنه من الكتاب الذين يمكن لهم أن يصبحوا أحد علامات هذا العصر الأدبية متى ما أحتفل باللفظ الجزل أكثر ، ومتى ما التزم المنهج الذي يميزه خاصة بشكل أدق واشمل.وهنا انهي حديثي باحدى روائعه المميزة

          صغيرتي : لا تأخذك الأوهام



          كل لحظة وفيها وفاء


          وكل دمعة أذرفها للإغتراب


          وعيون الخوف لا تنام


          وما زالت الأيام على الفرقة في دوار


          سمعت صوتها .. وتغنيت بهمسها


          لا تحرمها ربي من السعادة ولا راحة البال


          هي بعيدة .. وقلبها وحيد


          وصوتها لا يسمعه إلا الغريب


          كيف أراها والبعد يزيد


          كانت ... وما زالت تسكن القلب


          و عن البال لا تغيب


          هجرت كلامي ونسيت ما قلته


          فلا سبيل للعتاب


          دمعي بعيوني تحجر


          لأني رأيت الغدر والخيانة من الأحباب


          وما حدث كان ظني ..


          وا أسفاه على الأيام


          يا قلب لا تحزن فلما البكاء والفرح على الأبواب


          أنت الأميرة والكل بانتظار


          فاختاري الذي ملك القلب والوجدان


          ولا تسالي عن الماضي


          بالكذب تسلحوا


          وبالهوى البعيد تمسكوا


          لأنهم ما عرفوا غير طريق الغش والخداع


          أنت اليوم ولدت من جديد


          ويا ويل الذي يطرق الباب من غير حساب


          ظنوا إنهم يملكون المال والعقار


          لكن هذا الواقع صار أوضح من الضياء


          لا تحزي ولا تبكي على من لا يعرف الوفاء


          كوني قوية


          ولا تستسلمي للانهيار


          وارفعي صوتك بوجه كل خائن غدار


          لا .. آنت الفتية ونورك اخترق الجدار


          واختصر البعد والمسافات


          لا .. لا .. فالأتي أفضل مما راح


          يا قمر لا تغيب ولا تشمت الأعداء


          اسمعي صوتي .. ولا تدعي الحزن يقتات


          من جسد التي لا تعرف غير الوفاء


          وقدمت كل استعداد


          يا ليتنا نتعلم .. ليكون درساً .. وأساس


          فالأميرة لا ينقصها العذاب


          نامي قريرة العين ولا تبالي أبداً


          فأنت تملكين الخيار


          كوني وفية لنفسك .. ولا تخدعك الأقوال


          وانسي ما حدث .. وما فات


          ولا تيأسي .. أنت طفلة وأمامك فسحة ومجال


          وحياتك اليوم ابتدأت بعد أن عرفت ِ القرار


          ولت أيام الضنى


          لا تخافي أبداً .. خلفك من يحميك ِ من كل سوء


          وأعين التجار


          سماسرة الحب انتهوا لان الثقة عادت إلى الديار


          والقلب تنبه .. فلا خوف بعد الآن


          إياك يا فتاتي من قهر الأيام


          فتمسكي بابتسامة القناعة والرضا


          لتنالي أحسن ثواب


          صغيرتي : لا تأخذك الأوهام


          ترفقي بنفسك فالحزن لا يحيي الأموات


          كل همي أن أقودك إلى بر الأمان

          فواعديني أن لا تأخذك تلك الأسباب


          وتنهار عزائمك فالقول الحق انه لا يستحق هذا الإعجاب


          تمهلي .. وتريثي .. فسبحان مغير الأحوال


          فالأيام هي السلوان


          ربي يسعدك بعد الأسى .. وكثرة الأحزان


          ليس في وسعك سوى إن تسمعي


          وتوفي بكل وعد دون اعتراض


          هذا أمر وليس تمني


          يجب أن تصحي .. وتتخلصي من هذه الأوهام


          لا تسالي ..


          واحمدي الله أن الحلم انتهى في أفضل الأوقات


          وأن الجسم لم يعد يحتمل أي عناء





          هي قراءة مرتجلة ومستعجلة للكاتب محمد رامي
          وعد مني بأن أعود بقراءات أكثر تفصيلاً لكتباته متى جاد علي الوقت ببعض الفراغ.






          تحياتي






          المــــــ نــ اليقين ـورـــــاسة

          __________________
          عندما يبهرني الحرف المنسوج بكل صدق
          ألتزم الصمت فالصمت فى حرم الجمال جمال

          فانت تكفيني وطن ارى فيك كل الوجوه

          التعديل الأخير تم بواسطة الماسة نوراليقين; 02-08-2009، الساعة 12:58
          الماسة نوراليقين مشاهدة ملفه الشخصي إرسال رسالة خاصة إلى الماسة نوراليقين إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى الماسة نوراليقين البحث عن المشاركات التي كتبها الماسة نوراليقين إضافة الماسة نوراليقين إلى الإتصالات الخاصة بك


          تعليق

          يعمل...
          X