إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الطفولة لبدوي الجبل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الطفولة لبدوي الجبل


    سلي الجمر هل غالى وجنّ و عذّبا

    كفرت به حتّى يشوق و يعذبا

    و لا تحرميني جذوة بعد جذوة

    فما اخضلّ هذا القلب حتّى تلهّبا

    و ما نال معنى القلب إلاّ لأنّه

    تمرّغ في سكب اللّظى و تقلّبا

    هبيني حزنا لم يمرّ بمهجة

    فما كنت أرضى منك حزنا مجرّبا

    و صوغيه لي وحدي فريدا و أشفقي

    على سرّه المكنون أن يتسرّبا

    مصونا كأغلى الدرّ عزّ يتيمه

    فأودع في أخفى الكنوز و غيّبا

    و صوغيه مشبوب اللّظى و تخيّري

    لآلامه ما كان أقسى و أغربا

    و صوغيه كالفنّان يبدع تحفه

    و يرمقها نشوان هيمان معجبا

    فما الحزن إلاّ كالجمال ، أحبّه

    و أترفه ، ما كان أنأى و أصعبا

    خيالك يا سمراء ، مرّ بغربتي

    فحيّا و رحّبنا طويلا و رحّبا

    جلاك لعيني مقلتين و ناهدا

    و ثغرا كمطول الرياحين أشنبا

    فصانك حبّي في الخيال كرامة

    و همّ بما يهواه لكن تهيّبا

    و بعض الهوى كالغيث إن فاض تألّق

    و بعض الهوى كالغيث إن فاض خرّبا

    أرى طيفك المعسول في كلّ ما أرى

    وحدت و لكن لم أجد منه مهربا

    سقاني الهوى كأسين : يأسا و نعمة

    فيالك من طيف أراح و أتعبا

    و خالط أجفاني على السّهد و الكرى

    فكان إلى عيني من الجفن أقربا

    شكونا له السّمراء حتّى رثى لنا

    و جرّأنا حتّى عتبنا فأعتبا

    و ناولني من أرز لبنان نفحة

    فعطّر أحزاني و ندّى و خضّبا

    و ثنّى بريّا الغوطتين يذيعها

    فهدهد أحلامي وأغلى و طيّبا

    و هل دلّلت لي الغوطتان لبانة

    أحبّ من النعمى و أحلى و أعذبا

  • #2
    وسيما من الأطفال لولاه لم أخف

    _ على الشيب_ أن أنأى و أن أتغرّبا

    تودّ النّجوم الزهر لو أنّها دمى

    ليختار منها المترفات و يلعبا

    و عندي كنوز من حنان و رحمة

    نعيمي أن يغرى بهنّ و ينهبا

    يجور و بعض الجور حلو محبّب

    و لم أر قبل الطفل ظلما محبّبا

    و يغضب أحيانا و يرضى و حسبنا

    من الصفو أن يرضى علينا و يغضبا

    و إن ناله سقم تمنّيت أنّني

    فداء له كنت السقيم المعذّبا

    و يوجز فيما يشتهي و كأنّه

    بإيجازه دلاّ أعاد و أسهبا

    يزفّ لنا الأعياد عيدا إذا خطا

    و عيدا إذا ناغى و عيدا إذا حبا

    كزغب القطا لو أنّه راح صاديا

    سكبت له عيني و قلبي ليشربا

    و أوثر أن يروى و يشبع ناعما

    و أظمأ في النعمى عليه و أسغبا

    و ألثم في داج من الخطب ثغره

    فأقطف منه كوكبا ثمّ كوكبا

    ينام على أشواف قلبي بمهده

    حريرا من الوشي اليمانيّ مذهبا

    و أسدل أجفاني غطاء يظلّه

    و ياليتها كانت أحنّ و أحدبا

    و حمّلني أن أقبل الضيم صابرا

    و أرغب تحنانا عليه و أرهبا

    فأعطيت أهواء الخطوب أعنّتي

    كما اقتدت فحلا معرق الزّهو مصعبا

    تعليق


    • #3
      تأبّى طويلا أن يقاد .. و راضه

      زمان فراخى من جماح و أصحبا

      تدلّهت بالإيثار كهلا و يافعا

      فدلّلته جدّا و أرضيته أبا

      و تخفق في قلبي قلوب عديدة

      لقد كان شعبا واحدا فتشعّبا

      و يا ربّ من أجل الطفولة وحدها

      أفض بركات السلم شرقا و مغربا

      و ردّ الأذى عن كلّ شعب و إن يكن

      كفورا و أحببه و إن كان مذنبا

      و صن ضحكة الأطفال يا ربّ إنّها

      إذا غرّدت في موحش الرمل أعشبا

      ملائك لا الجنّات أنجبن مثلهم

      و لا خلدها _ أستغفر الله _ أنجبا

      و يا ربّ حبّب كلّ طفل فلا يرى

      و إن لجّ في الإعنات وجها مقطّبا

      و هيّئ له في كلّ قلب صبابة

      و في كلّ لقيا مرحبا ثمّ مرحبا

      و يا ربّ : إنّ القلب ملكك إن تشأ

      رددت محيل القلب ريّان مخصبا

      و يا ربّ في ضيق الزّمان و عسره

      أرى الصّبر آفاقا أعزّ و أرحبا

      صليب على غمز الخطوب و عسفها

      و لولا زغاليل القطا كنت أصلبا

      و لي صاحب أعقيته من موّدتي

      و ما كان مجنون الغرور ليصحبا

      غريبان لكنّي وفي و ما وفى

      و نازع حبل الودّ حتّى تقضّبا

      تعليق


      • #4
        و با ربّ هذي مهجتي و جراحها

        سيبقين إلاّ عنك سرّا محجّبا

        فما عرفت إلاّ قبور أحبّتي

        و إلاّ لداتي في دجى الموت غيّبا

        و ما لمت في سكب الدّموع فلم تكن

        خلقت دموع العين إلاّ لتسكبا

        و لكنّ لي في صون دمعي مذهبا

        فمن شاء عاناه و من شاء نكّبا

        و يا ربّ لأحزاني وضاء كأنّني

        سكبت عليهنّ الأصيل المذهّبا

        ترصّد نجم الصبح منهنّ نظرة

        و أشرف من عليائه و ترقّبا

        فأرخيت آلاف الستور كأنّني

        أمدّ على حال من النّور غيهبا

        فغوّر نجم الصّبح يأسا و ما أرى

        على طهره _ حتّى بنانا مخضّبا

        و قد تبهر الأحزان و هي سوافر

        و لكنّ أحلاهنّ حزن تنقّبا

        و يا ربّ : درب الحياة سلكته

        و ما حدت عنه لو عرفت المغيّبا

        و لي وطن أكبرته عن ملامة

        و أغليه أن يدعى _ على الذّنب مذنبا

        و أغليه حتّى قذ فتحت جوانحي

        أدلّل فيهنّ الرّجاء المخيّبا

        تنكّر لي عند المشيب _ و لا قلى _

        فمن بعض نعماه الكهولة و الصبا

        و من حقّه أن أحمل الجرح راضيا

        و من حقّه أن لا ألوم و أعتبا

        و ما ضقت ذرعا بالمشيب فإنّني

        رأيت الضحى كالسّيف عريان أشيبا

        يمزّق قلبي البعد عمّن أحبّهم

        و لكن رأيت الذلّ أخشن مركبا

        و أستعطف التاريخ ضنّا بأمّتي

        ليمحو ما أجزى به لا ليكتبا

        و يا ربّ : عزّ من أميّة لا انطوى

        و يا ربّ : نور وهّج الشرق لا خبا

        و أعشق برق الشام إن كان ممطرا

        حنونا بسقياه و إن كان خلّبا

        تعليق


        • #5
          أهوى الأديم السّمح ريّان مخصبا

          سنابله نشوى و أهواه مجدبا

          مآرب لي في الرّبوتين و دمّر

          فمن شمّ عطرا شمّ لي فيه مأربا

          سقى الله عند اللاذقيّة شاطئا

          مراحا لأحلامي و مغنى و ملعبا

          و أرضى ذرى الطّود الأشمّ فطالما

          تحدّى و سامى كلّ نجم و أتعبا

          و جاد ثرى الشهباء عطرا كأنّه

          على القبر من قلبي أريق و ذوّبا

          و حيّا فلم يخطئ حماة غمامه

          وزفّ لحمص العيش ريّان طيّبا

          و نضّر في حوران سهلا و شاهقا

          و باكر بالنّعمى غنّيا و متربا

          و جلجل في أرض الجزيرة صيّب

          يزاحم في السّقيا و في الحسن صيّبا

          سحائب من شرق و غرب يلمّها

          من الريح راع أهوج العنف مفضبا

          له البرق سوط لا تندّ غمامة

          لتشرد إلاّ حزّ فيها و ألهبا

          يؤلفها حينا و تطفر جفّلا

          و حاول لم يقنط إلى أن تغلّبا

          أنخن على طول السماء و عرضها

          يزاحم منها المنكب الضخم منكبا

          فلم أدر هل أمّ السماء قطيعه

          من الغيم أو أمّ الخباء المطنّبا

          تبرّج للصحراء قبل انسكابه

          فلو كان للصحراء ريق تحلّبا

          و تعذر طلّ الفجر لم يرو صاديا

          و لكنّه بلّ الرّمال و رطّبا

          و يسكرها أن تشهد الغيم مقبلا

          و أن تتملاّه و أن تترقّبا

          كأنّ طباع الغيد فيه فإن دنا

          قليلا . نأى حتّى لقد عزّ مطلبا

          و يطمعها حتّى إذا جنّ شوقها

          إليه انثنى عن دربها و تجنّبا

          تعدّ ليالي هجره و سجيّة

          بكلّ مشوق أن يعدّ و يحسبا

          و يبده بالسقيا على غير موعد

          فما هي إلاّ لمحة وتصبّبا

          كذلك لطف الله في كلّ محنة

          و إن حشد الدّهر القنوط و ألّبا

          التعديل الأخير تم بواسطة غديرمعروف; الساعة 04-08-2024, 09:39 PM.

          تعليق


          • #6
            إلى أن جلاها كالكعاب تزيّنت

            لتحسد من أترابها أو لتخطبا

            و مرّت على سمر الخيام غمامة

            تجرّ على صاد من الرّمل هيدبا

            نطاف عذاب رشّها الغيم لؤلؤا

            وتبرا فما أغنى و أزهى و أعجبا

            حبت كلّ ذي روح كريم عطائها

            فلم تنس آراما و لم تنس أذؤبا

            و جنّت مهاة الرّمل حتّى لغازلت

            و جنّ حمام الأيك حتّى لشبّبا

            و طاف الحمام السمح في البيد ناسكا

            إلى الله في سقيا الظماء تقرّبا

            عواطل مرّ المزن فيهنّ صائغا

            ففضّض في تلك السّهول و ذهّبا

            و ردّ الرّمال السمر خضرا و حاكها

            سماء و أغناها و رشّ و كوكبا

            و ردّ ضروع الشاء بالدرّ حفّلا

            لترضع حملانا جياعا و تحلبا

            و حرّك في البيد الحياة و سرّها

            فما هامد في البيد إلا توثّبا

            و لا عب في حال من الرّمل ربربا

            و ضاحك في غال من الوشي ربربا

            و جمّع ألوان الضياء و رشّها

            فأحمر ورديّا و أشقر أصهبا

            و أخضر بين الأيك و البحر حائرا

            و أبيض بالوهج السماوي مشربا

            و لونا من السّمراء صيغت فتونه

            بياضا نعم لكن بياضا تعرّبا

            أتدري الرّبى أنّ السماوات سافرت

            لتشهد دنيانا فأغفلت على الربى

            ألمّ بكفي النجوم و أنتقي

            مزرّرها في باقتي و المعصّبا

            دياري و أهلي بارك الله فيهما

            و ردّ الرّياح الهوج أحنى من الصبا

            و أقسم أنّي ما سألت بحبّها

            جزاء و لا أغليت جاها و منصبا

            و لا كان قلبي منزل الحقد و الأذى

            فإنّي رأيت الحقد خزيان متعبا

            تغرّب عن مخضلّة الدوح بلبل

            فشرّق في الدنيا وحيدا و غرّبا

            و غمّس في العطر الإلهيّ جانحا

            و زفّ من النّور الإلهيّ موكبا

            تحمّل جرحا داميا في فؤاده

            و غنّى على نأي فأشجى و أطربا

            تعليق

            يعمل...
            X