ماكبث شكسبيرأزمنة مضطربةشخصية ماكبثالساحراتالمكانالأسلوب والتقنية
حشد كوروساوا العديد من الفنون التراثية اليابانية، بما أنه اختار القرن الخامس عشر في اليابان، فهناك مسرح النو، حيث الأقنعة وحركات الممثلين، والأكثر ملاحظة هنا هو وجه (آساجي) الزوجة ـ ليدي ماكبث اليابانية ـ الذي يتشابه وتحولاتها مع أقنعة هذا المسرح العتيق.
كذلك استعان كوروساوا بمشهد تمثيلي داخل الفيلم ـ أشبه بالمشهد التمثيلي في هاملت ـ حيث يصوّر أحد الممثلين في المأدبة التي أقامها ماكبث اليابان بتأدية مشهد قتل أحد الحكام، مما جعله يثور في النهاية. وهنا يختلف التوقع، فهاملت كان يريد من المشهد إثارة العم القاتل والمغتصب، لكن هنا يتوحد ماكبث مع عم هاملت في الجريمة، والوقوع تحت تأثير إعادتها أمامه، ولو من خلال ممثل عجوز. وفي النهاية لا يتم قتل الطاغية من جيش خارجي، لكنه قُتل بيد جنوده، كما فعل هو في السابق. ليصبح التساؤل هنا، ومن خلال المناخ السياسي والاجتماعي الذي أُنتج الفيلم من خلاله.. هل كان يأمل كوروساوا أن تتم حركة التطهير من الداخل، وهل كان يسخر من الأحداث الكاريكاتورية التي حدثت، وهل كانت الأحزاب اليابانية وقتها التي تتمثل صراط الديمقراطية الأمريكية، وماضي رجالها المخزي يستحق من مؤيديها هذه النهاية؟ ربما.
وبينما يختلف فيلم كوروساوا تماماً عن ماكبث شكسبير، ويُعد من أفضل المعالجات للنص الشكسبيري، يأتي الفيلم الاسترالي من خلال أسلوب بصري جديد ومعاصر، بداية من البيئة التي تحركت خلالها الشخصيات والأحداث، مع الحفاظ التام على الحوار الشكسبيري للنص، هذه المفارقة ما بين الشكل السردي وأسلوب الإخراج، خلقت حالة من التواصل أكثر في عملية التلقي. مع التذكير بأن هذا الشكل مع بعض الاختلافات، جاء في فيلم سابق، يختص بشكسبير أيضاً، وهو فيلم Romeo + Juliet إخراج باز لورمان 1996.
وباعتماد جويل كوين أسلوب التعبيرية الألمانية، نجده من البداية يمهد إلى عزلة البطل، ويُجسد أكثر صراعه النفسي وما يدور في عقله الباطن. مفسراً فكرة الساحرة أو الساحرات وكأنها الجزء الشرير في الإنسان، لذلك كان مستسلماً إلى حدٍ كبير إلى مصيره، كأخطاء البطل التراجيدي القديم. فجزء باقٍ من ضمير جعل أوديب يفقأ عينيه، بينما يبدو هنا بعض من ندم هو ما يجعل ماكبث الأمريكي يستسلم ولو بشكل أو بآخر إلى نهايته المحتومة، والمُقدرة سلفاً