إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عناصر المسرح المدرسي ( طريقة إخراج المسرحية )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عناصر المسرح المدرسي ( طريقة إخراج المسرحية )


    راميش ©من أعمال الدورة المسرحية في مسرح رأس الخيمة الوطني

    قواعد وقوانين لتكوين الدراما الخلاّقة في العملية التربوية
    اللعب المسرحي في قاعة الدرس

    أحمد علي البحيري

    عناصر المسرح المدرسي
    يتضمن إنتاج العرض المسرحي عناصر كثيرة مثل: النّص، والعناصر التكميلية من ديكور وأزياء وموسيقى وإكسسوارات والدعاية والإعلان وأشياء أخرى كثيرة. إلا أننا سنركز في هذا المقام على عنصر هام ألا وهو (الإخراج) أو طريقة إخراج المسرحية في المدرسة. وهنا نقول بوسع المخرج (المعلم) عمل تدريبات لمجموعة التمثيل قبيل اختيار النص، وذلك لغايات تنمية قدرات التلاميذ التعبيرية، وأيضا للكشف عن إمكانياتهم وتحديد نوعية النصوص الملائمة لتلك المجموعة، وتشتمل هذه التدريبات على ما يلي:
    ـ تدريبات جسدية: الجسم كما نعرف هو الإطار المادي ألذي يرسم به الممثل في الفراغ المسرحي، لذلك لا بد أن يكون هذا الجسد مطواعا ومرنا، لكي يتمكن من تجسيد مختلف التعبيرات والحركات ذات المهارات العالية، ولذلك على المخرج أن يكسب جسم الطالب مرونة تامّة، ويجعله يجيد التحكم في جميع حركاته وسكناته في ملامحه ووجهه واتجاهات رأسه وحركات يديه وذراعيه وقدميه وساقيه وجذعه حتى طريقة وقوفه متماسكا على خشبة المسرح. كيف يمشي ويجلس ويركض؟ كيف يتوقف فجأة؟ وبذلك يكون الطالب قد أتقن كافة الحركات المجردة، ليصل في نهاية المطاف إلى الشخصية المكلف بتشخيصها في إطارها الجسدي والنفسي والمادي والمعنوي.
    ـ تدريبات الصوت: على المخرج أن يعتني بصوت الممثل من ناحية نطق الكلمات بحيث يكون الأداء واضحا خاليا من عيوب النّطق لكي يصل المعنى سليما معافى إلى المتلقي، ومن هنا تأتي أهمية عملية تنظيم التنفس وعلاقته بتقطيع الجمل من خلال صنع توازن بين كمية الهواء في صدور الممثلين والجمل التي ينطقونها، لأن الهواء هو مادة الصوت، كما يمكن أن يجعل المخرج من دروس الموسيقى بالمدرسة عملية مكملة للعملية الفنية.
    ـ تدريب الحواس: من البديهي أن الماديات المقرونة باستخدام الحواس لا تستخدم في المسرح استخداما واقعيا، وإنما استخداما مسرحيا، فحين يكون المطلوب من الشخصية أن تشمّ عطرا جذّابا، فليس من الضروري في المسرح أن نستخدم العطر استخداما حقيقيا، وكذلك حينما يكون الممثل مطالب بأن ينظر إلى طائرة من نافذة، أو حريق، أو عصفور صغير، وهكذا فيما يتعلق بمختلف الحواس. إذ على المخرج القيام بمهمة تدريب تلاميذه على كيفية استخدام (الحواس) لتقديم فعل مسرحي يوحي بالواقع، وهو ما يعرف في المسرح بعملية الايهام بالواقع، كذلك فيما يتعلق بالجوانب المعنوية مثل الخيال والعاطفة والتركيز والشفافية الجمالية. بعد قيام المخرج لهذه التدريبات، ومعرفته لإمكانيات طلابه وقدراتهم المختلفة، حينئذ يمكن البدء في التجهيز للبرنامج المسرحي وفق الخطوات الآتية:
    ـ اختيار النّص المسرحي: يختار المخرج النص من خلال إدراكه لتاريخ الأدب والمسرح ومن ملائمة هذا النص للنشاط المدرسي على وجه الخصوص، من حيث مراعاة القيم وتحديد الغرض الذي من أجله تقدم المسرحية، هل الغرض تعليمي؟ أم تثقيفي؟ أم ديني؟ وسبب اختيار النّص. وفي هذا الإطار هناك ملاحظة هامة: وهي أنّه على المخرج أن يكون قد وضع خطّته على الورق فيما يتعلق بتحليل النّص والشخصيات وعنصر الصراع الدرامي، واختيار الممثلين، وتصوّر شكل الديكور والإضاءة والموسيقى والحركة، وتحديد مكان العرض، هل هو في حديقة؟ أم قاعة؟ أم في مسرح مغلق؟
    ـ الإمكانيات البشرية: يحدد المخرج مع المدرسين الآخرين، ومن خلال لقائه مع مجموعة الطلاب أي الشخصيات تمثل، وأيها تشترك في تنفيذ لواحق العرض المسرحي، وأيها في فريق التمثيل أو الموسيقى أو الإدارة المسرحية والدعاية والإعلان والتنسيق، إلى آخر مجموعات تنفيذ العرض.
    ـ التدريبات: تشتمل التدريبات على العديد من المراحل المتتابعة منها مثلا قيام المخرج بقراءة وتحليل النّص في (بروفه) خاصة لجميع المشتركين في العرض من حيث الزمان والمكان والمؤلف وتوضيح الفكرة العامة وأبعاد الشخصيات الاجتماعية والنفسية والمادية وعقدة المسرحية crisis، وكيف تنفرج الأزمة. بعد ذلك تنطلق كل مجموعة للعمل بشكل مستقل، ثم تأتي مرحلة تدريبات الأداء word rehearsal وتشتمل على قراءة خاصة وتحليل للنّص وتكون أكثر دقّة وتركيزا، ثم توزع الأدواء حسب مقومات وتكوين كل شخصية، كما يمكن أن يتدرب أكثر من ممثل على دور واحد، حتى يمكن للمخرج من اختيار الأفضل للدور. أما إسناد أدوار الرجال إلى الفتيات وهو ما يحدث كثيرا في المسرح المدرسي فالأمر مقبول ومستحب أحيانا وخاصة في بعض المسرحيات الفانتازية fantasy، وهي في الواقع مسرحيات خيالية تدور أحداثها في الغيبيات البعيدة، وأحيانا يمكن تحميلها مدلولات ترمز إلى واقع سياسي أو أخلاقي أو ديني تحت مظلة ما يعرف اصطلاحا بـ (الإسقاط الفني).
    ـ مرحلة الحركة والعناصر الفنية: تتعاقب مراحل التدريبات من صياغة الحركة إلى تداخل العناصر المسرحية الأخرى من ديكور وموسيقى وغيرهما، وتتكيف التدريبات بهذه العناصر وفقا لطبيعة المستوى العمري الذي تتم ممارسة التجربة في نطاقه. وبعد الانتهاء من تدريبات الحفظpick – up rehearsal، يبدأ المخرج في تنفيذ عنصر الحركة مباشرة، كما يمكن أن يربط الحركة مع الكلمة والنغمة بشكل مباشر في آن واحد، مع متابعة عمل المجموعات المختلفة، وله أن يتحقق من إنجازات الفريق المكلف بأعمال الديكور والموسيقى والصوت، حتى يصل في النهاية إلى تدريبات (التشطيب)، ولا بأس عند إقامة التدريبات النهائية من تجميع جمهور من تلاميذ المدرسة ومدرسيها وأولياء أمور الطلبة المشاركين في العرض المسرحي للتعرف على مدى تقبلهم لشكل العرض وسلبياته وإيجابياته، بحيث يتسنى تدارك أية أخطاء من خلال هذا العرض التجريبي حتى يوم الافتتاح الرسمي.
    في النهاية نشير إلى أن البريطاني بيتر سليد والذي قدّم لنظرية دراما الطفل في كتابه عام 1954 child drama، أول من بلور تصورا متكاملا لطبيعة اللعب الإيهامي أو الدرامي عند أطفال المدارس، وكيفية نمائه في المراحل العمرية المختلفة، وقد حاول سيلد لأن يثبت أن للعب الدرامي سمات وخصائص مرتبطة بالمراحل النمائية المختلفة عند الأطفال والفتيان، وأنه ظاهرة خصبة جدا لمن يؤمن بعملية التعلم عن طريق اللعب. وقد كان لبريان وي، ودورثي هيثكوت، وجافين بولتون دورا مهما في بلورة استراتيجيات الدراما التربوية الخلاقة كما نعرفها اليوم في المسرح المدرسي المعاصر.
يعمل...
X