إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

صورة المرأة الرمز القديم - (هي) في قصائد شعراء الإمارات مانع سعيد العتيبة وأحمد علي البحيري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صورة المرأة الرمز القديم - (هي) في قصائد شعراء الإمارات مانع سعيد العتيبة وأحمد علي البحيري

    رمز قديم متجدّد في المنظور المعرفي والثقافي والجمالي
    (هي) في قصائد شعراء الإمارات








    مانع سعيد العتيبة
    أحمد علي البحيري

    بعد أن أخذت المرأة كل حقوقها وتساوت الى حدّ كبير بالرجل أو كادت، يحسن أن نتذكر وحتى في البلدان التي تتغنّى بالديموقراطية أنّه ما زال هناك فوارق بينهما. للكاتب المسرحي الروسي أنطون تشيكوف قصة قصيرة بعنوان “العزيزة” يصوّر فيها امرأة تزوجت من تاجر أخشاب، فأحبته بجنون الى درجة أنها أصبحت لا تتكلم إلا عن الأخشاب، تشغل تفكيرها أثناء النّهار، وتحلم بها في الليل، ثم مات زوجها، وبعد مدّة تزوجت من مدير فرقة مسرحية فأحبته، حتى أصبحت لا تتكلم إلا عن شبّاك التّذاكر والجمهور، ولا تفكر إلا في العروض المسرحية التي يقدّمها زوجها، نسيت كل شيء من حولها، إلا المسرح ومشاكله، ثم مات زوجها، وبعد مدة قصيرة أحبت طبيبا بيطريا، فأصبحت لا تتكلم إلا عن الحيوانات وأمراضها... وهكذا.
    يعلّق صاحب روايتي “الحرب والسلام” و”آنا كرنينا” ليو تولستوي (1828 ـ 1910) على قصة “العزيزة” بقوله: إن تشيكوف قد استطاع أن يصوّر المرأة على حقيقتها، فمهما تنوعت الأفعال التي تقوم بها، فسيظل عملها الرئيسي والأثير الى نفسها هو “البحث عن الحب” والبحث عن ذاتها في داخل الرجل، أنها وحدها قادرة على أن تمنحه هذا العطف الأنثوي، لأن الطبيعة قد وهبتها هذا الينبوع الذي لا يجفّ، ينبوع الحب والعاطفة، ومنهما يتفجر صراعها في المشهد الحياتي، والمشهد الابداعي أيضا.
    ولقد كان تولستوي على حقّ، فمن المهد الى اللّحد يعيش الرجل بالحب الذي تمنحه إياه المرأة، فما هو شكل ولون وإيقاع هذا الحب لدى الشعراء في الإمارات؟ حيث تظهر تجليات وصور عديدة لها في فضاءات مخيلتهم الابداعية، فهي المعشوقة والملهمة والأم والأرض والوطن والبحر، كما جاءت في موازاة الطبيعة في تنوعها وجمالها وعذوبتها كصانعة للرجال والتاريخ.
    وفي القصائد شكّلت “نصف الدّنيا” حضورا طاغيا، فمن كونها رمزا للأنوثة والجسد والهوية، الى كونها صورة لمكنونات الجمال والغضب والتمرد وروح المغامرة، فغدت جزءا مهما من مفردات القصيدة وتعبيرها، وبمقاربة ذلك على النمط الشعري العربي، هل يستطيع أحد منّا نسيان قصيدة عنترة التي استحضر فيها محبوبته الى ساحة المعركة حينما قال في تعبير أصيل وإحساس صادق:
    هلا سألت الخيل يا ابنة مالك
    ان كنت جاهلة بما لا تعلمي
    ولقد ذكرتك والرماح نواهل
    مني وبيض الهند تقطر من دمي
    لكننا نودّ قبل الدخول في هذا الموضوع الإشارة الى أن صورة المرأة ومنذ عهود قديمة، شابها العديد من الإشكاليات سواء على مستوى وضعيتها الاجتماعية، أو على مستوى مكانتها الرمزية، لكن المجمل العام يؤكد أنها عبر امتدادات زمنية عانت من إشكالية “الدّونية” التي تأصلت في المجتمعات الشرقية، حيث سيادة الذكورية، وفي المستوى الابداعي لجانب التعبير الشعري، وجدنا العديد من الشعراء قد ارتقوا بالمرأة الى مكانة رفيعة، بل ومناقشة قضاياها وشؤونها، لتخرج بها بعض القصائد من مفهوم “الحريم” القاصر، الى مفهوم أكثر رقيا وعذوبة باعتبارها رمزا للوطن والأرض، ومن ثم تحريرها من اقطاعيات الذكورة، لتكون معادلا موضوعيا للعطاء والحرية والخصب من خلال البعد الرمزي للأنوثة، فهي ليست الجسد بقدر ما هي الروح في مكنوناتها، والعطاء الإنساني بشتّى مدلولاته ومكوناته.
يعمل...
X