إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

«الفنانة التشكيلية خناف صالح: التجريد… جعلني أقرأ نفسي وأفصح عن إحساسي وفكرتي» دمشق ـ علاء الجمّال

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • «الفنانة التشكيلية خناف صالح: التجريد… جعلني أقرأ نفسي وأفصح عن إحساسي وفكرتي» دمشق ـ علاء الجمّال

    النور في أعمالها يحيلك إلى التفكير بحاسة النفس والجسد


    "خناف صالح" لـ "المفتاح":


    التجريد… جعلني أقرأ نفسي وأفصح عن إحساسي وفكرتي


    النور… إنه الحياة المفعمة بالحياة والتجدد



    دمشق ـ المفتاح ـ علاء الجمّال


    ــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ

    «لمسة الضوء أو النور… نافذة الخير في عالم الشر، بل نافذة الحياة لكل حي وبفقدها عنه فناء، والنور يمثل الفرح والحزن في ذاكرتنا المتجددة… الفرح لوجوده والحزن لمعرفة حقيقته، يمثل التفاؤل والانكفاء… التفاؤل باستجداء حقيقته الروحية، والانكفاء لمعرفة تأثيره في حاسة النفس والجسد، إنه الحياة المفعمة بالحياة والتجدد».
    هكذا ترى النور والتجدد في عملها الفني، إنها الفنانة التشكيلية السورية "خناف صالح" الحاصلة على دبلوم دراسات عليا في مجال التصوير الزيتي من جامعة "دمشق"، نهجت بعد عدة تجارب ومعرض شخصي أقامته في "لبنان" الأسلوب التجريدي في اللوحة، ودخلت فلسفة التناقضات المتعلقة بالزمان والمكان…
    وللتعرف أكثر على خصوصية هذا الجانب من حياتها، موقع "المفتاح" زار الفنانة، وكان الحوار التالي:
    * كيف بدأت العمل على تطوير نصك البصري في العمل التشكيلي؟
    ** في البدايات بحثت عن موضوع فني يكون جديراً بالاهتمام والتميز، ويكون معبراً عن نفسي ووجودي، ومرحلة البحث لم تكن بالأمر السهل ومحاطة ببعض الصعوبات… لكن ثمّة ما لفت نظري، وأحسست فعلاً أنه يتناغم مع نفسي ووجودي، وهو المساء وما يتعداه في الليل من أشكال الضوء في المدينة أو المنبعثة من النجوم تزين ظلامه الدامس المتسم بالهدوء والسكون.
    كنت أنتظر الليل بفارغ الصبر حتى أشبع بصري بتلك الأنوار التي جذبني شكلها وسحرني غموض السواد من حولها، من هنا صرت أبحث عن التقنيات التي يمكنها أن تخدم هذا الجانب الغني والأسلوب الفني الملائم له، وهاجسي… كيف سأرسم الضوء مثلما أراه فعلاً؟.
    وقبل مشروع التخرج للسنة الرابعة بعام واحد، كان لدي عالماً خيالياً خاصاً أحلق إليه أينما أكون، وظهر كعمل فني خلال مشروع التخرج، ففي البداية حاولت أن أرسم الطبيعة الصامتة مع تحوير الشكل باستخدام لون صريح… البني الغامق والأزرق ثم أحيط الشكل بخطوط سوداء عريضة وقوية، فتجدني أرسم الطبيعة الصامتة والأشخاص بتحوير الأشكال وتبسيطها، وكنت ألجأ أحياناً في خلفيات الأعمال إلى بعض الرمزية.
    ولطالما رغبت أن أتحرر من الروتين الأكاديمي، ومن روتين الرسم على نسيج اللوحة، ورأيت أن القماش لوحده لن يعطيني شيئاً، فاستخدمت "الكولاج" حتى أشبع إحساسي، فكنت ألصق قصاصات أوراق المجلات والجرائد وحتى نشارة الخشب على سطح اللوحة مع هذا أحسست أني مقيدة، وبقيت هكذا إلى أن اخترت مكونات المساء موضوعاً لتنامي نصي البصري، عندها اتضحت خطوتي الأولى.
    فرسمت البيوت الريفية وأجوائها في الليل، رسمت انبعاث الضوء من نوافذها المنارة، رسمت لحظات المغيب التي تارة تأخذني إلى عوالم ذهنية بعيدة، وتارة إلى بيوت تتلألأ أضواءها الليلية مثل النجوم هناك في مدينتي "القامشلي" وريفها، وتارة إلى الكون وغموض عوالمه المدهشة، وتارة إلى مفاتن الطبيعة.
    * ذاكرة الطفولة… كيف تقرأينها اليوم؟
    ** تأثرت في طفولتي بالسهول والجبال البنفسجية، بفسيح الكون وغموضه، وأذكر قي حينها كيف كنت ومازلت أنظر إلى أبعد نقطة فيه، أتأمّل البعيد البعيد من خط الأفق ولم أكن أعي ماهية هذا الترابط والجذب، ربما أنه يدل على ما طمحت إليه في المستقبل أو ما رأيته في عمق النفس البشرية.
    لقد تأثرت بألوان بيئتي التي عشت فيها لون التراب والمطر والحجر… أما التراب الذي ترك في ذاكرتي حنيناً لا يوصف، كم كنت أشعر بالارتياح عند ملامستي له، وتنشقي رائحته المنعشة بعد هطول المطر، وفي حينها أحببت الرسم كثيراً وكنت ألجأ إليه كلما أحسست بالضيق، وأحسست أنه الحلم الذي يجب أن يتحول إلى حقيقة مستقبلية، ومع الوقت والتجريب أضحت تلك التجليات لغة لي بل فلسفة تصحبني إلى روائع الخيال كلما فكرت بعمل تشكيلي جديد.
    * اخترت التجريد منطلقاً تشكيلياً للإفصاح عن حزمك العاطفية، فلماذا بالتحديد هو دون سواه من الاتجاهات الأسلوبية الأخرى؟
    ** اخترت التجريد لأنّه الأنسب لتنامي نصي البصري، وبعد مراحل من التجريب رأيت أنه يخدم فكرتي ويعبّر عن وجودي ومشاعري، كما أني وجدت في التجريد حرية أكبر للتعبير ومتسعاً لتفريغ حزم العاطفة أكثر من سواه في العمل الفني، لكن هذا لا يعني أنه وحده الطاغي على أعمالي، فهنالك تعبيرية أيضاً.
    ومن جانب أخر، التجريد تبسيط للشكل واللون والمساحة للسماء والأرض والبشر، إنه يختصر الزمان والمكان في ملامسة فرشاة، إنه يطلق حرية الفنان ضمن فراغ اللوحة ليفصح عن مخزونه ومكنونه، وأنا عبر هذا الأسلوب استطعت أن أقرأ نفسي وأفصح عن إحساسي وفكرتي.
    * يبدو من أعمالك التجريدية أنك دخلت فلسفة التناقضات، هلا أوضحت هذه المكاشفة؟
    ** عندما اخترت الليل موضوعاً للوحتي اخترت التناقضات وعلى رأسها الظلمة والنورـ الليل والنهار، اختزلتهما لأنهما ببساطة تناقضاً يعني لي اليأس والأمل، وهذا باب كشف لي تناقضات زمنية ومكنية لا حدود لها، مثل: الحزن والفرح، الأسر والحرية، الخير والشر، الظلم والعدل…الخ
    تناقضاً فتح أمام عيناي نافذة من نور أطلّ منها إلى أمل منتظر، فعندما أرسم لوحة بألوان معتمة أشعر باللحظة التي يجب فيها أن أضع بقعة لونية تفكك العتمة وتنير الأمل، ولا معنى للوحة بدونها، ولا أجد نفسي إلا وقد وضعتها، فكلاهما لا غنى لهما عن الآخر والحياة ليست لوناً واحداً أو وجهاً واحداً، بل لونين أو وجهين أسود وأبيض.
    * لمسة النور في عملك الفني، ماذا توحي لك؟
    ** لمسة الضوء أو النور… نافذة الخير في عالم الشر، بل نافذة الحياة لكل حي وبفقدها عنه فناء، والنور يمثل الفرح والحزن في ذاكرتنا المتجددة… الفرح لوجوده والحزن لمعرفة حقيقته، يمثل التفاؤل والانكفاء… التفاؤل باستجداء حقيقته الروحية والانكفاء لمعرفة تأثيره في حاسة النفس والجسد، إنه الحياة المفعمة بالحياة والتجدد.
    * "القامشلي" في كلمات من الذاكرة؟
    ** "القامشلي" هي أنا وظلّها وجودي، إنها جزء لا يتجزأ مني، متغلغلة في العمق ولا أخفي حنيني إلى سهولها المخضرة الواسعة إلى عصافيرها وزهورها إلى ترابها وأحجارها إلى نسماتها الصباحية ومغيب شمسها… إنها الوطن.
    ــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
    ** مختارات من أعمالها…
    * فضاءات من لمسات النور


























    «الفنانة التشكيلية خناف صالح: التجريد… جعلني أقرأ نفسي وأفصح عن إحساسي وفكرتي» دمشق ـ علاء الجمّال
يعمل...
X