إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شاعر العامية الإيطالي البرتو بوتشيلاتي في مواجهة بيرم التونسي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شاعر العامية الإيطالي البرتو بوتشيلاتي في مواجهة بيرم التونسي

    البرتو بوتشيلاتي شاعر العامية الإيطالي في مواجهة بيرم التونسي
    • يوسف وهبي ينافسه على عشق فتاة روسية من شبرا!
    • والدته أنا ماريا كوستا (الأسطى خياطة) لحي شبرا العريق
    • الحكومة ترفض منحه الجنسية المصرية فيكتب قصيدة (يا واكله ناسك)
    • أول قصائده بالإيطالية (جنية البحر) تحوز إعجاب القراء
    • كتاب (الأغاني والأناشيد في مصر) لماسبيرو كان نقطة تحول في حياة بوتشيلاتي
    • اوريستو بينيني (بوتشيلاتي لا يقل عظمة عن ثيوفراستوس وبلاوتس)
    • قصيدة (قرعة موسوليني) لبوتشيلاتي تتسبب في أزمة دبلوماسية
    • والشعب يتغنى بها في شوارع وحارات القاهرة
    • يهجو موسيليني فيتسبب في غلق (البعكوكة) لمدة شهرين
    • والده يهاجر بلا رجعة وهو في سن الخامسة وأخته تموت تحت عجلات ترومواي شبرا
    • نجيب الريحاني يمثل له مسرحية (شاكر بيه المفلس)
    • ويوسف وهبي يطلق عليه (بوتشي أفندي المقمع)

    بقلم: باسم توفيق :




    (هل تؤمنون بالحب ؟ هل تعرفون أن للإنسان أن يعشق ويحب ويفارق ويموت قضاء لدين اسمه الحب؟، إذا لم تعرفوا سوف أحكي لكم عن الحب أنا أيضا أجيد هذا الفن الذي يسمى الحب ولا أخفي عليكم لقد أضعت معظم عمري في الحب لكن ليس الحب هو تلك الرعشة التي تشعر بها عندما تقترب منك فتاة تعتقد أنك تسعد بلقائها ولا هو أيضا غليان قلبك وأنت تزرع الشارع جيئة وذهابا، لكن الحب الحقيقي هو عناق حذائك لهذا الشارع وتقبيل الأسفلت بشكل ما قد يوحي بدرجة كبيرة من التعلق والوجد هذا الشارع هو الحب وهذا الحب هو الوطن والوطن يسكن هنا في كنه صغيرة تسكن تجويفك الصدري .......... الوطن هنا مكانه القلب)

    لن يصدق من يقرأ هذه السطور لأول وهلة أنها كتبت للوطن أو بمعنى أدق حب الوطن والأغرب من ذلك لو عرف القارئ لهذه السطور أنها كتبت لجزء من وطننا العربي بالرغم من أن كاتبها ليس عربيا فهو غربي من أب وأم غربيين لكن عجبا شديدا أن الغرب إذا أحب هذه الأرض واكتشف ما بها من جمال تفانى في عشقها وأخلص لهذا العشق إخلاصا يستحيل معه أن تفرق بينه وبين أهل هذه الأرض .

    كتب هذه السطور في عشق مصر الشاعر الإيطالي وكاتب الأزجال (البرتو بوتشيلاتي) الذي كان حديث الصحافة الثقافية هذه الأيام في إيطاليا حيث كاد أن يلقى في زوايا النسيان وتطاله يد الزمن بالغبن والنكران حيث قام الباحث الكبير والمتخصص العظيم في الأدب الشعبي وشعر العامية الإيطالية أوريستو بنيني بالكشف عن كنوز هذا الكاتب والناقد العظيم ووضعها في موقعها المتميز بعد أن أهمله معظم الدارسين لأنهم في الحقيقة لا يعتبرونه إيطاليا بالرغم من أن معظم أعماله كتبها باللغة الإيطالية لكن اوريستو أخذ على عاتقه تقديم دراسة جادة وثرية عن الكاتب والشاعر العظيم استغرقت اكثر من ثماني سنوات حيث قدم رسالة الدكتوراة الخاصة به في جامعة توسكانا عن بوتشيلاتي والتي كان عنوانها (مدرسة الصعلكة الشعرية بين البرتو بوتشيلاتي وبيرم التونسي دراسة مقارنة) حيث آل على نفسه أيضا دراسة شاعر العامية العظيم بيرم التونسي وتقديمه للقارئ الإيطالي في مقارنة مع بوتشيلاتي كقطبين كبيرين للشعر العامي جمعهما العصر نفسه والظروف نفسها والنكبات نفسها أيضا والدراسة كلها جديدة وشيقة ومفعمة بالمعلومات والوثائق حيث تعتبر أيضا من إحدى جوانبها دراسة تاريخية عن هذه الحقبة التاريخية في مصر والوطن العربي عامة أيضا في أوروبا كما تقدم عرضا شيقا لقاع المجتمع العربي متمثلا في مصر وقاع المجتمع الغربي متمثلا في ايطاليا التي ذهب اليها بوتشيلاتي على فترات متقطعة.

    ورسالة الدكتوراة التي ابدع فيها اوريستو نالت درجة الامتياز بإجماع اللجنة وتتسابق عليها الآن دور النشر في ايطاليا لطباعتها في كتاب ونشرها.
    لكن لنا ان نتساءل كما تساءلت اريني كارلو المحررة في جريدة (لترتورا) الأدبية الإيطالية لماذا بوتشيلاتي بالتحديد والذي لا يعرفه معظم الإيطاليين ويقرأ على مستوى محدود كما أنه يعتبر في إيطاليا كاتب نكات فقط ويجيب أوريستو (أنا أيضا لم أكن أعرف عنه الكثير لكن حينما قرأت إحدى طبعاته الشعبية التي ترجع لأواخر الخمسينيات جذبني بشدة حيث تسلل إلى قلبي بمنطقه العجيب ووجدته يرسم تابلوهات كاريكاتورية للأنماط الأجتماعية في النصف الأول من القرن العشرين في مصر وإيطاليا على السواء وتحليله للأنماط الشخصية لا يقل عبقرية عن تحليلات عظماء مثل اريستوفانيس وثيوفراستوس وبلاوتوس من هنا قفز الى ذهني هذا الكاتب وأصبح استجلاء تاريخه وفنه شغلي الشاغل).

    لكن الدراسة كانت شائكة ومضنية بالطبع لأن بوتشيلاتي بالنسبة للكثيرين من الباحثين كاتب مغمور بالرغم مما تشكله مادته الأدبية من تنوع وثراء تاريخي وفني من هنا كان على الكاتب ان يقوم بجمع وثائق عنه من مناطق عديدة ولقد كلفه ذلك أن يعيش في القاهرة والاسكندرية بصفة شبه دائمة لمدة ثلاث سنوات ينقب ويبحث في تضاعيف أرشيفات الجرائد والمجلات والسجلات المدنية وغيرها كما قضى وقتا طويلا في فك شفرات وترجمة جزء كبير من أدب الشاعر العظيم بيرم التونسي إلى الإيطالية ونحن نعرف ما مدى صعوبة ذلك حيث ان عامية بيرم لا يفهمها الكثيرون من إبناء الجيل الحالي من هنا استعان اوريستو بالعديد من الباحثين في التراث العامي المصري والذي كتب به أيضا بوتشيلاتي جزءا من أدبه.

    ولد البرتو بوتشيلاتي في حي شبرا العريق بالقاهرة والمعروف بشهرته بما يطلق عليه (ولاد البلد) حيث كانت تسكن والدته فيما يعرف الآن بشارع البعثة المتفرع من شارع شبرا بالقرب من ميدان رمسيس وكانت والدته إيطالية يونانية اسمها أنا ماريا كوستا حيث أتت مع والدها إلى مصر في أواخر القرن الـ 19 مهاجرين من جنوب إيطاليا حيث كان الفقر هناك شديدا جدا وعمل والدها في أحد محلات لوازم التطريز والخياطة المملوك لرجل أرمني شهير كان يعرفه كل من يرتاد حي شبرا وهو (هاجوب باطنيان) حيث تعلمت والدته دروسها الأولى في فن التطريز وترعرعت في هذا الفن حيث اصبحت (أسطى خياطة) وهي في سن 15 عاما وظلت تتكسب من هذه المهنة بين جيرانها في شبرا وخاصة شارع البعثة الذي اشتهر عنه أن سكانه معظمهم من الشوام واليونانيين حيث كانت هناك كنيسة انجيلية صغيرة تقوم بتعليم أبناء الفقراء مجانا سواء الإيطاليين أو اليونانيين.

    وفي سن 20 عاما تعرفت أنا ماريا على ماركو بوتشيلاتي والد البرتو وتزوجا سرا لأنها كانت من طائفة الأنجيليين وهو من طائفة الكاثوليك الفرانسيسكان وكان هذا سببا في أن البرتو عاش فترة كبيرة غير منسوب لوالده ماركو بوتشيلاتي لكنه فيما بعد استطاع أن يستخرج أوراقا رسمية تثبت نسبه بحكم من المحكمة.

    وأثمر الزواج عن البرتو ولليانا التي ماتت في سن الـ 12 عاما تحت عجلات ترامواي شبرا الشهيرة بقسوتها أيضا لكن بعد خمس سنوات من الزواج الهادئ كان خلالها الزوج يعمل في بورصة القطن قرر ماركو ان يترك أسرته للبحث عن سعة الرزق في جنوب أفريقيا التي كانت تعج بالمهاجرين من كل حدب وصوب لكنه انقطعت أخباره بعد سفره بعام واحد ولم يعد بعد ذلك وترك أنا ماريا ذات الـ 25 تعول ولديها البرتو ولليانا ولم تقصر أنا ماريا في ذلك حيث عملت بكل طاقتها في الخياطة والتفصيل وكانت تؤمن دخلا جيدا وخصوصا ان نساء العائلات في هذه الفترة كن يستقدمن الحائكات إلى منازلهن حيث لم يكن يخرجن إلى الشارع إلا قليلا كعادة معظم بنات العائلات وعندما بلغ البرتو سن السادسة قررت ماريا الحاقه بمدرسة إيطالية خاصة كانت بجوار كولاج دي لاسال بشارع بركة الرطل بالفجالة والتي كان يرتادها اليهود الإيطاليون في هذه الفترة حيث لم تكن مدرسة الأنتلجانسيا الشهيرة التي بنتها الطائفة اليهودية في مصر قد أنشئت بعد وأحب البرتو الدراسة لكنه أيضا كان يحب اللغة العربية وخاصة العامية التي كان يتكلمها في معظم أوقاته حيث كانت الأسرة تستخدم بعضا من الإيطالية في المنزل فيما عدا ذلك كانت العامية المصرية هي لغة الحوار اليومي بينه وبين أمه وأخته لليانا وبين أصدقائه في شارع البعثة من هنا نما عند البرتو الصغير حب العامية وأعجب بالنكتة المصرية التي تعج بها أعماله كما أعجب أيضا بأسلوب صديقه مرزوق ابن الشيخ جنيدي الذي كان شيخ المسجد القريب من شارع البعثة حيث كان مرزوق ذا نظر معتل ولكنه كان (قرد مسلسل) على حد تعبير البرتو بوتشيلاتي حيث كان مرزوق معجب جدا بـ (الواد الخواجة) كما كان يسمي البرتو كما كان ايضا الأولاد يسمونه برتو اختصارا لاسمه ويصف بوتشيلاتي بعض مواقف الطفولة في بعض قصائده ومنها يقول
    ولما تكبر يا واد يا خفيف
    وتلعب وتحجل فوق الرصيف
    تروق دماغك وعقلك نضيف
    مدام بتصحى من حلمك ماسك رغيف
    ونجد هنا تلخيصا لبراءة الطفولة وعدم التفكير في اي شيء طالما حصل الإنسان على قوت يومه حيث كان هذا كل ما يهم طبقة الفقراء التي كان ينتمي اليها البرتو بوتشيلاتي.
    من هنا نشأ عند بوتشيلاتي حس نقدي لاذع تجاه أصحاب الأعمال والأغنياء الجائرين فبعد أن ماتت أخته لليانا بعد أن دهمتها عجلات الترامواي ترك ذلك أثرا نفسيا سيئا عليه وعلى والدته حيث أصابها مرض عضال أقعدها عن العمل فاضطر أن ينزل إلى مجال العمل وعمره 16 عاما حيث عمل بائعا في متجر عمر أفندي الشهير بوسط المدينة وكان أجره بالكاد يغطي نفقاته هو ووالدته، وبدأت موهبته الشعرية تظهر في هذه الفترة حيث كتب قصيدة طويلة بالإيطالية اسمها (سيرينا) أي جنية البحر أو بمعنى أصح كما نقول في اللغة الشعبية النداهة وقال فيها:

    تندهك عروسة البحور فتجري وتسبق خطوتك
    وتفكر في كل لحظة سعادة وامتى ترمي وحدتك
    وتبتسم عشان هي في يوم ابتسمت وعرفت نيتك
    ومن انشغالك في الخيال تتكعبل في سكتك
    فتصرخ أمك بعد لما تشوفك في المنام وقعت
    ولما تسألها ليلى وميري وسنية تقول ........ النداهة ندهتك
    طبعا لاقت القصيدة استحسانا لأنها بالعامية الإيطالية حيث نشرت في مجلة الفرانسيسكان التي كانت تصدر شهريا عن مدرسة الفرانسيسكان لكن أيضا البرتو بدأ يفكر في أن يكتب بالعامية المصرية حيث حدث له موقف جذبه للعامية فلقد أهداه أحد أصدقائه الفرنسيين كتاب جاستون ماسبيرو العالم الفرنسي الشهير الذي جمع فيه الأغاني الشعبية المصرية والأناشيد الريفية والعديد ليصبح كتاب ماسبيرو كما يذكر بوتشيلاتي بعد ذلك نقطة تحول في تاريخه حيث يبدأ في كتابة الشعر بالعامية المصرية بعد أن تجذبه لغة الأناشيد والأغاني الشعبية بجانب استمراره في كتاباته بالعامية الإيطالية.

    وفي هذه الفترة يصبح بوتشيلاتي زبونا دائما في مقاهي وسط المدينة حيث يجلس للثمر مع أصدقائه المصريين والقليل من الأجانب المتعلمين حيث كان بوتشيلاتي قد وصل للخامسة والعشرين وكان محبا للقراءة والاطلاع كما تأثر بالسياسة المصرية وكتب فيها حيث يقول في واقعة عدلي باشا الشهيرة والتي منعت فيها الشرطة الشعب من التظاهر تنفيذا لأوامر عدلي باشا يكن
    روح روح يا بطحجي انت وهو هي الحرية بالقوه؟
    الحرية عاوزة العقل والمفهومية مش شغل فتوه
    حتجيب شومك ولا قادومك ولا حيأثر بره وجوه
    هم العمال ليهم أقوال ولا أفعال في الشيء دوه
    دي اللقمه بتجيبها مع حرب وغلبه فشر النوه
    وعدلي باشا امرالحراس لو شافوا سعد بيهتف بين الناس .........يقولولوا روح اتهوا
    وليس عجيبا أن نجد أن بيرم التونسي كتب أيضا في هذا الموقف وتحت نفس الانفعال بالحدث حيث يقول
    ارجع يا واد انت وهوه بلا هلس امال
    اقفل عليك واقعد جوا دي الناس دي عيال
    مادام حنمشي بالقوه مفيش استقلال
    مين اللي بيبيع النبابيت للمتظاهرين؟
    وانا اتنشيت أربع شلاليت شرطه جامدين
    اذن كان بوتشيلاتي يعيش على نفس الخط السياسي والاجتماعي النقدي الذي عاش عليه المفكرون المصريون في هذه الفترة ولم يشعر ولو للحظة أنه غريب عن هذه الأرض وانه أجنبي وان ما يحدث لا يخصه كرجل من أصول أجنبية لكنه اعتبر نفسه مصريا صميما حيث كان مصريا قلبا وقالبا حتى أنه في بعض الأحيان كان يسب الاحتلال والفساد أكثر من المصريين أنفسهم ولا ننسى أن نذكر قصيدته الشهيرة التي نشرت في مجلة البعكوكه الشهيرة تحت اسم مستعار حيث كان يخشى من بطش الجهات الأجنبية وكان ينشر أعماله العامية المصرية تحت اسم (أيوب افندي) وكانت هذه القصيدة من الشهرة لدرجة انها اصبحت تجري مجرى المثل وتغنى بها الأطفال في شوارع وحواري القاهرة حيث كان ينتقد سياسة التحالف الشهيرة بين إيطاليا وألمانيا وينتقد سياسة القائد الإيطالي موسوليني الفاشية والاستعمارية حيث قال:
    موسوليني باين في الصوره
    راسه قرعه زي البنوره
    وهتلر مادد زلومته المشهوره
    يتلمض وياكل من البلاد طوره
    دول زعما يا اخواتي ولا الخط وابو شفتوره ؟
    وتسببت هذه القصيدة في أزمة سياسية ودبلوماسية كبيرة حيث قدم القنصل الايطالي احتجاجا رسميا ما تسبب في إغلاق المجلة شهرين كاملين بالرغم من أنه كان يجهل أن كاتب القصيدة ايطالي لكنه من أولاد البلد المصريين.

    وبعد ان انتشرت قصائد بوتشيلاتي باللغتين الإيطالية والعامية المصرية أصبح هو شاعر الجالية الإيطالية حيث كان يكتب قصائد التأبين للشخصيات الشهيرة التي تموت حيث كتب قصيدة تأبين شهيرة للقس الإيطالي ريكاردو ماورو والتي نشرتها جريدة (لافيتا) الإيطالية في روما حيث كفلت له بعض الشهرة وبدأ يكتب للجرائد الإيطالية بالمراسلة في عام 1949 اضطر للذهاب إلى إيطاليا لعلاج والدته حيث ماتت هناك وبقي هو فترة ثم عاد إلى مصر بعد الثورة حيث وجد كل شيء قد تغير وأصبحت الثورة تنظر للأجانب على أنهم جواسيس ومؤجورون وفشل في الحصول على الجنسية المصرية ما أصابه بالإحباط حيث كتب يقول:
    كده يا بلد يا واكله ناسك
    تتبري كده من جنسك ومن ناسك
    وتقتلي اللي بيحبوكي
    وتسقيهم من فراق كاسك
    امري الى الله ادعيلو يحيى تاني احساسك
    ونرى هنا كم عبر بمرارة على ما بدر من إنكار الحكومة لمصريته وهذا نفسه ما حدث مع بيرم التونسي حيث نفاه الملك فؤاد بحجة أنه ليس مصريا بعد أن كتب قصيدة هجا فيها زوج بنت الملك ما دفعه لنفيه.

    لكن بيرم عاد ودفن في مصر لكن بوتشيلاتي كما يذكر اريستو مات في صقلية وأصر أن يكتب على قبره بالإيطالية والعامية المصرية :
    مصري ومدفون هنا غريب
    إيطالي وميت ما ليا حبيب
    مات بوتشيلاتي في 12 فبراير عام 1962 وطبعت أعماله الكاملة في صقلية العربية والإيطالية ومنها مسرحيا شهيرا اسمها (شاكر بيه المفلس) كتبت بالعامية ويعتقد أنها قدمت على مسرح نجيب الريحاني بعد أن أعدها بديع خيري ومن النوادر الشهيرة عنه أيضا أن يوسف وهبي عميد المسرح العربي كان على صداقة قوية به حيث كان يتنافس معه على حب فتاة روسية كانت تسكن في شارع الترعة بشبرا وكان يوسف وهبي يطلق عليه (بوتشي افندي المقمع).


يعمل...
X