Announcement

Collapse
No announcement yet.

شرائع إبليس في شعر أدونيس - رؤية نقدية بقلم: جهاد فاضل

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • شرائع إبليس في شعر أدونيس - رؤية نقدية بقلم: جهاد فاضل

    رؤية نقدية لجوانب في سيرة وشعر أدونيس
    • الباحث يطارد أدونيس مطاردة عنيفة إذ لا يترك "ستراً مغطى" إلا ويكشفه
    • أدونيس يترجم مقالات وأشعاراً مكتوبة بالأجنبية وينشرها على أنها له
    • يصادق الكتّاب اليهود في فرنسا ويشكو لهم اضطهاد المسلمين له
    • أدونيس في شعره ماكر أكثر مما هو شاعر
    • رجاء النقاش: كتابات أدونيس كلها طعن على العروبة والأدب العربي والفكر الإسلامي
    • أدونيس يزعم أن العرب والمسلمين لديهم عقائد وأفكار وحياة موروثة غير قابلة للتطور والحداثة
    • الباحث يدعو أدونيس إلى مناظرة متلفزة ليبين له أمام الناس أنه شاعر محتال
    • يرفع راية التجديد الشعري لكنه تحت هذه الراية يريد القضاء على الجذور في الشعر العربي
    • يخوض في التاريخ والثقافة العربية الإسلامية بكثير من سوء النية والفهم والتفسير
    • علاقة المخابرات الأمريكية باتجاهات الحداثة في الدراسات الأدبية النقدية قوية ومؤثرة

    بقلم - جهاد فاضل :
    "شرائع إبليس في شعر أدونيس" هو عنوان كتاب جديد يتناول الشاعر السوري أدونيس أصلاً وفصلاً كما يقولون فهو يعرض لجوانب مثيرة في سيرته وفي شعره والباحث هو الدكتور صالح عضيمة ، أستاذ محاضر في جامعة السوربون ،كما ورد على غلاف الكتاب ويبدو أن الاثنين، أي الشاعر والباحث ، كانا صديقين حميمين في السابق ثم افترقا .كما أنهما ابنان لصديقين أيضا . فوالد كل منهما كان قريباً جداً من الآخر. ولاننسى أن الشاعر والباحث أيضا ينتميان إلى الطائفة العلوية في سوريا ولكن الطرق تقطعت بهما مع الوقت فساد علاقتهما الحقد والبغضاء. فكتاب عضيمة يطارد أدونيس مطاردة عنيفة إذ لا يترك "سترا مغطى" ،كما نقول بالعامية إلا ويكشفه ويبدو أن الهجاء ليس باباً من أبواب الشعر وحده فهو يمكن أن يكون أيضا باباً من أبواب النثر. ولعل هذا الكتاب هو نموذج هذا الهجاء النثري الذي نشير إليه، وهو هجاء يتناول شعر الشاعر وأدبه ،كما يتناول سيرته وسنعرض لكل ذلك في الفقرات التالية:
    يعيد الباحث إلى الذاكرة ماضي أدونيس في الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي آواه صغيراً واحتضنه كبيراً وجعله غنياً بعد أن كان فقيراً أغار أدونيس على هذا الحزب لاحقا وراح يقبحه ويرجمه ويقول إنه لم يعد يتسع له لقد تضخم وكبر حتى ضاقت عليه الأماكن والمذاهب والأديان فراح يخلق له مكاناً في خياله وأوهامه يؤوي إليه ويعيش فيه.
    ويطوف الباحث في مقاهي باريس ليعثر على أدونيس يجالس الكتاب اليهود ليخطب ودهم وليشكو لهم اضطهاد المسلمين له وليبثهم رأيه في الثقافة العربية الإسلامية وضعف بناها الأساسية وكون الطغيان والاستبداد والجمود والأنانية ورفض الآخر شيماً متأصلة فيها وكثيرًا ما أبلغ هؤلاء الكتاب اليهود أن لدى العرب والمسلمين عقائد وأفكاراً وحياة موروثة غير قابلة للتطور والحداثة.
    ويقول عضيمة إن لأدونيس ألف وجه وألف موقف وألف لباس لكل موقف وجهه ولباسه ولسانه في صراع الأسرة الأسدية ، بين الشقيقين حافظ ورفعت، وقف أدونيس مع الرئيس حافظ ضد شقيقه ، ولكن الوضع في باريس يختلف ففي باريس هو مع رفعت صحيح أنه يجاهره أمام الباحث صالح عضيمة وأمام سواه بشتم رفعت ، "هذا المنبوذ من الشعب السوري والمطرود من نظام أخيه في سورية ، يرميه بأفحش الألقاب ويقذفه بأقذر الصفات ، وهو يرضى لبعض أفراد بيته أن تعمل خادمة في مؤسسته ، وأن تدخل في زمرة العاملين عنده تطيع رغباته وتنزل على أمره".
    وأدونيس في شعره ماكر أكثر مما هو شاعر ، يجيد المكر أكثر مما يجيد الشعر ، يقول ما لا يعتقد ويعتقد ما لا يقول فهو في صحراء وشعره في صحراء أخرى.
    ويدعو الباحث أدونيس إلى مناظرة متلفزة ليبين له أمام الناس أنه شاعر محتال ماكر وأن أكثر شعره مسروق، وأن كتابه "الثابت والمتحول" هو من صنع أستاذه الأب بولس نويا الذي أشرف على أطروحته في جامعة اليسوعيين لنيل الدكتوراه وكذلك ليبين له " أشياء أخرى مهولة تكاد لهولها تخرج الإنسان من نفسه وليس من جلده فقط".
    ويستشهد الباحث بباحث آخر هو كاظم جهاد الذي كتب عن أدونيس دراسة بعنوان "أدونيس منتحلا" يرد فيه أن أدونيس مارس انتحال الشعر"النفري ،البسكامي ، الأصمعي ، لسان جون بيرس" وانتحال الفكر "هايدغر، ألبيريس، باث وستيتية" بل وحتى الصحافة الفكرية "جيرار بونو" لم يفته أن يقيم علاقات انتحالية مع أشكال شعراء آخرين وفي كل ذلك تأكيد مثبت بدراسة موسعة،على أن انتحاله الكثير لم يقتصر على الشعر وحده ،وإنما تعداه إلى الفكر والصحافة الفكرية.
    كما يستشهد بالناقد المصري الكبير الراحل رجاء النقاش الذي كانت له ملاحظات كثيرة قاسية على أدونيس ورد بعضها في كتابه «ثلاثون عاماً مع الشعر والشعراء» ومنها: «إن كتابات أدونيس منشورة وواضحة وعلى رأسها كتابه الذي اسماه «الثابت والمتحول» وكله طعن ظاهر على العروبة والأدب العربي والفكر الإسلامي، وهو طعن واضح الغرض، مكشوف الهدف، ليس فيه شيء من الموضوعية أو الأمانة العلمية أو سلامة الفهم للنصوص. وما أكثر ما تحتاجه كتابات أدونيس من الوقت والجهد لدحض أفكاره فكرة فكرة، وكلمة بعد كلمة.
    إن أدونيس يرفع راية التجديد الشعري الشامل، ولكنه تحت هذه الراية يريد القضاء على كل الجذور في الشعر العربي والشخصية العربية معاً وفي وقت واحد.
    وينقل عضيمة بعض أفكار أدونيس في "الثابت والمتحول" حول الحب والجنس والمرأة في الإسلام، وكلها تدخل في باب الإساءة المتعمدة الى الإسلام.
    لم يغير الإسلام طبيعة النظرة الى المرأة كما كانت في الجاهلية، أو طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة، واكتفى بأن نظم هذه العلاقة وجعل لها قانوناً، وجعلها تتم وفقاً لطقوس معينة، فالحب في الإسلام بقي كما كان في الجاهلية حسياً.
    الإنسان مجزأ في الإسلام الى جسد وروح وعقل، ومن هنا يصعب فهم وحدته بعامتها.
    - العربي المسلم لا تهمه المرأة، بل تهمه النساء، وهو لا يهمه أن يحبهن، بل يهمه أن يمتلكهن.
    مثل هذه الأحكام الجائرة والبالغة القسوة والتحامل كان لرجاء النقاش رأي صريح فيها ينقله صالح عضيمة. قال رجاء: «ما كتبه أدونيس عن الإسلام والعرب في هذا الكتاب وغيره يفيض بمثل هذه الأخطاء العلمية الفاحشة، وينطوي في داخله على دعوة صريحة الى التمزق والطائفية ومحاربة وحدة العرب كشعب،ووحدة الإسلام كدين، ثم الإعلاء من شأن المذاهب الباطنية باعتبارها مصدراً للقوة الفكرية والتجديد والأسس الصحيحة للعلاقات الإنسانية المفقودة تماماً عن الأغلبية العربية والمسلمة في نظر أدونيس.»
    ويعتبر رجاء النقاش هذا الكلام كله خطأ وتدجيلا من الناحية العلمية وتفسير النصوص بنية سيئة وضمير شديد الالتواء «ولا أتحدث هنا في الأمور الدينية، فللدين رب يحميه، وعلماء أجلاء يستطيعون الدفاع عنه بالعقل والحجة والبرهان أفضل مني. وإنما أتكلم عن الجوانب التي تتصل بالمعلومات الخالصة عن التاريخ العربي الإسلامي وعن الثقافة العربية الإسلامية حيث يخوض أدونيس في هذا كله بكثير من سوء النية وبسوء الفهم والتفسير».
    ولأن أدونيس نال الدكتوراه من جامعة اليسوعيين في بيروت، فإن صالح عضيمة، ينقل أيضا عن رجاء النقاش أن هذه الجامعة جامعة لايطمئن إليها حتى المسيحيون الشرفاء، فهم يعرفون علاقاتها بأجهزة المخابرات التي تتخذ من هذه الجامعة وسيلة لنشر أفكار تتلخص في العداء للعروبة والفكر الإسلامي الصحيح مع العمل على إبعاد لبنان عن محيطه العربي وإلحاقه بالمحيط الغربي والمصالح الغربية.
    وينهي رجاء دراسته عن صاحب «الثابت والمتحول» بقوله:» لو كان أدونيس قد التزم في رسالته بالأصول العلمية الموضوعية الصحيحة، لقلنا إنه عقل حر يجتهد، وإن كان قد أخطأ فله أجره وله قيمته وكرامته..
    أما الواقع، فهو أن أدونيس في كتابه «الثابت والمتحول» قد لجأ الى أساليب غير أمينة وغير علمية لتشويه الفكر الإسلامي.
    الكذب في السيرة الأدونيسية بحر بلا ساحل. يستشهد الباحث بكلام آخر ذكره الشاعر العراقي، المقيم في باريس عبد القادر الجنابي يأتي على ذكر الكذب في سيرة الشاعر، وهو يخاطبه كما يلي:
    »المخيف في سيرتك أنك تذكر أنك أديت الخدمة العسكرية سنتين في السجن بسبب نشاطاتك التخريبية. يا للكذب! أي نشاطات تعني؟ لم لا تقول الحقيقة وهي أنك هربت الى بيروت بسبب مطاردة النظام السوري آنذاك للقوميين الاجتماعيين؟ ويصل بك التنكر على أنطون سعادة زعيم الحزب القومي الذي سماك أدونيس، فأخذت تشيع بأنك اخترت الاسم لأسباب كونية!.
    لا بل رحت تشيع أنك أنت أسست مجلة شعر مع أن مؤسسها هو يوسف الخال، وهذا معروف وأكيد».
    وأدونيس في الكتاب شخص لا يعرف سوى الكيد ولا يحسن إلا صنع المكائد وحبك الحبائل، ومنهما يعيش ويتعيش، وعليهما يسير ويتحرك، وبهما يتجول ويتمول ويتنفس.
    أما مجلة شعر التي كان أدونيس من جنودها وادعى أنه هو مؤسسها، فهي مجلة مشبوهة مرتبطة بمنظمة حرية الثقافة العالمية التي كانت تمولها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. ولمن يريد التوسع في أمر عمالة هذه المجلة للغرب، ولأمريكا على التحديد، فبإمكانه أن يعود الى أرشيف المخابرات الأمريكية التي فتحت أبوابها بعد فترة زمنية، لكل من يبحث وينقب.
    في أحد فصول كتاب عضيمة وعنوانه "بحث في الاتهام والإثبات" حديث عن دور للمخابرات الأمريكية في تمويل منظمات ومؤسسات هي ثقافة في العالم كله، ومنه العالم العربي، في العالم العربي مولت هذه المخابرات هيئات ومجلات ثقافية عربية عديدة منها، أو في طليعتها مجلة شعر التي عمل فيها أدونيس، والتي كانت مضطلعة بمشروع ثقافي يهدف إلى مراجعة الأدب والفكر العربي القديم (كما فعل أدونيس في كتابه "الثابت والمتحول") على ضوء معايير كيدية ملتوية للانتهاء إلى ضرورة وأده ونشر ثقافة جديدة مكانه.
    يروي هذا الفصل حكاية تدخل جهاز المخابرات الأمريكية في إنشاء وتمويل مؤسسات ثقافية عربية عملت تحت شعار "الحداثة" الشائع كثيراً في أدب أدونيس، لينتهي إلى القول: "نستطيع أن نقول بوضوح وبدون أدنى غموض أو التباس، أن صلة المخابرات الأمريكية باتجاهات الحداثة في الدراسات الأدبية النقدية هي أكثر نفاذاً وتأثيراً مما ذكرته الباحثة فرانسيس سوندوز في كتابها "من دفع أجر العازف" الذي خصصته الباحثة لتمويل المخابرات الأمريكية للأنشطة الثقافية عند العرب وفي العالم".
    ومن طريف ما يرويه الكتاب أن أدونيس دُعي مرة لإلقاء قصيدة في تأبين شاعر علوي كبير من منطقته فلبى الدعوة وألقى قصيدة عمودية تقليدية في هذا الشعر التقليدي المعروف الذي لا علاقة له بشعر الحداثة الذي يدعي أدونيس وكالته في العالم العربي ألقى القصيدة ثم طواها وأنكرها فيما بعد.
    الشاعر الذي رثاه أدونيس هو الشيخ علي حيدر أحد علماء الطائفة العلوية وابن قصابي قرية أدونيس وفي قصيدة التأبين هذه يقول أدونيس:
    شمسان، شمسك لم تغرب وشمس أبي
    هما فضائي فضاء السبق والغلب
    حملت سركما، نمشي معا، وعلى
    آثارنا مثل نور الآية العجب
    تغيب كالشمس غابت كي تعود غدا
    ونلتقي كلقاء الهدب للهدب
    ولكن أدونيس أنكر لاحقاً أنه نظم هكذا قصيدة..
    ويرفق الباحث كتابه بوثائق تثبت صحة بعض ما ذهب إليه من سرقات أدونيس الفكرية.
Working...
X