إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مسيرة حياة ( أبو بكر محمد ابن العَرَبي ) الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مسيرة حياة ( أبو بكر محمد ابن العَرَبي ) الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي

    الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي










    سيرة حياته



    ولادته


    حين رأى أبو بكر محمد ابن العَرَبي (وهو الاسم الذي يُختصَر في ابن عربي) النور في مدينة مرسية بجنوب شرق إسبانيا يوم 17 رمضان من عام 560 للهجرة، الموافق ليوم 28 تموز 1165م، كان ذلك متزامناً مع التقويم الهجري للذكرى الأولى للإعلان عن «القيامة العظمى والبطشة الكبرى» في عَلَموت في إيران من قبل الإمام الحسن (مؤسساً بذلك الإسلام الروحاني الخالص للإسماعيلية الإيرانية الذي تم إصلاحه، وذلك يوم 17 رمضان 559 للهجرة، الموافق لـ 8 آب 1164م). وهو من أسرة عربية عريقة معروفة بالتقوى والعلم.


    نشأته


    وما أن بلغ الصبي سن الثامنة حتى انتقل ابن عربي مع أسرته إلى إشبيلية فَدَرَسَ هنالك القرآن والحديث والفقه على يد أحد تلاميذ ابن حزم، إمام المذهب الظاهري في الأندلس. وكان في الثامنة من عمره حين وصل إشبيلية.


    مرضه


    يذكر هنري كوربان عن مرضه هذا ما يلي: «في هذه الفترة بالضبط بدَت على ابن عربي علامات القدرة الاستشراقية. وقد ألمّ به المرض وأدخلته الحمى في حالة سبات وفتور عميقين. وخاله أهله ميتاً، فيما كان هو في عالمِه الباطني يرى نفسَه محاطاً بمجموعة من الشخصيات الخطيرة ذات المظهر الجهنمي. لكن، ظهر فجأة شخص ذو جمال رباني مضمخ بعطر عذب الرائحة فقهر بقوته الجبارة الكائنات الشيطانية. فسأله: من أنت؟، فأجاب: أنا سورة يس. والحقيقة أن أباه المسكين القلق على حياة ابنه كان يتلو تلك السورة بتلاوة خاصة بمن أتتهم سكرات الموت....». ويعلق كوربان «أن ذلك كان أول دخول لابن عربي في عالَم المثال، أي عالَم الصور الواقعية والباقية: عالَم الحساسية المعقولة».


    وفاة والده


    بدأ ابن عربي تتراءى له في أحلامه عذابات جهنم، وفي تلك الفترة توفي والده، وتجمّعَت الأسباب لديه ليسلك طريق التصوف، وهو لا يزال في إشبيلية.


    ذهابه إلى الأندلس وتعلمه على يد الشيخة فاطمة بنت المثنى


    كانت بلاد الأندلس وقتها تحت حكم الموحدين الذين أسسوا دولة مترامية الأطراف عاصمتها مراكش. وقد عاصر ابن عربي ثلاثة من خلفاء هذه الدولة هم: يوسف بن عبد المؤمن، ويعقوب المنصور، ومحمد الناصر.
    كان الأندلس يغلي بالصراعات السياسية ضد القوى الأوروبية الآتية من الشمال مهدِّدَةً الوجود العربي في الأندلس. وفي الوقت نفسه كان الأندلس ساحة للحركات الفكرية العميقة المستنيرة، وللحوار الفكري بين التيارات المختلفة، وكان خلفاء الموحدين، وبخاصة يعقوب المنصور، على قدر وافر من التسامح وسعة الأفق، ورحابة الثقافة. وقد عرف البلاط الموحدي أعلاماً كباراً في الفكر من أمثال ابن طفيل وابن رشد وابن زهر وسواهم. وقد شهِدَ ابن عربي جثمان ابن رشد محمولاً على بعير ومعه حمل من كتبه.


    ابن عربي


    تتلمذ ابن عربي في التصوف على بعض أعلام عصره، وتعرّف إلى عجوز تدعى فاطمة بنت المثنى القرطبية. وهنا يذكر ابن عربي ذكرياته مع هذه الشيخة في كتابه «الفتوحات المكية»، القاهرة، 1329، المجلد2، ص348، كما يشير كوربان: «هذه الشيخة الصالِحَة، بالرغم من تقدمها في السن ظلت على قدر فائق من الجمال والنضارة بحيث يخالها المرء صبية ابنة الأربعة عشر ربيعاً (هكذا!)، إلى درجة أن ابن عربي الشاب لم يكن يستطيع أن يخفي احمرار وجهه حين كان عليه أن ينظر إلى وجهها مباشرة. وكان لهذه الشيخة العديد من المريدين، كان ابن عربي لمدة عامين مريداً من بينهم. ومن الكرامات التي حبتها بها العناية الإلهية أن سورة الفاتحة كانت في خدمتها. ففي حالة استعجال يكون فيها من الضروري الرحمة بامرأة بحاجة للمعونة، كانوا يتلون الفاتحة جماعة فيمنحونها صورة مجسّدَة وإن لطيفة وأثيرية. تقوم السورة بمهمتها، وبعدها تتلو السيدة الصالحة دعاء ينم عن تواضعها الكبير». وغالباً ما كانت الشيخة الصالِحَة تقول للمريد الشاب: «أنا أمك الإلهية ونور أمك الترابية». وفعلاً، كما يحكي ابن عربي: «إذا جاءت والدتي إلى زيارتها تقول لها يا نور هذا ولدي وهو أبوك فبريه ولا تعقيه». وكما يردف كوربان أن هذا هو الوصف نفسه، أي «أم أبيها» هو الوصف الذي أطلقَه النبي الكريم على ابنته فاطمة الزهراء. ويتابع كوربان: «ولكي تكون الشيخة الصالحة، التي تحمل اسم بنت النبي الكريم، قد سلمت بهذه الطريقة على أم ابن عربي، فذلك يعني أنه كان لها حدس قوي بالمصير الاستثنائي الذي ينتظر المريد الشاب». وعند بلوغه السنة العشرين أي أنه دخل نهائياً في الطريقة الروحانية وتعلم أسرار الحياة الصوفية، تمثلت له شخصية «الخضر» وأصبح ابن عربي تلميذاً لشيخ لا مرئي، هو الشيخ الباطني. وهكذا صار ابن عربي قبل كل شيء تلميذاً للخضر، ملامحه تجعل منه تارة النبي الياس وأخرى القديس جرجس وغيرهما الكثير. والحق أن كل المتصوفة الذين ليس لهم مرشد مرئي ، أي رجل دنيوي مثلهم هم معاصروه ، يُدعَوْن بالأويسيين[1].


    بدايات رحلاته


    غادر ابن عربي إشبيلية في جولة على مدن الأندلس والمغرب. فزار قرطبة، وبجاية. حيث التقى ابن الحسن الإشبيلي المعروف بأبي مدين، وهو المتصوف المشهور في التاريخ الإسلامي، كما زار تلمسان وتونس، وأقام بعض الوقت في فاس. وعاد إلى الأندلس فزار بعض مدنه، وعاد إلى المغرب حيث زار مراكش عاصمة الموحدين وعاودته الرؤى والأحلام، ثم قصد بجاية ثانية وهي من أعمال الجزائر اليوم، وتطورت رؤاه إلى منام رأى فيه أنه تزوج جميع النجوم والكواكب، ثم أضيفت إليها الحروف فتزوجها كلها أيضاً.
يعمل...
X