إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

يحسن الشخصية التوقف عن التدخين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يحسن الشخصية التوقف عن التدخين




    التوقف عن التدخين يحسن الشخصية

    وزارة الصحة وعدم الجدية في التصدي لظاهرة التدخين * أحمد جميل شاكر
    يبدو أنه ليست هناك أية جدية في محاربة ظاهرة التدخين أو التصدي لها بقوة القانون.

    ففي الوقت الذي تشهد فيه الدول المتقدمة انخفاضاً في نسبة المدخنين، وزيادة في اعداد الذين يقلعون عن التدخين، نرى الأمر عندنا معكوساً اذ ان نسبة المدخنين ما زالت بازدياد وأن اعداد الذين يقلعون عن التدخين ما زالت محدودة.
    وبالرغم من تفاخرنا بأننا الدولة العاشرة في العالم التي وضعت تشريعات محددة لمنع التدخين في الأماكن العامة، كما منعت الترويج له بأي وسيلة من وسائل الاعلام الا اننا لم نحقق شيئاً في هذا المجال على أرض الواقع.
    التدخين ما زال مسموحاً به في غالبية مكاتب الوزراء، وكبار المسؤولين، وفي الوزارات والدوائر الحكومية والمؤسسات العامة، وفي الأماكن العامة، وفي الفنادق ودور السينما، والمقاهي، والمحلات التجارية والمطاعم.
    كنا نتوقع تفعيل هذه التشريعات فنرى جميع مؤسساتنا الرسمية والعامة وحتى في القطاع الخاص، نظيفة ولا يسمح فيها بالتدخين وأن هذا الأمر يبدأ من رأس المؤسسة.
    الدول التي سبقتنا في مجال مكافحة التدخين، وحققت نتائج ايجابية، منعت وتحت طائلة المساءلة القانونية التدخين داخل المباني وأن من يرغب في التدخين عليه مغادرة المبنى الى منطقة مكشوفة في الهواء الطلق لممارسة هذه العادة السيئة، وخلال فترة الاستراحة المقررة، وينطبق هذا الأمر صيفاً وشتاءً، الأمر الذي يجعل من عادة التدخين امراً صعباً، لأنها تتطلب مغادرة المكتب، او المبنى، والاتجاه نحو الشارع، او الحديقة للتدخين، وان هذا من شأنه امتناع المدخن عن التدخين، او تخفيض اعداد السجائر يومياً.
    في كل الأماكن العامة، وحتى في المقاهي التي تتعاطى بالأرجيلة يجب أن تكون هناك اماكن خاصة بالمدخنين، لأن من حق المواطن الذي يرغب بتناول كوب من الشاي او القهوة ان يتمتع بجو نظيف، وأن هذا الأمر يجب ان ينطبق على المطاعم والأماكن الأخرى، في وقت يجب التشدد فيه بمنع التدخين بصورة عامة في كل الاماكن العامة، وخاصة في وسائط النقل، والمحلات التجارية.
    لقد نجحت الملكية الاردنية على سبيل المثال ومنذ سنوات في منع التدخين على جميع رحلاتها، بما في ذلك الرحلات الطويلة، وأن الذين يقضون اوقاتاً في المطارات الاجنبية يعلمون تماماً ان احداً لا يمكنه التدخين داخل الصالات او في الممرات، او اي مكان داخل ابنية المطارات، وينتظر حتى يقف في الشارع اي في الهواء الطلق ليشعل سيجارته، الامر الذي يجعلنا نؤكد على ضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة لمنع التدخين في مطار الملكة علياء الدولي والبدء اولاً بالموظفين ليكونوا قدوة لغيرهم، وأن يكون التدخين خارج مباني المطار وفي الهواء الطلق.
    تصاب بالذهول وأنت تدخل العديد من الجامعات الرسمية والخاصة بأن ظاهرة التدخين منتشرة بين الطلاب والطالبات وان مباني الجامعات، وحتى داخل قاعات التدريس تتحول الى مصدر تلوث وتلحق الاذى بغير المدخنين.
    تصاب بالإحباط وأنت تسمع احد المواطنين يشكو الفقر وأنه غير قادر على تلبية احتياجاته المنزلية، لتجد انه ينفق من دخله اكثر من خمسين ديناراً شهرياً على التدخين وأنه لا ينفق مثل هذا المبلغ لشراء اللحم اوالدجاج او الفواكه المفيدة لأسرته، ويتذرع بأنه غير قادر على ترك التدخين.
    تصاب بالذهول وأنت تدخل عيادة بعض الاطباء في القطاعين العام والخاص بأنهم يمارسون عادة التدخين، بل يقومون بتقديمها لاصدقائهم ايضاً، الامر الذي يجعلنا نطالب وزارة الصحة والنقابات الطبية بإصدار التعليمات المشددة والنداءات الانسانية، والمناشدات الاخلاقية بأن تكف هذه الطبقة وهي القدوة في مجتمعنا عن التدخين بصورة عامة، او الالتزام بعدم التدخين في العيادات والمستشفيات.
    جريمة بشعة ان نحرق نصف مليار دينار سنوياً على التدخين ونحن بأمس الحاجة الى كل قرش، وجريمة كبرى نرتكبها بحق صحتنا وأنفسنا وأولادنا اذا لم نستطع ان نحمي الجيل القادم من هذه الافة الخطيرة، ونحن على يقين بأن الجميع ما زال مقصراً في موضوع مكافحة التدخين، وأن تفعيل قانون الصحة العامة ومنع التدخين في الأماكن العامة هو الخطوة الاولى على هذا الطريق الطويل.
    ذكر موقع "هيلث داي نيوز" الأميركي أن باحثين من جامعة ميسوري وجدوا ان التدخين يحفز المرء على التهور والتصرف من دون تفكير، والتعامل مع الأمور بعصبية وقلق وعاطفية بين الراشدين دون الـ35 من العمر.
    كما اكتشفوا ان من يقلعون عن التدخين يمكن أن يتخلصوا من بعض الصفات السيئة ويحسنوا شخصيتهم. وقارن الباحثون بين مدخنين بين الـ18 و35 من العمر مع أشخاص من نفس الفئة العمرية لكنهم غير مدخنين، فوجدوا ان المجموعة الأولى أكثر تهوراً وعصبية. ولاحظوا ان الشبان الذي يتمتعون بنسبة التهور والعصبية الأعلى كانوا أكثر ميلاً للقيام بأمور مؤذية مثل التدخين.
يعمل...
X