إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الناقد المغربي محمد شويكة يركزعلى الجسد كأيقونة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الناقد المغربي محمد شويكة يركزعلى الجسد كأيقونة

    شويكة يحذر من مخاطر الأيقونات الجديدة
    يركز الناقد المغربي على الجسد كأيقونة ويناقش من خلاله قضايا فلسفية ولكن من منطلق جمالي محض.
    ميدل ايست أونلاين
    أجرى الحديث ـ عبدالله البشواري
    يفك لغز أيقونة الجسد الكبرى


    تمارس الأيقونات الجديدة على الإنسان المعاصر سلطة قوية تصاحبه وتقتحم عليه عزلته وخصوصيته، وكانت محط عدة تساؤلات ودراسات كثيرة.
    ويدخل كتاب "الإنسان الأيقوني" للناقد والكاتب المغربي محمد شويكة ضمن هذه الدراسات التي خصصت للأيقونات مساحة لها.
    ويتناول هذا الكتاب، الذي يقع في 122 صفحة من الحجم الصغير، وهو العاشر في مسار الكاتب، الصادر مؤخرا عن منشورات دائرة الثقافة والإعلام التابعة لحكومة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، قضايا وإشكالات متعلقة بالخصوص بالجانب البصري والأيقوني لدى الإنسان.
    وركز المؤلف على الجسد كأيقونة، وناقش، من خلاله، قضايا فلسفية ولكن من منطلق جمالي محض، مبرزا، في الآن ذاته، انتشار ثقافة الصورة التي صارت آلياتها المادية والمعنوية جزءا لا يتجزأ من خطة تدبير السيطرة على الإنسان اليوم.
    وتفسر عناوين فصول الكتاب هذا التوجه الذي اختاره الكاتب، فبالإضافة إلى المقدمة نجد عناوين "الإنسان غير المحتشم" و"الإنسان المنتفي" و"الإنسان عري المكان" و"إنسان الوسائط" و"الإنسان الإشهاري" و"الإنسان الموسمي" و"الإنسان الموضب" و"الإنسان المجسد".
    وأوضح شويكة، أن "منطلق الأيقونة هو الجسد، فالجسد أيقونة"، بل هو "الأيقونة الكبرى"، مشيرا إلى أنه مهتم بالجسد في إطار جمالي وسوسيو - ثقافي معينين، ولا يربط دراسته للأيقونات بالسياق الغربي (خاصة السياق المسيحي)، فلكل حضارة أيقوناتها، والجسد كأيقونة "يعكس صورة كل حضارة".
    كما فك شويكة، في كتابه هذا، الارتباط بالميتافيزيقا، إذ حصر الاشتغال على الجسد في سياق الثقافة البصرية.
    وفي سياق معالجة التكنولوجيات السمعية البصرية للأيقونات، سجل الناقد أن "دلالات الأيقونة متشعبة" ويظهر ذلك من خلال اشتغال السينما مثلا على الجسد كأيقونة كبرى.
    وفي هذا الصدد، أشار إلى أن الثقافة العربية الإسلامية تدخل الجسد في إطار "ثقافة المنع والمقدس والمدنس" مخضعة الجسد لـ "مفهوم الرقابة"، ما يشكل عائقا أمام التعامل مع الجسد كمعطى طبيعي ينشأ في إطار ثقافة معينة.
    واستدل في ذلك على الحكم المسبق، في ثقافة معينة، على الأفلام التي تتضمن مشاهد إيروتيكية على اعتبار أن الجسد يثير الغريزة، وفي المقابل يواجه "الجسد الملثم" في ثقافة أخرى بنفس الأحكام وهو ما يزكي أهمية وضع الجسد في إطارات جمالية وفي سياقه السوسيو - ثقافي.


    محمد شويكة






    وهنا يسجل الناقد "خوف" الإنسان العربي من الصورة وهي التي فضحته في الأخير، محيلا على التحولات والأحداث التي شهدها العالم العربي مؤخرا.
    إن الصورة التي كانت وراء هذه التحولات، يؤكد اشويكة، "صور غير مؤطرة وكاميرات غير محترفة وهاوية"، ما يستدعي معالجة العلاقة مع الصورة التي هي في الأصل "علاقة مهتزة".
    وأبرز، في هذا الصدد، على سبيل المثال، أن البحث الفلسفي المغربي لا يتحدث عن الصورة، فـ "مشروع المفكر محمد عابد الجابري يقصي هذه الثقافة، فهو بحث بنية العقل العربي ولم يبحث في الجانب الاستيتيقي بصفة عامة عكس عبدالله العروي الذي أشار في بعض دراساته إلى مرجعيات الصورة، كما فعل عبد الكبير الخطيبي أيضا إلا انها تبقى أبحاثا معزولة".
    ويكمن حل مشكلة العلاقة المهتزة مع الصورة، في رأي الناقد، بنهضة على المستوى التربوي وإدراج الثقافة البصرية في المنظومة التربوية وتشجيع فنون النحث والتشكيل.
    وعلى الرغم من ذلك، سجل شويكة خطورة الأيقونات، فالكاميرا مثلا كأيقونة حديثة "تؤرخ للحميمي" و"للغائب" و"تؤرخ للأشياء التي لا يمكن رصدها"، كما أنها أداة مراقبة إيديولوجية جديدة وقد تكون أداة للمراقبة الذاتية.
    وتشجيع ثقافة هذه الأيقونات الجديدة وسيلة تلجأ إليها البلدان لإحكام الطوق على الإنسان المعاصر، فهذه الأيقونات "تعزل الإنسان وتوهمه أن كل شيء بين يديه وهي في حقيقة الأمر تجعله خاضعا لنظام مقنن ومحدد". وحذر شويكة من مخاطر التمتع بالأيقونات الجديدة "هذه الأشياء الصغيرة التي يظن بها الإنسان أنه يتواصل بها مع العالم في حين أصبح بها ومعها معزولا"، إنها وسائط خالية من الحميمية وتؤدي إلى تواصل تقني يخضع لمساطر تقنوية "هناك بسودونيم في هذه التقناوية إذ يتواصل الإنسان مع مجهول أو مع رقم من الأرقام، ما قد يؤدي إلى الإدمان الإلكتروني ينعكس على الذات في غياب الجانب التربوي. ولشويكة مؤلفات منها "أطروحات وتجارب حول السينما المغربية" و"الصورة السينمائية .. التقنية والقارئة" ومجازات الصورة .. قراءة في التجربة السينمائية لداوود أولاد السيد" هذا فضلا عن مجاميع قصصية. (ماب)

يعمل...
X